الشبكة الإسلامية) القاهرة: نور الهدى سعد
من جحيم.. إلى جحيم !
هكذا قالت صديقتي بصوت متهدج ، وابتسامة مغتصبة وعينين تجمعت على سطحهما قطرات دموع جاهدت لابتلاعها ، فكانت تزدري ريقها بصعوبة ،وتحاول الظهور بمظهر المتماسكة ،وهي ترد على مشاطرتي لها بعد طلاقها من زوج لم تمكث في بيته أكثر من عام !
لم أستفسر منها عن أسباب الطلاق ، فقد كنت أعلمها تقريبًا مسبقًا ، إذ تعددت خلال ذلك العام محاولاتنا وأزواجنا لإصلاح ذات بين صديقتي وزوجها ..
وللحق كانت هي أحرص على استمرار حياتها ، وكلما كان لفظ الطلاق يتردد في إحدى جلسات التحكيم والإصلاح كانت تهز رأسها ، وكأنها تطرد هاجسًا مخيفًا ، أو خاطرًا مزعجًا ، فقد كانت تريد أن تظل زوجة مهما كلفها ذلك من عناء نفسي ، وكبدها من تنازلات ، كانت تريد أن تنفض عن كاهلها اللقب البغيض " عانس " ، وتحمل لقب " زوجة " ؛ حتى لو كان زواجها على فوهة بركان نوحتى لو كان رجلها لا يرعى فيها إلا ولا ذمة !
ولا أحسبها إلا محقة ، فما قاسته في بيت أبيها من عنت ، واضطهاد ، وتحقير جعلها تتحين أية فرصة للخروج من كهف العنوسة ولو إلى كهف أضيق وأظلم .
كنت موضع شكواها.. وكثيرًا ما استودعتني مواقف تؤكد أن والديها وأشقاءها كانوا يعاملونها بفظاظة ، وغلظة ، ويعيرونها بعنوستها ، ويشعرونها بأنها ضيف ثقيل طال مكوثه عند من ضجروا منه ، ولم يجدوا بُدّاً من مواجهته بضجرهم وتضررهم .
بكاؤها المتشنج كان يمزق قلبي ، ولا أملك إلا الدعاء .. مقترنًا بالسعي لتزويج هذه الفتاة الطيبة .. المتدينة .. الخلوقة .. المتعلمة.
نعم فلم يكن يعيب صديقتي إن اعتبرنا خلق الله - والعياذ به - عيبًا سوى شكلها ، وإن كانت خفيفة الظل .. خفيضة الصوت .. خيرة إلى أبعد حد ، وكم رشحت لها .. ورشحت صديقاتنا الأخريات راغبين في الزواج يضاهونها سنًا وعلمًا ، وكان هؤلاء يجيئون لرؤيتها.. ويذهبون بلا عودة ، فتقول هي بأسى : لا تتعبي نفسك .. أعرف أنني لا أروق لأي رجل .. مهما كان دميمًا ، ثم تنخرط في بكاء شديد ، وتقول بلهجة متشنجة : " الحمد لله على عطائه .. أنا لم أخلق نفسي .. فلماذا يعاقبونني على ما لم أرتكب ؟ ولماذا تلام الفتاة إن رفضت رجلاً لا يروق لها شكلا ؟ - ويلتمس العذر لأي شاب يرفض الاقتران بمثلي مهما تعددت عيوبه هو ؟!".
كان حالها يؤرقني .. وكثيرًا ما تحدثت إلى أمها ، وشقيقتيها المتزوجتين بشأنها ، فكانت أمها تبدي أسفها وتقول لي : " وماذا بيدي يا ابنتي .. فاض بي ! " . وتقول شقيقتاها بلا مبالاة : " وماذا تنتظرين منا وزوجانا يعيراننا بها ؟ " . وتردف صغراهما : " تصوري .. زوجي يقول عن ابنتنا التي تشبه خالتها : يا خوفي أن ترث شكلها .. وحظها أيضًا " !
