الأعضاء الإشتراك و التسجيل

الملتقيات
ADs

شبهات حول الحجاب

شبهات حول الحجاب


NOTICE

تنبيه: هذا الموضوع قديم. تم طرحه قبل 5500 يوم مضى, قد يكون هناك ردود جديدة هي من سببت رفع الموضوع!

قائمة الأعضاء الموسومين في هذا الموضوع

  1. الصورة الرمزية alsub7i
    alsub7i

    مبتعث مجتهد Senior Member

    alsub7i أستراليا

    alsub7i , ذكر. مبتعث مجتهد Senior Member. من السعودية , مبتعث فى أستراليا , تخصصى Plant Breeding , بجامعة The University of Sydney
    • The University of Sydney
    • Plant Breeding
    • ذكر
    • Sydney, NSW
    • السعودية
    • Nov 2008
    المزيدl

    March 30th, 2009, 09:01 AM

    بسم الله الرحمن الرحيم

    كتبه: إسلام محمود دربالة

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1].
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70-71].

    أما بعد:
    فإن المرأة هي إحدى صمامات الأمان للمجتمع الإسلامي وهي عنصرٌ فعال في مسيرة الأمة الإسلامية لا يمكن إغفال دورها ومكانتها أو تجاهله فهي الأم وهي الأخت وهي الزوجة وهي الابنة وهي الخالة وهي العمة ... فهي تمثل نسبة كبيرة من المجتمع الإسلامي ولها دور فعال في إصلاح المجتمع أو إفساده، لذا فقد ترسخ في عقول أعداء الإسلام ضرورة استغلال هذا العنصر الفعال في مجتمعاتنا فانتلقوا يتبارون في سبيل نخر الأساس وتشويه المفاهيم وبث الشبهات والسموم .
    وقد حاول أعداء الإسلام تجريد المرأة المسلمة من أسلحتها الدفاعية ومنطلقات عزتها التي هي خير عون لها على سبيل الإصلاح .
    فتارة نجد الأعادي يصولون ويجولون لأجل إخراج المرأة من قلعتها الحصينة التي أمرها الله عز وجل بلزومها فقال سبحانه (وقرن في بيوتكن).
    وتارة يثيرون الشبهات حول حجابها وهم يريدون الخلوص إلى عفتها وطهرها، وقد علمت بنت الإسلام أنه فريضة محكمة فزادتها تلك الشبهات تمسكًا بدينها وحجابها استجابة لأمر ربها (قل للمؤمنات يدنين عليهن من جلابيبهن)
    وبالرغم من تمسك الموحدات بحجابهن وقيم الإسلام العظيمة فإن أعداء الإسلام لا يفتأون عن حربها من خلال وسائل الإعلام والمجلات ودور التعليم وغيرها.
    ولكن ... (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ) .
    إلا أنه مما يحزن له قلب الموحد وينشغل به لب العاقل تأثر بعض المنتسبين إلى الإسلام من رجال ونساء بتلك الشبهات التي يثيرها الأعداء وبتلك السموم التي يدسونها في معسول المقال .
    لأجل ذلك رأيت أن أرد على تلك الشبهات المثارة حول الحجاب في رسالة لطيفة الحجم حتى يسهل تداولها وتتيسر قراءتها، وقد جعلتها في صورة سؤال وجواب زيادة في التيسير والتسهيل وتجديدًا في الأسلوب، عسى الله أن ينفع بها ويرد أولئك المفتونين إلى الهدى والحق ويقطع دابر المشبهين ويرد كيدهم وعدوانهم .
    وما هذه إلا مشاركة يسيرة في الدفاع عن دين الحق وشريعة رب الخلق عسى الله أن يثبتنا وعباده الموحدين ويلهمنا سبل الرشاد حتى نلقاه على التوحيد والسنة، ونعوذ بعزته أن يفتننا، أو أن نرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله.
    وكتبه حامدًا ومصليا
    إسلام محمود دربالة


    فرضية الحجاب
    س: بعض الناس يقولون: إن الحجاب عادة وليس عبادة؟
    ج: هذه دعوى باطلة إذ إن الحجاب فريضة فرضها ربنا عز وجل في كتابه وشرعها نبينا صلى الله عليه وسلم في سننه، وأجمع المسلمون على فرضيته.
    ومن أدلة فرضية الحجاب من كتاب ربنا:
    {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فَرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[النور: 31] في هذه الآية الكريمة ثلاث مواضع استُدل بها على وجوب تغطية المرأة كامل جسدها بما في ذلك وجهها:
    الأول: قوله تعالى: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا}.
    الثاني: قوله تعالى: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}.
    الثالث: قوله تعالى: {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ}.[عودة الحجاب(3/262)].
    س: وما المقصود بقوله تعالى: {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ}؟
    ج: استمعي أختي لكلام شيخنا أبي بكر الجزائري وهو يقول: ((إن دلالة هذه الآية على الحجاب الكامل أظهر وأقوى من الآيات السابقة؛وذلك لأن إثارة الفتنة بسماع صوت الخلخال في الرجل إذا ضربت المرأة برجلها وهي تمشي أقل بكثير من فتنة النظر إلى وجهها وسماع حديثها، فإذا حرم الله بهذه الآية على المرأة أن تضرب الأرض برجلها خشية أن يُسْمَعَ صوت حليها فيفتن به سامعه، كان على تحريم النظر إلى وجهها وهو محط محاسنها أولى وأشد حرمة)) [فصل الخطاب في المرأة والحجاب ص 34].
    س: وماذا عن قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}[الأحزاب: 59]؟
    ج: هذه الآية أحد أدلة وجوب الحجاب وتغطية المرأة كامل جسدها.
    قالت أم سلمة لما نزلت هذه الآية: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ} خرج نساء الأنصار كأن على رءوسهن الغربان من السكينة وعليهن أكسية سود يلبسنها)[رواه أبو داود بسند صحيح].
    س: وما المقصود بالجلباب في هذه الآية؟
    ج: ((المقصود من الجلباب أن لا ينحصر باسم ولا بجنس ولا بلون، وإنما هو كل ثوب تشتمل به المرأة ستر مواضع الزينة، والجلباب أكمل من ضرب الخمار لأنه يحيط ببدن المرأة كلها ويستر جميع ما يعلو بدنها من الزينة أو ما يصف جسمها؛ لأن لبس الثياب التي تصف حجم المرأة حرامٌ عليها استعمالها بحضرة الرجال الأجانب. [نظرات في حجاب المرأة المسلمة (ص 48)].
    س: لو ذكرت لنا بعض كلام أهل العلم المعتبرين حول هذه الآية؟
    ج: يقول الحافظ ابن كثير: ((يقول الله تعالى آمرًا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمر النساء المؤمنات خاصة أزواجه وبناته لشرفهن بأن يدنين عليهن جلابيبهن ليتميزن عن سمات نساء الجاهلية وسمات الإماء [تفسير ابن كثير (3/470)].
    س: وهل قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} هي خاصة بأمهات المؤمنين؟
    ج: ((إن الأمر بالحجاب في هذه الآية لا يختص بأمهات المؤمنين، وإن كان ضمير النسوة يرجع إليهن لأجل أنهن هن المذكورات في السياق، ولأنهن الأسوة والقدوة لنساء المسلمين في جميع نواحي الحياة)) [عودة الحجاب (3/244)].
    س: اذكر لي -رحمك الله وعفا عنك- بعض أقوال أهل العلم حول هذه الآية الشريفة؟
    ج: يقول السيوطي: ((هذه آية الحجاب التي أُمر بها أمهات المؤمنين بعد أن كان النساء لا يحتجبن)) [الإكليل في استنباط التنزيل ص (179)]، ويقول الشيخ أبي بكر الجزائري: ((فهذه الآية الكريمة تعرف بآية الحجاب إذ هي أول آية نزلت في شأنها وعلى أثرها حجب رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه، وحجب المؤمنون نساء هم وهي نص في فرض الحجاب)) [فصل الخطاب في المرأة والحجاب (ص 34)].
    س: اذكر بعض أدلة وجوب الحجاب من السنة المطهرة؟
    ج: عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة فقالت أم سلمة -رضي الله عنها: فكيف يصنع النساء بذيولهن؟ قال: ((يرخين شبرًا)) فقالت: تنكشف أقدامهن، قال: ((فيرخينه ذراعًا لا يزدن عليه)) [رواه أبو داود والترمذي وقال حسنٌ صحيح] فإذا كان يجب على المرأة ستر قدمها لئلا يراه أجنبي فكيف ببقية جسدها؟!.
    س: وهل يستنبط من قوله صلى الله عليه وسلم: ((إياكم والدخول على النساء)) على فرضية الحجاب؟
    ج: نعم، يستفاد منه فرضية حجاب النساء، قال العلامة الشنقيطي: ((هذا الحديث الصحيح صرح فيه النبي صلى الله عليه وسلم بالتحذير الشديد من الدخول على النساء فهو دليلٌ واضح على منع الدخول عليهن وسؤالهن متاعًا إلا من وراء حجاب)) [أضواء البيان (6/592)].
    س: وكيف نجيب على من يقول بأن الحجاب حرية شخصية؟
    ج: تقدم ذكر أدلة فرضية الحجاب وأنه عبادة وشريعة ربانية.
    فإذا ثبت ذلك فالواجب على العبيد الخضوع لشريعة ملك السموات والأرض وامتثال أوامره {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً} {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا}.

