October 4th, 2008, 02:13 PM
ذكر الله - سبحانه وتعالى - في كتابه الكريم
أن المصائبو الكروبات التي تصيب المؤمنين
من عباده هي من عند أنفسهم
سواء كانت هذه المصائب فردية أو جماعية
قال عز وجل ( ومَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍفَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ويَعْفُو عَن كَثِيرٍ)
الشورى 30
ومن رحمته - سبحانه - أنه جعل هذه الكروبات أو البلايا التي يصيب بها عباده المؤمنين بمثابة الدواء المر الذي يتجرعه المريض ليشفي من مرضه وهذا المرض هوالذنوب التي تتراكم في صحائف أعمال العباد
فتأتي هذه المصائب لتكفر الذنوب
ولتنبه ذوي القلوب الحية إلى العودة إلى الله بالتوبة إن أراد الله بها خيراً .
وقد يستطيع المؤمن أن يفعل بعض الأسباب التي - بمشيئته - يرفع الله بها بلاءً كتبه عليه أو يخففه عنه بهذه الأسباب .. ومنهذه الأسباب وأهمها :
الـــتــــقــوى
ومعنى التقوى كما هو معروف : فعل أوامر الله واجتناب معاصيه الظاهرة و الباطنة ومراقبة الله في السر والعلن في كل عمل .
قال - سبحانه وتعالى ( ومَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً ) الطلاق فيتفسير ابن كثير : قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في تفسير هذه الآية : أيينجيه من كل كرب في الدنيا والآخرة .
وقال الربيع بن خُثيم : ( يَجْعَللَّهُ مَخْرَجاً ) : أي من كل شيء ضاق على الناس .
ويأتي حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعبد الله بن عباس ليوضح نتيجة هذه التقوى أو أثرها فيحياة المؤمن حين قال له : ( يا غلام ، إني معلّمك كلمات :
أحفظ الله يحفظك ،أحفظ الله تجده تجاهك،
تعرف إلى الله في الرخاء ،يعرفك في الشدة) .
ومعنى أحفظ الله : أي أحفظ أوامر الله ونواهيه في نفسك .
ومعنى يحفظك : أي يتولاك ويرعاك ويسددك ويكون لك نصيراً في الدنيا والآخرة .
قال - سبحانه - (أَلاإنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولاهُمْ يَحْزَنُونَ)
[يونس : 62] .
أعــمـــال الـــبـــر
( كالإحسان إلى الخلق بجميع صوره) فالعمل الصالح له أثر في تفريج الكروب مع الدعاء
ونستدل هنا على ذلك بقصة الثلاثة الذين انسدَّ عليهم الغار
بصخرةسقطت من الجبل فقالوا :
(لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالحأعمالكم)
فكلٌّ دعا بصالح عمله فانفرجت الصخرة وخرجوا جميعاً
وهذا الحديثرواه البخاري ومسلم .
وفعل المعروف يقي مصارع السوء
فليثق بالله كل مؤمنومؤمنة لهما عند الله رصيد من أعمال الخير فليثق كل منهما أن الله لن يخذل من يفعل الخير خالصاً لوجهه الكريم وأنه سيرعاه ويتولاه .
فكما قالت خديجة - رضي الله عنها - للرسول -صلى الله عليه وسلم -
عندما عاد إليها من غار حراء وهوخائف بعد نزول جبريل - عليه السلام -
مذكِّرة له بسجاياه الطيبة وأعماله الكريمة
وأن مَن تكون هذه سجاياه وأعماله فلن يضيعه الله وسيرعاه ويتولاه بحفظه .
قالت له : كــلا أبشر فو الله لا يخزيك الله أبداً
إنك تصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكَلّ وتكسب المعدوم
وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق .
ومن أمثلة أثر الدعاء
في رفع البلاء قبل وقوعه :
قصة قوم يونس . قال -تعالى - : (فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌآمَنَتْ فَنَفَعَهَا إيمَانُهَا إلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَاعَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَاومَتَّعْنَاهُمْإلَى حِينٍ)[يونس : 98] .
ذكر ابن كثير في تفسير هذه الآية: أنه عندماعاين قوم يونس أسباب العذاب الذي أنذرهم به يونس خرجوا يجأرون إلى الله ويستغيثونه ويتضرعون إليه
وأحضروا أطفالهم ودوابهم ومواشيهم وسألوا الله أن يرفع عنهم العذاب
فرحمهم الله وكشف عنهم العذاب .
وتحدث ابن قيم الجوزية في كتابه (الجواب الكافي) عن الدعاء قائلاً : والدعاء من أنفع الأدوية وهو عدوالبلاء يدافعه ويعالجه ويمنع نزوله ويرفعه أو يخففه إذا نزل
وهو سلاح المؤمن وله مع البلاء ثلاث مقامات :
أحدها : أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه . الثاني : أن يكون أضعف من البلاء فيقوى عليه البلاء فيصاب به العبد ولكنقد يخففه وإن كان ضعيفاً .
الثالث : أن يتقاوما ويمنع كل واحد منها صاحبه .
وقال أيضاً : ( ولما كان الصحابة - رضي الله عنهم - أعلم الأمة بالله ورسوله وأفقههم في دينهم كانوا أقوم بهذا السبب وشروطه وآدابه من غيرهم وكان عمر - رضي الله عنه - يستنصر به على عدوه وكان يقول للصحابة لستم تنصرونبكثرة ، وإنما تُنصرون من السماء) . الإكثار منالاستغفار والذكر
قال - سبحانه - : ( ومَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وهُمْيَسْتَغْفِرُونَ ) [الأنفال : 33] .
