الأعضاء الإشتراك و التسجيل

الملتقيات
ADs

تقرير مــذكــراتي اللــــندنــية

تقرير مــذكــراتي اللــــندنــية


NOTICE

تنبيه: هذا الموضوع قديم. تم طرحه قبل 5078 يوم مضى, قد يكون هناك ردود جديدة هي من سببت رفع الموضوع!

قائمة الأعضاء الموسومين في هذا الموضوع

  1. أخوي نديم : ما شالله عليك !!!!!! والله قصة ولا أروع مبدع بمعنى الكلمة

    تصدق أني أول مرة أتفاعل مع قصة مثل هالقصة الجميلة

    تصدق أني جالس أقرأ القصة الرائعة في الساعة الثانية فجرا

    وانا لازم أداوم من الفجر ...... شكلي راح أغيب عن الدوام

    على أية حال ..... منتظر الحلقات الباقية بفارغ الصبر

    تحياتي وأعتزازي فيك ....... أخوك وليد الجميلي من العراق
    7 "
  2. صراحه من كثر ماتعلقت .. صرت اقرا القصه في منتديات ثاانيه ..

    والان انا متاابع في شبكه الزعيم وواقف في الجزء السادس عشر < حرقها عليهم


    وعلى فكره يانديم .. شفت ايميلك فـ احد المنتديات واضفتك
    .. بس ماتدخل إلا في وقت نومي < برـآ
    7 "
  3. طيب سؤال يطرح نفسه للأخ نديم \\ إذا كانت مذكراتك بمنتديات ثانية زي مايقولون الأعضاء ليش تقول
    ( بأحاول اأكتب شيء وأنزله قبل المغرب ) المفروض إنها تكون جاهزة وتسوي لها بس كوبي خصوصا الأخ كريستي صرح إنه هناك بالحلقة 15 !!!!!!!!!!!!!!!

    تراني كل يوم أدخل أشوف نزلت حلقة جديدة أو لا والناس جالسة تتابع بمنتديات ثانية ..............
    7 "
  4. الحلقة العاشرة

    قابلت الأمير بعد مدة من مغادرتهم المستشفى ولم يكن في معيته بريصة وأخبرني بأنه لم يعد يعمل معه بعد الآن وأنه قد استقر به المقام في مصر وقد تغيرت أحواله بسبب ظروفه عائلية خاصة، ولم أكثر السؤال عن ماهية تلك الظروف أو عن عنوانه ونسيت موضوعة تماما، لكن الظروف تسنت لي للوصول إليه عندما حصلت على دورة متقدمة في الجامعة الأمريكية في القاهرة مع بعض الزملاء وكان عددنا 14 شخص في العام 1994 تحديدا، بعد عشر سنوات بالتمام والكمال من عملية النصب التي قام بها بريصة في هارليستريت كلنك.

    الجامعة الأمريكية في القاهرة
    وللإلتحاق بالدورة في مصر التي بدأت في شهر فبراير سبقني جميع أصدقائي بالسفر بالطائرة، أما أنا فقررت السفر بسيارتي الجديدة البي إم دبليو 740 الكحلية الأنيقة والتي لم يمض على شرائها شهرا لأني حبيت أن أتمتع بقيادتها في شوارع القاهرة. فقمت قبل موعد السفر بشراء الكثير من الملابس الأنيقة والهدايا والعطورات والبخور وجلها أحضرتها لأني كنت متأكد بأني سأجد من أهديها إليه لاحقا. وضعت جميع الأغراض بالسيارة في الليل على أمل أن أبدأ الرحلة في صباح اليوم الباكر. لكن بسبب سعادتي وأنا أفكر في الرحلة القادمة وما ستحبل به الأشهر الطويلة القادمة في قاهرة المعز من مغامرات، لم يأتيني النوم حتى الساعة الثالثة فجرا، فقمت من سريري وغيرت ملابسي وأطلقت العنان للسيارة من مدينة الخبر متجها نحو القاهرة. استمريت في القيادة حتى وصلت منهكا لمدينة بريدة في الساعة الثانية عشر ظهرا، نمت في فندق يمشي الحال حتى المساء ومن ثم واصلت السير إلى أن وصلت مدينة حائل ومنها اتجهت لمدينة تبوك التي بتعد عنها نحو 650 كلم، وهي منطقة صحراوية موحشة وقفراء ذات طريق مفرد ولا توجد به خدمات إلا ما ندر،وتوجد بها مدائن صالح وتشمل عدة كهوف ومقابر منحوتة في الجبال لأقوام حكموا وعاشوا في هذه المنطقة من آشوريين وأنباط ورومان وعرب، وقد قال الله عنهم في القرآن الكريم (ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين وآتيناهم آياتنا فكانوا عنها معرضين، وكانوا ينحتون من الجبال بيوتاً آمنين فأخذتهم الصيحة مصبحين، فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون)،