    التبرج
    س: وما هو التبرج كثيرًا ما أسمعهم يقولون: التبرج حرام أو فلانة متبرجة؟
    ج: التبرج كلمة إذا استعملت للمرأة فلها ثلاثة معان هي:
    1-أن تبدي للأجانب جمال وجهها ومفاتن جسدها.
    2-أن تبدي لهم محاسن ملابسها وحليها.
    3-أن تبدي لهم نفسها بمشيتها وتمايلها وتبخترها. [تفسير آيات الحجاب-للمودودي].
    س: وما هي الأدلة على تحريم التبرج؟
    ج: الأدلة كثيرة منها قوله تعالى:
    {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}[الأحزاب: 33]، ومعنى الآية: ((لا تكثرن الخروج متبرجات متجملات أو متطيبات كعادة أهل الجاهلية الأولى الذين لا علم عندهم ولا دين) [تفسير السعدي (6/107)].
    س: لو ذكرت بعض أدلة السنة على تحريم التبرج؟
    ج: الأدلة من السنة كثيرة منها:
    -قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صنفان من أهل النار لم أرهما: قومٌ معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساءٌ كاسيات عاريات مائلات مميلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها)) [رواه مسلم].
    انتشار السفور
    س: ما دام أن الحجاب فرضٌ والتبرج حرام فما الذي أدى إلى انتشار السفور؟
    ج: هناك أمور عديدة ساعدت على ذلك منها.
    1-ضعف الإيمان.
    2-عدم الخوف من الله أو ضعفه.
    3-التقليد الأعمى.
    4-اتباع الموضات.
    5-تزيين أعداء الإسلام للتبرج والمتبرجات.
    6-عدم قيام الرجل بالدور المطلوب منه نحو المرأة من القوامة والرعاية والأمر بالمعروف.
    س: لو ذكرت لنا بعض أضرار التبرج على المرأة؟
    ج: من أضراره: تمرد المرأة على مجتمعها المسلم وعصيانها أوامر خالقها عز وجل.
    2-كون المرأة مستعبدة لتبرجها فتستغل من أجل ذلك وتصبح سلعة رخيصة.
    3-التبرج يجرد المرأة من حيائها.
    4-التشبه بالمجتمعات الكافرة.
    5-من أضرار التبرج: عدم اكتفاء الرجل بزوجته ولا المرأة بزوجها وتطلع كل منهما إلى غير الآخر.
    6-التبرج يجعل المرأة عرضة للعبث والاغتصاب.
    س: وما هي أضرار التبرج على المجتمع؟
    ج: من أضرار التبرج على المجتمع:
    1-محو الشخصية الإسلامية.
    2-التهييج الجنسي، أو البرود الجنسي بحسب أحوال الأشخاص الذين يتعرضون لتلك المناظر.
    3-انتشار الزنا والفواحش.
    4-تفكك الأسر حيث تفتر المشاعر الزوجية، وربما مال الزوج إلى غير زوجته.
    5-انهيار الاقتصاد حيث تصرف الأموال على الزينة والأزياء [النساء والموضة والأزياء].
    شبهات في وجه الحجاب
    س: ناقشت بعض السيدات حول الحجاب وقلن: ما دمن هن مؤدبات ونيتهن سليمة فلا يضرهن التبرج، كما أن الإيمان في القلب هل هذا صحيح؟
    ج: الجواب عن ذلك أن الإيمان قول باللسان وعمل بالجوارح واعتقاد في القلب، فإذا كان في القلب إيمان فإنه لابد وأن يظهر أثر ذلك الإيمان في الأقوال والأفعال، فإذا كان في القلب إيمان صحيح لزم أن يأتي العبد بأعمال الجوارح وامتثال أوامر الله.
    س: ولكنَّ كثيرًا من النساء يرون أن الحجاب من الأمور الهامشية، وليس من الأسس؟
    ج: كيف يكون الحجاب أمرًا هامشيًا والله عز وجل أمرنا به في كتابه وهو فريضة، كما أن الصلاة والصوم والزكاة والحج فرائض.
    س: هل هذا يعني أن اعتقاد القلب وإيمانه وتصديقه لا يكفي في الإيمان؟
    ج: لا يكفي بل لابد من القول والعمل والاعتقاد ولابد من إصلاح الظاهر والباطن.
    س: ولكن الكثيرات نيتهن طيبة وهن لا يردن فتنة الرجال، وإنما يردن إرضاء رغبتهن في التزين والتجمل؟
    ج: يمكن للمرأة أن تتجمل وتتزين لزوجها وفي بيتها وتستر زينتها إذا خرجت امتثالاً لأمر الله، وخضوعًا لشرعه. والنية الطيبة لا تكفي كما تقدم.
    س: هناك كثيرٌ من النساء لا يرتدين الحجاب لأنه يضر بالشعر ويؤثر على نموه؟
    ج: هذا كلامٌ غير صحيح؛ بل إننا نجد كثيرًا من المحجبات لهن شعرٌ طويل وقويٌّ وجميل، وهن يعطينه التهوية والعناية في البيت وهن متسترات.
    س: بعض الأهالي والفتيات يعتقدن أن الحجاب يقلل من فرض الزواج للفتاة؟
    ج: هذا غير صحيح بل إننا نجد أن كثيرًا من المحجبات المتسترات يتزوجن قبل أقرانهن من المتبرجات؛ لأن الرجال يرغبون في المرأة المتسترة من الأنظار، المصونة في خدرها، صاحبة الحياء.
    والزواج والعنوسة من قدر الله عز وجل.
    س: ولكنَّ كثيرًا من الناس يسخرون من المحجبة ويقولون عن الحجاب: إنه خيمة؟
    هذا أمرٌ لا يعيق عن الحجاب؛ لأنك تمتثلين أمر الله، وتفعلين ما يرضيه فلو أنك أرضيت الله لأرضى عنك الناس, إضافةً إلى أن ما قد يلحقك من أذى وسخرية كل ذلك في ميزان حسناتك، وقد أوذي أنبياء الله والصالحون من بعدهم وصبروا في سبيل مرضاة الله.
    س: ولكن ما حكم من يسخر بالحجاب؟
    ج: أنقل الجواب هنا عن هذا السؤال من كلام فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله، وهو أحد أئمة المسلمين.
    سئل رحمه الله: ما حكم من يستهزئ بمن ترتدي الحجاب الشرعي وتغطي وجهها وكفيها؟ فأجاب رحمه الله: من يستهزئ بالمسلمة أو المسلم من أجل تمسكه بالشريعة الإسلامية فهو كافرٌ سواء كان ذلك في احتجاب المسلمة احتجابًا شرعيا أم في غيره.
    لما رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال رجل في غزة تبوك في مجلس: ((ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونًا ولا أكذب ألسنة ولا أجبن عند اللقاء، فقال رجلٌ: كذبت ولكنك منافق لأخبرن رسول الله، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن فقال عبد الله بن عمر: وأنا رأيته متعلقًا بحقب ناقةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، تنكبه الحجارة وهو يقول: يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ}[التوبة: 65، 66] فجعل استهزائهم بالمؤمنين استهزاءٌ بالله وآياته ورسوله، وبالله التوفيق [مجلة البحوث الإسلامية العدد 21].
    س: كثيرٌ من النساء يعتقدن أن التبرج عنوان التحضر والمدنية؟
    ج: إن الحضارة والمدنية لابد أن تكون خاضعة لشريعة الله وتعاليم دينه الخاتم؟
    والإسلام هو دين الحضارة، ولا تعارض بين الإسلام والحضارة القويمة.
    والتبرج هو أحد أسلحة أعداء الإسلام لإفساد المسلمين يقول اليهود في بروتوكولاتهم: ((علينا أن نكسب المرأة، ففي أي يوم مدت إلينا المرأة يدها ربحنا القضية)) [بروتوكولات حكماء صهيون].
    س: وكيف ترتدي المرأة الحجاب والمحجبات محاربات ومطاردات؟
    هذا أيضا من الابتلاء {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} فعليك بالصبر احتسابًا للأجر، وتجنبًا لأهل السوء والباطل {والعصر إن الإنسان لفي خسر..} إلى آخر الآيات [العصر]
    س: هناك مشكلة أخرى وهي أن بعض المحجبات لا يلتزمن بمقتضى الحجاب ويسئن إلى المحجبات؟
    ج: هذه حجة من حجج أهل النفاق أجاب الله عنهما بقوله: {ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ} وهذا كلام أعداء دين الله لينفروا الناس عن الدين والشرع، وكل فئة من الناس فيها الصالح والطالح، وليس خطأ البعض دليلاً على خطأ الآخرين.
    س: وأيضا الحجاب ملفت للنظر والناس تتتبع المحجبة بالنظر؟
    ج: وحتى إذا تتبع الناس المحجبة بالنظر فماذا سيحصلون عليه من المتحصنة المتسترة (يرتد إليك البصر وهو حسير).
    يقول أبو حيان في قوله: {ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ}[الأحزاب: 59].
    قال: ((لِتَسَتُّرهن بالعفة فلا يتعرض لهن، ولا يلقين ما يكرهن؛ لأن المرأة إذا كانت في غاية التستر والانضمام لم يقدم عليها، بخلاف المتبرجة فإنها مطموعٌ فيها. [البحر المحيط (7/250)]
    س: هناك مسألة أخرى وهي أن كثيرًا من النساء الشهيرات سافرات غير محجبات بل بعض منهن يكتبن كتابات دينية؟
    ج: إن الحق لا يعرف بالأشخاص ولكن الأشخاص هم الذين يعرفون بالحق فاعرفي الحق تعرفين أهله والنبي صلى الله عليه وسلم فقط هو قدوتنا {مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا}[الإسراء: 15].
    س: ولكن ألا ترى أن الحجاب فيه تضييقٌ على المرأة والسفور فيه رفقٌ بها، وقد أمر الشرع بالرفق بالمرأة، والإسلام دين السماحة؟
    ج: لاشك أن الإسلام هو دين اليسر والسماحة والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه)) إلا أن تشريعات الإسلام هي اليسر بعينه.
    وحجاب المرأة هو مصلحةٌ لها وصيانة وطهارة، وهو في مصلحة المجتمع بحيث تسلم نفوس الرجال من التعلق بأشخاص النساء الأجنبيات.
    والسفور شرٌ عام على الرجال والنساء.
    س: ولكن أليس أحكام الإسلام تتغير بتغير الزمان، وزماننا يرى بعض الناس أنه لا يصلح فيه الحجاب؟
    ج: أحكام الإسلام لا تتغير ولا تتبدل وهي ثابتة، وقد أكمل الله لنا الدين قال عز وجل: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}[المائدة: 5] ولكن الفتوى هي التي تتبدل وتتغير بحسب الزمان وبحسب الأشخاص.
    وفرقٌ بين الفتوى والحكم الشرعي الأحكام الشرعية كالصلاة والزكاة والحج والصيام والحجاب وغيرها هذه ثابتة لا تتغير أما الفتوى فقد تتغير.

