تقرير العنقري يُعنِّف مسؤولي الملحقية الثقافية ببرلين بسبب "مبتعثي هولندا" ويقر بوجود أخطاء

الله يكون في عون اخواننا واخواتنا المبتعثين في هولندا ... يجب محاسبة المسؤولين ...

يعطيك العافية ع النقل ...

بالتوفيق للجميع ...

وجَّه وزير التعليم العالي خالد العنقري انتقادات حادة إلى مسؤولي الملحقية الثقافية السعودية ببرلين (المسؤولة عن مبتعثي هولندا)، وحمَّلهم مع بعض القائمين على شؤون الابتعاث بالوزارة مسؤولية ما يتعرض له المبتعثون في هولندا.

وذكرت مصادر أن الوزير عبَّر عن غضبه بشكل علني، ووبَّخ بعض المسؤولين عن وجود هذه المشاكل.

وخلال لقائه بالمبتعثين مساء الأربعاء الماضي ذكر العنقري أن المبتعثين السعوديين هم أعلى عدد طلاب بالعالم في الحصول على المنح الدراسية الخارجية، وثالث أعلى عدد طلاب يدرسون بالخارج بعد طلاب الهند والصين. وقال: "وصل عدد المبتعثين السعوديين 110 آلاف طالب مبتعث، غالبيتهم الساحقة تحقق الهدف من وجودها خارج المملكة".

وكشفت مصادر عن تفاصيل مهمة جرت خلال لقاء وزير التعليم العالي مع الطلاب المبتعثين إلى جامعتَيْ ماسترخت وخروننقن، ولم تنشرها الصحف.

وقالت المصادر إن العنقري اطلع في بداية اللقاء على مشاكل الطلاب التي تمثلت في غياب الدور الرقابي من جانب الملحقية الثقافية والوزارة على الجامعتين الهولنديتين، فضلاً عن عدم التزام الوزارة بالعدد المناسب في الابتعاث للبرامج التحضيرية وما قبل الجامعية؛ حيث أرسلت الوزارة 95 طالباً إلى جامعة خروننقن لدراسة الطب البشري وطب الأسنان خلال المرحلة الخامسة، بينما لا يوجد سوى 20 كرسياً متاحاً لهم فقط.

كما شملت المشاكل التي عُرضت على الوزير عدم تقديم تأمين صحي للمبتعثين، وعدم تعويض عدد من الحالات الطبية الطارئة؛ ما اضطر أحد المبتعثين إلى دفع نصف مخصصاته الشهرية في تكاليف العلاجات والتنويم بأحد المستشفيات الهولندية في ظل رفض الملحقية تعويضه.

وناقش الطلاب مع العنقري معاملة الجامعتين للطلاب بما يناقض محتوى بعض الاتفاقيات بينها وبين الملحقية.

وعرض طلاب برنامج اللغة الإنجليزية مشاكلهم، موضحين أن البرنامج غير مهيأ لتطوير مهارات الطلاب، وذلك حسبما أقر مدير برنامج اللغة في الجامعة الهولندية، الذي أوضح أن الجامعة قدمته فقط استجابة لضغوط الوزارة، كما أنه يُقدَّم خارج مراكز تعليم اللغة المعتمدة من قبل الجامعة.

وتطرق الطلاب إلى مشكلة برامج اللغة؛ حيث يدرس بها 100% من الطلاب السعوديين، في مخالفة للوائح وأنظمة الابتعاث التي تشترط أن تحوي القاعة الدراسية 20% من السعوديين كحد أقصى.

وكشف مدير برنامج اللغة الإنجليزية للطلاب السعوديين بجامعة خروننقن أن 80% من مبتعثي المرحلة الخامسة سيجبرون نتيجة هذه المخالفة على مغادرة هولندا خلال الأشهر القادمة؛ وذلك لعدم انطباق شروط القبول عليهم، بينما في الوقت ذاته لم تُقدِّم لهم الملحقية أي حل أو قبولات بديلة.

واستعرض مبتعثو بكالوريوس طب الأسنان مع وزير التعليم العالي مشكلة إجبارهم على تغيير التخصص إلى طب بشري، رغم استيفائهم جميع شروط قبول طب الأسنان، وذكر طلاب آخرون أن مرافقي المبتعثات في هولندا من غير المتزوجين يجب عليهم العودة إلى السعودية كل 3 أشهر، وتقديم طلب فيزا جديد يستغرق انتظار الموافقة عليه 3 أشهر أخرى.

من جهة أخرى عرض طلاب السنوات المتقدمة في البكالوريوس الطبي تعنت الجامعتين معهم، موضحين أن جامعة ماسترخت تجبر الطلاب بعد السنة الرابعة على إكمال دراستهم في السويد باستعمال اللغة السويدية. أما في خروننقن فتم تطبيق قانون دراسي جديد ومفاجئ للطلاب يُدعى (BSA)سيُحرم الطالب بمقتضاه من عدد من حقوقه الدراسية، كما أنه يحوي تمييزاً بين الطلاب السعوديين والهولنديين في بعض فقراته؛ حيث سيضطر الطالب إلى إنهاء دراسته في الجامعة مباشرة إذا لم يحصل على النقاط المطلوبة خلال بعض سنوات الدراسة في الطب البشري وطب الأسنان.

وأقر الوزير بالعديد من الأخطاء والتقصير من قِبل الوزارة والملحقية، وأكد أنه سيتم طرح مبادرة تتضمن حلولاً عاجلة، مضيفاً أن اجتماعات ستتم مع مسؤولي الوزارات والجامعات الهولندية؛ لاستعراض تلك المشاكل ومناقشة حلولها.

وقرر العنقري خلال الاجتماع تقديم التأمين الصحي لجميع مبتعثي هولندا، وإقامة نادٍ طلابي سعودي لهم؛ حتى يوفروا النفقات التي يتكبدونها لتنظيم الاحتفالات الرسمية، في ظل رفض الملحقية تعويضهم عن ذلك.

كما أخبر الوزير مبتعثي هولندا أنه بإمكانهم تغيير التخصص والدولة كحل جزئي لهذه المشكلة .

وذكر عدد من الطلاب المبتعثين أن الاجتماعات لم تسفر عن أي حلول او نتائج تُذكر, ويتساءلون عن الحلول الجذرية لهذه المعوقات وعما دار في هذه الاجتماعات، وعن مصيرهم .