    طريق مدائن صالح القفر
    وعند الساعة الواحدة ليلا توقفت عند محطة مظلمة لونها بلون طين الهجير المتفطر ومكائن ضخ البنزين صدئة متهالكة مائلة متمائلة فملئت خزان وقود السيارة وتوجهت للبوفيه داخل بيت طيني وباب خشبي متهالك موجودة في وسط المحطة وطلبت شاي ليساعدني على الاستيقاظ أثناء القيادة. نظرت نحو سيارتي وأنا أنتظر العامل يسكب الشاي من أبريق أصفر نحاسي مطعج من كل الجهات، وإذ بي أشاهد رجلا بالقرب من سيارتي، أشعث أغبر وأحدب الظهر يلمس سيارتي ثم التفت إلي بنظرة مريبة ومخيفة لم أكترث له كثيرا وودت أنه لم يمس السيارة لأنها كانت جديدة وكنت أحافظ عليها كثيرا تلك الأيام، فأخذت الشاي ونظرت مرة أخرى نحوه فلم أجده وتعجبت كيف أختفى بهذه السرعة. ركبت سيارتي وتحركت مسرعا لا ألوي على شيء من هذه المحطة المظلمة كقلب كافر، وأضئت النور الداخلي، وتفحصت المقعد الخلفي بالمرآة العاكسة على سبيل الاحتياط فقط