    وسيأتي لاحقاً النقاب وتغطية الوجه بإذن الله تعالى
  2. جزاك الله خير أخوي بو تركي

    أخواتنا فيهن الخير وكلهن إن شاء الله من المحجبات غير مبديات الزينة

    لكن المصيبة من الليبرليين المسلمين << ما تجتمع بس كذا ينبون أنفسهم

    يطالبون بنزع الحجاب

    فهل هم مسلمون بعد الذي كتب في الأعلى ؟
    7 "
  3. المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمـ Red-Death ـشز
    جزاك الله خير أخوي بو تركي

    أخواتنا فيهن الخير وكلهن إن شاء الله من المحجبات غير مبديات الزينة

    لكن المصيبة من الليبرليين المسلمين << ما تجتمع بس كذا ينبون أنفسهم

    يطالبون بنزع الحجاب

    فهل هم مسلمون بعد الذي كتب في الأعلى ؟
    جزاك الله خير أخي عمشز والحمدلله اي مسلمة فيها خير ولكن المصيبة فيما ذكرت

    اشكرك على المرور

    تحياتي لك

    7 "
  4. نستكمل الموضوع:

    النقاب وتغطية الوجه
    س: بعض الناس يقولون أن تغطية الوجه بدعة؟
    ج: البدعة هي الأمر الحادث في الدين بعد زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فهل تغطية الوجه لم تكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وهل كانت الصحابيات يخرجن سافرات الوجوه، وهل زوجات النبي صلى الله عليه وسلم كن يخرجن سافرات الوجوه، ينبغي للعاقل أن يتأمل ويعقل ما يقول قبل أن يتكلم.
    س: اذكر بعض كلام أهل العلم في وجوب الحجاب وستر الوجه؟
    ج:قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
    ((إن من مكارم الأخلاق التي بعث بها محمد صلى الله عليه وسلّم، ذلك الخلق الكريم، خلق الحياء الذي جعله النبي صلى الله عليه وسلّم من الإيمان، وشعبة من شعبه، ولا ينكر أحد أن من الحياء المأمور به شرعاً وعُرفاً احتشام المرأة وتخلقها بالأخلاق التي تبعدها عن مواقع الفتن ومواضع الريب. وإن مما لا شك فيه أن احتجابها بتغطية وجهها ومواضع الفتنة منها لهو من أكبر احتشام تفعله وتتحلى به لما فيه من صونها وإبعادها عن الفتنة.
    ولقد كان الناس ... على طريق الاستقامة في ذلك فكان النساء يخرجن متحجبات متجلببات بالعباءة أو نحوها بعيدات عن مخالطة الرجال الأجانب، ... لكن لما حصل ما حصل من الكلام حول الحجاب ورؤية من لا يفعلونه ولا يرون بأساً بالسفور صار عند بعض الناس شك في الحجاب وتغطية الوجه هل هو واجب أو مستحب؟ أو شيء يتبع العادات والتقاليد ولا يحكم عليه بوجوب ولا استحباب في حد ذاته؟ ولإزالة هذا الشك وجلاء حقيقة الأمر أحببت أن أكتب ما تيسر لبيان حكمه، راجياً من الله تعالى أن يتضح به الحق، وأن يجعلنا من الهداة المهتدين الذين رأوا الحق حقّاً واتبعوه ورأوا الباطل باطلاً فاجتنبوه فأقول وبالله التوفيق: اعلم أيها المسلم أن احتجاب المرأة عن الرجال الأجانب وتغطية وجهها أمر واجب دل على وجوبه كتاب ربك تعالى، وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلّم، والاعتبار الصحيح، والقياس المطرد))[مقدمة رسالة الحجاب – للعلامة العثيمين]


    س: عندي استفسار بسيط: سمعت أن ما تعم به البلوى هو من الأمور المعفو عنها أفلا يكون كشف الوجه مما تعم به البلوى فيجوز كشف الوجه؟
    ج: لا يصح هذا القول لعدة أمور:
    1-أنه لا حاجة تدفع إلى كشف الوجه.
    2-أن الوجه هو أزين شيء في المرأة وأجمل ما يدعو إليها.
    3-أن كشف الوجه أكبر مثير لشهوة الناظرين.
    4-أن من حكمة التشريع الإلهي تقليل الشر بمنع وسائله، وتكثير الخير بتقريب أسبابه.

