الأعضاء الإشتراك و التسجيل

الملتقيات
ADs

تقرير مــذكــراتي اللــــندنــية

تقرير مــذكــراتي اللــــندنــية


NOTICE

تنبيه: هذا الموضوع قديم. تم طرحه قبل 5083 يوم مضى, قد يكون هناك ردود جديدة هي من سببت رفع الموضوع!

قائمة الأعضاء الموسومين في هذا الموضوع

  1. بصرااااااااااااااااااااااااااااحة يانديم مااعرف ايش اقول من الساعة 6 العصر الييييين الساعة 10 وانا اقرا واقفل المسن عشان المزعجين الله يهديهم بس
    السالفة مو في القصة السالفة كلها في طريقة السرد مدري ليش انا شاك انك غازي القصيبي ههههههه >لايكثر اثقل ياسيد
    ياللله منتظرك على احر من الفرن مدري كيف بس مشوها خخخ
    7 "
  2. بصراااااااااحه إبداااااااااااااااااااع

    طريقة طرحك للمذكره أكثر من راااااااااااائعه

    بس الي دخت عنده لما تجي توصف مكان توصفه وصف دقيق << اسم الشارع ... اسم العماره ... رقم الشقه

    أشوى انك ماتعرفني والا رحت بخرايطها

    أتمنىىى ماتطول بحلقتك الجديده وأتمنى بعد ماتخلص

    ننتظرك
    7 "
  3. الحلقة الحادية عشر
    الأستاذ عابد العتيبي، مدرس من مكة المكرمة قوي البنية وفي عنفوان الشباب ويتمتع ظاهرياً بصحة وافرة، وصل مدينة لندن بعدنا مباشرة بحثاً عن العلاج وكان مصاباً كذلك بسرطان الدم، وعندما تعرفنا عليه إعقتدنا بأن الشخص الآخر المرافق له والضعيف البنية كأنه هيكل عضمي أنه هو الشخص المريض وأن الأستاذعابد الصحيح البدن هو من سيتبرع بالنخاع العضمي للصعلوك المرافق له. لم نكن نحن من أعتقد ذلك فقط، بل أن الدكتور قولد مان الطبيب المعالج عندما أستقبلهما ألتبس عليه الأمر في البداية كما حصل معنا. وهذا يوضح مدى خطورة هذا القاتل الصامت الذي قد يصيب الإنسان في أي وقت حتى وإن كان صحيح البدن وفي مقتبل العمر.

    سكن عابد العتيبي ومرافقه مرزوق العتيبي في فندق يقع في شارع Gloucester Terrace ويعمل بنظام الشقق ويبعد مائة متر عن فندق لانكستر قيت الشهير والمواجه للهايدبارك، والفندق الأخير معروف للسياح العرب وتقام فيه حفلات غنائية في الصيف لمحمد عبده وراشد الماجد وعبادي الجوهر ورابح صقر ونوال ونجوى كرم وغيرهم، وقد حضرت بعض تلك الحفلات وسكنت فيه لاحقاً مرات عدة. أما الفندق الصغير الذي سكن فيه الأستاذ عابد، والذي يعمل بنظام الشقق فتعود ملكيته لشخص عربي أو عربجي، لا فرق واسمه "شيبة عرعر" وهو شاب متهور وجشع وبلطجي طويل وهبيل أبيض البشرة كريه العشرة ويعشق كرة القدم مثلي لكنه أكثر جنوناً وجنوحاً وصفاقة،

    وقد توطدت علاقتنا معه عندما كنا نعود عابد باستمرار في شقته وكونا معه فريق كرة قدم جله من سكان الفندق الخاص به وبعض الإنجليز الصيع من نفس الحي، وكان شيبة عرعر من هوسه باللعب ينقلب إلى تكروني أبيض خاصة إذا أغاضه أحد أثناء اللعب سواءً بعدم تمرير الكرة له دون غيره أو في إضاعة فرصة التهديف في مرمى الخصم، فيقوم بالزعيق والصراخ ويلطم على وجهه الأشلح، بل أنه في كثير من الأحيان يشق قميصه إلى نصفين عندما يهزم. وبالرغم أننا كنا نلعب للتسلية وحباً في رياضة كرة القدم، إلا أنه كان يخبرني أحياناً بأنه في بعض الليال يجافيه النوم بسبب هزيتمة في التمرين وكأنه فقد التأهل لكأس العالم.