أسمعهن .. وأنصحهن .. ولكن دون أن يتوقف نزيف المأساة في قلب صديقتي ذات الأربعين عامًا ، التي ما إن تقدم لها أرمل في الخامسة والخمسين حتى وافقت دون تردد ، وكذلك فعلت أسرتها .. لم يتحروا .. ولم يسألوا عنه ، وتم الزواج لتظهر الحقيقة رويدًا .. الزوج بخيل جدًا .. لا يحافظ على الصلاة ، يعتبر الاهتمام بالنظافة الشخصية إسرافًا في استعمال الماء والصابون ، يسيء معاملة أسرتها ، ويلمح لهم في كل مناسبة بأنه ذو يد عليا عليهم ، فقد أنقذ ابنتهم من العنوسة !.
كل هذا وأكثر ، وهي راضية ، لا تشكو إلا حينما يفيض الكيل تشكو أملا في إصلاحه ، وليس رغبة في الانفصال عنه ، ويمر العام ليطلقها هو ؛ لأنه - على حد قوله - " مل من كثرة شكواها ، ولا يجد مبررًا للإبقاء عليها ، فهي ليست "ست الحسن والجمال ".
فشلت محاولات صديقتي لإثنائه عن قراره ، فاضطرت للرضوخ ، وعادت إلى بيت أسرتها مرة أخرى تحمل لقبًا جديدًا " مطلقة " ، عادت محملة بآثار تجربة مريرة .. بغيضة تضيف إلى معاناتها السابقة تلالاً من العناء ، وتضيف إلى عمرها عامًا بعشرات الأعوام ، وتحفر على وجهها الحزين أخاديد تجعله يبدو كوجه عجوز في السبعين أو أكثر .
كان بوسع صديقتي أن تفعل الكثير لتتجاوز عنوستها ، وكم نصحتها ، واقترحت عليها ما يملأ فراغها ، وحاولت أن أبث فيها ثقة تستحقها - بالفعل - وألفت نظرها إلى ما تملكه من فهم حرمت منها جميلات كثيرات ، ولكنها كانت مسجونة داخل خندق الإحساس الحاد بأنها غير مرغوبة .
وكان من حولها يزيدون هذا الإحساس وطأة ؛ حتى فقدت القدرة على التفكير في غير هدف واحد : أن تصبح زوجة .. بأي مقابل ولأي رجل !
وتحقق هدفها لتصبح مرفوضة مرتين ، مرة لعنوستها وأخرى لطلاقها !
ترى كم بيننا من مرفوضات .. منبوذات بلا ذنب ؟ كم بيننا من مشروعات زوجات صالحات ، ولكنهن ضحايا لخلل قيمي .. وعسر اقتصادي .. وتفريط عقدي وتخبط سياسي ؟.
كم بيننا من حاملات للقب يرضين به ، ويحاولن التكيف معه ، ولكن الآخرين ، بل أقرب الأقربين لهن ، يدفعونهن بتصرفات تكاد أن تكون جرائم إنسانية إلى محاولة الهرب من اللقب .. الجحيم .. إلى جحيم أشد استعارًا.
http://www.islamweb.net/ver2/archive...lang=A&id=2930
يتبع,,,,
من جحيم.. إلى جحيم !
هكذا قالت صديقتي بصوت متهدج ، وابتسامة مغتصبة وعينين تجمعت على سطحهما قطرات دموع جاهدت لابتلاعها ، فكانت تزدري ريقها بصعوبة ،وتحاول الظهور بمظهر المتماسكة ،وهي ترد على مشاطرتي لها بعد طلاقها من زوج لم تمكث في بيته أكثر من عام !
لم أستفسر منها عن أسباب الطلاق ، فقد كنت أعلمها تقريبًا مسبقًا ، إذ تعددت خلال ذلك العام محاولاتنا وأزواجنا لإصلاح ذات بين صديقتي وزوجها ..
