الأعضاء الإشتراك و التسجيل

الملتقيات
ADs

خمسة خطب جمعة جاهزة وقصيرة.

خمسة خطب جمعة جاهزة وقصيرة.


NOTICE

تنبيه: هذا الموضوع قديم. تم طرحه قبل 3396 يوم مضى, قد يكون هناك ردود جديدة هي من سببت رفع الموضوع!

قائمة الأعضاء الموسومين في هذا الموضوع

  1. الصورة الرمزية الستانس
    الستانس

    مبتعث مستجد Freshman Member

    الستانس أستراليا

    الستانس , ذكر. مبتعث مستجد Freshman Member. من السعودية , مبتعث فى أستراليا , تخصصى management of marketing , بجامعة La Trobe University
    • La Trobe University
    • management of marketing
    • ذكر
    • Melbourne, Victoria
    • السعودية
    • Feb 2012
    المزيدl

    January 8th, 2015, 07:59 AM

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اود ان اشارككم الأجر بإذن الله وأضع بين ايديكم خمسة من الخطب القصيرة المدققة لأخواني الطلاب في الخارج

    الخطبة الأولى بعناون
    أخلاقيات التعامل

    الخطبة الأولى

    الحمد لله رب العالمين، أحمده سبحانه حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
    أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله جل وعلا، قال الله تعالى يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور)
    أيها المؤمنون: إن المسلم سهل هين لين قريب من الناس، يألفهم ويألفونه، يحبهم ويحبونه، ومن سعى في تحصيل تلك الصفات حرمه الله عز وجل على النار، قال صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: على كل هين، لين، قريب من الناس، سهل. ومن حُرم حب الناس والتعايش معهم فقد حُرم الخير، قال صلى الله عليه وسلم :« المؤمن يألف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف» ومن أراد التعايش مع الناس فعليه أن يبذل الخير لهم، ويصبر على قصورهم، ويحفظ لسانه عن عيوبهم، ويتغاضى عن زلاتهم، فلا يقدح ولا يعيب، ولا يسب ولا يلعن، فالمؤمن عفيف اللسان، طاهر القلب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان، ولا الفاحش ولا البذيء»
    عباد الله: لما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حقيقة الإيمان فسره بحسن التعامل مع الخلق، فعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله ما الإسلام؟ قال:« طيب الكلام، وإطعام الطعام» قلت: ما الإيمان؟ قال:« الصبر والسماحة» قلت: أى الإسلام أفضل؟ قال:« من سلم المسلمون من لسانه ويده» قلت: أى الإيمان أفضل؟ قال :« خلق حسن» قلت: أى الهجرة أفضل؟ قال:« أن تهجر ما كره ربك عز وجل» فانظروا يا عباد الله إلى الإسلام في أعلى مراتبه، وإلى الإيمان في أبهى صوره، كيف استقرت فيمن أصلح علاقاته مع الله تعالى، وأحسن إلى الناس، فاحرصوا على الود في خطابكم مع الناس، فاختاروا من الكلام ألطفه، ومن القول أعذبه، قال الله تعالى وقولوا للناس حسنا) أي: كلموهم طيبا، ولينوا لهم جانبا.
    ومن طلب كمال الإيمان فعليه أن يحب الخير للناس، ويحب لهم ما يحب لنفسه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»
    أيها المؤمنون: إن المسلم إذا تعامل مع الناس فمنطقه الحكمة، وإذا نصح فسبيله الموعظة، وتلك وصية الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم قال سبحانه وتعالى ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين)
    والإسلام يأمر ببناء الإنسان، وعمارة الأوطان، وينهى عن التقاتل والتدابر، ولا ينهض بناء ولا يقوم أساس إذا اختلفت القلوب وساءت الظنون، قال صلى الله عليه وسلم:« إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث»
    والتعامل مع الناس يقتضي إنصافهم إذا عدلوا، والثناء عليهم إذا أحسنوا، قال تعالى يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون) وقد علمنا ديننا الحنيف في خطابنا مع من يخالفنا في الرأي أن نقدر له رأيه، ونحفظ له حقه، قال تعالى ولا تبخسوا الناس أشياءهم)
    فاللهم امنن علينا بحسن الإيمان، وحقق لنا ما ترضاه من جميل الأخلاق والإحسان، وارزقنا أعمالا زكية ترضى به عنا، ووفقنا جميعا لطاعتك وطاعة رسولك محمد صلى الله عليه وسلم وطاعة من أمرتنا بطاعته, عملا بقولك يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)
    نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم
    أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