    عابد وبالرغم من مرضه الخطير، كان إنساناً وسطياً أو أقل من وسطي حبة ونص، وكنت أنا وسطي وعليها بوستين من الناحية الدينية ومتأثراً كثيراً بأخي لدرجة ما خاصة فيما يتعلق ب "طعام أهل الكتاب" فكنت كلما نود أن نأكل طعام ما، أقول لهم "لحظة يا جماعة، لن نأكل هذا الطعام حتى نتأكد بأن ليس به أي من مشتقات الخنزير" فيصبرعلي الأستاذ عابد صبر أيوب حتى أتأكد بأن ex3F16، مثلاً ليست مادة من مشتقات ذيل أو رمش أو عرق الخنزير لا سمح الله،،،،وكان عابد يمشي الأمور ما أستطاع إلى ذلك سبيلاً ويكتم غيضه صابراً على لقافتي وأضنه غير محتسباً لذلك، حتى أتى يوم وقد أبتاع صابونة من النوع الرخيص والرديء من سوق شبردزبوش الشعبي الذي يقع من ناحية الغرب من الهايدبارك، وقد شد للصابونة الرحال مسافة سبعة كيلومترات قطع خلالها خمس محطات أندرقراوند،

    سوق شبردز بوش (شجيرة الراعي)

    وعاد فرحاً بها هاشاً باشاً واستعد المسكين للإستحمام، فقلت له تمهل ياعابد أفندي، دعني أقرأ المكونات فقد يكون ضمن مكونات الصابونة زيت شحم الخنزير والعياذ بالله، لأني سمعت كثيراً بأنه يستخدم عادة كرغوة للصابون،،،،،،،،،،،،فأكفر وجهه وأحمرت عيناه وأرتعدت فرائصه وسحب الصابونة مني بكل عنف وقال "والله يا نديم يا ولد أبو نديم يا فيلسوف العصر والأوان، لو أني عصرت الصابونة بكلتا يداي هاتين وطلع منها خنزيراً حياً يمشي بشحمه ولحمة لما ترددت أن أستحم بها صباح مساء، أغرب عن وجهي فقد غثيتني بنصائحك وحاصرتني حصار عكا بخنازيرك" ،خخخخخخ، وعندها عرفت أن لقافتي أقد أوصلت عابد إلى حافة جنون الخنازير،فقلت له خلاص روح استحم ولا تزعل وحقك علي يا عم عابد، وعلى ما تخلص استحمام بالصابونة المشبوهة سوف أذهب أنا ومرزوق"المرافق له في العلاج" لإحضار العشاء حتى يطيب خاطرك. وذهبنا لمطعم في شارع Bishop's Bridge والذي تقع فيه محطة بادنقتون ستيشن العتيقة والتاريخية والتي أفتتحت عام 1854 واشتهرت بتصوير الكثير من الأفلام القديمة داخلها نظراً لطرازها الفكتوري الخلاب والملهم لكل المخرجين، ويتفرع شارعها من شارع ادجوررود.


