محظور
غير معرف
jojo2009
, تخصصى .....................
, بجامعة ......................
- ......................
- .....................
- غير معرف
- ..............................., .............................
- غير معرف
- Dec 2008
المزيدl December 7th, 2008, 04:16 AM
December 7th, 2008, 04:16 AM
الحج بين العادة والعبادة أحمد سبق له الحج عدة مرات ويفخر بعدد الحجج، وهو حريص كل عام على العودة من هناك كما ولدته أمه.. وقبل وداعه صاحبه وضاح كان بينهما حوار معولم. سأله، يا أحمد: هل تشعر بذنوب تقتضي منك محاولة الحج كل عام؟ استغرب سؤاله قائلا: أريد من الله مزيد الأجر والحمد لله لا جرائم.
وضاح: الحج هو الركن الوحيد الذي يكفي أداؤه مرة إذا استطعت إليه سبيلا، والنبي حج مرة واعتمر مرة، وأنت في هذا البلد مَحَجٌّ للعالمين من مليارات المسلمين الحالمين بفرصة الحج ورؤية كل شبر ومَعْلَمٍ من بلدك هذا الذي انطلق منه الدين، أفلا تكون عادلا بترك مكانك لغيرك وتكتفي بقضاء هذا الركن؟ أم إنك أفضل من غيرك من أولئك الذين ينتظرون في العالم بلهفة؟ يا أحمد، أنا أعلم بأن الإنسان أناني بفطرته، وأن خوفه وطمعه طاغيان على حبه لله ولخلقه، وأدري أيضا أن ضعف الوعي مدعاة لمجرد التجمهر مع الملايين كي لا يفوته أجر بعد شعوره أو إشعاره بالذنوب كل آن وفي كل مكان، وأدرك أيضا أنه يحب المحسوس إلى درجة أنه قبل معرفته الأديان بحث عن ربه في كل شيء، فإبراهيم كان يتصيد النجوم ومظاهر الطبيعة كي يعثر على ربه حتى جاءه اليقين، وأصحاب بوذا جسدوا لهم تماثيلهم وأبدعوها لإشباع أمن رؤيتهم إشباعا محسوسا.
يا أحمد لماذا تكلف نفسك ما لم تُكلف به؟ ولماذا تحرم إخوتك في العالمين مكانا هم أحوج منك إليه؟ ألم تجد حسنات هنا تستطيع عملها سوى أخذ مكان غيرك وأنت مستغنٍ عنه؟ ثم هل أنت متأكد أنك لم تخلط بين العادة والعبادة؟ ولا بين الحج والسياحة؟ خوفي عليك أن تمارس العبادات كعادات، لأن نظرية التعلم تنبئ عن تحول الممارسات بتكرارها إلى عادات، فمنهم من صارت عباداته مجرد طقوس احتفالية جمالية بحتة، وفي هذا خلط بين الحياتية الجمالية وبين الدينية الخالصة.
وضاح: فلماذا أتاحوا لي الحج بعد كل خمس سنوات؟ أليس هذا النظام يمنحني فرصة الولادة من جديد؟ ولم لا أستثمر التصريح لي بهذا؟ هنا في هذا الموقف أستطيع تجسيد المحشر، وأعود بهذا التصور، وإذا نجوتُ فلا يهمني غيري لأنني في ذلك اليوم سأفر من أخي وأمي وأبي وصاحبتي وبنيَّ وهذه دلالة على ميكافللية الإنسان المسكين الذي تحمَّل من القيم ما لا يحتمله!!
أحمد: ألم تسمع بقول العروبي أبي فراس الحمداني:
معللتي بالوصل والموت دونه
إذا مت عطشانا فلا نزل القطر؟
وضاح: سمعته ولكن ألم تسمع بقول الإنسان أبي العلاء المعري:
فلا هطلت علي ولا بأرض قومي
سحائب ليس تنتظم البلادا؟
يا أحمد يا سيدي (حج البيت من استطاع....)، ويدخل تحت الاستطاعة مراعاة فرص الملايين من إخوتك في أرجاء الأرض، فلست وحدك من يستحق رضا الله ويبحث عنه، وأعدْ حسابك في التفريق بين الحج والسياحة وبين العادة والعبادة.