    الأحدب المريب
    . شغلت شريط أم كلثوم واسترخيت طوال الطريق الطويل والذي يبدو أنه لا نهاية له وأنا أستمع إلى أغنيتها الخالدة التي تصدح بأحلى الكلمات" رجعوني عنيك لأيامي اللي راحوا *** علموني أندم على الماضي وجراحه ***اللي شفته قبل ما تشوفك عنيه *** عمري ضايع يحسبوه إزاي عليه"، وبعد نحو ساعة وأنا قي قمة الاسترخاء، سرحان وأفكر في المغامرات القادمة التي ستحدث في أزقة وفنادق القاهرة ونيلها وحول الهرم، فأخذني الأفكار حتى تخيلت أني اسير وسط وادي الملوك وأتجول بين قبور الفراعنة في الوادي الصخري المحاط بالتماثيل والتعاويذ التي يعتقد الفراعنة أنها تحمي قبور ملوكهم فتبسمت منتعشا لهذه التخيلات اللذيذة، لكن فجأة ظهر لي شيئا وسط الظلام شل تفكيري ووقف له شعر رأسي وكدت أنحرف بالسيارة من الرعب الذي أصابني، فقد ظهر لي نفس الشخص الذي رأيته قبل ساعة في المحطة الموحشة وهو يقف في نصف الطريق وبدت لحيته الكثة وأسنانه ظاهرة كأنياب ذئب متوحش وعيناه المريبة ازدادت حمرة، كل ذلك حدث في جزء من الثانية لكن صورته انطبعت في مخيلتي بكل تفاصيلها، فأصبني الهلع الشديد وخشيت أن يكون عفريت من الجان لأني كنت قد قطعت إلى الآن نحو 150 كلم ولم أمر على أثر لوجود حياة أو إنسان أو حتى نار مشتعلة، فكيف وصل هذا المسخ إلى هنا ولماذا وقف وسط الطريق، وبسرعة وبفعل الخوف والرهبة أستبدلت شريط أم كلثوم ووضعت بدل منه القرآن الكريم بصوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد حتى وصلت لمنطقة جبلية ومنعطفات تلتف كأنها ثعبان ولا أعلم أين تقع على الخريطة التي معي واستمريت بالسير لنحو 10 كلم أخرى ثم أنبسط الطريق مرة أخرى وكنت أتمنى أن أجد أثر للحياة أو محطة وقود أو أي شيء أتوقف عنده حتى يهدأ روعي ويطمئن قلبي. وتذكرت وأنا أستمع للآيات الكريمة وحشة القبر عندما ينقطع الإنسان عن الناس والدنيا وكيف يكون حاله عندما يكون وحيدا ليقابل مصيره الحتمي تحت التراب والظلام الدامس، ولكني بدأت أشعر ببعض الطمأنينة عندما ظهرت في جانبي سيارة عراوي وبها شخصان ويضيئها نور أحمر خافت، فتجاوزاني ونظرت للسرعة لدي فكانت 140 كلم في الساعة، ارتحت بعض الشيء لوجود بشر بالقرب مني ولكن ذلك لم يدم طويلا، فقد اختفت السيارة بعد مدة في الظلام ثم أتت سيارة أخرى شبيهة لها تماما وتجاوزتني فازدادت دقات قلبي أكثر فأكثر وأحسست أن هنالك شيء غير طبيعي في تلك السياراتين، فقررت أن أتجاوزها بدوري فزدت من سرعتي وأنا أنظر إلى من بداخلها لأرى تحت الأضواء الحمراء الخافتة قزمان أجزم أنهما بطول طفل في الرابعة من العمر يضحكان ضحكات شيطانية من كل قلبهما وكأنهما يقولان شاركنا الضحك. فتعجبت كيف يمكنها سياقة السيارة وماهي سر تلك الضحكات التي تخلع القلب من مكانه، فاستبدلت شريط عبد الباسط عبد الصمد ووضعت سورة البقرة بصوت الشيخ العجمي، وتجاوزت السيارة بسرعة قصوى وألقيت عليهم نظرة أخيرة في المرآة العاكسة وقد اختفوا بعيدا عني، ولكن ويا للهول فبعد أكثر من ربع ساعة من تجاوزهم وأنا أقود بسرعة عالية وجدت السيارة الأولى أمامي، فزدت من السرعة حتى اقتربت من 200 كلم وتجاوزتها دون أن أجرأ حتى أن أنظر إليها فسطع ضوئها الأحمر بقوة علي وأضاء قمرة القيادة حتى أني رأيت قدماي واضحتان وعليهما ظلال قرني شيطان.