    س: هل من زيادة بيان حول مسألة عموم البلوى؟
    ج: نعم أنقل هنا كلام الشيخ عبد العزيز بن خلف يقول -رحمه الله:
    ((وعلى هذا فلم يكن هذا التقليد الذي يخالف السنة مبيحًا لما ثبت من المنهيات الشرعية وأخذت به الأمة الإسلامية، فالبلوى لها حكمها والمجتمعات لها أحكامها، لأن البلوى لا تبيح محرمًا في نفس الأمر كما لا تبيحه عادات المجتمعات أو لا ينقلب الحرام مباحًا بتغير الزمان والمكان، إن الفتنة هي قاعدةٌ من قواعد التحريم فلو قلنا بانتفاء الفتنة عمن كانت في ((لندن)) مثلاً بحيث أن السفور هو العادة المتبعة وربما تنتفي الفتنة غالبًا فهل يقال: إن هذا السفور مباحٌ للمرأة المسلمة؟
    نقول: لا يكون السفور مباحًا؛ لأنه لا يجوز لها أن تكشف وجهها للرجال الأجانب لعموم النص، ولو انتفت الفتنة غالبًا)) [نظرات في كتاب المرأة المسلمة (35-36)].
    س: هناك حديثٌ جاء فيه: ((أن النساء كن يصلين الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرجعن إلى بيوتهن لا يعرفهن أحد من الغلس)).
    فهذا يدل على أنهن كن سافرات، ولكن الذي عاق الرجال عن معرفتهن هو الغلس وليس الحجاب؟
    ج: هذا الحديث صحيح رواه البخاري ومسلم، ولكن هذا الفهم لم يفهمه علماء الإسلام الأكابر، ولتوضيح فهم هذا الحديث أنقل كلام الشيخ عبد العزيز خلف يقول: ((هذا الحديث يدل على أن نساء الصحابة كن يغطين وجوههن ويتسترن عن نظر الرجال الأجانب، حتى أنهن من شدة مبالغتهن في التستر والتغطية الوجوه لا يعرف بعضهن بعضًا، ولو كن يكشف وجوههن لعرف بعضهن بعضًا كما كان الرجال يعرف بعضهم بعضًا)).
    س: هلا زدت الأمر توضيحًا وبيانًا؟
    ج: نعم, هناك حديثٌ صريحٌ يوضح الأمر: عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: ((والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار أشد تصديقًا بكتاب الله ولا إيمانًا بالتنزيل، لقد أنزلت سورة النور:{وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور: 31]، فانقلب رجالهن إليهن يتلون ما أنزل فيهن، ما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها فأصبحن يصلين الصبح معتجرات كأن على رءوسهن الغربان)) [فتح الباري (8/490)], والاعتجار هو لف الخمار على الرأس مع تغطية الوجه، فهذا صريح الدلالة أن الذي منع الرجال من معرفتهن هو الخمار أولاً، ثم الغلس، لا الغلس وحده.
    س: ولكن بعض النساء يقلن: الحجاب تغطية الوجه يؤثر على الرؤية؟
    ج: ألسنا نرى من يمارسون حياتهم بعين واحدة، وهناك من تصاب عينه في حادث ويقود السيارة بمهارة، وكذلك القاعدة الفقهية تقول: إن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، فالمصلحة في تستر المرأة عامة، وإذا كانت هناك مضرة فهي خاصة.
    ثم إن الذي أمر بستر الوجه هو أعلم بما يصلح عباده.