    الخطبة الثانية

    الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

    أما بعد: فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، وراقبوه في السر والنجوى، واعلموا أن هذه هي مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف الذي جاء به رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، حيث قال الله سبحانه وتعالى وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) فكان صلى الله عليه وسلم رحمة في نفسه، وفي أخلاقه، وفي تعامله مع جميع الخلق، من آمن به ومن خالفه، ولما قيل له : يا رسول الله ادع على المشركين. قال :« إني لم أبعث لعانا، وإنما بعثت رحمة» أي إنما بعثت لأقرب الناس إلى الله وإلى رحمته، وما بعثت لأبعدهم عنها. وهكذا ينبغي أن يكون المسلم رحيما بالخلق، محبا لهم، ساعيا في قضاء حوائجهم، ينشر الخير والمودة والألفة في مجتمعه، ويعمل على رفعة وطنه وعزته.

    هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه، قال تعالىإن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا» وقال صلى الله عليه وسلم :« لا يرد القضاء إلا الدعاء».

    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة الأكرمين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
    اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضا إلا شفيته، ولا ميتا إلا رحمته، ولا حاجة إلا قضيتها ويسرتها يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
    اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، اللهم إنا نسألك الجنة لنا ولوالدينا، ولمن له حق علينا، وللمسلمين أجمعين.
    اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، وأدخل اللهم في عفوك وغفرانك ورحمتك آباءنا وأمهاتنا وجميع أرحامنا ومن له حق علينا.
    اذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم ( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون)




    الخطبة الثانية بعنوان

    إغتنام الوقت
    الخطبة الأولى


    الحمد لله الواحد الأحد، مجري الليل والنهار، سبحانه هو العزيز الغفار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، دعا إلى اغتنام الأوقات في فعل الخيرات، فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
    أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله، قال سبحانه وتعالى يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون).
    أيها المسلمون: الوقت هو عمر الإنسان وحياته، وهو من أعظم نعم الله تعالى عليه، وقد ربط المولى عز وجل بينه وبين العمل، فقال سبحانه والعصر* إن الإنسان لفي خسر* إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) يقول أحد العلماء: لو تدبر الناس هذه السورة لكفتهم. لأنها الفيصل للإنسان في اغتنام الوقت، فمن أحسن إدارة وقته فقد فاز، ومن فرط فيه وقضاه في مضيعات الأوقات فقد فاته الخير الكثير، ولذلك وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلم أن يستهل يومه بقوله:« الحمد لله الذي عافاني في جسدي، ورد على روحي، وأذن لي بذكره».
    فجميل بنا أن نبدأ يومنا بذكر الله تعالى ثم نشرع في أعمالنا، لأن الإذن بالذكر اغتنام للوقت في طاعته سبحانه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحث على ذكر أفضال الله تعالى على العبد ليل نهار فيقول:« من قال حين يصبح: اللهم ما أصبح بي من نعمة فمنك وحدك، لا شريك لك، فلك الحمد، ولك الشكر. فقد أدى شكر يومه، ومن قال مثل ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته».
    فاشكروا الله عز وجل على نعمة الوقت ونعمة الحياة ونعمة الإسلام، فإنها أغلى ما يمتلكه الإنسان، والسعيد من كان بالغداة شاكرا ذاكرا عاملا، مغتنما لوقته، وبالعشي راكعا ساجدا لربه، فإن الذكر غراس الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة». فالزمان أشرف من أن يضيع المرء منه لحظة، وما هذه الأيام إلا مزرعة للآخرة.
    عباد الله: تمر الأيام وتمضي الأعوام، والإنسان بين مخافتين: أجل ماض لا يدري ما الله قاض فيه، وأجل باق لا يدري ما الله فاعل فيه، فليقدم الإنسان لنفسه، وليغتنم وقته سالكا كل الطرق التي تعينه على إدارة وقته وتحقيق أهدافه،
    ولا يسوف فيضيع وقته وتتراكم عليه أعماله، وما أجمل أن ينظم وقته ويلتزم بمواعيده، فلا يهدر وقته، ووقت الآخرين، فإن نجح في ذلك كان من الفائزين، ولن يكون من النادمين، فإن الأجل إذا جاء فليس بعده من مستعتب، قال أبو هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« ما من أحد يموت إلا ندم». قالوا: وما ندامته يا رسول الله؟ قال :«إن كان محسنا ندم أن لا يكون ازداد وإن كان مسيئا ندم أن لا يكون نزع». أي أقلع عن الذنب وتاب.
    قال الحسن البصري رحمه الله: الدنيا ثلاثة أيام: أما أمس فقد ذهب بما فيه، وأما غدا فلعلك أن لا تدركه, فاليوم لك فاعمل فيه.
    فاغتنام الوقت فيما ينفع المرء به نفسه وينفع الآخرين أمر مطلوب، وذلك بترتيب المهام والأعمال اليومية، وتقديم الأهم على المهم، فالعمر حجة له أو عليه يوم القيامة، وهو مسؤول عن عمره كيف قضاه، وعن شبابه فيم أبلاه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه».
    فعلى المرء أن لا يدع الوقت يمر من غير تدبير ولا تقدير، وأن يتأمل فيما قدم لنفسه ولزوجته وأولاده ولوظيفته وآخرته، فيخصص لكل منها الوقت الذي يناسبه، فالموفق من وفقه الله لطاعته، والسعيد من اغتنم الشهور والأيام والساعات، وتقرب فيها إلى مولاه بالطاعات، فعسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات، فيسعد بها.
    اللهم بارك لنا في أوقاتنا وأعمارنا، ووفقنا جميعا لطاعتك، وطاعة رسولك محمد صلى الله عليه وسلم وطاعة من أمرتنا بطاعته، عملا بقولك يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم).
    نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم.
    أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