    ولكن المفاجأة التي كادت أن تقضي علي وتنهي كل شيئ في تلك اللحظة أن ظهرت سيارة أخرى ثالثة مماثلة أمامي وبها نفس الأشخاص ونفس الضوء الأحمر، فأحسست أني قد دخلت وادي التيه وخرجت من دائرة الزمان. كان قد بقي عن صلاة الفجر نحو ساعة فصرت أدعو الله أن يأتي بنور الصباح حتى تنتهي هذه الليلة المرعبة الطويلة وأنا وحيدا وجلا في قلب هذه البيداء التي لا نهاية لها أردد الأيات مع الشيخ العجمي، لكن ولله الحمد أتى الفرج عندما ظهر على مد البصر بصيص ضوء خافت في نهاية الطريق ففرحت واستبشرت خيرا وعادت الطمأنينة لي شيئا فشيئا وقررت التوجه إلى المكان والبقاء به حتى يشع نور الصباح. كان المحل الذي قصدته هو محطة تقوية للهاتف السعودي السيار الكحيان في تلك الأزمان، فتوقفت بالقرب منه وأطمأننت حينما وجدت عدة سيارات للهاتف وشخص مسلح يقوم بسكب ما بقي من القهوة على الرمال. وقفت في جانبه وكان ينظر إلي بحذر وأنا بدوري أنظر بحذر أكثر منه، سلمت عليه ورد التحية وقلت هل تسمح لي بالجلوس معكم حتى الصباح، رحب بي وقال حياك الله، تفضل صلي معنا الفجر وافطر ثم توكل على بركة الله. جلست معهم وكانوا نحو خمسة أشخاص وذكرت لهم قصتي، فأخبروني أني لست أول شخص يتوقف لديهم بسبب شعوره بالخوف والرهبة، بل في بعض الأحيان يأتي إليهم أكثر من خمسة أشخاص ومعهم سلاح ويطلبون الاستئناس معهم مثلي حتى الصباح. بعد الافطار وخروج الشمس استعدت ثقتي بنفسي وأكملت طريقي ووصلت إلى مدينة حقل على البحر الأحمر قرب الحدود الأردنية في السابعة صباحا، وسرعان ما نسيت العفاريت وشغلت أغنية لعبد الله الرويشد "على ايش نتفاهم وحبل المودة بيننا مقطوع" .
    **************
    ومن مدينة حقل الصغيرة التي تقع على في شمال البحر الأحمر يستطيع الشخص أن يرى مصر والاردن واسرائيل وهو واقف في نقطة واحدة، فتوجهت منها شطر مدينة العقبة في الأردن وفي الجمارك الأردنية البدائية فتشني كهل أردني يلبس بدلة وعليها شماغ وعقال وطلب مني في العودة أن أحضر له هدية عبارة عن جزمة مقاس 43
    ، صدقوني هذا ما طلب، ويا ليتني وفيت بوعدي له لأني حسيت أنه رجل طيب ويستحق والله التقدير، فهو كبير في السن ويظهر أنه قد عانى كثيرا من شظف العيش. وفي ميناء العقبة التي تنطلق منها البواخر والعبارات نحو مصر كان موعد أول باخرة ستبحر نحو ميناء نويبع في صحراء سيناء عند الساعة الثالثة عصرا، فاستقليتها بعد أن دفعت 1000 ريال فقط رسوم السيارة والتذكرة وكان اسم الباخرة "حقوق الإنسان". عندما ركبت الباخرة كان قد مر علي يومان لم أنم سوى ساعات بسيطة لا تتعدى الخمس ساعات، فأدخلت سيارتي في قعر السفينة وتوجهت للأماكن المخصصة لركاب الدرجة الأولى وأخذت جولة سريعة في عبارة حقوق الإنسان التي يعود تاريخ صناعتها للستينات الميلادية واتجهت للطابق العلوي ودخلت عن طريق سلم قصي يؤدي لسطح آخر فوق دكة العبارة، فرأيت باب يشبه زنزانة السجن تماما وعليه سلسلة عظيمة كالتي تربط بها أرجل الأفيال وقفل في مقاس شنطة مدرسية متوسطة الحجم وخلف الأسوار ينتشر عمال صعايده مسحوقين ومتناثرين فوق سطح السفينة وكأنهم يقضون فترة عقوبة مع الأشغال الشاقة. كان الهدف من سجنهم في الأعلى هو عزلهم عن بقية المسافرين وكأنهم ليسوا بشرا مثلنا، وهذا دليل بأن جنوح السفن والعبارات التي تنقل البشر من وإلى مصر وآخرتها عبارة السلام هو بسبب جشع أصحاب تلك البواخر وعدم وجود من يدافع عن هؤلاء البسطاء المسحوقين.