    المطاعم التي تعج بها المنطقة

    فأحضرنا من أحد المطاعم العتيقة في ذلك الشارع كمية وافرة من الفش آند شبس وبيتزا وبيبسي، كما أني وجدت بيضاً شهياً مغطى بطبقة من السماق المقرمش فأحضرت منه عدد خمس بيضات، وعدنا أدراجنا وقد خرج عابد من حمام الهنا منتعشاً طرباُ ويغني حاملاً بين يديه الصابونة بكل حرص وعناية وكأنه يخشى أن أصادرها على غفلة منه. وبدأنا بتناول العشاء اللذيذ خاصة وأن الجو كان بارداً جداً وفي البرد يحتاج الجسم للطعام أكثر من أيام الدفء، وقبل أن نبدأ الطعام قال لي مازحاً "هاه يا دكتور نديم، فيه خنزير وإلا نسمي بالله" رديت "لا خلاص أنا غيرت الإستراتيجية من الآن فصاعداً، سوف نأكل الطعام أولاً ثم نتأكد، ولكل حادث حديث، فحتى أنا والله طفشت من حكاية الخنزير" خخخخخ، وفعلاً بدأنا بالأكل بشهية مفتوحة، وأتت فجأة خديجة المغربية والتي تعمل في الرسبشن تسأل عن صاحبنا السعودي "فؤاد" الذي يسكن في نفس الفندق ونظرت نحو الطعام الذي نتناوله وصرخت فينا بشدة "تاكـــلوا"حلـــوف"، حرام عليكم، احشموا يامسلمين" قلنا وين "الحلوف" (الخنزير) يا خديجة، ردت"البيض المسلوق إلي بتزطوه، فيه تحت طبقة السماق شرايح لحم حلوف قرف الإنجليز، الله يقرفكم". انصدمنا لما تأكدنا بأنا قد تناولنا الخنزير فعلاً والمصيبة أنني أنا الذي أحضرته بيدي وقد كنت لهم دوماً الناصح الأمين،،،،،،، ورحنا كل واحد أفرغ مافي جوفة من الطعام، وحرمت بعدها أن أكون مصلح اجتماعي ما حييت أبداً.



    أما فندق شيبة عرعر الذي يسكن فيه عابد فقد كان فندقاً مريباً جداً، وشيبة عرعر صاحبه كذلك كان شخصاً تدور حوله الكثير من الشبهات باستمرار من قبل السكان وخاصة السعوديين، فقد كان هنالك حوالي خمس شقق مؤجرة لسعوديين، بالإضافة إلى الأستاذ عابد، كان على ما أذكر هنالك طباخ من مكة المكرمة لديه طفل مريض جداً بالإسهال المزمن،عدم المؤاخذة، وكان يصاب جسمه بالجفاف والهزال حتى يقترب من حافة الموت بسبب فقدانه السوائل، ليدخل المشفى فتعود له الحياة بواساطة المغذيات لفترة من الزمن ثم يخرج فسرعان ما ينتكس، فأتى به أباه إلى لندن بحثاً عن العلاج.

    وشخصاً آخراً اسمه "مهجع" اسم حقيقي من الشمال، وأخراً اسمه "شوعي" من جيزان، كان ابنه لايسير على رجليه ويركب عربة ولكن لا أذكر الآن ماذا كان نوع مرضة، لكن الذي أذكره أنا كنا في رحلة عربية إلى "ملاهي آلتون تاوزر" وسأله منظم الرحلة خلال مسابقات بين المسافرين للتسلية في الطريق عن هوايته، فأجاب أن هوايته أن يشتري مزرعة، فأعاد السؤال أكثر من مرة بأنه، ليس "ماهي أمنيتك يا شوعي" ولكن "ماهي هوايتك يا شوعي"، وأصر شوعي على شراء المزرعة حتى كادت أن تقوم خناقة بينه وبين منظم الرحلة.