وللحق كانت هي أحرص على استمرار حياتها ، وكلما كان لفظ الطلاق يتردد في إحدى جلسات التحكيم والإصلاح كانت تهز رأسها ، وكأنها تطرد هاجسًا مخيفًا ، أو خاطرًا مزعجًا ، فقد كانت تريد أن تظل زوجة مهما كلفها ذلك من عناء نفسي ، وكبدها من تنازلات ، كانت تريد أن تنفض عن كاهلها اللقب البغيض " عانس " ، وتحمل لقب " زوجة " ؛ حتى لو كان زواجها على فوهة بركان نوحتى لو كان رجلها لا يرعى فيها إلا ولا ذمة !
ولا أحسبها إلا محقة ، فما قاسته في بيت أبيها من عنت ، واضطهاد ، وتحقير جعلها تتحين أية فرصة للخروج من كهف العنوسة ولو إلى كهف أضيق وأظلم .
كنت موضع شكواها.. وكثيرًا ما استودعتني مواقف تؤكد أن والديها وأشقاءها كانوا يعاملونها بفظاظة ، وغلظة ، ويعيرونها بعنوستها ، ويشعرونها بأنها ضيف ثقيل طال مكوثه عند من ضجروا منه ، ولم يجدوا بُدّاً من مواجهته بضجرهم وتضررهم .
بكاؤها المتشنج كان يمزق قلبي ، ولا أملك إلا الدعاء .. مقترنًا بالسعي لتزويج هذه الفتاة الطيبة .. المتدينة .. الخلوقة .. المتعلمة.
نعم فلم يكن يعيب صديقتي إن اعتبرنا خلق الله - والعياذ به - عيبًا سوى شكلها ، وإن كانت خفيفة الظل .. خفيضة الصوت .. خيرة إلى أبعد حد ، وكم رشحت لها .. ورشحت صديقاتنا الأخريات راغبين في الزواج يضاهونها سنًا وعلمًا ، وكان هؤلاء يجيئون لرؤيتها.. ويذهبون بلا عودة ، فتقول هي بأسى : لا تتعبي نفسك .. أعرف أنني لا أروق لأي رجل .. مهما كان دميمًا ، ثم تنخرط في بكاء شديد ، وتقول بلهجة متشنجة : " الحمد لله على عطائه .. أنا لم أخلق نفسي .. فلماذا يعاقبونني على ما لم أرتكب ؟ ولماذا تلام الفتاة إن رفضت رجلاً لا يروق لها شكلا ؟ - ويلتمس العذر لأي شاب يرفض الاقتران بمثلي مهما تعددت عيوبه هو ؟!".
كان حالها يؤرقني .. وكثيرًا ما تحدثت إلى أمها ، وشقيقتيها المتزوجتين بشأنها ، فكانت أمها تبدي أسفها وتقول لي : " وماذا بيدي يا ابنتي .. فاض بي ! " . وتقول شقيقتاها بلا مبالاة : " وماذا تنتظرين منا وزوجانا يعيراننا بها ؟ " . وتردف صغراهما : " تصوري .. زوجي يقول عن ابنتنا التي تشبه خالتها : يا خوفي أن ترث شكلها .. وحظها أيضًا " !
أسمعهن .. وأنصحهن .. ولكن دون أن يتوقف نزيف المأساة في قلب صديقتي ذات الأربعين عامًا ، التي ما إن تقدم لها أرمل في الخامسة والخمسين حتى وافقت دون تردد ، وكذلك فعلت أسرتها .. لم يتحروا .. ولم يسألوا عنه ، وتم الزواج لتظهر الحقيقة رويدًا .. الزوج بخيل جدًا .. لا يحافظ على الصلاة ، يعتبر الاهتمام بالنظافة الشخصية إسرافًا في استعمال الماء والصابون ، يسيء معاملة أسرتها ، ويلمح لهم في كل مناسبة بأنه ذو يد عليا عليهم ، فقد أنقذ ابنتهم من العنوسة !.