    نمت في الباخرة من الساعة الرابعة عصراً حتى الثانية عشر ليلا، وعندما وصلنا جمارك نويبع تعرفت على شخص من قطر اسمه عبد الهادي ويعمل كاتب عدل في محكمة الدوحة ولديه سيارة موستنج سوداء واتفقنا أن نكمل المشوار سويا، وطالت اجراءات الجمارك والتفتيش والبخشيش الذي لا ينقطع حتى أذان الفجر، كل شيء عليه جمارك، نوعية الاستيريو الفخمة، نوعية جنوط السيارة، فتحة السقف، ما باقي إلا شراريبي ياخذون عليها جمارك، حتى شكيت والله إنهم كميرا خفية، وكله من غير أوراق أو وصولات، إدفع تنجو، تلكأ في الدفع تنام في الجمرك، بعدها انظلقنا وسط صحراء سيناء باتجاه القاهرة دون عفاريت هذه المرة برحلة طولها نحو 500 كلم. في الطريق إلى القاهرة تغيرت المعالم كثيراً، ففي الأمس كنت أرى سيارت الجمس المتروس حريم وبزران وسيارات الكابريس والجيب والليموزين السعودي، وهأنا بعد يوم واحد فقط أتجاوز السيارات من نوع فيات ونصر وتكسي البيجو الأسود والأبيض المصري الشهير والكتابات الجميلة عليه، صلى على النبي، يا ناس يا شر كفاية قر، أبو محمود وسارة، يا تعدي يا تهدي، آكلك منين يا بطة، وناس رايقة وتحب الحياة مش مثلنا رسميين لو تنظر عند الإشارة لأي واحد تراه متجهم وجاحظ العينين وكأنه في طريقه لمستشفى الأمراض العقلية. كنت أعلق المنبه لهم وأحييهم "صباح الورد يا قدعان" وهم يحيوني بفرح ويقولون "نورت مصر يابيه، يا أمير"،
    تكييف مركزي صديق للبيئة
    فالمصريين أكثر أهل الأرض "عشرية" بل أن مصر هي البلد الوحيد في العالم الذي لا تحتاج أن يرافقك إليها صديق. إذهب إلى أي قهوة شعبية إن كنت وحيدا واسحب بكل ثقة كرسيا وسطها وأسأل أقرب شخص بجانبك، "كم الساعة يا أفندم" واعلم رحمك الله، أن المصري لن يعطيك الجواب بسرعة أو ببساطة كما تتوقع، بل سوف يقول لك "عايزها كم يا أفندم، منور والله مصر، حضرتك من فين" ثم يدخل معك بحوار طويل في السياسة والكورة والاقتصاد والحج وقبر النبي (ص)، طبعا غني عن القول بان المصري موسوعة بكل شيء، خخخخخ ، وبعدين يعزمك على الشاي"واللب والسداني" "فصفص وفول سوداني" واليوم الثاني ممكن يعزمك على بط ووز واليوم الثالث يزعل لو ما مريت عليه أو سألت عن أحوال خالته إلي أخبرك أنها عيانة وكأنك نسيت العشرة إلي بنكم، وعلى النقيض من لندن ومن الانجليز، فلو سألت رجلا انجليزيا عن الساعة، فسوف تسمع إجابة مقتضبة وكأنها رصاصة إنطلقت من فمه ولن يكرر لك الجواب إن لم تسمعه وسوف يختفي من حياتك وسط الزحام ولن تراه مرة أخرى ما حييت أبدا. ومن الأشياء الجميلة التي رأيتها في سيناء هي آثار حرب 73 التي قادها السادات رحمه الله بحنكته ودهائه، فتجد مئات الدبابات الإسرائلية محطمة ومحترقة وصدئة بفعل الزمن، والجميل بأن أغلب فوهاتها متجهة نحو الشمال الشرقي، أي أنها كانت في حالة إنسحاب إلى اسرائيل، مما يرد بعض الثقة للعربي المعاصر بأن خير جند الله في الأرض متى ما توفرت لهم الظروف المناسبة والقيادة الصادقة، فلن تجد أشجع ولا أدهى منهم في الحروب.
    وصلنا مع شروق الشمس للقاهرة واتجهت أنا وعبد الهادي لفندق ماريوت وحصلنا على غرفة تطل على حديقة الشاي والمسبح ب 55 دولار فقط، يعني كل واحد يدفع حوالي 27 دولار، لذلك شاركت بشهر كامل هو مدة وجود عبد الهادي من قطر بالرغم من وجود سكن لي في الدورم (سكن طلاب الجامعة الأمريكية في القاهرة).
    في اليوم التالي اتجهت لسكن الجامعة الذي يقع في نهاية شارع شجرة الدر في حي المهندسين الحي الذي كان يعد في أربعينات القرن الماضي من أحياء القاهرة الراقية، وأشهر شوارعه شارع جامعة الدول العربية وشارع أحمد عرابي و شارع 26 يوليو، ووجدت جميع رفاقي قد وصلوا بالسلامة على الخطوط المصرية وحكيت لهم ما حصل لي من أهوال في الطريق بين حائل وتبوك وحقل، وأخبرني أحدهم بأنه سيعود معي في نهاية الدورة ولن يدعني أغامر في العودة لوحدي. كان سكن الطلاب جميل بناه كما توضح لوحة الشرف المعلقة في مدخله كل من القصيبي والجريسي وأحمد عبد اللطيف جميل، وهو مكون من جناحين، جناح للطلاب وجناح للطالبات وفي الطابق الأرضي، في أقصى البهو يوجد مطعم جميل خاص بالطلاب المقيمين القادمين من أنحاء العالم.

