الأعضاء الإشتراك و التسجيل

الملتقيات
ADs

العفو والتسامح والإعجاز العلمي

العفو والتسامح والإعجاز العلمي


NOTICE

تنبيه: هذا الموضوع قديم. تم طرحه قبل 5849 يوم مضى, قد يكون هناك ردود جديدة هي من سببت رفع الموضوع!

قائمة الأعضاء الموسومين في هذا الموضوع

  1. الصورة الرمزية أم سعود
    أم سعود

    مبتعث مستجد Freshman Member

    أم سعود غير معرف

    أم سعود , تخصصى Instructor , بجامعة -
    • -
    • Instructor
    • غير معرف
    • -, -
    • غير معرف
    • May 2007
    المزيدl

    April 20th, 2008, 11:49 AM

    هناك آيات تستحق التدبر والوقوف طويلاً، فالله تعالى أمرنا أن نعفو عمن أساء إلينا حتى ولو كان أقرب الناس إلينا، فما هو سر ذلك؟ ولماذا يأمرنا القرآن بالعفو دائماً ولو صدر من أزواجنا وأولادنا؟ يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [التغابن: 14].
    طبعاً كمؤمنين لابد أن نعتقد أن كل ما أمرنا به القرآن الكريم فيه النفع والخير، وكل ما نهانا عنه فيه الشر والضرر، فما هي فوائد العفو؟ وماذا وجد العلماء والمهتمين بسعادة الإنسان حديثاً من حقائق علمية حول ذلك؟
    في كل يوم يتأكد العلماء من شيء جديد في رحلتهم لعلاج الأمراض المستعصية، وآخر هذه الاكتشافات ما وجده الباحثون من أسرار التسامح! فقد أدرك علماء النفس حديثاً أهمية الرضا عن النفس وعن الحياة وأهمية هذا الرضا في علاج الكثير من الاضطرابات النفسية، وفي دراسة نشرت على مجلة "دراسات السعادة" اتضح أن هناك علاقة وثيقة بين التسامح والمغفرة والعفو من جهة، وبين السعادة والرضا من جهة ثانية.
    فقد جاؤوا بعدد من الأشخاص وقاموا بدراستهم دراسة دقيقة، درسوا واقعهم الاجتماعي ودرسوا ظروفهم المادية والمعنوية، ووجهوا إليهم العديد من الأسئلة التي تعطي بمجموعها مؤشراً على سعادة الإنسان في الحياة.
    وكانت المفاجأة أن الأشخاص الأكثر سعادة هم الأكثر تسامحاً مع غيرهم! فقرروا بعد ذلك إجراء التجارب لاكتشاف العلاقة بين التسامح وبين أهم أمراض العصر مرض القلب، وكانت المفاجأة من جديد أن الأشخاص الذين تعودوا على العفو والتسامح وأن يصفحوا عمن أساء إليهم هم أقل الأشخاص انفعالاً.
    وتبين بنتيجة هذه الدراسات أن هؤلاء المتسامحون لا يعانون من ضغط الدم، وعمل القلب لديهم فيه انتظام أكثر من غيرهم، ولديهم قدرة على الإبداع أكثر، وكذلك خلصت دراسات أخرى إلى أن التسامح يطيل العمر، فأطول الناس أعماراً هم أكثرهم تسامحاً ولكن لماذا؟
    لقد كشفت هذه الدراسة أن الذي يعود نفسه على التسامح ومع مرور الزمن فإن أي موقف يتعرض له بعد ذلك لا يحدث له أي توتر نفسي أو ارتفاع في ضغط الدم مما يريح عضلة القلب في أداء عملها، كذلك يتجنب هذا المتسامح الكثير من الأحلام المزعجة والقلق والتوتر الذي يسببه التفكير المستمر بالانتقام ممن أساء إليه.
    ويقول العلماء: إنك لأن تنسى موقفاً مزعجاً حدث لك أوفر بكثير من أن تضيع الوقت وتصرف طاقة كبيرة من دماغك للتفكير بالانتقام! وبالتالي فإن العفو يوفر على الإنسان الكثير من المتاعب، فإذا أردت أن تسُرَّ عدوك فكِّر بالانتقام منه، لأنك ستكون الخاسر الوحيد!!!
    بينت الدراسات أن العفو والتسامح يخفف نسبة موت الخلايا العصبية في الدماغ، ولذلك تجد أدمغة الناس الذين تعودوا على التسامح وعلى المغفرة أكبر حجماً وأكثر فعالية، وهناك بعض الدراسات تؤكد أن التسامح يقوي جهاز المناعة لدى الإنسان، وبالتالي هو سلاح لعلاج الأمراض!
