December 5th, 2009, 04:12 PM
أمر قاض بالمحكمة الجنائية في مدينة لويس البريطانية جنوبي لندن الأربعاء بسجن البريطاني جورج أوستن الذي أدين بقتل الطالب القطري محمد الماجد اربع سنوات ونصف السنة. وقد اعتبر عبد الله الماجد والد الطالب القطري القتيل أن الحكم مخفف للغاية، مشيرا إلى أن العيب في القانون البريطاني. ودعا الماجد الآباء الذين يودون إرسال أبنائهم للدراسة في بريطانيا إلى التنسيق أولا مع السفارة القطرية في لندن وأن يختاروا المناطق الآمنة، مشيرا إلى ارتفاع نسبة الجريمة في المنطقة التي قتل فيها ابنه.
وقال تريفر بولز ضابط التحقيق في مقتل الماجد "لقد كان اعتداء لا يغتفر، وكانت التحقيقات فيه كبيرة ونجحنا في إدانة الجاني الذي سيقضي عقوبة يستحقها".
واعتبر مسؤولون بريطانيون أن الحكم يرسل رسالة قوية للأشخاص الذين ينفذون اعتداءات عنصرية، مفادها أنهم لن يفلتوا من القانون.
وفي التفاصيل، فقد قضت محكمة لويس الجنائية البريطانية أمس الأربعاء على المدان الرئيسي قاتل الطالب القطري محمد الماجد بالسجن لمدة ثلاثة أعوام ونصف العام بعد ثبوت إدانته في حادث عنصري وقع في العام الماضي.
ولدى مثوله أمام المحكمة أنكر جورج أوستن 22 سنة من بيرموندسي في لندن تهمة القتل العمد لمحمد الماجد 16 سنة بعد مشاجرة عنصرية خارج مطعم للكباب في بلدة هيستنغز على ساحل انكلترا الجنوبي يوم الثاني والعشرين من شهر أغسطس/ آب عام 2008، وكانت هيئة المحلفين بالمحكمة قد أدانت أوستن في وقت سابق من هذا العام.
وقالت المحكمة إن أوستن أمضى بالفعل 368 يوما في الحجز، وهو ما سيدخل ضمن العقوبة، كما أنه بموجب القواعد التي تقضي عادة بأن يمضي المدانون نصف العقوبة فقط فإن قاتل الماجد ربما سيخرج بعد عام واحد من السجن.
كما قضت المحكمة كذلك بحبس بول روكيت من منطقة هام لين في بلدة بيرووش، بعد ثبوت إدانته بالاعتداء العنصري الجسيم على بيتر هينويرث وهو شاب من جنوب أفريقيا وصديق للماجد وقد حكم على روكيت بالحبس أربعة أشهر وأبلغه القاضي بأنه من المحتمل أن يقضي شهرين فقط.
كما أبلغت المحكمة كذلك أليكسندر كوين 19 سنة وهو المدان الثالث في القضية، من منطقة ماونتباتن كلوز ببلدة هيستنغز، بأنه قد يقضي العامين المقبلين في مؤسسة للأحداث بعد ثبوت إدانته بإصابة صديق آخر للماجد.
وكانت الشرطة البريطانية قد نشرت شريط فيديو مدته ثلاث دقائق لجانب من التحقيق مع جورج أوستين المدان بقتل الماجد حيث كان يصف فيه للضباط المحققين كيف أنه لكم الطالب القطري القتيل خلال المشاجرة في بلدة هيستنغز.
ويأتي هذا بعد الحكم مؤخرا بإدانة أوستين 22 سنة من باركويرث رود في منطقة بيرموندسي بجنوب لندن، بارتكاب قتل في المحاكمة التي جرت بمحكمة لويس الجنائية في مقاطعة إيست ساسيكس بجنوب شرق انجلترا وقد أنكر أوستين أمام المحكمة ارتكابه جريمة القتل العمد.
وكان الماجد 16 سنة قد توفي بعد أن تعرض للكمة شديدة في الوجه وسقوطه على الرصيف خارج مطعم للوجبات السريعة في هاستينجس، حيث كان يدرس الماجد اللغة الإنجليزية بإحدى المدارس هناك وتعرض للحادث بعد خمسة أسابيع من إقامته بالبلدة حيث كان يقطن مع إحدى الأسر فيها وكان من المقرر أن يعود إلى وطنه قطر بعد الأسبوع السادس.
كما كانت المحكمة دانت كلا من بول روكيت وأليكسندر كوين بارتكاب اعتداء عنصري جسيم وبالتسبب عمدا في إصابة شخصين آخرين صديقين للماجد وكانا حاضرين وقت الحادث، وقد نفى روكيت 21 سنة من منطقة بيرووش قرب بلدة إيتشينجهام تهمة الاعتداء العنصري الجسيم فيما يخص بيتر هينويرث 17، كما نفى كوين 19 سنة من هيستنغز تسببه عمدا في إصابة مجيب قطاني 14 سنة باستخدام زجاجة.