    الخطبة الثانية

    الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

    أما بعد: فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، وراقبوه في السر والنجوى، واعلموا أن الإسلام قد دعا إلى حسن اغتنام الوقت في كل مراحل الحياة، وأكد على ذلك في أهم فريضة وهي الصلاة، قال تعالى إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا) أي في أوقات معلومة محددة، وحسن اغتنام الوقت في مرحلة الشباب أقدر على النفع والإفادة، فهي أخصب مراحل العمر، وأجدرها بحسن الاستفادة.
    ولا يكون العمل إلا باحترام الوقت في بدايته ونهايته، والمحافظة على وقت الآخرين في الأعمال والاجتماعات واللقاءات والزيارات، فالوقت إن لم تستثمره في العمل والإنجازات العظيمة، مضى وتفلت منك.
    هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه، قال تعالىإن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا» .
    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة الأكرمين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    اللهم وفقنا للاستفادة من أوقاتنا وبارك لنا فيها، واجعل التوفيق حليفنا. اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضا إلا شفيته، ولا ميتا إلا رحمته، ولا حاجة إلا قضيتها ويسرتها يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
    اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، اللهم إنا نسألك الجنة لنا ولوالدينا، ولمن له حق علينا، وللمسلمين أجمعين.
    اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحم الشيخ زايد، والشيخ مكتوم، وشيوخ الإمارات الذين انتقلوا إلى رحمتك، وأدخل اللهم في عفوك وغفرانك ورحمتك آباءنا وأمهاتنا وجميع أرحامنا ومن له حق علينا.
    اذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم ( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون)


    الخطبة الثالثة بعنوان

    القناعة


    الخطبة الأولى
    الحمد لله الكريم المنان، واسع الكرم والإحسان، أسبغ علينا الكثير من النعم، وجاد علينا بعظيم المنن، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله، فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
    أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله، قال سبحانه وتعالى فبشر عباد* الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه)
    أيها المسلمون: لقد خلق الله تعالى الإنسان وأكرمه وأعطاه، فمنهم الراضي القانع، ومنهم الجشع الطامع، قال تعالى فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن* وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن)
    والموفق من رضي بقسمةِ الله تعالى وعطائه، ولم يتذمر أو يتسخط
    فالقناعة هي الرضا بالموجود، وترك الحزن على المفقود. ولها ثمرات عظيمة في حياة الإنسان، فهي عزة في النفس لا تشترى، وسعادة لا تنقطع، ومال لا ينفد، وحياة هانئة آمنة، قال الله تبارك وتعالى من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).
    والحياة الطيبة تشمل وجوه الراحة من أي جهة كانت. وقد ذكر المفسرون عن علي بن أبي طالب وابن عباس وغيرهما رضي الله عنهم: أنهم فسروا الحياة الطيبة بالقناعة.
    ومن رُزق القناعة فقد أفلح، وكُللت مساعيه بالنجاح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« قد أفلح من أسلم، ورزق كفافا، وقنعه الله بما آتاه».
    ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قنوعا بما آتاه الله عز وجل يطلب الآخرة، ويرجو مرضاة ربه، ويدعوه قائلا:« اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا».
    عباد الله: إن النفس البشرية ميالة للزيادة، ومحبة للاستكثار، ويقول الشاعر:
    والنفس راغبة إذا رغبتها وإذا تُرَدُ إلى قليلٍ تقنع

    ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهذب سلوك أصحابه بما يجنبهم شدة التطلع للزيادة، ويحقق لهم القناعة والسعادة، فعن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال يا حكيم: إن لهذا المال( خـُضرة )حلوة، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، كالذي يأكل ولا يشبع، اليد العليا خير من اليد السفلى. فقلت: يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدا بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا.
    وقد تلقى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك التوجيه بصدق ويقين، فكانوا يربون أولادهم على القناعة وعدم التطلع إلى ما في أيدي الناس، فهذا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه يقول لابنه: يا بني إنك لن تلقى أحدا هو أنصح لك مني ... إياك والطمع، فإنه فقر حاضر، وعليك باليأس فإنه الغنى.(ويقصد باليأس القناعة) .
    أيها المسلمون: لقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الطرق والوسائل التي ترشدنا إلى القناعة والرضا، وأساس ذلك أن يوقن الإنسان بأن الرزق والنعم من الله تعالى، قال سبحانه وما بكم من نعمة فمن الله)
    وعلى المسلم أن يتأمل نعم الله عليه، ولا يقارن بينه وبين الناس، وإذا قارن فلينظر إلى من هو أقل منه كي يستحضر نعمة الله عليه ولا يزدريها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« انظروا إلى من أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم».
    ومن رزق القناعة أبصر نعم الله عليه فشكرها، ومن لم يقنع جحد ولم يشكر
    فاللهم ارزقنا القناعة في أمورنا، وهب لنا الرضا بما أعطيتنا، ووفقنا جميعا لطاعتك، وطاعة رسولك محمد صلى الله عليه وسلم وطاعة من أمرتنا بطاعته، عملا بقولك يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم).

    نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم ، وبسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم .

    أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .


    الخطبة الثانية

    الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
    أما بعد: فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، وراقبوه في السر والنجوى، واعلموا أن من حُرم القناعة فقد قل يقينه بربه واتبع هواه.
    وكان أحد الصالحين يقول: من أكثر نعم الله على عباده وأعظمها شأنا القناعة، وليس شيء أروح للبدن من الرضا بالقضـاء، والثقة بالله تعالى.
    هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه، قال تعالىإن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا» وقال صلى الله عليه وسلم :« لا يرد القضاء إلا الدعاء».

    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة الأكرمين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    اللهم إنا نسألك القناعة بما رزقتنا ووهبتنا . اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضا إلا شفيته، ولا ميتا إلا رحمته، ولا حاجة إلا قضيتها ويسرتها يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار. اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، اللهم إنا نسألك الجنة لنا ولوالدينا، ولمن له حق علينا، وللمسلمين أجمعين.
    اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات ,وأدخل اللهم في عفوك وغفرانك ورحمتك آباءنا وأمهاتنا وجميع من له حق علينا يارب العالمين.
    اذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم ( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون)




    الخطبة الرابعة بعنوان

    الصبر

    الخطبة الأولى

    الحمد لله رب العالمين، وعد الصابرين أن يوفيهم أجرهم بغير حساب، أحمده سبحانه حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
    أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله جل وعلا، قال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) وقال سبحانه فبشر عباد* الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه﴾

    أيها المؤمنون: خلق الله تعالى الإنسان، وقد يبتليه في هذه الدنيا، قال عز وجل إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا) فأمره ونهاه، ووعده بالجنة إن أطاع، وحذره من النار إن عصى، وجعل الطريق إلى الجنة محفوفا بالمكاره، والطريق إلى النار محفوفا بالشهوات، ولا يقوى الإنسان على ما تكره نفسه إلا بالصبر، ولا يصبر إلا إذا امتلأ قلبه بحب الله عز وجل، ومن صبر نال المراد وبلغ المنزلة، قال تعالى والله يحب الصابرين)