    س: قل لي -بالله عليك- ما هو الداعي إلى الحجاب إذا كان الرجال مأمورين بغض البصر، وإذا كان الوجه والجسم مغطى فعن ماذا يغضون أبصارهم؟
    ج: نعم وردت آيات وأحاديث فيها الأمر بغض البصر منها: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ}[النور: 30]. وعن جرير بن عبد الله قال: ((سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة فأمرني أن أصرف بصري)) [رواه مسلم], ولكن أعداء الحجاب ودعاة السفور قالوا: إذا كان هناك أمرٌ بغض البصر فلابد أن هناك شيئًا مكشوفًا من المرأة.
    والجواب: أن الأمر بغض البصر هو أمرٌ من الله تعالى يجب التزامه ولا يلزم منه أن يكون الوجه والكفين للمسلمة مكشوفًا.
    بل هناك أحوال تستوجب غض البصر مثل: أن في المدينة زمن التنزيل كان هناك نساء اليهود والسبايا والإماء وربما بقي النساء غير المسلمات في المجتمع الإسلامي سافرات الوجوه كاشفات فأمروا بغض البصر.
    وكذلك قد يظهر من جسم المحجبة شيء طارئ نتيجة سقوطها أو نتيجة هواء أو رياح أو ما شابه فيجب غض البصر.
    وكذلك لو اجترأت امرأةٌ وكشفت سترها فيجب غض البصر عنها.
    س: ذكر لي أحد زملائي في الجامعة أن امرأة مدت يدها من وراء ستارة إلى رسول الله صلى الله فلم يمد يده إليها وقال: ((لا أدري أيدُّ رجل أم يد امرأة))؟ فقالت: بل امرأة.
    قال زميلي: فهذا دليلٌ على إباحة السفور هل هذا صحيح؟
    ج: أختي الكريمة قبل أن أجيب على هذا السؤال أود أن أذكِّركِ وأحذرك من رفقة السوء فإن الصاحب ساحب إلى الخير أو إلى الشر، والمرء على دين خليله فاحذري، كما أن اختلاط المرأة بالرجال فتنةٌ عظيمة، وباب شرٍّ وخيم.
    أما عن السؤال: فابتداءً هذا الحديث ضعيف لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ضعفه علماء الحديث، وممن حكم بضعفه: الشيخ محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- في كتابه ضعيف الجامع برقم (4846)، والقول الصحيح الراجح: أنه لا يجوز العمل بالحديث الضعيف لا في العقائد ولا في العبادات ولا في فضائل الأعمال.
    ثانيًا: إذا افترضنا صحة الحديث فليس فيه دليلٌ على إباحة السفور
    س: وماذا عن حديث أخر سمعته جاء فيه أن النساء كن يهوين بأيديهن في صلاة العيد يلقين الذهب في ثوب بلال ورسول الله صلى الله عليه وسلم شاهدٌ وكذلك ابن عباس؟
    ج: نعم، هذا حديثٌ صحيح رواه البخاري وأذكر نصه أولاً: عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قيل له: شهدت العيد مع النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم، ولولا مكاني من الصغر ما شهدته، حتى أتى العلم الذي عند دار كثير بن أبي الصلت فصلى فنزل نبي الله صلى الله عليه وسلم كأني أنظر إليه حين يجلس الرجال بيده، ثم أقبل يَشُقهم، ثم أتى النساء ومعه بلال فقال: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا...}[الممتحنة: 12] فتلا هذه الآية حتى فرغ منها، ثم قال حين فرغ منها: ((أنتن على ذلك؟)) فقالت امرأة واحدة لم يجبه غيرها منهن: نعم يا نبي الله، ثم قال: ((هلم لكن فداكن أبي وأمي)) فرأيتهن يهوين يقذفنه، وفي رواية: ((فجعلن يلقين الفُتُخَ والخواتم في ثوب بلال، ثم انطلق هو وبلال إلى بيته)) رواه البخاري.
    س: كنت قد قرأت في كتاب المحلى لابن حزم قال: ((فهذا ابن عباس بحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى أيديهن فصح أن اليد من المرأة والوجه ليسا بعورة وما عداهما ففرضٌ ستره))
    ج: يجاب عن هذا الكلام بعدة أجوبة: أولاً: أنه ليس في الحديث ذكر الوجه على الإطلاق فأين إذن ما يدل على أن الوجه ليس بعورة من الحديث.
    ثانيا: إنه وإن ورد في الحديث ذكر الأيدي لكن ليس فيه تصريح بأنها كانت مشكوفة حتى يتم الاستدلال به على أن يدي المرأة ليست بعورة.
    ثالثًا: حتى وإن ثبت في الحديث أن ابن عباس رأى وجوههن وأيديهن فليس في ذلك دليلٌ على جواز السفور، ولا حجة فيه على إباحة كشف الوجه والكفين.
    فقد جاء في الحديث من قول ابن عباس -رضي الله عنهما: ((ولولا مكاني من الصغر ما شهدته)) فهذا يدل على أن ابن عباس كان صغيرًا ليس عليه حرج ولا جناح، ولا على النساء إن أظهرت وجوههن أمامه لأنه لم يبلغ.
    وأختم بكلام الحافظ ابن حجر -رحمه الله- قال في فتح الباري: قوله: ((ثم أتى النساء)) يشعر بأن النساء كن على حدة من الرجال غير مختلطاتٍ بهم، قوله: ((ومعه بلال)) فيه أن الأدب في مخاطبة النساء في الموعظة أو الحكم أن لا يحضر من الرجال إلا من تدعو الحاجة إليه من شاهدٍ ونحوه، لأن بلالاً كان خادم النبي صلى الله عليه وسلم ومتولي قبض الصدقة، وأما ابن عباس فقد تقدم أن ذلك اغتفر له بسبب صغره.
    س: هناك حديثٌ مشهورٌ جدًّا وفيه حجةٌ قويةٌ على جواز كشف المرأة وجهها وكفيها وهو نص في هذه المسلألة؟
    ج: وما هو هذا الحديث المشهور جدًّا.
    س: حديث أسماء -رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: ((يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لا ينبغي أن يظهر منها إلا هذا وهذا وأشار إلى وجهه وكفيه، هل عندك جوابٌ على هذا النص الصريح.
    ج: الجواب سهل: فمع وضوح هذا النص وصراحته يكفي أن نقول: إن هذا الحديث ضعيفٌ وفيه ثلاث علل: ففي سنده راويان الأول ضعيف والثاني مدلس وهناك إرسالٌ في إسناده.
    وقد تقدم أن الحديث الضعيف لا يجوز العمل به.
    س: لو ألقيت بعض الضوء على هذه العلل الثلاث:
    ج: 1-أما الإرسال فقد قال أبو داود عقب رواية الحديث: ((هذا مرسلٌ؛ خالد بن دريك لم يدرك عائشة)).
    2-في إسناده سعيد بن بشير أبو عبد الرحمن البصري قال الحافظ: ((ضعيف)).
    3-فيه أبو قتادة وهو مدلس وقد عنعنه، وفيه أيضا الوليد بن مسلم ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية وقد عنعنه.
    س: وكيف الإجابة عن هذا الحديث لو صح؟
    ج: قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله: ((ثم على تقدير الصحة- أي صحة حديث أسماء –يحمل على ما قبل الحجاب لأن نصوص الحجاب ناقلة عن الأصل فتقدم عليه)).
    س: وهل هناك أجوبة أخرى عن هذا الحديث.
    ج: نعم من الأجوبة:
    1-أنه مخالفٌ لحال أمهات المؤمنين ونسائهم فعن فاطمة بنت المنذر، عن أسماء بنت أبي بكر قالت: ((كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزونا كشفناه))
    س: وماذا عن تفسير ابن عباس -رضي الله عنهما- لقوله تعالى: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا}[النور: 31] قال: الكحل والخاتم اهـ. ومعلوم أن الكحل في الوجه والخاتم في اليد.
    ج:لم يثبت هذا عن ابن عباس -رضي الله عنهما- بل: (إسناده ضعيفٌ جدًّا بل هو منكر)
    س: وورد أيضًا عن ابن عباس أنه فسر الآية السابقة بقوله: (ما في الكف والوجه).
    ج: هذا التفسير أيضًا إسناده ضعيفٌ لضعف راويين فيه.
    س: وما هي الأقوال الثابتة عن الصحابة -رضي الله عنهم- في تفسير هذه الآية؟
    ج: قد صح عن ابن مسعود -رضي الله عنه- تفسير قوله تعالى: {إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} بالثياب.
    روى ابن جرير الطبري في تفسيره (18/119) قال: حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني الثوري، عن أبي إسحاق الهمداني، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود قال: {لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} قال: الثياب. اهـ.
    وقد رواه أيضا ابن أبي شيبة في مصنفة، والحاكم في مستدركه وقال: ((هذا حديث على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في التلخيص)).
    س: وماذا عن حديث المرأة سفعاء الخدين التي ورد أن جابر -رضي الله عنه- رآها يوم العيد؟
    ج: أذكر أولاً نص الحديث: عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: ((شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم العيد فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة، ثم قام متوكئًا على بلال فأمر بتقوى الله وحث على طاعته ووعظ الناس وذكرهم، ثم مضى حتى أتى النساء فوعظهن وذكرهن فقال: ((تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم)) فتكلمت امرأةٌ من سطة النساء سفعاء الخدين فقالت: لم يا رسول الله؟ قال: ((لأنكن تكثرن الشكاية وتكفرن العشير)) قال: فجعلن يتصدقن من حليهن ويلقين في ثوب بلال من أقراطهن وخواتيمهن)) رواه البخاري ومسلم هذا نصه والحديث ليس فيه حجةٌ على إباحة التبرج.
    س: عندي سؤال عن معنى قوله: ((سطة النساء))؟
    ج: معنى قوله: ((سطة النساء)) أي جالسة في وسطهن.
    س: وما معنى قوله: ((سفعاء الخدين))؟ في خديها تغير وسواد.
    س: إذًا فقد ثبت أن جابر -رضي الله عنه- قد رأى وجه المرأة؟
    ج: صحيح لكن لو رجعنا إلى كلام أهل العلم على هذا الحديث لوجدنا ما يشفي الصدور.
    س: وماذا قال أهل العلم عن معنى هذا الحديث؟
    ج: قال العلامة محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله: في تفسيره القيم أضواء البيان (6/597) ((وأجيب عن حديث جابر هذا بأنه ليس فيه ما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم رآها كاشفة عن وججها، وأقرها على ذلك، بل غاية ما يفيده الحديث أن جابرًا رأى وجهها، وذلك لا يستلزم الحديث أن جابرًا رأى وجهها، وذلك لا يستلزم كشفها عن قصد، وكم من امرأة يسقط خمارها عن وجهها من غير قصد فيراه بعض الناس في تلك الحال كما قال النابغة الذبياني:
    سقط النصيف ولم ترد إسقاطه
    فتناولته واتقتنا باليد