وكانت المحكمة قد استمعت في وقت سابق من هذا العام إلى أقوال المحلفين التي أشارت إلى أن الهجوم وقع خارج مطعم لوجبات الكباب على ساحل بلدة هاستينجس عندما كان بعض دارسي اللغة الإنجليزية من الأجانب يتحدثون سويا، ثم اقتربت منهم مجموعة من الشباب البيض من الجنسين كانوا يشربون الخمر، بينما كان الطلبة الأجانب يتسمون بالرزانة والجدية، وتم تبادل بعض الألفاظ حين وجه روكيت لكمة إلى بيتر هينويرث لكنها لم تصبه فاستهدف طالبا آخر في مرحلة المراهقة لأنه أسود البشرة. وكان محمد الماجد هناك ومعه صديقه وابن عمه مجيب قطاني وقد وجه أوستين لكمة شديدة لمحمد في وجهه أسقطته على الأرض ثم توفي بإصابات في المخ بعد ثلاثة أيام.
وكان عبدالله الماجد والد محمد قد ذكر عقب إدانة المعتدين على ابنه "إن ابني فقد حياته بصورة مأساوية منذ عام ونحن أسرته نعتقد أنه تم إصدار الحكم العادل في القضية ".
تصريح القاضي
وعقب نطقه بالعقوبات في قضية الماجد قال القاضي أنتوني سكوت جال قاضي محكمة لويس الجنائية البريطانية إنه رغم أنه لم يجد أدلة على أية معتقدات عنصرية لدى أي من المدانين الثلاثة لكنه أضاف أن أحد الجوانب السيئة في هذه القضية هو ما يمثله المدانون من إدانة لشباب بريطانيا ودعاية بالغة السوء لهم وخصوصا لشباب بلدة هيستنغز.
وأضاف ان الطلاب الأجانب يأتون إلى بريطانيا سعيا وراء فرص وإمكانات جديدة لكن محمد الماجد وأصدقاءه قوبلوا بسلوك جماعي مخز وغير قانوني من جانب المدانين.
وخارج المحكمة قال تريفور باولز المسئول بشرطة ساسيكس إن كلمات القاضي كانت تعليقا حزينا للغاية حول ما حدث في ليلة مقتل محمد الماجد لكنه أضاف قائلا" أعتقد أن هؤلاء الثلاثة لا يمثلون الشباب في هذا البلد".
وكان تريفور باولز قد ذكر في تصريحات سابقة له أن التحقيقات والتحريات في القضية كانت مطولة وشاقة وشارك فيها ضباط من أنحاء متفرقة من العالم بحثا عن الحقيقة وراء ما حدث.
وأضاف أن أحكام الإدانة في القضية توجه رسائل بأنه لن يتم التسامح مع أعمال عنف في شوارع مقاطعة ساسيكس وما حدث في ذلك الهجوم كان أمرا لا يمكن أن يغتفر ولا السماح بحدوثه.
ومن جهته، قال بيتر براغنيل رئيس المجلس المحلي في بلدة هاستينجس إن هذه البلدة الساحلية ليست عنصرية وإنه تم اتخاذ خطوات منذ موت محمد الماجد لزيادة الحوار مع مختلف عناصر الجاليات المقيمة بالبلدة.
وأشار إلى أن الحوادث المرتبطة بجرائم الكراهية انخفضت في هيستنغز وفقا لتأكيدات الشرطة كما أن هناك زيادة في عدد الطلاب الأجانب الذين يتدفقون إلى البلدة عن العام الماضي.
حديث السفير القطري
من جهته، قال خالد بن راشد المنصوري سفيرقطر في لندن لـصحيفة " الشرق" القطرية في تعليقه على الحكم في القضية " نتقدم بالشكر لكل من ساعد عائلة الماجد وكل من واسانا في القضية سواء من قطر أو بريطانيا "
واشار إلى أن المسئولين في قطر وعلى رأسهم " حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى وولي عهده الأمين ورئيس مجلس الوزراء كانوا مهتمين بالقضية والسفارة القطرية في بريطانيا بناء على هذه التعليمات السامية قامت بكل ما يتطلبه الأمر".
وأضاف إننا نوجه الشكر كذلك إلى الشعب القطري وكذلك إلى الشعب والمسئولين في بريطانيا.. موضحا أنه فيما يتعلق بالحكم فإن هذا هو القانون البريطاني والقانون يأخذ مجراه في كل بلد ومهما كان الحكم فإنه لا يعوض الطالب الفقيد.