    وهكذا يا أحبتي ندرك لماذا أمرنا الله تعالى بالتسامح والعفو، حتى إن الله جعل العفو نفقة نتصدق بها على غيرنا! يقول تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) [البقرة: 219]. وطلب منا أن نتفكر في فوائد هذا العفو، ولذلك ختم الآية بقوله: (لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) فتأمل!
    بسبب الأهمية البالغة لموضوع التسامح والعفو فإن الله تبارك وتعالى قد سمى نفسه (العفوّ) يقول تعالى: (إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا) [النساء: 149]. وقد وجد بعض علماء البرمجة اللغوية العصبية أن أفضل منهج لتربية الطفل السوي هو التسامح معه!! فكل تسامح هو بمثابة رسالة إيجابية يتلقاها الطفل، وبتكرارها يعود نفسه هو على التسامح أيضاً، وبالتالي يبتعد عن ظاهرة الانتقام المدمرة والتي للأسف يعاني منها اليوم معظم الشباب!
    ولذلك فقد أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم، وبالطبع كل مؤمن رضي يالله رباً وبالنبي رسولاً، أمر بأخذ العفو، وكأن الله يريد أن يجعل العفو منهجاً لنا، نمارسه في كل لحظة، فنعفو عن أصدقاءنا الذين أساؤوا إلينا، نعفو عن زوجاتنا وأولادنا، نعفو عن طفل صغير أو شيخ كبير، نعفو عن إنسان غشنا أو خدعنا وآخر استهزأ بنا... لأن العفو والتسامح يبعدك عن الجاهلين ويوفر لك وقتك وجهدك، وهكذا يقول تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) [الأعراف: 199].
    ومن روائع القصص النبوي الشريف أن رجلاً لم يعمل في حياته حسنة قط!! تأملوا هذا الرجل ما هو مصيره؟ إلا أنه كان يتعامل مع الناس في تجارته فيقول لغلامه إذا بعثه لتحصيل الأموال: إذا وجدتَ معسراً فتجاوز عنه لعل الله أن يتجاوز عني، فلما مات تجاوز الله عنه وأدخله الجنة.هل أدركتم كم نحن غافلون عن أبواب الخير، وهل أدركتم كم من الثواب ينتظرنا مقابل قليل من التسامح؟
    وأخيراً أخي المؤمن، هل تقبل بنصيحة الله لك؟؟! إذا أردت أن يعفو الله عنك يوم القيامة فاعفُ عن البشر في الدنيا! يقول تعالى مخاطباً كل واحد منا: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [النور: 22].
    ــــــــــــــــ
    بقلم عبد الدائم الكحيل
    www.kaheel7.com
  2. موضوع رائع للباحث المتميز المهندس عبد الدائم الكحيل..
    الاعجاز العلمي في القرآن الكريم بحر لا ساحل له..قرأت قبل فترة عن الاعجاز في قوله تعالى:"كلا لئن لم ينته لنسفعن ْ بالناصية ناصية كاذبة خاطئة" حيث وجد أن المركز المسؤول عن الكذب موجود في مقدمة الدماغ..
    و هذا اعجاز آخر أمتعتينا بقراءته..
    شكرا أم سعود..
    بينت الدراسات أن العفو والتسامح يخفف نسبة موت الخلايا العصبية في الدماغ، ولذلك تجد أدمغة الناس الذين تعودوا على التسامح وعلى المغفرة أكبر حجماً وأكثر فعالية، وهناك بعض الدراسات تؤكد أن التسامح يقوي جهاز المناعة لدى الإنسان، وبالتالي هو سلاح لعلاج الأمراض!
    و هذا ما يجيب على التساؤل الذي يراودنا أحيانا..لماذا نجد الناس المتسامحون و الأقل انفعالا ..هم الأكثر انجازا و الأكثر تميزا و ابداعا..
    لماذا نجد مبدعينا يسكتون عن الظلم..و يتجاوزون عن الإساءة..و يصغون لمن يحمل لهم العداء و الحقد و يتظاهرون بعدم فهم التوايا الماكرة..
    لماذا يسكتون عن اخراس ألسنة كل باغي سفيه..رغم أن لديهم الحجج الداخضة..