كل هذا وأكثر ، وهي راضية ، لا تشكو إلا حينما يفيض الكيل تشكو أملا في إصلاحه ، وليس رغبة في الانفصال عنه ، ويمر العام ليطلقها هو ؛ لأنه - على حد قوله - " مل من كثرة شكواها ، ولا يجد مبررًا للإبقاء عليها ، فهي ليست "ست الحسن والجمال ".
فشلت محاولات صديقتي لإثنائه عن قراره ، فاضطرت للرضوخ ، وعادت إلى بيت أسرتها مرة أخرى تحمل لقبًا جديدًا " مطلقة " ، عادت محملة بآثار تجربة مريرة .. بغيضة تضيف إلى معاناتها السابقة تلالاً من العناء ، وتضيف إلى عمرها عامًا بعشرات الأعوام ، وتحفر على وجهها الحزين أخاديد تجعله يبدو كوجه عجوز في السبعين أو أكثر .
كان بوسع صديقتي أن تفعل الكثير لتتجاوز عنوستها ، وكم نصحتها ، واقترحت عليها ما يملأ فراغها ، وحاولت أن أبث فيها ثقة تستحقها - بالفعل - وألفت نظرها إلى ما تملكه من فهم حرمت منها جميلات كثيرات ، ولكنها كانت مسجونة داخل خندق الإحساس الحاد بأنها غير مرغوبة .
وكان من حولها يزيدون هذا الإحساس وطأة ؛ حتى فقدت القدرة على التفكير في غير هدف واحد : أن تصبح زوجة .. بأي مقابل ولأي رجل !
وتحقق هدفها لتصبح مرفوضة مرتين ، مرة لعنوستها وأخرى لطلاقها !
ترى كم بيننا من مرفوضات .. منبوذات بلا ذنب ؟ كم بيننا من مشروعات زوجات صالحات ، ولكنهن ضحايا لخلل قيمي .. وعسر اقتصادي .. وتفريط عقدي وتخبط سياسي ؟.
كم بيننا من حاملات للقب يرضين به ، ويحاولن التكيف معه ، ولكن الآخرين ، بل أقرب الأقربين لهن ، يدفعونهن بتصرفات تكاد أن تكون جرائم إنسانية إلى محاولة الهرب من اللقب .. الجحيم .. إلى جحيم أشد استعارًا.
http://www.islamweb.net/ver2/archive...lang=A&id=2930
يتبع,,,,
May 31st, 2006, 08:48 PM
الشبكة الإسلامية) - الدوحة
في مجتمع لا يتعدى سكانه (مع المقيمين) نصف المليون يغدو التساؤل عن سبب ارتفاع نسبة العزوف عن الزواج ، والعنوسة بين الشباب والفتيات مشروعًا وملحًّا أيضًا. سنحاول أن نرصد عددًا من تلك الآراء حول أسباب العزوف عن الزواج ، وهل تعود إلى غلاء المهور أم إلى التكاليف الباهظة للحفلات التي تغرق في المظاهر والشكليات الجوفاء .
أسباب عزوف الشباب :
محمد ( 30 عامًا ) : سبب تأخر الزواج .. ارتفاع المهور ، وقال : إن الفتاة التي طلب يدها .. طلب والدها منه مائة وعشرين ألف ريال مقدماً للمهر . استأذنت منه ( يتابع محمد ) وأقسمت ألا أكرر هذه الخطوة إلا بعد أن أصبح مليونيراً ! سالم العذبة (33 سنة ) : وضعه الوظيفي - حسب قوله - لا يسمح له بالاقتراض لأنه يعمل سائقًا ، وقال : إنه مستعد لأن يدفع عشرة آلاف ريال فقط كمهر ومثلها لباقي التكاليف ، لكنه ألمح أن شروطه تنصب ضمن المستحيلات ، ولذلك فهو ينتظر- على نار- أن يتحقق مستحيله !
