التخصصات الهندسية بين الأكاديميين وهيئة المهندسين

September 5th, 2007, 02:00 PM

التخصصات الهندسية بين الأكاديميين وهيئة المهندسين

عزيزي رئيس التحرير
بالرغم من ان الهندسة عموما تقتضي الابداع والابتكار والتجديد من المهندس ليس في مجال تخصصه فقط بل حتى في جميع تعاملاته اليومية وطريقة تفكيره ونظرته وتحليله للامور الا ان وضع كلياتنا الهندسية في الجامعات السعودية يشكو من انعدام هذا المعنى في المحيط الاكاديمي بل ان المشكلة تتعدى ذلك لتصل الى ان بعض الاكاديميين يمارسون روتينا قاتلا على طلابهم لا يمنع عقولهم من الابداع فحسب بل يصل الى قمع الابداع في بعض الحالات ومن الامثلة على ذلك ما يحدث في الاقسام الهندسية في جامعاتنا السعودية حيث يتعاقب الاكاديميون على رئاسة الاقسام دون ان يحدث احدهم أي تغيير فالخطط الدراسية كما هي والمتطلبات كما هي بل حتى المنهج المقرر لا يتعرض الى تغيير او مراجعة فهو منهج ازلي تاريخي مر عليه طلاب السبعينيات ومر عليه طلاب هذا القرن ومازال المنهج صامدا شامخا وكأن عجلة التطور الهندسي قد توقفت.




لابد ان تكون المقررات والمناهج الدراسية الهندسية والخطط الدراسية في تطور مستمر يواكب التطور العالمي في المجال الهندسي فقد حان الوقت لكلياتنا الهندسية بان تقيم علاقات وشراكات علمية في مؤسسات عالمية وهندسية للارتقاء بالمناهج الهندسية في الجامعات السعودية فضلا عن بناء جسور علمية وتقنية بين الجامعات السعودية مع بعضها البعض.



لا نريد تنافر وعزلة علمية بين الكليات الهندسية يؤدي الى ركود الافكار وتبلد العقول لانه اذا ركد الماء اصبح اكثر عرضة للاسن.


نحتاج ايضا الى تفعيل حقيقي لدور الهيئة السعودية للمهندسين في كلياتنا الهندسية لماذا لا يتم تشكيل لجنة متخصصة في الشؤون الاكاديمية لتبحث مع الاقسام الهندسية جميع ما يتعلق بالمناهج والخطط الدراسية ومدى ملائمتها لحاجة سوق العمل، لماذا لا يكون للهيئة دور في اختيار وتقييم الاكاديميين وهم المسؤلون عن فئة من المجتمع سيكون لها دور فاعل في المستقبل.


لماذا تنتظر الهيئة الى ان يتخرج المهندس لتحاول ترميمه بالندوات والدورات وبعض البحوث العلمية والدراسات التي اجزم ان 75% من المهندسين لا يقرأونها.


لابد ان يمتد دور الهيئة ليتغلغل في عمق المؤسسات العلمية الهندسية السعودية ويكون الوسيط والعلاقة بين كلياتنا وسوق العمل.


ان الشهادة العلمية ليست كافية لاختيار الاكاديمي فمعيار الاختيار لابد ان يشمل جوانب عديدة من اهمها القدرة الابداعية والتجديدية لدى الاكاديمي.


لا نريد ان يكون الاكاديمي في الكليات الهندسية كأي موظف آخر يقتصر واجبه على الحضور والانصراف دون ان يكون له دور فاعل في تحريك اوتار العقول ونفض الغبار عن مخازن الفكر والابداع في عقول الطلبة.


ما يفرق المهندس عن الفني هو قدرته على تقديم حلول كثير واقتراحات متعددة لكل مشكلة في تخصصة وهذه القدرة لا تأتي بالفطرة ولا بالوراثة وانما بالممارسة والتعليم والتوجيه الصحيح.


لا تجد كلية من كلياتنا ولا جامعة من جامعاتنا الا ويشكي طلابها من بعض الاكاديميين فيها ليس من حيث صلف المعاملة فحسب بل ايضا من المحتوى العلمي لدى هذا الاكاديمي وكثيرا ما يتردد بين الطلاب عبارة تعجبه تهكمية تقول (كيف أصبح دكتورا).


اذا كان دور الهيئة السعودية للمهندسين هو الارتقاء بالمهن الهندسية وبناء قاعدة متينة وصلبة للتخصصات الهندسية والمهندسين فلابد من الاعتناء بالمحاضن العلمية الهندسية لانها مصنع المهندسين ومنتجة العقول.


الفلاح يحرص على انتقاء افضل الحبوب والبذور لبستانه ليجني ثمرا طيبا قويا عند الحصاد فهو يعي تماما انه لا يمكن اصلاح الثمرة الفاسدة او المريضة.


يبدو ان الهيئة السعودية للمهندسين في تقدم مستمر وتطور دائم ولكن هناك المهم وهناك الاهم فما هو الاهم علاج المرض او ازالة السبب؟


م. محمد بن يحيى آل زيارة – الدمام



منقول من جريدة اليوم

• نشر عبر تويتر
• نشر عبر فيسبوك
• نشر عبر جوجل