    كما كان يسكن في الفندق المشبوه شاب اسمه فؤاد، من جدة وكان في سني ولكن وزنه يصل نحو 200 كيلوغرام وهو يتعالج من داء السمنة، ومشكلة جسمة كما عرفت، بأنه يحتاج يوماً كاملاً لحرق بيضة واحدة فقط، لذلك عمل له البرفسور برنامجاً ممتازاً مع بعض العلاج حتى وصل وزنه 68 وأصبح وسيماً وسعيداً ومقبل على الحياة ويرتدي أجمل الملابس بعد أن كان يمشي في أزقة لندن بثوب سعودي كأنه خيمة يكلفه طاقة كاملة من القماش ويرتدي فوقه جاكيت رصاصي طوال المدة التي عرفته فيها. في أحد المرات طلعت له صورة من الخلف في مجلة المجلة وهو يسير في شارع البيزووتر، وكانت الصورة ضمن تقرير عن استثمارات العرب العقارية في بريطانيا، وكتب تحت صورته (أحد تجار العرب يبحث عن فرصة اسثمارية في لندن)، وكان فؤاد سعيداً بظهور صورته الخلفية بدلاً من أن يقدم شكوى ضد المجلة التي استغلت صورته دون وجه حق. بعد أن نزل وزن فؤاد وأصبح وزنه معقول جداً، بل رائع غادر لندن في إجازة للسعودية لمدة شهرين ليري أهله المفاجأة الجميلة وكيف أصبح إنساناً آخراً وسيما ًتعشقه الفتيات، اللائي كثيراً ما صددن عنه بل ضحكن منه أو أشفقن عليه عندما مر دونهم يوما ما. لكن وللأسف الشديد، فعندما عاد إلى لندن بعد انقضاء اجازته الطويلة نوعاً ما، استقبلته في المطار وصدمت من هول ما رأيت، فقد عاد إلى وزنه البشع القديم بالتمام والكمال وحشر نفسه من جديد في لباسه القديم، ذلك الثوب المنفوش المهلهل والجاكيت الرصاصي الكريه. وعندما عاد كان قلقاً ويوجس في نفسه خيفة أن يراه البرفسور المعالج في صورته الجديدة القديمة، فأخذني معه في اليوم التالي للمشفى وعندما دخلنا على البرفسور وتأكد أنه هو فؤاد، قذف الطبيب بنظارته بعنف على الطاولة وكأنه صعق بتيار كهربائي من محطة توزيع كهرباء رئيسية وبكي بحرقة كالطفل على مجهود سنة كاملة والذي تبخر بسرعة على موائد مطاعم "أرملة البحر الأحمر جدة".



    كما أني لا زلت أذكر بأسى شخصاً رابعاً من جدة اسمه "عابر سبيل" ومصاباً بسرطان الرئة، في الخمسينات من عمره، ويهيم دوماً وحيداً على وجه في أزقة لندن بثوب وشماغ دون عقال ويحمل معه أينما ذهب سجادة صلاة عتيقة زرقاء اللون من القطيفة المتموجة يصلي عليها كلما حان وقت الصلاة. وأخبرتني في أحد الأيام الممرضة "مسز قراث" بأن أمام "عابر سبيل" فرصة أقل من شهرين للحياة وبعدها سيموت لا محالة بسبب تطورات المرض الخبيث. فأصبحت أساعده في شراء أغراضه وتوصيله والعناية به وخدمته وتلبية طلباته كأنها أوامر بالنسبة لي، حتى أنه سألني أحد الأيام بعيون حائرة ونظرات حزينة، عن سبب عطفي الزائد عليه، فتوقف الكلام في حلقي ودمعت عيناي وهربت منه دون أن أستطيع أن أرد عليه لأنه على ما يبدوا لي لم يكن يعلم بأنه سيموت بعد أسابيع قليلة. وقد توفي لاحقاً بعد أن نوم في المستشفى لآخر أسبوعين وأصبح خلالها يصاب بنوبات سعال لا تنقطع، لا أبالغ بالقول أنها تستمر نحو 5 ساعات متواصلة، فكنت من حزني عليه أصم أذاني وأنا في غرفة أخي حتى لا أسمعه وهو يسعل والله المستعان.

