November 8th, 2008, 01:57 PM
الغرض هو تبادل الخبرات في كيفية أدارة الحوار بخصوص موضوع تعدد الزوجات
هو سؤال شائع , و فرصة لعرض بعض الجوانب من ديننا الإسلامي , تجربتي البسيطة جعلتني اقتنع بان الغرب لا يفهمون سوى بالمنطق , الاستدلال بالآيات القرآنية أو حتى الانجيلية لا يقنعهم أبدا بل ينفرهم, هم ملحدون بأسماء مسيحية , و أفضل ما يمكن محاورتهم به هو المنطق .
أنبه بأن الموضوع هو كيف نرد على هذا السؤال من غير مسلمين, و ليس ما رأيك في التعدد .
هنا اكتب بعض المحاور التي يمكن إدارة الحوار بها و التي وجدت بان لها تأثير جيد, أتمنى مشاركتكم بأفكاركم و تصحيح و تنوير بعضنا البعض.
تاريخ التعدد و نظامه:
يكشف التاريخ بأن التعدد تواجد في العديد من البلدان حول العالم (1), و على مدى ألاف السنين الماضية, لذا يصعب القول بان التعدد غير إنساني .
على سبيل المثال , ثلث سكان أمريكا الجنوبية مارسوا التعدد و كان الفقير يحظى بزوجتين . نصف سكان أمريكا الشمالية و بالخصوص في المكسيك مارسوا التعدد , و ليس بالمستغرب وجود رجل له 15 زوجة (2).
بما أن التعدد تواجد منذ القدم في أصقاع الأرض, فلماذا توقف الآن في بعض البلدان ؟
لعلنا نقول بأنهم وجدوا في التعدد سلبيات أكثر من الايجابيات لهذا توقفوا, و لكن هناك قاعدة عامة في الحياة تقول بان السكين ذات حدين, فنجد بعض البلدان لا تزال تمارس التعدد و البعض توقف عن ممارسته , لذا يجب أن نتساءل هل طريقة التعامل بين الزوج و زوجاته و العادات في هذه البلدان كانت متشابهة ؟
نلاحظ بان كثير من هذه البلدان التي توقفت عن ممارسة التعدد كان تعامل الزوج غير عادل مع زوجاته يقول ويستر مارك "و لكن كانت القاعدة العامة بلا شك أن احد الزوجات لها وضع اجتماعي أعلى من الباقيات أو أنها تكون الرئيسية: و عادتا في الأغلب الأحيان تكون الزوجة الأولى(3) ", بينما نجد أن اغلب البلدان التي تمارس التعدد إلى الآن هي بلدان إسلامية يعتمد نظامها على القران الذي يقول "فإن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة" ووضع حد أعلى للتعدد , باتخاذ هذا النظام كان للتعدد ايجابيات أكثر من السلبيات و الدليل انه مازال ممارس حتى الآن.
تمييز زوجة عن الأخريات دفع ببعض المجتمعات التخلي عن التعدد فهل على المسلمين دف الثمن أيضا ؟
مصلحة المرأة:
لماذا نستغرب عند القول بان الرجل المسلم يستطيع التزوج من أربعة زوجات , بينما لا نتساءل هل يعقل وجود فتاة ترضى بان تكون زوجه ثانية أو ثالثة أو رابعة ! , من المنطقي القول لو أن كل الفتيات لا يرضين بذلك لما وجد التعدد في السعودية و غيرها من البلدان الإسلامية لان القبول من الطرفين شرط في العقد كما أن للزوجات السابقات الحق بطلب الطلاق. لماذا يوجد هناك فتيات يرضين بان يكن زوجة ثانية أو ثالثة أو رابعة؟
في اغلب الأحيان عندما تصل الفتاة لسن العنوسة أو تكون مطلقة أو أرملة أو تعداد النساء أكثر من الرجال فأن فرص الزواج تكون ضئيلة , لذا فان بعض هذه الفتيات أيقن بأنهن لو بقين على حالهن بانتظار رجل أعزب فأنهن لن يتزوجن . الإسلام حرية و ديمقراطية فكان لها أن تختار ما تشاء من الرجال بيد أن الرجل مقيد بان يبحث عن عزباء فقط , و لهذا لا نجد " فتيات ليل " في السعودية.
فهل توجد مثل هذه المشكلة لدى البلدان التي منعت التعدد ؟ و كيف قامت بحل هذه المشكلة ؟ هل هناك فتيات ليل و خيانات زوجية و هروب الزوج مع عشيقته ؟
من الملاحظ نفورهم من الزواج و قبولهم الى "الصداقة", و نرى بان الشخص قد قام بعدة علاقات مع أشخاص مختلفين خلال حياته , أي أن النظام أصبح نظام تبادلي, فهل العلاقات خارج النظام الزوجي حل منطقي ؟يجب الأخذ بالحسبان الأطفال الذين سوف ينجبون , ما وضعهم ؟ و كيف سوف تكون حياتهم ؟
ما يقوله الأفراد هو انه يمكن اتقاء الحمل بالوقاية , و لكن ما يقوله عام 2004 غير ذلك إذ أن 23% من الأطفال الأمريكان يعيشون مع أمهات لم يتزوجن و بدون أب (4) , إذا "الصداقة" لم تكن لصالح المرأة, بل كانت لصالح الرجل.