LinkBack URL
About LinkBacks
December 5th, 2009, 04:12 PM
أمر قاض بالمحكمة الجنائية في مدينة لويس البريطانية جنوبي لندن الأربعاء بسجن البريطاني جورج أوستن الذي أدين بقتل الطالب القطري محمد الماجد اربع سنوات ونصف السنة. وقد اعتبر عبد الله الماجد والد الطالب القطري القتيل أن الحكم مخفف للغاية، مشيرا إلى أن العيب في القانون البريطاني. ودعا الماجد الآباء الذين يودون إرسال أبنائهم للدراسة في بريطانيا إلى التنسيق أولا مع السفارة القطرية في لندن وأن يختاروا المناطق الآمنة، مشيرا إلى ارتفاع نسبة الجريمة في المنطقة التي قتل فيها ابنه.
وقال تريفر بولز ضابط التحقيق في مقتل الماجد "لقد كان اعتداء لا يغتفر، وكانت التحقيقات فيه كبيرة ونجحنا في إدانة الجاني الذي سيقضي عقوبة يستحقها".
واعتبر مسؤولون بريطانيون أن الحكم يرسل رسالة قوية للأشخاص الذين ينفذون اعتداءات عنصرية، مفادها أنهم لن يفلتوا من القانون.
وفي التفاصيل، فقد قضت محكمة لويس الجنائية البريطانية أمس الأربعاء على المدان الرئيسي قاتل الطالب القطري محمد الماجد بالسجن لمدة ثلاثة أعوام ونصف العام بعد ثبوت إدانته في حادث عنصري وقع في العام الماضي.
ولدى مثوله أمام المحكمة أنكر جورج أوستن 22 سنة من بيرموندسي في لندن تهمة القتل العمد لمحمد الماجد 16 سنة بعد مشاجرة عنصرية خارج مطعم للكباب في بلدة هيستنغز على ساحل انكلترا الجنوبي يوم الثاني والعشرين من شهر أغسطس/ آب عام 2008، وكانت هيئة المحلفين بالمحكمة قد أدانت أوستن في وقت سابق من هذا العام.
وقالت المحكمة إن أوستن أمضى بالفعل 368 يوما في الحجز، وهو ما سيدخل ضمن العقوبة، كما أنه بموجب القواعد التي تقضي عادة بأن يمضي المدانون نصف العقوبة فقط فإن قاتل الماجد ربما سيخرج بعد عام واحد من السجن.
كما قضت المحكمة كذلك بحبس بول روكيت من منطقة هام لين في بلدة بيرووش، بعد ثبوت إدانته بالاعتداء العنصري الجسيم على بيتر هينويرث وهو شاب من جنوب أفريقيا وصديق للماجد وقد حكم على روكيت بالحبس أربعة أشهر وأبلغه القاضي بأنه من المحتمل أن يقضي شهرين فقط.
كما أبلغت المحكمة كذلك أليكسندر كوين 19 سنة وهو المدان الثالث في القضية، من منطقة ماونتباتن كلوز ببلدة هيستنغز، بأنه قد يقضي العامين المقبلين في مؤسسة للأحداث بعد ثبوت إدانته بإصابة صديق آخر للماجد.
وكانت الشرطة البريطانية قد نشرت شريط فيديو مدته ثلاث دقائق لجانب من التحقيق مع جورج أوستين المدان بقتل الماجد حيث كان يصف فيه للضباط المحققين كيف أنه لكم الطالب القطري القتيل خلال المشاجرة في بلدة هيستنغز.
ويأتي هذا بعد الحكم مؤخرا بإدانة أوستين 22 سنة من باركويرث رود في منطقة بيرموندسي بجنوب لندن، بارتكاب قتل في المحاكمة التي جرت بمحكمة لويس الجنائية في مقاطعة إيست ساسيكس بجنوب شرق انجلترا وقد أنكر أوستين أمام المحكمة ارتكابه جريمة القتل العمد.
وكان الماجد 16 سنة قد توفي بعد أن تعرض للكمة شديدة في الوجه وسقوطه على الرصيف خارج مطعم للوجبات السريعة في هاستينجس، حيث كان يدرس الماجد اللغة الإنجليزية بإحدى المدارس هناك وتعرض للحادث بعد خمسة أسابيع من إقامته بالبلدة حيث كان يقطن مع إحدى الأسر فيها وكان من المقرر أن يعود إلى وطنه قطر بعد الأسبوع السادس.
كما كانت المحكمة دانت كلا من بول روكيت وأليكسندر كوين بارتكاب اعتداء عنصري جسيم وبالتسبب عمدا في إصابة شخصين آخرين صديقين للماجد وكانا حاضرين وقت الحادث، وقد نفى روكيت 21 سنة من منطقة بيرووش قرب بلدة إيتشينجهام تهمة الاعتداء العنصري الجسيم فيما يخص بيتر هينويرث 17، كما نفى كوين 19 سنة من هيستنغز تسببه عمدا في إصابة مجيب قطاني 14 سنة باستخدام زجاجة.
