السبت الماضي..أخذت تذاكر من العطية..وأنا الآن في الفندق في أمريكا

November 8th, 2008, 05:17 PM

بسم الله الرحم الرحيم..

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات..الحمدلله على جزيل فضله وعظيم عطاءه

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، كما يحب ربنا ويرضى..


قبل ما أبدأ بالموضوع خلوني أشكر ثلاثة أشخاص كان لهم اليد في حصولي على التذاكر:
أول واحد (أو بالأصح وحدة) هي الأخت مون شادن في هذا المنتدى..لما حصلت على التذاكر خبرتنا عن طريق المنتدى، ومن ثم ما قصرت في الرد على إستفساراتي..فالله يجزاها خير.

الثاني..هو أبو بندر..سكرتير العطية اللي مكتبه على اليمين..لوحده..مع أن ماله علاقة في التذاكر اللي أخذتها ..بس تعامله وحسن أخلاقه كانت السبب الكبير في إصراري..ولا يغركم تشوفونه شديد شوي ترى الزحمة اللي حاصلة في المبنى وكثرة المراجعين تدوخ الراس..هذا بالاضافة إلى انه بعض الناس غثيثين الله يهديهم..فتلقاه يسأل ستين ألف مرة نفس السؤال.. يعني لا ذرابة ولا سياسة ولا يحزنون.

الثالث..د.العطية.. الله يجزاه خير..فبعد موافقته ..صرفت لي تذاكر..وريحني من هدة حيل كانت بتقصف ميزانيتي..قلتها له وأقولها هنا مرة ثانية..
"الله يبيض وجهك ويرحم والديك"
وأقول لكم.. قولوها له لأنه يستاهل..رجل جدا حبيب ومتساعد مع الطلاب إلى أبعد حد -هذا مو معناها أنه مايصرّف-ويستاهل كل خير..

طولت عليكم.... هذه سالفتي بأختصار قد ما أقدر...

تبغى تذاكر من العطية سو التالي:
-جب قبو ل معهد (إذا تحتاج)
-جب قبول جامعة (تكون معتمدة هذا أهم شيء عند ناصر البشر<--- منهو البشر جايك في الطريق لا تستعجل)
-جب الفيزا
-خل عندك إصرار
- داوم عندهم دوام (دوام مو معناها تجي عشرة الله لا يهينك، دوام معناها سبعة ونص وأنت محضر عندهم)


-قبل هذا كله: صل فرضك،،،
و ارض والديك،،،
خاصة العجوز
و ادع ربك،،،
(ولا تقول هذه بسيطة..ترى الرزق يجي من هذه)

أقولكم خلوني أفطر .. وأرجع لكم
؟؟
؟؟
؟؟
الحمد لله.. (لا يغركم فطورهم كان عادي)..

خلونا نكمل..

في شيء بنفسي يقرر أبي أقوله..ترى ما كتبت هذه المشاركة من باب الفضاوة ولكن من باب مشاركتكم باللي يفيد وردا لجميل الناس اللي ساعدوني من غير ما يدرون في هذا المنتدى،، واللي أبي منكم انكم بعد تشاركون باللي يحصل معاكم ويصير كلنا نستفيد من التجارب، ولا اوصيكم أحتسبوا الأجر..

نرجع للسالفة..
لما إستقلت من الشركة، قلت بس يولد الحين أقدر انام إلى الساعة 11 الظهر ولا احد يكلمني وخلاص يصير نودع قومة الساعة 7,30.. وأثرني كنت طيب..فبدل ما كنت أقوم الساعة 7,30 صرت أقوم الساعة 6,30 وخذلك مشاوير بين الناصرية والغدير..وسلم لي على الساعة 11.

كان معي القبول من المعهد والفيزا الامريكية مدتها سنه.. وإيميل من احد الجامعات الامريكية أعتبرته أنه قبول منها وأقنعت العالم إن هذا قبول من الجامعة..يعني بأختصار معي نص قبول من الجامعة..وبعد ماقريت للأخت مون مشاركتها إنها اخذت تذاكر هي وزوجها لأستراليا لدراسة الماستر، قلت بس اجل نروح نآخذ تذاكر..احسب السالفة خذني جيتك

طلع السالفة فيها انواع المشاوير واللطعات والوساوس..حتى النوم ماكنت أقدر انام ..وإذا نمت فكل ربع ساعة وانا صاحي..اللين شفت في نومي العطية.. من جد شفت العطية.. لا تحسوبوني أمزح ترى السالفة هذه من جد!!!

الشاهد..من اول ما رحت قبل أسبوعين..صدمت بالتعامل السيء لموظفي الوزارة، هذا غير الحوسة الموجودة واللي تخلي الواحد حيران ما يدري وش يسوي..أضف إلى هذا المعلومات المتضاربة والمتناقضة اللي تسمعها من وقت إلى وقت من الموظفين..