    والصبر هو منع النفس من الجزع، وكفها عن الشكوى من ألم البلوى، وقيل هو : الوقوف على البلاء بحسن الأدب، وسمي الصبر صبرا لأن مرارته على النفس تشبه مرارة دواء الصبر المعروف، والصبر خلق رفيع، وقد جعل الله سبحانه الصبر حصنا لا يهدم، وملاذا لا يثلم, وأمر الله تعالى به عباده، فالصبر هو العطاء الذي لا ينتهي ثوابه، قال تعالى إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) وقد كتب الله عز وجل الخير للصابرين، فقال سبحانه وتعالى وأن تصبروا خير لكم) وقال سبحانه ولئن صبرتم لهو خير للصابرين)
    وهو خير عطاء يعطاه العبد في الدنيا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« ما أعطى أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر»
    أيها المسلمون: من اتخذ الصبر طريقا له بلغ منازل الآخرة، فهو كما قال صلى الله عليه وسلم :« والصبر ضياء» وللصبر أنواع، فصبر عن المعاصي، وصبر على الطاعة، وصبر عند الشدائد، وقد قال الله تعالى آمرا بالصبر على الطاعات يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين) والصلاة فريضة متكررة تحتاج إلى صبر وجهد, قال تعالى وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى)

    وقد قيل : الصبر عن معصية الله أهون من الصبر على عذاب الله. فطوبى لمن اجتهد فيما أمره الله تعالى، واجتنب ما نهاه عنه، وآثر الآخرة على الدنيا، ونهى النفس عن الهوى، وأمسك عن الشهوات، وقهر النفس بترك الزلات والسيئات، فيكون متصفا بالصبر عن معاصي الله تعالى.

    عباد الله: وأما الصبر على البلاء والابتلاء، فالسعيد من اغتنم الحكمة من الابتلاء فصبر، قال تعالى ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين) وليس ذلك إلا لمن آمن بربه، ورضي بما قدر له، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له» ولذا كان الجزاء لمن صبر على ما أصابه المغفرة من الله والرحمة، قال تعالى الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون* أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)
    فاللهم ارزقنا الصبر وجملنا به، ووفقنا جميعا لطاعتك وطاعة رسولك محمد صلى الله عليه وسلم وطاعة من أمرتنا بطاعته, عملا بقولك يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)

    نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم

    أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم


    الخطبة الثانية

    الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

    أما بعد: فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، وراقبوه في السر والنجوى، قال الله تعالى ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم* وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) قال ابن عباس رضي الله عنهما: أمر الله تعالى في هذه الآية بالصبر عند الغضب، والحلم عند الجهل، والعفو عند الإساءة . فهذه الأخلاق العالية التي أشارت إليها الآية الكريمة تحتاج إلى صبر، لأنه سبب للنجاح والخير في شتى مجالات الحياة، فهو يحول بين الإنسان وبين الغضب، وبه يستطيع أن يسيطر على تصرفاته وتعامله مع من حوله، وهو مطلب ضروري للحياة يجمل بنا أن نتحلى به، فبدونه يحل الغضب والانفعال، وقد قال رجل للنبى صلى الله عليه وسلم : أوصني . قال:«لا تغضب ». فردد مرارا ، قال :« لا تغضب ».

    فهناك علاقة قوية بين عدم الغضب والصبر، فالصبر يؤدي إلى الأخلاق العالية، والمعاملة الراقية، ومن لزم الصبر في حياته أجر، وأحسن إلى آخرته، قال تعالى سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار)

    هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه، قال تعالىإن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا» وقال صلى الله عليه وسلم :« لا يرد القضاء إلا الدعاء ».

    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة الأكرمين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضا إلا شفيته، ولا ميتا إلا رحمته، ولا حاجة إلا قضيتها ويسرتها يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.

    اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، اللهم إنا نسألك الجنة لنا ولوالدينا، ولمن له حق علينا، وللمسلمين أجمعين.
    اذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم ( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون)



    الخطبة الخامسة بعنوان

    الحياء
    الخطبة الأولى
    الحمد لله الكريم الرزاق، الذي جعل الحياء من أعظم الأخلاق، أحمده سبحانه حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، أشرف الخلق وخير العباد، فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أهل الحياء والرشاد، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم التناد.
    أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله، قال سبحانه وتعالى وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون
    أيها المسلمون: إن الناس متنوعون في تزودهم من مكارم الأخلاق، فهذا متميز في الكرم، وذاك في الحلم، وآخر في الشجاعة أو الوفاء، وكلها أخلاق يحبها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم إلا أن أرسخ أخلاق الإسلام، وأرجاها في القرب من الإيمان خلق الحياء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« إن لكل دين خَلقا، وخُلُق الإسلام الحياء». والحياء من خلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فعن أبى سعيد الخدرى رضي الله عنه قال: كان النبى صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها.
    وقد حثنا الإسلام على التزام الحياء في نصوص متعددة، وبأساليب متنوعة، ومن ذلك: أن الرسول صلى الله عليه وسلم جعل الحياء شعبة من الإيمان، فقال :« الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان».
    وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: من قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه.
    وقال الشاعر:
    فلا والله ما في العيش خير ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
    يعيش المرء ما استحيا بخير ويبقى العود ما بقي اللحاء
    والحياء طريق المرء إلى الطاعات وسبب لجني الخيرات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« الحياء لا يأتى إلا بخير». ومن تحلى بالحياء ارتقى في الإيمان وزاد في الإحسان، وسلك طرق الجنان، ومن تخلى عن الحياء فقد أساء وظلم، وناله الخسران والندم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء فى النار».
    لأن كلا منهما يدعو إلى الخير، ويصرف الشر ويبعده، فالإيمان يحث المؤمن على فعل الطاعات، والحياء يمنع صاحبه من المعاصي والزلات ، قال صلى الله عليه وسلم :« إن الحياء والإيمان قرنا جميعا، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر».

    عباد الله: وأفضل الحياء ما كان من الله تعالى، فإن الله عز وجل حيى يحب أهل الحياء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« إن الله عز وجل حيى ستير، يحب الحياء والستر»
    ويتحقق الحياء من الله تعالى بحفظ الجوارح عما نهى عنه، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« استحيوا من الله حق الحياء». قلنا: يا رسول الله إنا لنستحيى والحمد لله. قال:« ليس ذاك، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى، وتحفظ البطن وما حوى، وتتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء».
    ومن لم يكن له حياء يحجزه عن محارم الله تعالى سهل عليه الوقوع في المعصية، قال النبى صلى الله عليه وسلم :« إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت».
    فالحياء حصانة للمسلمة، وحصن للمسلم من المعاصي، فمن استحيا من الله عز وجل غض بصره، وحفظ جوارحه، وعف لسانه، وطهر قلبه، وارتقت أخلاقه، وسما تعامله مع الناس.
    فاللهم ارزقنا التقوى، وجملنا بالحياء، ووفقنا جميعا لطاعتك، وطاعة رسولك محمد صلى الله عليه وسلم وطاعة من أمرتنا بطاعته، عملا بقولك يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم).
    نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم.
    أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

    الخطبة الثانية

    الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
    أما بعد: فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، وراقبوه في السر والنجوى، واعلموا أن الحياء من أجمع شعب الإيمان، فإذا تحلى الإنسان بالحياء من الله تعالى الذي يراه ويسمعه ويعلم ما يكنه حرص على فعل الواجبات والمستحبات وترك المحرمات والمكروهات، وإذا استحيا من الناس لم يواجههم بما يكرهون، وإذا استحيا من نفسه حاسبها على ما يصدر منها من الأقوال والأفعال، فإن فعل ذلك فهو نقي المعدن، زكي النفس، حي الضمير، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« ما كان الحياء في شيء إلا زانه، ولا كان الفحش في شيء إلا شانه».
    هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه، قال تعالىإن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا»
    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة الأكرمين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
    اللهم ارزقنا الحياء في كل حال، واهدنا لصالح الأخلاق والأعمال، واجعلنا من الذين يخشونك في السر والعلانية يا كبير يا متعال، يا علام الغيوب.
    اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضا إلا شفيته، ولا ميتا إلا رحمته، ولا حاجة إلا قضيتها ويسرتها يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
    اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، اللهم إنا نسألك الجنة لنا ولوالدينا، ولمن له حق علينا، وللمسلمين أجمعين.
    اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحم آباءنا وأمهاتنا وجميع أرحامنا ومن له حق علينا يارب العالمين.
    اذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم ( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون)
ADs

قم بتسجيل دخولك للمنتدي او

الانضمام لمبتعث

Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.