    كان يوجد الكثير من العرب في الفندق، ولكن لم أنس أبداً فتاتان يمنيتان تعيشان لوحدهما في الفندق، "اسم المريضة دمعة والأخرى أمل"، كانت دمعة مصابة بسرطان في أحد أعضاء جسمها ولم أكن أذكر كيف وصلتا لندن، ولكن أذكر أنهما أصيبتا بالفاقة وضيق ذات اليد ولم يستطيعا حتى دفع أجرة الفندق، فما بالكم بالعلاج. وكنا في الغربة نعتبرهم مثل أخواتنا، فكفيناهما السكن والطعام والمصروف اليومي، وهذا ما كنا نقدر عليه في تلك الفترة، وعندما نذهب للنزهة في الهايدبارك والذي يقع في خلف الفندق في العصريات الجميلة، كانتا تسيران خلفنا على استحياء، ثم تجلسان في مكان قصي عنا ونحضر لهم المكسرات والبسكويت والكعك وهما تعدان لنا القهوة اليمنية بالقشر والشاي الصنعاني، وقد تجلت بيننا الرحمة والأخوة في الإسلام بكل صفاء وإثار، فأصبح شغلنا الشاغل هو سترهما ومساعدتهما في تدبر أمورهما، لكن بقي مشكلة علاج المريضة منهما مشكلة ليست لها حل، فتكلفة العلاج تقدر بعشرات الألوف من الجنيهات وهو ما يفوق ميزانياتنا جميعاً. وفي يوم من الأيام كان الأستاذ عابد يسير وحيداً في الهايدبارك وجلس بجانبه رجل عربي وقور وتبادلا الحديث معاً، وكان اسم الشخص على ما أذكر "السويدي" وهو من الإمارات العربية المتحدة وكان يعمل مستشاراً لشخصية كبيرة في الامارات فأستغل عابد الفرصة وشرح له مأساة "دمعة وأمل" وعرض عليه إمكانية مساعدتهما، فوافق "السويدي" دون تردد وطلب أن تأتي الفتاتان للسفارة الإماراتية من الغد والتحدث مع السفير الإمارتي حينئذ وأضن اسمه "مهدي التاجر" وتم تحويل "دمعة" للعلاج بكل بسطاة ودون أي روتين أو تعقيد في مشفى Cromwell Hospital، وقد احتفلنا بعابد بعد أسبوع من حصول "دمعة" على العلاج في حديقة "رتشموندز بارك" وحملناه فوق رؤوسنا وقذفنا به في السماء بعد الغداء مثل ما يعمل اللاعبون عندما يحملون مدرب الفريق عند الفوز بالكأس وسط زغاريد "دمعة وأمل".

    كل من يذكره،،، يذكره بالخير،،،،،،،،،،،،،السويدي بجانبه


    ومع مرور الأيام بدأت تحدث في الفندق المشبوه سرقات متكررة للسكان الخليجين والسعوديين منهم بالذات، فقد تمت سرقة جميع المرضى السعوديين الواحد تلو الآخر باسثتناء شخص واحد فقط، كان كل أسبوع أو أسبوعين يسرق أحد المرضى، فيتم الإستيلاء على ماله كاملاً أو الذهب والمجوهرات، وكان واضحاً للجميع أن السرقة تتم بتواطيء من داخل أصحاب الفندق لأنه لا يوجد عنف أو كسر للغرف، كما أن السرقة تكون خلال خروج السكان للعلاج أو السوق، وكأنهم يعرفون مواعيد دخولهم وخروجهم، ولم ينجو من السرقة سوى "مهجع" الشمالي لأنه كان بدوي بمعنى الكلمة، لا يثق في أحد مطلقاً، حتى نحن لم يكن يثق بنا. وهذا أعتقد أنه هو سر نجاته. فالشيخ "مهجع" إذا جلس معنا لا يخبرنا شيء عن نفسه بتاتاً وكأنه يحمل أسرار خاصة "بالسي آي إي"، ولا يأكل من أي طعام نقدمه له أو حتى يشرب الشاي معنا، وعرفنا بعد ذلك بأنه موصى كويس في السعودية من الحرامية والدجالين، لدرجة أنه أدخلنا في قائمة المشتبه بهم، فقد كان يعتقد بأنا سنضع له الحبوب المنومة في الكأس مثل الأفلام،خخخخخ، وأحلق شنبي إذا ما كان مخبي فلوسة،،،، كل فلوسة في شراريبه أو في طيات ملابسه الداخلية طوال فترة علاجه، وأعتقد بأن من كان يعرف سر مكان فلوس "مهجع بيه" هو فني الأشعة فقط والذي من المؤكد أنه رآى الفلوس واضحة في شرائح الأشعة خاصة المعدنية منها، والله أعلم.