ويؤكد ناصر علي (35 سنة) ما قاله صديقه سالم مضيفًا : أحلم بالزواج ، ولكن .. من أين لي بتكاليفه ؟ أنا ملتزم بدفع ثلاثة آلاف ريال شهرياً للبنك ، ويتبقى لي ألفا ريال .. فكيف سأتزوج ؟ هل أتسول ؟ أم أبقى عازباً بكرامتي .
أما فيصل خالد : فلم تكن لديه عقبة في قضية المهر لأن الفتاة كانت من قريباته واتفق مع والدها على الأمور الرئيسية ، ولكن الخلاف وقع في التفاصيل (القاعات والذهب والفساتين) التي يفوق مبلغ المهر بعشر مرات !
لم أكن أتوقع (يقول فيصل) أنهم سيطلبون أن يكون للرجال قاعة في فندق وللنساء كذلك ، وكان في حسباني أنني سأقيم العرس في الساحة المجاورة لمنزلنا والنساء في إحدى القاعات الصغيرة .. ولكن ..
ارتفاع تكاليف الزواج .. ما السبب ؟
يرى محمد أن ارتفاع المهور يرجع إلى " التفاخر " وأن بنت فلان دفع لها المبلغ الفلاني وتلك كان مهرها كذا.
وهو ما يؤكده ناصر ويجعله سبب ما آل إليه حال العزاب ، ويتمنى على أولياء الأمور أن يقنعوا وأن يقتنعوا بأن " أقلهن مهراً أكثرهن بركة " قائلاً بغصة : سأظل عازباً إلى أن يقتنعوا !
أما فيصل فيقول عن مظاهر إقامة الحفل وارتفاع تكاليفه : إن هذه الأمور الغريبة على مجتمعنا نتجت عن حب التقليد والغيرة من عرس فلانة وعلانة ، والحل لهذا الوضع هو بأن يعرف كل ولي أمر أن هذه التكاليف الباهظة ستحجز لابنته مكاناً في صف العوانس !
ولذلك يرى منصور حسن أن من يود الزواج لا بد أن يكون مرتبه أكثر من 50 ألف ريال شهرياً ؛ ليتمكن من تدبير المهر وحجز القاعات وقضاء شهر العسل في أوروبا .
ويسترجع منصور بذاكرته بعضاً من " التاريخ " حين كان أهل الفتاة يشترون الرجل لأخلاقه وشجاعته ، أما في الحاضر : فهم يغضون النظر عن هذه الصفات ويبحثون فقط عن الرصيد !
متوسط المهور في عقود الزواج الحالية :
متوسط المهور (المقدم والمؤخر) التي دفعت في الفترة من جمادى الأول والثاني ورجب للعام الجاري (حسب إحصائية رسمية نشرتها الراية القطرية) ، في الإحصائية التي ضمت 537 عقداً للزواج أن المهور لما دون عشرة آلاف ريال بلغت 92 عقداً بنسبة 13ر17% ، ومن 10 آلاف حتى 50 ألفاً 171 عقداً بنسبة 84ر31%، ومن 51 ألف حتى مئة ألف 237 عقداً بمعدل 13ر44%، أما ما فوق المئة ألف ريال فبلغ مجموع العقود 37 عقداً بنسبة 89ر6% .
مجرد مظاهر …
(م. ت - موظفة ) ترى أننا لو أخذنا بالقول المأثور " يسروا ولا تعسروا " في كل أمر من أمور حياتنا لتغيرت أشياء كثيرة من الأسوأ إلى الأحسن ، وتعتقد أن المبالغة في طلبات بعض الأهل هو من الإسراف الذي نهى عنه الإسلام ، ولن تنفع بقدر ما تضر ..