بدأت أطفش..
قلت خلني أصبر و أشوف.. وإستحضرت "ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور"

اليوم الثاني أو الثالث..لا بالأصح الاربعاء..قابلت العطية..بعد ما عديت من ناصر البشر..
ناصر البشر..هو البوابة للعطية..يعني: بعد ما جيب أوراقك.. تكتب معروض وتقدمه مع أوراقك للبشر..يبدأ البشر يراجعها ويتأكد إن كل شيء تمام..ويحط عليها ورقة صغيرة عشان العطية يشرح عليها.. وبعدين تطلع برا تنلطع لين ينادون إسمك تقابل د.العطية..

اللي صار إني عديت البشر بعد ما شيك على أوراقي وقابلت العطية، بدون ما يسألني وإلا يطالع فيني..
أخذ أوراقي وكتب عليها..

من لحظتها عرفت أنها تصريفة ..ومن لحظتها كرهت.."لمساعدته"..طلعت معصب ومقفل..

بس مافقدت الأمل، وأخذت أتمتم بيني وبين نفسي..

"سيفتح باب إذا سُد باب"

مادري وش جاب هذا على لساني..بس المهم إني جلست أردده.. طبعا تكملته "ونعم وتهون الأمور الصعاب"..وهو بيت من قصيدة للشافعي <<<<< وش رايكم بس

قلت هذا خيط ولا تفرط فيه يا بو حنين..وسيدة على مكتب الموسى.. وأنواع اللطعات والتحويلات والمخارج..إلى ان قابلت واحد يقاله آل الشيخ..الشاهد قال لي وقلت له.. في الأخير "أوامر الأركاب أوقفنها ولا تتعب نفسك" كان آخر رده.

برضه ما فقدت أمل وصرت أدوام في المبنين..وكان العطية مو موجود..فاقتصر دوامي عند الموسى..إستمرت هذه الحالة أسبوع.. من جد أسبوع دوام.. وحالتي حاله.. وسلم لي على 11

طبعا لا يغركم أكتب هنا وانا مرتاح البال، بس هذيك الفترة انواع الهواجس والوساوس وقلة النوم والأكل.. وكان هم كبير..ماريحني أبد..ولا كنت أجد طعم في أي شيء..همي كله التذكرة،، المدام تعبتها معاي وأصحابي طنشتهم ماعدا إتصالات بسيطة جدا..

وإذا احد سألني كنت اقول متيسرة إن شاء الله؛ لأنه -وهذه نصيحة مني- بعض الأحباب يسألك من باب محبة وحرص عليك وإذا عطيته السالفة زادك هم وكثر الأسئلة عليك وأنت منت ناقص، فأقتصرت على "متيسرة إن شاء الله"..وبالفعل الحمدلله تيسرت.

وصرت كل ما غزتني الهواجيس والوساوس..قلت يارب يسر أمري وأمر كل مسلم..وأروح ألاعب حنين..ضحكتها عندي تنسين الدنيا كلها بأفراحها وأتراحها..

بتلت على هذه الحالة: الأمل موجود، واللسان يلهج بالدعاء، وموظفين الوزارة عرفوني.

الوقت يمر ولافيه تجاوب ولازم أسافر لأن دراستي في المعهد تبدأ بعد أسبوع (بالضبط 10 نوفمبر)، ومازلت مُصر..

خلال دوامي في الناصرية عرفت إن العطية بيجي السبت، قلت هين الوعد
السبت...

الآن السالفة صارت حياة أو موت..ياإما آخذ التذاكر من العطية يوم السبت..ياإما اطلع من عنده وأشتري التذكرة..خلاص هذا حدها ولا تتحمل أي تأخير أكثر من كذا..


جاء السبت المبروك،، بصراحة و سووها..
صحيت قبل الفجر صليت ركعتين ودعيت ربي، صليت الفجر، أخذت ذاك الدش، حركت للوزارة، 8 إلا وأنا عندهم..

"ماشاء الله تبارك الرحمن" أمة محمد كلهم مجتمعة، "يارب يسر أمري وأمرهم"..

"د.العطية موجود".."إي نعم موجود".."الله يبشرك بالخير".."متى بيجي".."بيجي ناصر البشر، عطه أوراقك وبعدها تقابلون الدكتور".."زين، جزاك الله خير".

أوراقي على ما كانت عليه من أول مرة، حتى الورقة "لمساعدته" على وضعها، طلعت برا قطعت الورقة هذه..وخليت أوراقي زي ما هي..ومسكت سرا مع البشرية..وهاتك يا سرا..

الشيء الوحبد اللي أعرفه..ليش السعوديين ما يحبون السرا، وليش يكرهون -عمليا-النظام...وحنا واقفين في السرا..ستين ألف سعودي يسقط، والا ينط، والأ ما كانه شايف أحد وطوالي على مكتب البشر مزلب أم الخليقة اللي واقفة برا..واللي يغبن صحيح، بعض الشباب الله يهديهم اللي واقفين في السرا ساكتين ما يتكلمون وكأن ما سقط عليهم أحد..الشاهد كانت مني محاولات مستميته للحفاظ على السرا في المنطقة اللي حولي.. وبالفعل دخلت عند ناصر البشر..