    كان السعوديين في تلك الأزمان "مغفلين" ويستغفلهم الناس بكل ما تعنية الكلمة من معنى، فلم يشتك أحد من الضحايا للشرطة لعدم فهم حقوقهم أو لخوفهم من أن يسبب لهم ذلك المتاعب كما كانوا يتصورون. وقد شكينا كثيراً في شيبة عرعر، وما زلت أعتقد إلى الآن أنه هو من كان خلف تلك الجريمة التي تقع أسبوعياً في فندقه، فهو لا يكترث لتلك الجرائم، ولم يتخذ أي إجراء ليحافظ على أموال زبائنه أو سمعة فندقه. وبالرغم من أني لا أسكن في الفندق لكني حنقت عليه بسبب سرقة هؤلاء المرضى المساكين، وقررت الإنتقام منه بطريقتي الخاصة، بالرغم من أني مسالم مع الآخرين وأسامح دوماً كل من يسيء لي، ولكن لم أحتمل أن يسرق ذلك الأخرق الجشع المرضى المساكين.

    فأخبرت "مرزوق مرافق عابد" بما نويت فعله لشيبة عرعر جزءاً وفاقاً لما اقترفت يداه، وفعلا انتظرت إلى أن أتى وقت تمرين فريق كرة القدم (هنالك صورة وضعتها في حلقة سابقة تظهر الفريق) وأختارني شيبة عرعر أن أكون معه في نفس الفريق لسؤ الحظ ولكني طلبت أن أكون في الفريق المضاد، فوافق على مضض، وسرعان ما أتت الفرصة التي انتظرتها طويلاً عندما أتت هجمة علينا وكنت ألعب في الدفاع وكان شيبة عرعر يجري بكل سرعته خلف الكرة كمهاجم ويريد أن يرفع الكرة على مرمانا فعدوت بإتجاهه بكل سرعتي وبدلاً من أن أنقض على الكرة ركزت بدقة على مفصل قدمه وأنا أتذكر الرجل المسكين "عابر سبيل" الذي سرقت كل أموال، فأصطكت رجل شيبة عرعر المندفعة بباطن حذائي المدعم بأصابع صغيرة مدببة، حتى سمعت من قوة الإلتحام صوت قرقعة صادرة عن ثنايا مفصله. فصرخ شيبة عرعر بأعلى صوته صرخة اهتزت لها الأشجار في الهايدبارك وتحدث بها الركبان في باصات هاي ستريت كنجنستون، ثم تلوى في الملعب من شدة الألم، وأخيراً حاول النهوض واللحاق بي لينتقم مني، لكنه عندما ارتكز واقفا هوى مرة أخرى نحو الأرض لأن قدمه انطبقت كانطباق الذراع نحو الساعد بسبب تهشم مفصله، فقلت في نفسي "ذق "يا شيبة عرعر" انك انت العزيز الكريم"يا سارق المرضى والمساكين .