أما (ع. جابر علي - طالبة ) فتقول : ينظر الكثير من الفتيات وكذلك الشباب إلى المظاهر الخارجية والتي لا تشكل إلا أعباء اقتصادية تزيد من حجم المشكلة .. وهذا ما يحدث فعلاً في مجتمعنا ؛ فالعريس لا بد أن يقيم حفلة زفاف على آخر موضة وإلا فلن يكون من الذين يعيشون في هذا المجتمع .. والمشكلة تكمن في أن البعض لا يعلم أن هذه الشكليات لا أساس لها ، وأن التعاون والأخلاق هي الطريق الآمن لبقاء الحياة الزوجية .. وأتمنى من كل الشباب والفتيات أن يقرؤوا سيرة الصحابة والنبي صلى الله عليه وسلم لمعرفة كيف نصل إلى حل لهذه المشكلة.
رأي مختلف :
مها عمر خالد ( موظفة ) كان لها رأي مختلف حيث تعتقد أن غلاء المهور ليس سبباً حقيقياً للعزوف عن الزواج ، وإنما هو ستار يتخفى وراءه الشباب غير الراغب في الزواج ؛ بدليل أنهم إذا كان لديهم مال يفضلون دفعه في سيارة أو السفر بالإضافة إلى سحب القروض لاستخدامها في مظاهر خداعة .. ومثال ذلك أن هناك من يتزوج بثلاث أو أربع زوجات فإذا كان هناك غلاء مهور فكيف يحدث ذلك .
وتؤيدها منيرة عبد المحسن (طالبة) التي ترى أنه لا يمكن اعتبار غلاء المهور سبباً رئيسياً في عزوف الشباب عن الزواج فهناك أسباب أخرى ، مثل عدم التخطيط المسبق للزواج ، وتحمل الكثير من الديون ، وعدم تحمل المسؤولية الكاملة والرغبة الحقيقية في تكوين أسرة .
إن العنوسة اتسعت لتشكل ظاهرة عربية في العديد من الدول بحكم الاشتراك في الأسباب والتشابه الكبير في الظروف المعيشية والمفاهيم بحكم الثقافة الواحدة .. بل أصبحنا نتحدث عن عنوسة اختيارية ، وأخرى إجبارية .. وفي كثير من الأحيان ترجع العنوسة الاختيارية (العزوف عن الزواج) إلى الإحباط من الواقع والاصطدام بارتفاع التكاليف والشروط التي تحيط بمسألة الزواج ؛ ما يؤدي إلى الانصراف عن الفكرة ، والبحث عن بدائل مسكّنة لتكون حلاً ولو وهمياً ؛ وخاصة في ظل وجود وسائل تقنية كثيرة باتت تسهل سبل الانحراف وابتكار وسائل جديدة يُتصور أنها يمكن أن تشكل بديلاً مرضياً ، كما أن تسرب عدد من المفاهيم الخاطئة إلى عقول كثير من الشباب كالاستقلالية ، وأن الزواج أسر وقيد ، والتهرب من المسؤوليات ، وبخصوص المرأة : التمتع بالحرية والتحرر من الخضوع لسلطوية الرجل و .. إلى غير ذلك من المفاهيم التي ساهمت في رفع نسبة العنوسة الاختيارية .
وثمة علاقة وثيقة بين العنوسة الإجبارية والاختيارية لأننا نتحدث عن شريكين ، ولا بد أن موقف أحدهما سيؤثر على موقف الثاني ، وربما تشكل التغيرات العمرانية وتفكك شبكة العلاقات الاجتماعية والعزلة واتساع الطموحات التي وسعت الهوة بين التصورات والواقع بفضل الصورة الباهرة للزوجة أو الزوج التي لا تعدو مجرد أخيلة ساهمت في تشكيلها مؤثرات تقنية الصورة في مجالات الفن والسينما .. ربما يشكل ذلك كله بعض أسباب تلك الظاهرة ؛ في الحين الذي ترتفع فيه الأصوات مطالبة بمنع تعدد الزوجات وكسر القيود القيمية والدينية بخصوص العلاقة بين الرجل والمرأة !
فهل نعي الدرس قبل فوات ا
http://www.islamweb.net/ver2/archive...ang=A&id=17408
يتبع,,,,,