    فعلى المحتج بحديث جابر المذكور أن يثبت أنه صلى الله عليه وسلم رآها سافرة، وأقرها على ذلك ولا سبيل إلى إثبات ذلك)).
    س: وهل أجاب علماء آخرون عن هذا الحديث.
    ج: نعم ((قد روى هذا القصة المذكورة من الصحابة غير جابر -رضي الله عنه- ولم يذكروا كشف المرأة المذكورة عن وجهها, وقد ذكر مسلم في صحيحه ممن رواها غير جابر: أبا سعيد الخدري، وابن عباس وابن عمر -رضي الله عنهم- وذكره غير عن غيرهم، ولم يقل أحدٌ ممن روى القصة غير جابر أنه قد رأى خدي تلك المرأة السفعاء الخدين)) [حجاب المرأة المسلمة في الكتاب والسنة ص (541)].
    قال الشيخ حمود التويجري في كتابه الصارم المسلول على أهل التبرج والسفور ص (122): ((ومما يدل على أن جابرًا -رضي الله عنه- قد انفرد برؤية وجه المرأة التي خاطبت النبي صلى الله وسلم أن ابن مسعود وابن عمر وابن عباس وأبا هريرة وأبا سعيد الخدري -رضي الله عنهم- رووا خطبة النبي صلى الله علية وسلم وموعظته للنساء ولم يذكر واحدٌ منهم ما ذكره جابر -رضي الله عنه- من سفور تلك المرأة وصفة خديها)).
    س: وهل هناك أجوبة أخرى عن حديث المرأة سفعاء الخدين؟
    ج: نعم هناك, ومن الأجوبة: أن هذا المرأة ربما تكون من القواعد اللاتي لا يرجون نكاحًا فلا تثريب عليها في كشف وجهها على النحو المذكور، ولا يمنع ذلك من وجوب الحجاب على غيرها قال تعالى: {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[النور: 60] وأيضا: ليس في هذا الحديث ما يدل على أن هذه القصة كانت قبل الحجاب أو بعده، فيحتمل أنها كانت قبل أمر الله تعالى النساء أن يضربن بخمرهن على جيوبهن وأن يدنين عليهن من جلابيبهن.
    س: وماذا قال العلامة محمد بن صالح العثمين -رحمه الله- عن هذا الحديث؟
    قال -رحمه الله- في رسالة الحجاب ص (29): ((إما أن تكون هذا المرأة من القواعد اللاتي لا يرجون نكاحًا فكشف وجهها مباح ولا يمنع وجوب الحجاب على غيرها.
    أو يكون قبل نزول آية الحجاب فإنها كانت في سورة الأحزاب سنة خمس أو ست من الهجرة، وصلاة العيد شرعت في السنة الثانية من الهجرة)).
    س: ولكن أخي، الإسلام ليس دين المظاهر فأنا -والحمد لله- أصلي وأصوم وأعامل الناس بخلق حسن وأساعد الفقراء.
    فما الداعي للحجاب مع كل هذه العبادات والله تعالى لا ينظر إلى صورنا وأجسامنا ولكن ينظر إلى قلوبنا؟
    ج: من المعلوم أن التبرج من الفحشاء والمنكر، والله تعالى يقول: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}[العنكبوت: 45] فلو أنك تؤدين الصلاة على الوجه المطلوب بخشوعٍ كما أمر الله لكان ذلك دافع لك إلى الالتزام بالحجاب الشرعي وليس العكس.
    ولو كان الحجاب مظهرًا من المظاهر لما توعد الله عز وجل المتبرجات بالنار، والحرمان من الجنة وعدم شم ريحها على لسان الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم حيث قال: ((صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مميلات مائلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا)).
    -وكذلك فإن الحجاب هو الذي يميز بين المسلمة العفيفة الطائعة والمتبرجة العاصية.
    س: ولكن في الحديث ((إن الله لا ينظر إلى صوركم))؟
    ج: ليس في الحديث ما يدل على ما تقولين، فإن القلوب إذا طهرت استقامت الجوارح وانقادت إلى طاعة الله تعالى، وكانت الأعمال موافقة لمرضاة الله تعالى.
    وكذلك فإن الله سبحانه وتعالى ينظر إلى الأعمال الصالحة والحجاب منها.
    أما الصور والأموال التي لا ينظر الله عز وجل إليهما فهي التي في غير طاعة الله، وهي التي فيها الكبر والخيلاء والإعجاب بالنفس.
    س: ولكن المرأة لا تعيش مرتين، والحجاب يقيد حريتي ويمنعني من التمتع بشبابي؟
    ج: اسمحي لي أن أقول: أن تمتعك بشبابك لابد أن يكون وفق شرع الله تعالى، وليس وفق هواك، وهناك أمورٌ مباحة كثيرة يمكنك أن تتمتعي بها.
    وهل معنى التمتع بالشباب هو فعل المنكرات والتبرج؟***
    س: ولكن الحجاب يمنعني من الذهاب إلى المتنزهات والسينما والمسارح والشواطئ، والإنسان يحتاج إلى تغيير، نحن بشر.
    ج: يمكن للمرأة أن تغير من حياتها في الأمور المباحة من زيارة الأقارب والصديقات التقيات في غير تبرج ولا معصية.
    وكذلك يمكن الخروج مع المحارم في غير تبرج ولا زينة ولا اختلاط محرم, أما السينما والمسارح والشواطئ فهي لا تخلوا من منكرات ومحرمات وتزيد المرء أثامًا وتذهب بالحسنات.
    س: ولكن الإسلام لا يريد من الإنسان الجمود والعزوف عن الحياة؟
    ج: صحيح بل الإسلام يريدك مرحة في نفسك تألفين وتُؤلفين، نشيطة في غير ابتذال, متواضعة في غير ذلة عزيزة في غير فخر، كثيرة الحياء، قليلة الأذى، صدوقة اللسان, قليلة الكلام، كثيرة العمل، قليلة الزلل برة وصولة، شكورةٌ صبورة، راضيةٌ حليمة، رقيقةٌ عفيفة، لا لكاعة ولا سبابة ولا نمامة ولا مغتابة، ولا عجولة ولا حقودة و لا بخيلة ولا حسودة، بشاشة هشاشة، ميسرة غير معسرة من رأك احترمك، ومن صاحبك أحبك، دائمة البشر مع أخواتك المسلمات.
    س: ولكن أليس في الحجاب تزمت؟
    ج: وكيف يكون الحجاب تزمتًا والله عز وجل هو الذي فرضه.
    إن التشدد والتزمت هو المبالغة والتنطع في تطبيق الشريعة، وليس في الحجاب أي مبالغة أو تنطع، والحجاب فريضة فرضها الله، وليس في تعاليم الإسلام ما هو عسرٌ بل تعاليم الإسلام وفرائضه كلها يسر قال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}[البقرة: 85].
    س: ولكن التبرج في هذه الأيام هو اليسر لأنه أصبح أمرًا مألوفًا؟
    ج: كيف يكون التبرج يسرًا وهو كبيرةٌ من الكبائر، وكيف يكون يسرًا وصاحبته لا تجد ريح الجنة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم!! والإلف والعادة إذا خالف الشرع فهو فسادٌ وشر وفتنة ولا شك.
    س: ولكن كثير من الرجال يرون النساء المتبرجات ويخالطوهن ولا تحصل لهن إثارة؟
    ج: هذا قولٌ مردودٌ ويبطله الواقع الذي نعيش فيه.
    إن لم ينظر الشباب وهم على قارعة الطريق إلى الفتيات المتهتكات العاريات.
    وهل معنى هذا الكلام أن الشباب والرجال الكبار لا ينظرون إلى المتبرجة وهي تتمايل في الطريق؟
    س: هلا زدت هذا الأمر توضيحًا؟
    ج: إن زينة المرأة وظهور جمالها بين الرجال غواية وإغراء وشرارة تضرم ما كمن وخمد في نفوسهم من شهوة حيوانية، كما أن رؤية الطعام وشم رائحته يوقظان الشهية، والنفس لا تشتهي إلا ما تقدمه لها العين، ولذلك أمر الله تعالى الرجال أن يغضوا أبصارهم وأتبعها بقوله: {وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ وكذلك أمر النساء بأن يغضضن من أبصارهن، وأتبعها بقوله: {وَيَحْفَظْنَ فَرُوجَهُنَّ ومعنى ذلك: أن النظر بريد الزنا، فما بال النساء قد غفلن وخادعن أنفسهن فزعمن أن التبرج قد أصبح أمرًا عاديًا مألوفًا لا يؤثر على الأخلاق ولا يثير دفائن الشهوات، ولا يوقد نار المحروم من اللذات! أما إنهن لو عقلن لعلمن أن هذا الزعم باطلٌ ومحالٌ ولا شك، فإنه لو كان الأمر كذلك بصدق في حالة الزوج مع زوجته لانقلبت المودة بينهما عداوة والشوق نفورًا، ولأصبح كلٌّ من الزوجين حريصًا على أن يغير زوجته بعد حينٍ من الزمن فهل هذا الواقع؟**!
    كلا فإن الرجولة هي الرجولة، والأنوثة هي الأنوثة، وإن الجاذبية بين الرجل والمرأة هي الجاذبية الفطرية لا تتغير ولن تتغير مدى الدهر، وهي شيءٌ يجري في عروقهما، وينته في كلٍّ من الجنسين ميوله وغرائزه الطبيعية، فإن الدم يحمل الإفرازات الهرمونية من الغدد الصماء المختلفة فتؤثر على المخ والأعصاب وغيرها من الأعضاء، بل إن جزءًا من كلِّ جسم يتميز عما يشبهه في الجنس الآخر.
    ولذلك تظهر صفات الأنوثة في المرأة في تركيب جسمها كله وفي شكلها، وفي أخلاقها وأفكارها وميولها, كما تظهر مميزات الذكورة في الرجل في بدنه وهيئته، وصوته وأعماله وميوله، وهذه قواعد فطرية طبيعية لم تتغير من يوم أن خلق الله الإنسان ولن تتغير حتى تقوم الساعة
    {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ}[الروم: 30].