    و الإجابة هي: لأنهم لا يحملون فقط قلوبا كبيرة..بل و أدمغة كبيرة أيضا..

    ربما اكثر العباقرة ..هم من المتسامحون أو ذوي الذكاء العاطفي العالي ..الذين لا وقت لديهم لتصيد أخطاء الاخرين و مراقبتهم و التشكيك في قدراتهم من باب الانتقام للذات..
    و لكن من الملفت للنظر أن هناك من لديهم ازدواجية في انتهاج هذا السلوك النبيل..
    فمن غير المقبول أن يدعو الانسان للتسامح و يردده شعارا براقا بينما لا يمثل له إلا قناعا يرتديه للدفاع عن نفسه أو من يشاركه الرأي أو الموقف
    و من ناحية أخرى لا يستطيع إلا التعامل بقسوة ليس فيها متسع للتسامح أو حتى الحيادية في اصدار الاحكام تجاه الطرف اللآخر المختلف معه فكريا أو شخصيا..خاصة إن كان هذا اللآخر يفوقه في جوانب حساسة و ذات قيمة.. أو يمتلك قوة الحق، أو الحجة ،أو المنطق..أو استمالة القلوب و التاثير على اللآخرين..هنا يصبح التسامح كلمة لا معنى لها..

    نقطة أخرى..و تساؤل يطرح نفسه..بعيدا عن التسامح أو الغضب لمواقف شخصية..ماذا عن الغضب للانتهاكات التي تطال الدين أو الشخصيات الدينية..
    و كمثال يقرب الفكرة أكثر..هل غضبنا لاستفزاز الصحف الدانماركية بإعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه و سلم يتعارض مع مبدأ التسامح؟
    في رأيي أن التسامح في ديننا هو الأصل..و النفوس السامية تحرص على التسامح و التجاوز عن الأخطاء و تناسي الظلم و الإساءة و بامكان المسلم ترويض نفسه على هذا السلوك الراقي..إذا ما أدرك أن التسامح مرتبط في ديننا بالاحسان و هي مرتبة عظيمة فوق الاسلام و الإيمان أيضا..
    و السيرة النبوية ثرية بأمثلة عميقة للتسامح الأقرب للملائكية..
    و لكن التسامح أمر و الغضب لدين الله أمر أخر..فلا يجب أن تثنينا روح التسامح عن الغضب للمنكر أو التعدي على الدين بالسخرية أو الاستهزاء أو حتى قلب مفاهيمه و استغلال ذلك للنخر في جسد مبادئه و ثوابته الراسخة ليتفق مع الأهواء و مطالب الأعداء..
    و الأحاديث كثيرة في ذم الرجال الذين لا تتمعر وجوههم أو يغضبوا لدين الله..
    فيجب أن تكون لدينا القوة و الجرأة لنقول للمخطيء..قف عند حدك..و سلوكك غير مقبول..و هنا لا يكون مرد الغضب أسباب شخصية و عدم تسامح مع الشخص بل مع السلوك..
    و قبول السلوك السيء باظهار الرضا و تقديم تنازلات على حساب المبدأ ..ضعف في الشخصية..و ضعف في الايمان بالقيم و المباديء..أو ربما انعدام لوجودها أو الايمان بها من الأساس..

    التسامح و الغضب..انفعالين موجودين في كل نفس بشرية..و ادعاء قدرة البشر على التسامح المطلق هو أمر بعيد عن الواقعية..
    و مفتاح السيطرة و السمو هنا..هو كيف و متى نتسامح أو نغضب..
    و منهج المسلم في التعامل مع انفعالاته هو ..الوسطية..
    فإن كان من المشين و المسيء لصورة الاسلام أن يكون المسلم غضوبا أحمقا..فهناك أيضا صورة لا تقل إساءة و هي الظهور بمظهر المتبلد الذي لا يغضب لدين أو مبدأ أو قيمة..الذليل الخانع الذي يقبل بالذل و الهوان و الظلم و الإساءة..و هذا يتعارض مع الإيمان و يطمس صفات الأنفة و الإباء و علو الهمة التي تميز الشخصية المومنة..
    الغيظ و الغضب لدين الله و اتخاذ مواقف ايجابية قد لا تكون انتقامية في كل الأحوال بل حسبما تقتضيه طبيعة الموقف ..
    لا يتعارض مع الإيمان..و المؤمن القوي خير و أحب إلى الله من المؤمن الضعيف..
    و يصل أشده تجاه من يحارب الإسلام و المسلمين..
    يقول الله تعالى:"قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ "
    أما من تراجع عن الظلم و الإساءة..فليس له سوى العفو فالعفو من شيم الكرام..
    و هذه قصة ميمون بن مهران التي أحب أن استشهد بها كثيرا في موضوع تسامح الشخصية المسلمة..

    "روي أن جاريته جاءت ذات يوم بصحفة فيها مرقة حارة، وعنده أضياف فعثرت فصبت المرقة عليه، فأراد ميمون أن يضربها، فقالت الجارية: يا مولاي، استعمل قول الله تعالى: " والكاظمين الغيظ ".
    قال لها: قد فعلت.
    فقالت: أعمل بما بعده " والعافين عن الناس ".
    فقال: قد عفوت عنك.
    فقالت الجارية: " والله يحب المحسنين ".
    قال ميمون: قد أحسنت إليك، فأنت حرة لوجه الله تعالى."

    و سبحان الله الذي الذي أرشد عباده إلى سلوكيات تندرج تحت مبدأ الوسطية و الاعتدال تضمن لهم الاتزان النفسي و الانفعالي و تحقق لهم الصحة النفسية و الجسدية التي تعينهم على إعمار الارض..

    شكرا على النقل أم سعود ..و موقع المهندس الكحيل من المواقع الرائعة التي لا يشبع الزائر من الابحار فيها..
    7 "
ADs

قم بتسجيل دخولك للمنتدي او

الانضمام لمبتعث

Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.