وكانت المحكمة قد استمعت في وقت سابق من هذا العام إلى أقوال المحلفين التي أشارت إلى أن الهجوم وقع خارج مطعم لوجبات الكباب على ساحل بلدة هاستينجس عندما كان بعض دارسي اللغة الإنجليزية من الأجانب يتحدثون سويا، ثم اقتربت منهم مجموعة من الشباب البيض من الجنسين كانوا يشربون الخمر، بينما كان الطلبة الأجانب يتسمون بالرزانة والجدية، وتم تبادل بعض الألفاظ حين وجه روكيت لكمة إلى بيتر هينويرث لكنها لم تصبه فاستهدف طالبا آخر في مرحلة المراهقة لأنه أسود البشرة. وكان محمد الماجد هناك ومعه صديقه وابن عمه مجيب قطاني وقد وجه أوستين لكمة شديدة لمحمد في وجهه أسقطته على الأرض ثم توفي بإصابات في المخ بعد ثلاثة أيام.
وكان عبدالله الماجد والد محمد قد ذكر عقب إدانة المعتدين على ابنه "إن ابني فقد حياته بصورة مأساوية منذ عام ونحن أسرته نعتقد أنه تم إصدار الحكم العادل في القضية ".
تصريح القاضي
وعقب نطقه بالعقوبات في قضية الماجد قال القاضي أنتوني سكوت جال قاضي محكمة لويس الجنائية البريطانية إنه رغم أنه لم يجد أدلة على أية معتقدات عنصرية لدى أي من المدانين الثلاثة لكنه أضاف أن أحد الجوانب السيئة في هذه القضية هو ما يمثله المدانون من إدانة لشباب بريطانيا ودعاية بالغة السوء لهم وخصوصا لشباب بلدة هيستنغز.
وأضاف ان الطلاب الأجانب يأتون إلى بريطانيا سعيا وراء فرص وإمكانات جديدة لكن محمد الماجد وأصدقاءه قوبلوا بسلوك جماعي مخز وغير قانوني من جانب المدانين.
وخارج المحكمة قال تريفور باولز المسئول بشرطة ساسيكس إن كلمات القاضي كانت تعليقا حزينا للغاية حول ما حدث في ليلة مقتل محمد الماجد لكنه أضاف قائلا" أعتقد أن هؤلاء الثلاثة لا يمثلون الشباب في هذا البلد".
وكان تريفور باولز قد ذكر في تصريحات سابقة له أن التحقيقات والتحريات في القضية كانت مطولة وشاقة وشارك فيها ضباط من أنحاء متفرقة من العالم بحثا عن الحقيقة وراء ما حدث.
وأضاف أن أحكام الإدانة في القضية توجه رسائل بأنه لن يتم التسامح مع أعمال عنف في شوارع مقاطعة ساسيكس وما حدث في ذلك الهجوم كان أمرا لا يمكن أن يغتفر ولا السماح بحدوثه.
ومن جهته، قال بيتر براغنيل رئيس المجلس المحلي في بلدة هاستينجس إن هذه البلدة الساحلية ليست عنصرية وإنه تم اتخاذ خطوات منذ موت محمد الماجد لزيادة الحوار مع مختلف عناصر الجاليات المقيمة بالبلدة.
وأشار إلى أن الحوادث المرتبطة بجرائم الكراهية انخفضت في هيستنغز وفقا لتأكيدات الشرطة كما أن هناك زيادة في عدد الطلاب الأجانب الذين يتدفقون إلى البلدة عن العام الماضي.
حديث السفير القطري
من جهته، قال خالد بن راشد المنصوري سفيرقطر في لندن لـصحيفة " الشرق" القطرية في تعليقه على الحكم في القضية " نتقدم بالشكر لكل من ساعد عائلة الماجد وكل من واسانا في القضية سواء من قطر أو بريطانيا "
واشار إلى أن المسئولين في قطر وعلى رأسهم " حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى وولي عهده الأمين ورئيس مجلس الوزراء كانوا مهتمين بالقضية والسفارة القطرية في بريطانيا بناء على هذه التعليمات السامية قامت بكل ما يتطلبه الأمر".
وأضاف إننا نوجه الشكر كذلك إلى الشعب القطري وكذلك إلى الشعب والمسئولين في بريطانيا.. موضحا أنه فيما يتعلق بالحكم فإن هذا هو القانون البريطاني والقانون يأخذ مجراه في كل بلد ومهما كان الحكم فإنه لا يعوض الطالب الفقيد.