    تابع الصفحة التالية
    7 "
  5. نتابع

    س: ولكن إذا كان التبرج يثير الرجال حقيقة كما تقول فإن الرجل يحتاج أن ينفس عما بداخله بالفطرة أو الضحكة أو الدعابة حتى يهدأ ويرتاح باله؟
    ج: هذا كلام فاسد فإن النظرات والضحكات لا تنفس ولكنها تزيد الأمر، إن الإسلام يهدف إلى إقامة مجتمع نظيف لا تهاج فيه الشهوات في كل لحظة ولا تثار، فعمليات الاستثارة المستمرة تنتهي إلى سعار شهواني لا ينطفئ ولا يرتوي، والنظرة الخائنة والحركة المثيرة، والزينة المتبرجة، والجسم العاري، كلها لا تصنع شيئًا إلا أن تهيج ذلك السعار الحيواني المجنون، ولقد شاع في وقتٍ من الأوقات أن النظرة المباحة، والحديث الطليق والاختلاط الميسور والدعابة المرحة بين الجنسين، والاطلاع على مواطن الفتنة المغبوءة... شاع أن كل هذا تنفيس وترويح ووقاية من الكبت ومن العقد النفسية ... شاع هذا على إثر انتشار بعض النظريات المادية القائمة على تجريد الإنسان من خصائصه التي تفرقه عن الحيوان والرجوع إلى القاعدة الحيوانية الفارقة في الطين- وبخاصة نظرية فرويد ولكن هذا لم يكن سوى فروض نظرية يرى الإنسان في أشد البلاء إباحية وتفلتًا من جميع القيود الاجتماعية والأخلاقية والدينية والإنسانية ما يكذبها وينقضها من الأساس، نجد في البلاد التي ليس فيها قيدٌ واحد على الكشف الجسدي والاختلاط الجنسي بكل صوره وأشكاله أن هذا كله لم ينته بتهذيب الدوافع الجسدية وترويضها إنما ينتهي إلى سعار مجنون لا يرتوي ولا يهدأ إلا ريثما يعود إلى الظمأ والاندفاع.
    ونشاهد من الأمراض النفسية والعقد التي كان مفهومًا أنها لا تنشأ إلا من الحرمان، نشاهدها بوفرة بين من يمارسون الشذوذ الجنسي بكل أنواعه.
    إن الميل الفطري بين الرجل والمرأة ميلٌ عميق وإثارته في كل حين تزيد من عرامته فالنظرة تثير والحركة تثير، والضحكة تثير، والدعابة تثير، والطريق المأمون هو تقليل هذه المثيرات, وذلك هو المنهج الذي يختاره الإسلام مع تهذيب الطبع وتشغيل الطاقة البشرية بهموم أخرى في الحياة غير تلبية دافع اللحم.
    س: ولكن هناك من يقول: إن الحجاب هو عادة جاهلية من عادات العرب؟
    ج: كيف يكون الحجاب من عادات الجاهلية والعرب قبل الإسلام وهم في جاهليتهم لم يعرفوا الحجاب بل ذم الله تعالى تبرج نساء الجاهلية وحذر نساء المسلمين أن يتبرجن مثلهن فقال: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}[الأحزاب: 33]. فلما جاء الإسلام وفرض الحجاب على المرأة أراد بذلك أن يرتقي بها من هذه الجاهلية العفنة إلى حيث العفة والاحتشام وصون الكرامة ومنع أذى الفساق والمغرضين.
    س: ولكن اسمح لي أن أقول: إن بعض الناس يعدون التبرج انفتاحًا وحرية وانطلاقًا إلى الحياة؟
    ج: وماذا فعل هذا الانفتاح والحرية بالمرأة لقد خرجت المرأة كاسيةً عارية، وتفننت في إغرائها للرجال فماذا حدث؟ زاد الفساد وعم الفجور، وانهار البنيان الاجتماعي والسلوكي والخلقي والصحي.
    ومن أنكر ذلك فليراجع صفحات الجرائد التي تعج كل يوم بالمآسي والأحداث التي كانت من آثار تبرج المرأة وانفلاتها.
    س: وهناك من يقول: إن التبرج مدنية وتحضر؟
    ج: إن من يزعمون أن التبرج هو ما تقتضيه المدنية قومٌ جهلوا معنى الاستسلام والانقياد لأوامر الله تعالى، وقومٌ حُرموا من أسمى معاني الأخلاق والحياء والعفة.
    فأي مدنية هذه التي تحض على معصية الله تعالى؟!
    وأي مدنية هذه التي تصرف عن طاعة الله تعالى؟!
    وأي تحضر الذي يصد عن دين الله تعالى؟!
    وأي تحضر الذي يسلب الحياء والعفة؟*
    س: ولكن في الحقيقة الحجاب يصرف الخطاب بينما التبرج يجعل الفتاة تتزوج بسرعة؟
    ج: هذه خدعة باطلة توحي بعكس الواقع والحقيقة, وهي خدعة يصنعها دعاة الباطل، وتنطلي على أفكار الفتيات وأمهاتهن جهلاً وخداعًا.
    ولو تأملت الواقع الذي نعيش فيه لرأيت نسبة الإقبال على الأسر والفتيات المحافظات للزواج منهن أكثر مما يقارب الضعف من الإقبال على الأسر المتحررة, بل إن الزواج عمومًا يشيع بين الأسر المحافظة المتدينة أكثر مما يشيع بين الأسر الأخرى بنسبة تزيد على الضعف، ويعلم ذلك وتفاصيله كل من يرجع إلى الإحصائيات المفصلة في هذا الشأن.
    س: هناك بعض الفتيات يقلن: طاعة الوالدين فرض وهما يمانعان من ارتدائي للحجاب؟
    ج: إن حقيقية العبودية في الإسلام هي الاستسلام التام أو الخضوع لأوامر الله عز وجل حتى يبقى القلب مملوءًا بخشية الله تعالى ولا يزاحمه أحدٌ غير الله عز وجل، وتظل الجوارح مسفرة في طاعة ربها جل وعلا.
    إن من مظاهر عبوديتك لله عز وجل تقديم حكم الله تعالى على حكم غيره، وتقديم طاعة الله على طاعة غيره، وتقديم رضي الله على رضى غيره، قال تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}[التوبة: 24] فمن علامات حبك لله ورسوله صلى الله عليه وسلم تقديم طاعتهما على طاعة أي مخلوق على الأرض وإلا كنت كاذبة في دعواك المحبة لله عز وجل والمحبة لرسوله صلى الله عليه وسلم.
    ثم هل ينفعك والدك أو أحدهما يوم القيامة؟ وهل سيدفع أحدٌ منهم عنك عذاب الله تعالى؟.
    س: هناك بعض النساء أزواجهن يمنعهن من الحجاب؟
    ج: اعلمي أنه بسبب تبرجك وسفورك ومعصيتك ابتلاك الله تعالى بهذا الزوج الفاسق الذي يريد أن يفسد عليك دينك، لأنه ما نزل بلاءٌ إلا بذنب ولا رُفع إلا بتوبة.
    وعليك أن تكلمي زوجك بالحسنى وترشديه إلى أنك تخافين عليه من عقاب الله تعالى إن هو أصر على منعك من التحجب، وأبى عليك إلا أن تسيري متبرجة.
    وذكِّريه بأن خروجك متبرجة تعرضين نفسك على زملائه وأصحابه وغيرهم حتى يريهم أنه إنسان عصري ومتحضر، أخبريه وذكريه أن هذا همجية وانحلال وتفسخ وبهيمية ورجعية. وذكريه بقوله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثٌ لا يدخلن الجنة ولا ينظر الله إليهم يوم القيامة: ومنهم الديوث)) [رواه أحمد والنسائي والحاكم والبيهقي]
    س: هناك بعض الفتيات يقلن: أنا لا أرغب في الحجاب برغم علمهن بفرضيته؟
    ج: هؤلاء الفتيات عليهن أن يراجعن إيمانهن؛ لأن هذا القول محادة لله ورسوله قال عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}[المجادلة: 5] وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ}[المجادلة: 20].
    إن غلبة الشهوة في نفس العبد حتى تطغى على الأحكام الشرعية فتؤدي إلى إهمالها بل ومعارضتها ومحادتها هذا مرضٌ في القلب بل موت وذنب لابد أن يستغفر منه العبد، ويتوب إلى الله منه قبل أن يدهمه الموت فيكون من الخاسرين النادمين.
    س: ولكن المرأة أو البنت إذا كانت جميلة فالجمال نعمة من نعم الله فلماذا تستر هذا الجمال فإظهار الجمال من باب التحدث بالنعمة؟
    ج: إن الله عز وجل الذي خلق الجمال هو الذي أمر بستره فقال: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ}[النور: 31]. وقال: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ}[الأحزاب: 59] إن هذا القول خطرٌ على الإيمان بل هو مما يضاده وينافيه.
    س: ولكن هناك من تقول: إنني سوف أتحجب عندما يهديني الله؟
    ج: إن الهداية رزقٌ والرزق يحتاج إلى سعي فالله عز وجل قال: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ}[الذاريات: 22-23] وقال: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}[الملك: 15] كذلك الهداية تحتاج إلى سعي، والله عز وجل قال: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}[الرعد: 11].
    س: هناك من الفتيات من يقلن: أنا مازلت صغيرة، عندما أكبر أتحجب؟
    ج: نقول لهؤلاء: وما يدريكن أن يمتد بكن العمر؟ ما يدريكن أنكن ستكبرن؟ كم من فتاة وكم من فتى قبض إلى الله قبل أن يحقق ما كان يحلم به، إن الموت يأتي بغتة فيجب أن نستعد له بطاعة الله عز وجل.
    س: ولكن بعض النساء يتحجبن لأجل إخفاء دمامتهن، وإذا تحجبت وأنا جميلة سيقول الناس: تحجبت لدمامتها وسوء شكلها هكذا تقول بعض الفتيات؟
    ج: نقول: اعلمي يا أختاه أن السخرية من المؤمنين والمؤمنات هو دأب الفاجرين والفاجرات ولست بأفضل من النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي أوذي وصبر وقالوا عنه: شاعر، وقالوا: مجنون، إن طريق الجنة محفوفٌ بالأشواك فاصبري، ماذا يضرك كلام الناس إذا كانت الحقيقة غير ذلك؟
    س: بعض النساء يعشن في مستوى راق ويقلن: إن وضعي الاجتماعي لا يسمح بالحجاب؟
    ج: أقول لهؤلاء: إن العيش الحقيقي هو عيش الآخرة، فلا تجعلي زخارف الدنيا تصرفك عن طاعة الله عز وجل. والترف إذا قاد إلى معصية الله فهو من أسباب دخول النار قال عز وجل: {إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ}[الواقعة: 45] إن الدنيا كلها لا تساوي عند الله جناح بعوضة, ون ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه.
    س: ولكن بعض النساء تقول: إني أحب الله ورسوله فلا أحتاج إلى الحجاب الحب يكفي للنجاة؟