    في البداية "كش" منا جميع الطلاب والطالبات لأنهم لم يستسيغوا هؤلاء الغزاة الجدد الأعراب الأقحاح أحفاد عدنان ومعد وقضاعة وطي ومضر الذين يختلفون عنهم في المظهر والسن والملبس، خاصة أننا احتلينا ركنا مميزا في البهو وقلبناه إلى سوق عكاظ نتباهى فيه بمفاخرنا فتتعالى أصواتنا المتشنجة أثناء أي حديث مهما كان تافها حتى لو أردنا شراء سندوتش فلافل بدون شطة نحدث جلبة وازعاج ونعيق فيسمعنا آخر طالب تعيس الحظ في البهو أكثر مما يسمع للشخص الذي يجلس معاه في نفس الطاولة والذي قد يكون يتحدث معه عن تكنولوجيا النانو. وجل مواضيعنا التي نناقشها مستهلكة وبيزنطية الطابع مثل مواضيع سياقة المرأة وأننا أفضل بشر في العالم وشعب الله المختار وغيرنا يخشى عليه من عذاب النار

    إحنا وبس والباقي خس
    لكن بعد مدة تمكن "بعض الخارجين عن الجماعة" وعددهم أربع وأنا كبيرهم بالطبع من كسر الحاجز النفسي الوهمي وتعرفنا على شيرل كندية مسلمة، وسمر سورية، وهيفاء وهبة لبنانيتان شقيقتان، وتبثا سامنثا أمريكية، وسهيل ودانيال سعوديان رغم أن اسم دانيال غير عربي فهما سعوديان من جدة.
    كسرنا الحاجز النفسي وسحبنا على الركن السعودي الممل الفوضوي وانضممنا لاصدقئنا الجدد وأصبحنا نذهب للجامعة سويا ونعود فنقضي أجمل الأوقات في ركوب الخيل في صحراء الهرم أواستئجار البواخر النيليلة والسهر في الأماكن الراقية مثل ورلدز ويندو، وهو مطعم راقي في أعلى هلتون رمسيس أو في ماريوت والفنادق الأخرى الراقية. مع مرور الأيام بدأت أميل لهبة اللبناية وجذبني إليها بالاضافة لجمالها ذوقها الرفيع ورزانتها وكذلك ثقافتها العالية. لكني لم أظهر لها شيئا من ذلك بل عزمت أن أحول إعجابي بها إلى نوع من "التلذذ بالحرمان
    ،،،،، لن أكمل هنا".!!!!..
    لذلك قمت بعمل اتفاق مع صاحب محل للورود في بداية شارع شجرة الدر المتفرع من شارع 26 يوليو وقريب من السكن باحضار باقة ورد كل يوم الساعة الثالثة ظهرا ويضعها في الاستقبال باسمها، فكان يرسلها مع "الصبي بلية" على دراجته الرشيقة، وللطرافة كان أحد زملائنا الطيبين والمتبسطين في حياتهم اليومية وهو من الناس الذين أعتز بصدقاتهم، كان قد اتفق مع صاحب محل فراخ بجانب محل الورد بأن يحضر فرختين عليهم القيمة يوميا لعمل كبسة محترمة يوزعها على بعض الشباب من نفس المجموعة. لم يكن الطبخ مسموح به في السكن لأسباب تتعلق بالسلامة ولوجود مطعم في الطابق الأول ولكن حبيبنا أبو عبد الله حصل على استثناء من الظابط برتبة عميد المسؤول عن أمن السكن لطبخ وجبة عشاء فرختين يوميا مع رز المهيدب طويل الحبة على شرط أن يحصل الضابط على صدر أو فخذ فرخة بالرز المعمر يوميا. "الصبي بلية" أصبح يأتي كل يوم بفرختين وبوكيه ورد، يضع على يمين المقود الورد وعلى يساره الفراخ وهو يفرق بينمها في الدريكسو حتى لا تختلط رائحة الورود بزفر الفراخ والله أعلم، فيسلم الفرختين لحراس الأمن لتتجه لأبي عبد الله مباشرة فيشرع بعملية الطبخ بمزاج عالي، بينما يتجه بوكيه الورد إلى الغرفة رقم 242 في قسم البنات. كنت أؤوكد على صاحب محل الورد دوما بأن لا يفشي السر وقد حافظ عليه تماما مع الإكرامية المتواصلة بطبيعة الحال.
    كنت أصرف كالعادة كل ما لدي من أموال في مقابل أن أتمتع بمباهج الحياة دون زلل لأقصى حد، وبالرغم من أن كل واحد منا كان يستلم في تلك الأيام مبلغ يصل نحو 18 ألف ريال سعودي بالإضافة إلى مبلغ 30 دولار كمصروف جيب يومي وسكن مجاني، إلا أني بسبب تلك التصرفات أصبت بالفلس قبل يومين من نهاية الشهر فإتجهت إلى صديقي العزيزي الذي يسكن معي بالغرفة واسمه سامر، وطلبت منه ألف جنيه ليومين فقط حتى تأتي المهية آخر الشهر، فرد علي يا عمي مجنون أعطيك، إحنا نقول فرصتنا في هذا الكورس بنطلع بأربعين أو خمسين ألف ريال وأنت تفلس من أول شهر، روح يا حبيبي انتبه لفولسك، قلت له لا تعطيني فلوس بس يرضيك ينقطع بوكيه الورد عن هبة، فقفز من مكانه وقال أفا عليك وأنا أخو حصة، والله ما ينقطع الورد عن هبة لين ينقطع نهر النيل، قوم معاي البنك وصرف لي ثلاثة آلاف جنيه وقال لا تنس تختار ورد زين لبكرة والله الله باللون الأحمر، كثر منه، خخخخخخخخ.
    كانت البنت اللبنانية تفتخر بالمعجب الخفي أمام جميع البنات وأمامنا نحن الشباب ويبدو أنها لم تدرك أني أنا العاشق الهيمان إلي يستاهل قرص الوذان. ومن غيرة البنات منها قامت بعضهن باهداء انفسهن وردا وادعين أنه من عاشق آخر هيمان وخفي وكمان في حبهم غلبان، فتقاولن مع صاحب الورد حتى امتلاء الرسبشن بالورود فحسب بعض المارة في الشارع أن السكن تحول إلى محل لبيع الورود فقصده العرسان يبحثون عن كوشات وزينات، وزوار المرضى عن بعض الوريدات، ولكن حبل الكذب قصير ولم يمتد سوى اسبوع أو اسبوعين والصبورة من امتد بها الحال لشهر من الخيال، خخخخخ