جزاك الله خير.............................
ابورغد العتيبي December 7th, 2008, 08:44 AM
7 " وداعا......................
jojo2009 December 9th, 2008, 12:08 AM
7 "
December 7th, 2008, 04:16 AM
الحج بين العادة والعبادة أحمد سبق له الحج عدة مرات ويفخر بعدد الحجج، وهو حريص كل عام على العودة من هناك كما ولدته أمه.. وقبل وداعه صاحبه وضاح كان بينهما حوار معولم. سأله، يا أحمد: هل تشعر بذنوب تقتضي منك محاولة الحج كل عام؟ استغرب سؤاله قائلا: أريد من الله مزيد الأجر والحمد لله لا جرائم.وضاح: الحج هو الركن الوحيد الذي يكفي أداؤه مرة إذا استطعت إليه سبيلا، والنبي حج مرة واعتمر مرة، وأنت في هذا البلد مَحَجٌّ للعالمين من مليارات المسلمين الحالمين بفرصة الحج ورؤية كل شبر ومَعْلَمٍ من بلدك هذا الذي انطلق منه الدين، أفلا تكون عادلا بترك مكانك لغيرك وتكتفي بقضاء هذا الركن؟ أم إنك أفضل من غيرك من أولئك الذين ينتظرون في العالم بلهفة؟ يا أحمد، أنا أعلم بأن الإنسان أناني بفطرته، وأن خوفه وطمعه طاغيان على حبه لله ولخلقه، وأدري أيضا أن ضعف الوعي مدعاة لمجرد التجمهر مع الملايين كي لا يفوته أجر بعد شعوره أو إشعاره بالذنوب كل آن وفي كل مكان، وأدرك أيضا أنه يحب المحسوس إلى درجة أنه قبل معرفته الأديان بحث عن ربه في كل شيء، فإبراهيم كان يتصيد النجوم ومظاهر الطبيعة كي يعثر على ربه حتى جاءه اليقين، وأصحاب بوذا جسدوا لهم تماثيلهم وأبدعوها لإشباع أمن رؤيتهم إشباعا محسوسا.
يا أحمد لماذا تكلف نفسك ما لم تُكلف به؟ ولماذا تحرم إخوتك في العالمين مكانا هم أحوج منك إليه؟ ألم تجد حسنات هنا تستطيع عملها سوى أخذ مكان غيرك وأنت مستغنٍ عنه؟ ثم هل أنت متأكد أنك لم تخلط بين العادة والعبادة؟ ولا بين الحج والسياحة؟ خوفي عليك أن تمارس العبادات كعادات، لأن نظرية التعلم تنبئ عن تحول الممارسات بتكرارها إلى عادات، فمنهم من صارت عباداته مجرد طقوس احتفالية جمالية بحتة، وفي هذا خلط بين الحياتية الجمالية وبين الدينية الخالصة.
وضاح: فلماذا أتاحوا لي الحج بعد كل خمس سنوات؟ أليس هذا النظام يمنحني فرصة الولادة من جديد؟ ولم لا أستثمر التصريح لي بهذا؟ هنا في هذا الموقف أستطيع تجسيد المحشر، وأعود بهذا التصور، وإذا نجوتُ فلا يهمني غيري لأنني في ذلك اليوم سأفر من أخي وأمي وأبي وصاحبتي وبنيَّ وهذه دلالة على ميكافللية الإنسان المسكين الذي تحمَّل من القيم ما لا يحتمله!!
أحمد: ألم تسمع بقول العروبي أبي فراس الحمداني:
معللتي بالوصل والموت دونه
إذا مت عطشانا فلا نزل القطر؟
وضاح: سمعته ولكن ألم تسمع بقول الإنسان أبي العلاء المعري:
فلا هطلت علي ولا بأرض قومي
سحائب ليس تنتظم البلادا؟
يا أحمد يا سيدي (حج البيت من استطاع....)، ويدخل تحت الاستطاعة مراعاة فرص الملايين من إخوتك في أرجاء الأرض، فلست وحدك من يستحق رضا الله ويبحث عنه، وأعدْ حسابك في التفريق بين الحج والسياحة وبين العادة والعبادة.