هذا الاستنتاج يقتنع به معظم الفتيات في السعودية و البلاد الإسلامية لذا فإنهن يسعين إلى الزواج و البعض يعرضن أنفسهن في مواقع الانترنت للبحث عن زوج و لا يعارضن التعدد , فنظام الإسلامي مغري بالنسبة لهم .النظام الإسلامي كان مراعيا للمرأة , فالرجل مطالب بتوفير مستلزمات الحياة لزوجته و الزوجة غير مطالبة بأي صرف مادي حتى لو كان لها الاستطاعة, كما شجع كلى الطرفين بان يعينا بعضهما , فان أعانت الزوجة زوجها ماديا نظر إليها المجتمع باحترام أكثر. كما لم يحر الإسلام الطلاق بل كان منطقيا في ذلك و كان للزوجة الحق بمطالبته أيضا , بينما نرى كثير من الدول التي تمنع التعدد تمنع أيضا الطلاق مما ساعد على نفور الناس من الزواج خوفا من فشل الحياة الزوجة و عدم القدرة على الطلاق , و هذا ساعد بدورة على تفاقم " الصداقة " التي أنتجت أطفال لا يعرفون آبائهم.
العكس, زوجة و أربع رجال :
التاريخ يثبت حصول ذلك , و لا يزال ممارس في أدغال الهند و البرازيل, بشكل عام ممارسة هذا النوع من الزواج كانت ضئيلة جدا. و لكن الإسلام يمنع ذلك , و ليس لان الإسلام غير عادل , بل منعة لأنه عادل و خير المواضيع في ذلك هو موضوع أخونا fawaz0
نضرب مثالا لإثبات عدل الإسلام في هذا . لو كان لزوجة 4 أزواج فان عليها أن تعدل بينهم فأن لم تستطع فأن من المنطقي أن يمنع الإسلام هذا.
لو تقاسمت الليالي مع الرجال فإنها بعد مضي 365 يوم تكون قد أنجبت من أحد هؤلاء الرجال, و يمكن التعرف على الأب عن طريق الجينات الوراثية لا جدال في ذلك , و لكن أين حق باقي الرجال من الحظي بابن ؟.... لعلنا نقول بأنها سوف تنجب الطفل القادم من احد الرجال الآخرين أليس كذلك ؟ و لكن كيف يمكن أن تتحكم في ذلك فلعلها سوف تنجب من الرجل الذي أنجبت له طفلا من قبل ؟.... لعل العلم يتطور يوما من الأيام و يكون بمقدورها التحكم بالإنجاب من احد الرجال اللذين لم تنجب لهم بعد , و لكن هل سوف تنجب طفلا كل سنة خلال الأربعة السنين القادمة ؟ فلديها مهمة صعبة لإشباع رغبات 4 رجال و كونها حامل 4 سنين متوالية فان هذا صعب , لعل من المنطقي أن نقول بأنها سوف تحتاج 7 سنين لإنجاب طفل من كل رجل , و لكن ما عمر أول طفل و ما عمر أخر طفل ؟ هل عدلت بين الإباء ؟ فهناك أب له طفل ذو 7 سنين و الأخر له طفل مولود حديثا ! ولا اعتقد بان العلم يستطيع حل ذلك.
واضح بأنها لا تستطيع العدل في ذلك و لا نلومها ابدأ , و لكن الرجل يمكنه جعل نسائه يحبلن في نفس العام و قد يصادف ولادة الأطفال في يوم واحد .
أفحمت السائل:
أعجبتنني احد الأخوات تقول " كنت أُسأل من المسيحيين لماذا التعدد مسموح في الإسلام و هل ارضى به ؟ و كنت دائما أجيب لا و ألف لا لن ارضي بالتعدد أبدا , و كانت نظرات الانتصار في أعين المسيحيين و كأنهم يقولون ( و شهد شاهد من أهله ) و جعلني ذلك أراجع نفسي و افهم ديني أكثر . بعد ذلك أيقنت بأنه ليس من مصلحتي أن أتعدى على حقوق زوجي بان ارفض زواجه و أمنعة , و الآن عندما أواجه نفس السؤال أرد قائلتا , التعدد حق من حقوق زوجي و ليس لي الحق بمنعة , و لكن الإسلام يعطيني الحق بطلب الطلاق إذا أردت, و بهذا أرى اندهاشهم من إجابتي و تحسرهم على عقيدتهم العقيمة التي تحرم الطلاق و الذي أثبته الواقع بأنه شيء مستحيل تنفيذه.
حقائق :
التعدد في أمريكا:
الحلم بالعدل بين الزوجات
أتمنى مشاركتكم لنا بالأفكار و تصحيحكم لنا.
مراجع
1-The History of Human Marriage Vol. 3.ch 27
2- The History of Human Marriage Vol. 3.ch 27,p3
The History of Human Marriage Vol. 3.ch 27,p 29-3
مكتبة الكترونية بها الكتاب و لكن تحتاج لاشتراك شهري The History of Human Marriage by Westermarck http://www.questia.com و صلى الله على سيدنا محمد 
LinkBack URL
About LinkBacks
November 8th, 2008, 01:57 PM
لعلنا نقول بأنهم وجدوا في التعدد سلبيات أكثر من الايجابيات لهذا توقفوا, و لكن هناك قاعدة عامة في الحياة تقول بان السكين ذات حدين, فنجد بعض البلدان لا تزال تمارس التعدد و البعض توقف عن ممارسته , لذا يجب أن نتساءل هل طريقة التعامل بين الزوج و زوجاته و العادات في هذه البلدان كانت متشابهة ؟
الحلم بالعدل بين الزوجات
http://www.questia.com
و صلى الله على سيدنا محمد