    فردة الشبشب طاحت يا سعدى،،قصدي يا سندرلا،،،طيب انتبهي من القزاز
    كان من ضمن الأشخاص الذين تعرفنا عليهم شاب سوري يدعى باسل وهو ولد معجباني ترعرع وتقرع شعر رأسه في مدينة الخبر، وسيم وجسمه رياضي ويحلق شعره على الصفر يوميا ويدعوه المصريون ب"زلبطة" يعني قرعة بلغتنا. وفي أحد الأيام كنا نتسامر وهبة تضع بوكيه الورد بكل فخر بحظنها ولكنها لما قامت سلمته إلى باسل وقالت خذ هذه الباقة لك فقد امتلئت غرفتي بالورود وأخذها باسل وتوجه بها لغرفته وعاد عندما أوشك وقت العشاء وبدأنا نحضر الطعام اللذيذ من المطعم في الطابق الأرضي. لم يرق لي ما فعلته هبة فقررت أن أقوم بمغامرة مجنونة فتسللت دون أن يشعر بي أحد وكأني ذاهب إلى دورة المياه، وهذه الطريقة استوحيتها كذلك من قصة شورلك هولمز المشوقة "مغامرة إكليل العقيق" التي يقوم خلالها القاتل بالتسلل من طاولة الطعام فيقتل الضحية ويعود لإكمال العشاء وكأنه ذهب لدورة المياه ليكون الجميع شهودا بأن القاتل كان معهم أثناء وقوع الجريمة، ذهبت وكان يفصل بين السكن الخاص بالشباب عن سكن البنات ساحة تتوسطها نافورة جميلة، نظرت فوجدت معظم الشبابيك مفتوحة في الجهتين ومن ضمنها شباك باسل وشباك هبة، فقررت تنفيذ الخطة التي طرأت لي وأقتربت من مواصير تصريف المياه وتسلقتها بخفة ودخلت غرفة باسل ووجدت البوكية فحملته ورأيت بيانو جميل في غرفته ثم وجدت ورقة وقلم فأخذت الورقة وكتبت الجملة التالية "لو أخذت الورد ثاني مرة كسرت البيانو فوق رأسك يا زلبطة، التوقيع "زنهم أبودراع، فتوة الحسين"
    "خخخخخخ، وربطت الورد في حزام بنطلوني ونزلت بسرعة بعد أن أخذت في جيبي ورقة أخرى وقلم زلبطة لأكتب رسالة أخرى لهبة واتجهت للجهة المقابلة وتسلقت إلى غرفتها ووضعت الورد على سريرها وكتب "أهديتك أجمل الورود وأحببتك حب الحياة،،،،، فاحفظي الورد الذي أهديتك فما لقلبي سواك، المتيم نديم الهوى". وعدت سريعا بعد أن نفضت ملابس من أي أثر للجريمة وأكملت العشاء معهم، وعندما عادت هبة لغرفتها رجعت وهي فرحة وخائفة في نفس الوقت تحمل بوكيه الورد والورقة المكتوبة عليها، فقام باسل مسرعا واتجه نحو غرفته وأحضر الورقة الأخرى التي كتبتها له وقرأها علينا جميعا، فاستغليت فرصة شعورهم بالشك والريبة والغموض الذي بدأ يتلبسهم عن سر هذا الشخص الخفي فقلت يا جماعة الخير أجزم أن لدينا جان هنا في السكن وأخبرتهم بالقصة التي حصلت لي في الطريق بين تبوك وحائل، وقلت لهم أني أشك أن الجان قد لحق بي أو أنه قد ركب في المقعد الخلفي معي بالسيارة وبدأ يلعب معنا ويتسلى بحكاية الورد، لكن تطمنوا، يبدو أنه عفريت رومانسي، وإلا حرام العفريت يحب يعني . عندما سمعت هبة ما أقول سقطت على المقعد شبه مغشي عليها وأتت بنت سمراء أخرى من جنوب أفريقيا فسالت ما بها وترجم لها باسل ما حصل وحدثها عن شكنا بالجن فسقطت كذلك مغشيا عليها وقمنا بمساعدتهما وأتى الطبيب بسرعة تسبقه كرشة العظيمة وكشف عليهما وقال أن كل نتائج الفحوصات سليمة ولكنهما تحتاجان لبعض الراحة. في الواقع لم يكن مغمى عليهم ولكنه دلع بنات مع شيء من الرهبة، وعدت المسألة على خير وبصراحة بغيت أعترف على نفسي لما حصل الموقف هذا بس انتظرت ولما تأكدت أن الجميع بخير بلعت العافية وسكت.

