January 17th, 2008, 09:40 PM
لو أنني كنت أعرف شيئًا عن الأفلاك والأبراج وطوالع الكواكب لما نفعني ذلك في معرفة هل اليوم الذي غادر فيه الصديق مبتعث من هنا هل كان يوم سعد أو يوم نحس, ذلك أنني لا أجهل هذه الأشياء فحسب, ولكنني أجهل اللحظة التي جعلته يرمي بنا في دوامة ذكراه !!
يداي الآن غلبتهما الحمرة فقد اندلقت عليّ " دلة " القهوة العربية اليوم ... لكنني لن أحتمل صبراً فسأكتب لك ...
الساعة 7 صباحاً ...
" جده " صباحها اليوم ليس غريبا عليها فهي تبدأ التنفس من جديد هذه الساعة من كل يوم , السيارات المكتضه , والأغاني المرتفعة , الفتيات المرتصات خلف السائق الفلبيني , لتجعل من رحلتها اليومية فرصة في اللعب بأعصاب الشباب والرجال والكهول !
شارع فلسطين ...
إشارة التوقف الثالثة...
يميناً أترجل...
200 متر تقريباً...
الصديق " مبتعث مودرن " يقف في طرف الشارع بانتظاري ...
كعادته...
يسرح بقايا شعره الطفولي ...
يعدل ساعته ( CHANEL) التي تعادل مرتب مدير شركة في كورنيش جده له فلسفة غريبة في اللبس تعجبني كثيراً ... أوهمه في كل وقت أننا سنذهب إلى موعدٍ مهم حتى أرى كل يوم فنه الجمالي ...!
القميص الأبيض أو كما يحب أن يسميه هو ( البلوفر )الذي لم تلتحم قط إلا نص أزراره ...
الجاكت الأسود ...
وشاله الأسود الذي يحل محل ربطة العنق غالباً ....
يحمل حقيبة في يد وفي الأخرى يحمل جهاز اللاب توب ....
يشاركني سيارتي... يبدأ بالسلام ويدخل في ترتيب بقايا تذاكره وأوراقه التي ستكون في رحلته ...
لقد اعتادت الطائرات أن يقضي بها جزءً كبيراً من وقته, فهو الآن سيتوجه إلى شواطئ الأطلسي...
فقد اعتاد أن يقضي جزءً من الشتاء هناك....
أبدأه بالحديث ... القهدلي بعث لي بسلام خاص لك ...
سكت قليلاً ...
ثم التفت اليّ بنظرته الرائعه ... وطبيعته الهادئة بدأ يتحدث ....
" الشعوب العربية عاشت فترة طويلة في أجواء يشوبها الاستبداد منذ نشأت الطفل وهو مجبر على السكوت وعدم التحدث وإبداء الرأي , ثم ينتقل إلى مرحلة المدرسة ليتعلم فيها فنون الاستبداد , فالمعلم وكتاب الصف آلةٌ لاتخطئ ...ومن ثم لن يكون المنتج إلا متنفساً هذا الهواء الشائب فالمجتمع يمارس الوصاية والاستبداد داخل أنشطته "
أريد منه المزيد ... وأجيب ببلاده : لم أفهم ؟؟
" أبو سلمان شوف أخوي المنتديات مثل الدول التي تنشأ على أكتف الرجال وهم أول ضحاياها !!!؟ "
_ كيف ؟
" يعني الشخص يظن أنه حين يمتلك أيقونة حذف أو نقل موضوع , أنه أكمل جزءً كبيرا من شخصيته , ليبدأ في التعاطي مع الكتاب كأنهم شعراء بلاط للسلطان "
لكن ( ماجد ) الموضوع لن يحتمل ... الشباب يسألون عليك ... وفيه ناس استفادوا من ماكتبتْ ...
حديثٌ طويل وماتع ... أعشق هذا الصديق حين يكون في قمة الصفاء .....
توقفنا في الترميل المخصص للرحلات الدولية ... حمل حقيبته ... وهمس لي " سلم على القهدلي ...."
بصراحة الصديق مبتعث الشخص الذي افتخر بصحبته , ولذا كانت رصاصة وداعه أصابتني في مقتل ... ربما أحرفي لم تعد قادرة على الكتابة وهي تعلم أن عيناه لن تقرأ لها ...
لن تحدث عن أسباب مغادرته من هنا .. أعتقد الموضوع اختلاف وجهات نظر , وانا لا أريد تأزم الموضوع وهو لايستحق أكثر من هذا ....
لذا هذه حملة سلمية ,, لاتعني أن ننتقص من طرف , لكنني أوجها لكل من استفاد من هذا القلم , أو أحب منه مايكتب .... أن يعقب هنا بما أراد ....
رد أعجب به , أو جزء من مقالة له راقه لك , أو كلمة توجهها له ....
آمل مجدداً أن لانخرج عن الهدف من الموضوع ,,, لسنا في حاجة أن نتحدث أكثر حول ماحصل وعن ماهيته .....
أسبوع تقريباً وسيعود " مبتعث مودرن " إلى المملكة لحضور الملتقى آمل أن نستطيع أن نصل الرد مائة خلال أسبوع ....
من أجل صديقي " أكتب " .....
الموضوع برعاية ( أبو سلمان _ القهدلي ) ....
January 17th, 2008, 09:40 PM
يداي الآن غلبتهما الحمرة فقد اندلقت عليّ " دلة " القهوة العربية اليوم ... لكنني لن أحتمل صبراً فسأكتب لك ...
إشارة التوقف الثالثة...
يميناً أترجل...
200 متر تقريباً...
يسرح بقايا شعره الطفولي ...
يشاركني سيارتي... يبدأ بالسلام ويدخل في ترتيب بقايا تذاكره وأوراقه التي ستكون في رحلته ...
فقد اعتاد أن يقضي جزءً من الشتاء هناك....
سكت قليلاً ...
أسبوع تقريباً وسيعود " مبتعث مودرن " إلى المملكة لحضور الملتقى آمل أن نستطيع أن نصل الرد مائة خلال أسبوع ....