أستـغـفـر الله العـظيم الذي لا إله إلا هـوالحـي الـقـيوم وأتوب إلـيه
كشف الله الغمة عن يونس - عليه السلام - وهو في بطن الحوت لكثرة تسبيحه واستغفاره قال - سبحانه - في الصافات : ( فَالْتَقَمَهُ الحُوتُ وهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ المُسَبِّحِينَ *
لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ )[ الصافات :142-144]
وكان من استغفاره - عليه السلام - وهو في بطن الحوت قوله :
(لاَّ إلَهَ إلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) [الأنبياء : 87]
وهكذا سيجد المؤمن والمؤمنة - بإذن الله - أثراًمحسوساً في حياتهما بهذه الأسباب السالفة الذكر إن فعلاها وبالأخص في وقت الرخاء !
تعرَّف إلى الله في الرخاء يعرفْك في الشدة
ولابد أن يُراعَى فيها إخلاص النية لله
عندئذِ تؤتي ثمارها بمشيئة الله
وتكون كالرصيدالمالي المدخر الذي تظهر منفعته وقت الحاجة إليه.
إنتهى طرحي المنقول
بقي أن أبث هنا بعض الكلمات والدعوات
مـــا و قـع بـــلاء إلا بـذنـــب
و لا رُفــع إلابـتــــوبــــــــــه
اللهم ربــنا أرزقـــنـا تـوبـة نـصـوح لا مـجـال فيها لتـسويف ولاسـلـطان للشـيـطان من إنـسٍ أو جـان عـلـيـهـا أوعلـيـنا يـا رب الـعـالمين
اللهم أكرمنا وألطف بـنا وأرفعغـضـبـك ومـقـتــك عـنــا
يـارب العـالمـين
فرج الله هـم المهمومين ونـفـس كـرب المـكـروبين
ورفع الـبـلاء عـن المبــتـلـيـن
( آمـيـــــــــــــــــــــن )
October 4th, 2008, 02:13 PM
من عباده هي من عند أنفسهم
الشورى 30
بمثابة الدواء المر الذي يتجرعه المريض ليشفي من مرضه
فتأتي هذه المصائب لتكفر الذنوب
ولتنبه ذوي القلوب الحية إلى العودة إلى الله بالتوبة إن أراد الله بها خيراً .
يرفع الله بها بلاءً كتبه عليه أو يخففه عنه بهذه الأسباب ..
فعل أوامر الله واجتناب معاصيه الظاهرة و الباطنة
فيتفسير ابن كثير : قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في تفسير هذه الآية :
ليوضح نتيجة هذه التقوى أو أثرها فيحياة المؤمن حين قال له :
أحفظ الله يحفظك ،أحفظ الله تجده تجاهك،
تعرف إلى الله في الرخاء ،يعرفك في الشدة) .
ومعنى أحفظ الله : أي أحفظ أوامر الله ونواهيه في نفسك .
ومعنى يحفظك : أي يتولاك ويرعاك ويسددك ويكون لك نصيراً في الدنيا والآخرة .
[يونس : 62] .
فالعمل الصالح له أثر في تفريج الكروب
ونستدل هنا على ذلك بقصة الثلاثة الذين انسدَّ عليهم الغار
بصخرةسقطت من الجبل فقالوا :
(لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالحأعمالكم)
فكلٌّ دعا بصالح عمله فانفرجت الصخرة وخرجوا جميعاً
وهذا الحديثرواه البخاري ومسلم .
وفعل المعروف يقي مصارع السوء
فليثق كل منهما أن الله لن يخذل من يفعل الخير خالصاً لوجهه الكريم
فكما قالت خديجة - رضي الله عنها - للرسول -صلى الله عليه وسلم -
عندما عاد إليها من غار حراء وهوخائف بعد نزول جبريل - عليه السلام -
مذكِّرة له بسجاياه الطيبة وأعماله الكريمة
وأن مَن تكون هذه سجاياه وأعماله فلن يضيعه الله وسيرعاه ويتولاه بحفظه .
قالت له : كــلا أبشر فو الله لا يخزيك الله أبداً
إنك تصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكَلّ وتكسب المعدوم
وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق .
في رفع البلاء قبل وقوعه :
(فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌآمَنَتْ فَنَفَعَهَا إيمَانُهَا إلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا
أنه عندماعاين قوم يونس أسباب العذاب الذي أنذرهم به يونس
وأحضروا أطفالهم ودوابهم ومواشيهم وسألوا الله أن يرفع عنهم العذاب
فرحمهم الله وكشف عنهم العذاب .
والدعاء من أنفع الأدوية وهو عدوالبلاء
وهو سلاح المؤمن وله مع البلاء ثلاث مقامات :
الثاني : أن يكون أضعف من البلاء فيقوى عليه البلاء
وأفقههم في دينهم كانوا أقوم بهذا السبب وشروطه وآدابه من غيرهم
وكان يقول للصحابة لستم تنصرونبكثرة ، وإنما تُنصرون من السماء) .
لكثرة تسبيحه واستغفاره
لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ )[ الصافات :142-144]
(لاَّ إلَهَ إلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) [الأنبياء : 87]
بهذه الأسباب السالفة الذكر إن فعلاها
تعرَّف إلى الله في الرخاء يعرفْك في الشدة
وتكون كالرصيدالمالي المدخر الذي تظهر منفعته وقت الحاجة إليه.
بقي أن أبث هنا بعض الكلمات والدعوات
و لا رُفــع إلابـتــــوبــــــــــه
لا مـجـال فيها لتـسويف ولاسـلـطان للشـيـطان من إنـسٍ أو جـان
يـارب العـالمـين
ورفع الـبـلاء عـن المبــتـلـيـن
( آمـيـــــــــــــــــــــن )