    إلى هذا اليوم لم تكتشف هبة أني أنا الذي كنت أرسل لها الورد كل يوم، ولم أخبرها بدوري بشيء، ولم يكن يعرف سر الورد سوى صديقي سامر، لكن هبة بالتأكيد شكت في كثيرا، وقد تكون تأكدت من ذلك عندما سافرنا وانقطع عنها الورود، كما انقطعت الفراخ ورز المهيدب طويل الحبة عن ظابط الأمن المسكين.

    طولت عليكم، بتقولون بس وين بريصة اليوم، وأطمنكم إنه بخير وقد أخذ إجازة بسبب طول حلقة اليوم وسيعود لكم في الحلقة القادمة إن شاء الله


    نديم الهوى


    يتبع
    7 "
  5. بسم الله الرحمن الرحيم
    >>>>محد خاف ولا شي

    >>>>>>>>>>>رومنصي ترا واستانس على سالفه الورد
    وعلى باسل بس لو اني منك ابد ماخليها تروح الا وهي تعرف
    بسسس حلقه مييزه

    بعيدن يانديم مو ملاحظ انك طلعت عن قصتنا وجيت مصر وحنا باقي ببريطانيا
    ياخوي علمني اخوك وش سووووى و ش صار معه

    انتظر ردك
    7 "
7 من 17 صفحة 7 من 17 ... 267812 ...
ADs

قم بتسجيل دخولك للمنتدي او

الانضمام لمبتعث

Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.