رجل طويل، شارب ومخنجر اللحية، جسمه مليان، عمره -في تقديري- فوق الخمسين، صعب المراس..

"أنا طالب ماجستير ومعي قبول المعهد، والجامعة، ومعي.."
"جبت الفيزا"
"ومعي الفيزا"
"وش هي الجامعة؟"
قالها بطريقة إستفزازية، فكانت البداية ما تحمس، قلت ألعبها صح يا بو حنين وخل عنك العصبية اللي مالها داعي..
"الجامعة هي جامعة "واينر" في مدينة فلادلفيا في أمريكا"
"وين قبولها"
قلت الله يستر، الايميل ما فيه شيء يدل على القبول، بس خلك واثق من نفسك وح تمشي..
"القبول موجود، خلني أوريك إياها" خرفش خرفش<<يعني تقليب أوراق "هذا هو إيميل من الجامعة على انهم إستلموا الأبليكشين وباقي أرسلهم الأوراق الرسمية"
"طيب الجامعة معتمدة؟!!!"
تمام، مشيت صح ومدام إنه سألني عن الجامعة فهو ماهو داري، لكن وين بيروح..وأخرط عليه كل السوالف اللي اعرفها عشان أضيعه..
"لا هذه الجامعة معتمدة من الوزراة، وأنا بنفسي شيكت على الموقع وهي معتمدة"
"لا ما هي معتمدة"
"الا معتمدة..وبعد عندها الاعتماد الدولي لكليات الأعمال اللي هو "أي أي سي إس بي" وهي موجودة في مدينة فلادلفيا في ولاية بنسلفانيا"
أعرف إن هذه المعلومات مالها داعي بس وريته إني فاهم ومع كثر ما أدوخته قال لي..
"خلاص..قابل الدكتور وشوف"

"آآه..الحمدلله،،عدينا من البشر باقي العطية".."جايك يا دكتور"

ورجعت وجلست مع الشعب..ومن الساعة 10 إلى الساعة 12,30.. أقبل علينا الدكتور العطية باتسامة وديعة ومشية أقرب إلى التواضع من أي شيء آخر..ووجهه يملأ الانسان بالتفاؤل.

بدأ ينادون الطلاب، كان دوري 15، وبدأ الطلاب الذين دخلوا يخرجون، وبدأيمشي السرا..سألت بعض من خرج كيف.."تذاكر"..ماني مصدق "أعطاك تذاكر".."إيوه".."الله يبشرك بالخير"

أنتظرت.."ناصر"..دخلت عنده قبل إثنين..وبعدي واحد..حاولت ان إستمع للـ العطية وهو يتكلم مع اللي قبلي وحاولت يضا أن أقرأ قلمه..وإذ هي ذات الكلمة المشؤومة اللي كتبها لي من قبل..

"طيب ..طيب.. وين بتفلت مني هالمرة" هكذا كلمته نفسي وانا أنظر إليه وهو يصرف اللي قبلي.. قلت دورك يا بو حنين..

ما أطول عليكم..
"عطني أوراقك"
" انا طالب ماجستير ومعي.."
من غير ما ينظر في أوراقي إو ينتبه لكلامي، كتب:
"سعادة الوكيل لـ.."
قبل ما يكمل الكلمة المشؤمة قاطعته:
" دكتور، لو سمحت..لا تكتب لمساعدته"
نظر إلي باستغراب، أكملت:
"كتبتها لي من قبل ورحته وللأسف ما ساعدني.."
"رحت له؟!!"
بدأ يظهر أرتياحه، تشجعت وقلت:
"نعم رحت له، وماساعدني، أنا ما ابغى الا تذاكر ومعي كل شيء ومسافر نهاية الأسبوع"
شطب ما كتب..وكتب بعض الحروف التي لم أستطع تمييزها..حاولت وحاولت.."صرف تذاكر"..لم أصدق عيني..أعطاني ورقة صفراء صغيرة رسم عليها بعض الحروف..تصلبت في مكاني أحول فك رموزها.."الاستاذ عيدالله"..

من هو الاستاذ عبدالله؟ تصلبت..هل هي تصريفة أخرى، أم هي تذاكر حقيقة..وبينم الأسئلة أخذتني بعيدا عن من حولي..إستيقظت على..
"خلاص..صرفنا لك تذاكر..روح للاستاذ عبدالله"
نظرت إذ العطية ينظر إلي ويشير إلى المكتب المقابل..
بدأت أطرافي ترتعش..بدأ صوتي يختفي..مازلت غير مصدق..لملمت نفسي، قلت بصوت متهدج:

• نشر عبر تويتر
• نشر عبر فيسبوك
• نشر عبر جوجل