بغض النظر عن المكرمة ، علينا أولاً أن نتعلم

December 22nd, 2010, 08:47 AM

في الحقيقة عندما قمت بكتابة الموضوع ، أعني بذلك موضوعي الأخير وإنتقادي للزميل أحمد العياف على نشره أخبار غير مؤكدة ، ربما تنفيها التحاليل المالية للميزانية الآخيرة ، لم أتابع الردود اللاحقة لهذا الموضوع إلا الآن ولم أنزعج حقيقة من ردود الأفعال ، بالرغم من أن تلك الردود كانت موجهة لشخصي ، ولم تنتقد أو تتناول ما قمت بطرحه ، وإنما كان إنزعاجي هو ذلك الدفاع المستميت لمشرف في منتدى ألكتروني يخشى الأعضاء إزعاجه أو إنتقاده لا لشيء سوى كونهم يعيشون بالعقلية السعودية التي تقوم على تقديس المسئول وأنه معصوم من الخطأ ، وكانت المفاجأة الأكبر حين قام الزميل المستشار بتوجيه إنذار لمعرفي نتيجة ذلك النقد ، بغض النظر عن ما جئنا لأجله لأمريكا ، إلا أن الحكومة لها أهداف بعيدة من الإبتعاث لا تقتصر على التعليم فحسب ، بل الإختلاط في المجتمعات المتحضرة وتعلم الحياة المدنية بحيثياتها المتكاملة إبتداء من الإنتظار في طابور لشراء الخبز إنتهاء بالنظر إلى التعامل بين الحاكم والمحكوم في الدول الغربية بعيداً عن العنف من المحكوم وبعيداً عن التقديس ، بعيداً عن البطش من الحاكم وبعيداً عن تلبية طلبات المحكوم حين يطلب ما لا يحق له، أي أن أحد أهداف برنامج الإبتعاث هو تعليم الحياة الحديثة وكيفية التعاطي مع حقوقنا وكيف نطلبها بشكل سلمي وكيف نعبر عن آرائنا بشكل حضاري وكيف ننتقد المسئول حين يخطئ ونشكره حين يحسن .

ولكن الغريب أن تأتي تلك الردود المتشنجة من شباب يُرجى أن يديروا عجلة البلاد في العقود القادمة وما زالت لديهم ثقافة تقديس المسئول حتى لو مشرف في منتدى ومشرف ما زالت لديه ثقافة (لا رأي إلا ما أرى) ، كيف بنا أن نطالب بحقوقنا كدارسين على حسابنا الخاص ، ونحن لم نعرف بعد كيف نعبر عن حقوقنا ونتحدث بها وما فائدة برنامج الإبتعاث إذا عدنا لأوطاننا يوماً وما زالت المسافة بين الإصلاح الذي يقوده خادم الحرمين الشريفين لوطنه وشعبه وبين أولئك المبتعثين الذين يُرجى بهم إكمال المسيرة بعيدة جداً ،بسبب ثقافة طويل العمر ما يخطئ حتى لو كان مشرف منتدى ، ولا تتم محاسبته أو نقده ؟!

قبل أسابيع حين كانت تجري إنتخابات الولايات لحجز المقاعد في الكونجرس تجهيزاً للإنتخابات القادمة ، جاء حاكم الولاية إلى المحل الذي أعمل به ، وسألني عن رأيي في ولايته وماذا تحتاج الولاية ، وأعطاني أوراقاً عن حملته الإنتخابية ، ولم يسألني عن هويتي ولم يعرف هل أنا أمريكي أم لا ، ولم يعرف هل إقامتي صالحة للعمل أم أنني طالب ، ولم يسأل لذلك !
أتسأل لو حدث هذا الأمر في السعودية وقام بالدخول أحد أمراء المناطق إلى أحد المحلات ، ماذا يمكن أن تكون ردة فعل ذلك الشاب وكيف سيقابل المسئول وكم عدد الشحدات التي يشحدها لشخصه في معروض يكتبه على السريع ، بعيداً عن الصالح العام لمدينته !
ولا يحتاج أن أجعلكم تتخيلون كم عدد الكاميرات التي ستقوم بالتمجيد والتهليل لسموه وتواضعه !
في أمريكا ، علينا أن نتعلم كيف نصنع مستقبل السعودية الحديث ، لا أن نقرأ ونحمل ما نقرأ كمن يحمل الأسفار !

• نشر عبر تويتر
• نشر عبر فيسبوك
• نشر عبر جوجل