    ج: نقول لهؤلاء كلا: فإن المحب لمن يحب مطيع.
    إن من يريد الحصول على شيء عليه أن يجد ويجتهد في سبيله.
    والإيمان: قولٌ وعملٌ واعتقاد ليس مجرد قول وفقط، ومن أحب شخصًا أطاعه
    تعصي الإله وأنت تزعم حبه


    هذا بديعٌ في القياس شنيعُ

    لو كان حبك صادقًا لأطعته


    إن المحب لمن يحب مطيعُ

    س: ولكن اليوم نرى أن المحجبة تُضطهد في الدراسة والعمل والضرورات تبيح المحظورات.
    ج: ومن قال: إن الدراسة والعمل عذران يبيحان معصية الله عز وجل ثم إن كثيرًا من المحجبات تعملن وتدرسن وهن من المتفوقات.
    إن من يظن أن حجاب المرأة يعوقها عن أداء مهمتها في المجتمع وفق ضوابط الشرع فهو مخطئ.
    س: ولكن ورد أن عائشة -رضي الله عنها- وأم سليم كشفتا عن ساقيهما وهما تسقيان الناس في بعض الغزوات؟
    ج: الجواب عن ذلك: أن هذه الوقائع حدثت قبل نزول الحجاب لأنها كانت في غزوة أحد.
    س: ولكن حرارة الجو تسبب الاختناق والحساسية إذا ارتدت المرأة الحجاب؟
    ج: نقول لهؤلاء: تذكرن قول الله تعالى: {قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ}[التوبة: 81] اختاري لنفسك أي الحالتين: حرُّ الدنيا المقدور عليه، أم نار جهنم وحرها.
    إن العاقل يعلم أنه إن قدم القليل في طاعة الله في الدنيا فإنه لو صيبر سيفوز بجنة عرضها السموات والأرض.
    -إن المسلمة التقية التي امتلأ قلبها بحب الله تعالى وعينها دائمًا على جنة ربها هي التي يهون عندها كل شيء في سبيل الله تعالى, أو إلا فمن قال لك: أنك ستدخلين الجنة دون أي ابتلاء.
    س: ولكن المرأة إذا ارتدت الحجاب تشعر أنها شاذةٌ في وسط مجتمع يعمه التبرج؟
    ج: هذا كلامٌ غير صحيح، فهناك نسبة كبيرة من المحجبات, ثم إن مخالفة الباطل والتمسك بالحق ليس بشذوذ بل هو الحق والصواب. وأهل الباطل أولى بأن يوصفوا بالشذوذ.
    س: ولكن الناس تقول: إن الحجاب شكله مخيف يخيف الصغار ويقولون: المحجبات عفاريت؟
    ج: إن الذين يطلقون هذه الأقوال هم أهل الباطل والضلال، ليصدوا عن دين الله ويصرفوا النساء عن الحجاب والعفة فلا تلتفتي أختاه لقولهم.
    وإن أصابك شيءٌ من كلامهم فاصبري واحتسبي الأجر، وتذكري من سبقنك على طريق الحق.
    س: ولكن أكثر النساء اليوم متبرجات والعبرة بالكثرة؟
    ج: إن الاعتبار بالكثرة مصيبة، لو اعتمدنا عليه لهلكنا جميعًا, فهل لو كانت الأكثرية تسير في طريق الفاحشة نسير معها*.
    وهل الحجاب الذي فرضه الله على النساء يُعتبر لاغيًا ومرفوضًا لأن أكثر النساء متبرجات؟* ثم لو تدبرنا الآيات التي ذكرت فيها الكثرة في القرآن، والآيات التي ذكرت فيها القلة نجد أن أهل الحق هم القلة.
    قال عز وجل عن الكثرة:
    {لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ}[الزخرف: 78] {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ}[يوسف: 38] {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}[الأنعام: 116] بينما نجد القلة هم أهل الإيمان والصلاح.
    قال عز وجل: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}[سبأ: 13] {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا}[النساء: 83].
    س: ولكن هناك بعض من النساء الفاسدات أو السارقات يتسترن خلف الحجاب والنقاب؟
    ج: أنت قلت يتسترن، فهم ليسوا من المحجبات أو المنقبات الحقيقيات، وليس معنى أن هناك بعض من يستغل الحجاب استغلالاً سيئًا أن جميع المحجبات سيئات، فمثلاً لو أن رجلاً أكل طعام وأصابه منه تسمم فليس معنى هذا أن جميع الأطعمة مسممة، ولو أن طبيبًا فعل فعلاً لا يتماشى مع آداب مهنته فليس معنى ذلك أن كل الأطباء على شاكلته.


    س: لو ذكرت لنا بعض الكتب التي يمكن الرجوع إليها في مسائل حول الحجاب وتغطية الوجه؟
    ج: هناك الكثير من الكتب والصنفات منها:
    - عودة الحجاب – للشيخ محمد إسماعيل.
    - رسالة الحجاب – للشيخ محمد بن صالح العثيمين .
    - حجاب المرأة المسلمة – للشيخ محمد ناصر الدين الألباني.

    يعتقد البعض أن أمر الحجاب من سفاسف الأمور ، وهذا شيءمحزن والله
    فأتمنى أن يستفاد من هذا الموضوع و أن ينفع به المسلمين
    تحياتي للجميع
    7 "
  6. المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمـ Red-Death ـشز
    روعة روعة روعة

    خلاص معاد فيه حجج لمن يرى ان الحجاب من العادات المتخلفة

    بل هو فريضة مهمة

    مشكور بو تركي على المواضيع الرائعة
    الاروع هو طلتك مرة أخرى على الموضوع

    شاكر ومقدر مرورك الكريم أخوي ابو عزة

    تحياتي
    7 "
  7. المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربي نور دربي
    جزاك الله خيرا وجعله الله في ميزان حسناتك

    كفيت ووفيت أخي وزادك الله من فضله

    هذا اكبر دليل الى من لسن مقتنعات بوجوب تغطية الوجه

    أتمنى الكل يستفيد من هذا الموضوع الرائع

    شكرا ,,
    حياك الله أختي الكريمة

    اسعدني مرورك

    تقبلي تحياتي
    7 "
  8. اللهم وفق كاتب الموضوع لما تحب وترضى..............

    اللهم وإحفظ المسلمات وإسترهن...............إنك على ذلك قدير............

    اللهم ولا تجعل في قلوبهن شك أو إهمال لعظمة الحجاب وعظمة أجره............

    اللهم وإحعلنا من العفيفات الطاهرات المؤمنات الاتي هن لحجابهن حافظات................

    آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين
    7 "
ADs

قم بتسجيل دخولك للمنتدي او

الانضمام لمبتعث

Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.