    فريق كرة القدم الذي كوناه بتصريح من الأمم المتحدة،، والشاطر يطلع شيبة عرعر

    وأصبح شيبة عرعر بعدها يمشي بجبيرة لمدة تزيد عن شهرين، توقفت معها سرقات المرضى طوال وجود الجبيرة في رجله. ولم أعد لزيارة المرضى في الفندق إلا بعد أن هدأ غضب "شيبة عرعر" وتقبل الأمر بأنه مسألة خطاء وليس عن قصد، فعاتبني عندما رأني بعد ذلك بشدة لكني لم أكترث له، وقلت يا عمي "مفصل رجلك هو إلي ضرب باطن رجلي، وباطني رجلي ما ضرب مفصل رجلك" تقدر تعيدها خمس مرات ؟؟؟؟ خخخخ، لكن "شيبة عرعر" الهبيل قال لي بكل صفاقة "كنت سوف أجعلك يا نديم عضواً في لجنة تحكيم ملكة جمال العرب في لندن" لكني ألغيت اسمك تماماً عن ذلك عقاباً لك على ما فعلت بي، ألا تعلم أنك كنت ستعيش أجمل أيام حياتك في تلك اللجنة يا مسكين، فقد كان من الممكن أن يكون لك صلاحيات كبيرة وكل يخطب ودك من المتسابقات الجميلات. ولما استفسرت منه عن ماهية تلك المسابقة الغريبة التي ينوي عملها، شرحها لي بالتفصيل الممل، فقلت، تباً لك، والله لا أتشرف "يا شيبة عرعر" أن أكون معاك في لجنة الفسق والمجون أيها المسكين. لكن لو تعلمون يا قومي من هن ملكات جمال العرب التي قدمهن الأفاك شيبة عرعر في لندن والتي عاصرت أحداثها لاحقاً عندما نظمها في العام 1985، وغطتها الصحافة العربية في المهجر للأسف ومن ضمنها صحيفتنا الخضراء التي تغط الآن في نوم عميق، فإثنتان من المتسابقات كانتا تعملان في غسيل الصحون في مطعم إيراني في Earls Court، وواحدة كانت تعمل في ملهى كيت كات. وملهى كيت كات كان موجود في نهاية شارع الكوينز واي(اندثر الآن)، وبداية البايزوتر أمام موقف الباص المتجه لإكسفورد ستريت. وقد ارتدت ذلك الملهى أيام الصبا والطيش، والذي أثار فضولي الشديد في تلك الأيام وجعلني أخوض تلك التجربة، أنه كان يقف دوماً أمام باب الملهى حارس مصري يلبس طربوش أحمر ونظارة طبية دائرية عتيقة سمكها 7 ملي ووجه قديم كأنه ولد عام الفيل وهو يشبه كثيراً سمكة البراكوده وأسنانة نصفها محطمة والنصف الآخر متداخل مع بعضه. رأني الحارس المنتف وعرف أني عربي وقال "أرب آرب" (أقترب، أقترب)، فأقتربت ونزلت الدرج المظلم وجلست على منضدة في المقدمة وكأني في مغارة علي بابا المضاءة بكل ألوان الطيف وتصدح فيها أغنية "السح الدح أمبوه". ثم أتى لي الجرسون بعصير أناناس وعليه كما أذكر الآن مظلة صغيرة كزينة وقطعة أناناس في طرف الكأس، وحسب الجرسون أني طفل تاه من أهله في لندن وتدحرج من الدرج فسقط على طاولة (البيست) وقال "والله" كما أذكرالآن "طبعاً الشمسية دي تشيلها قبل ما تشرب العصير" يا حلاوة شايفني أهبل ذا الجرسون ،،،،لكني رديت عليه "شكراً نورت المحكمة والله، يعني فاكرني حاشرب العصير بالمظلة، دي تبقى المظلة هي إلي حتمطر علي،،،، هو أنت فاكرني لسا قاي من الترعة يا بسطويطي بيه" خخخخ. وكان يجلس في المنضدة المقابلة لي فتاة جميلة تضع رجل على رجل مثل طريقة الممثلة "ناهد جبر" في مسرحية "شاهد ما شافش حاقة" وتبدو صغيرة وجميلة جمال لا يوصف وعندما تعرفت عليها أخبرتني بأن اسمها "رمال"،،،، لن أكمل هنا، وهذ الفتاة هي أحد المتسابقات التي شاركن في مسابقة "ملكة جمال العرب في لندن". ومتسابقة أخرى كان وجهها مليئ بحب الشباب وعندما تغضب يصبح لونها أحمر والحبوب بيضاء بشعة مقززة، وخليط غريب وعجيب من المغلوبات على أمرهن، وكل واحدة منهن تحمل في طيات قلبها مأساة حزينة تقطع أنياط القلوب بالرغم من فجورهن الظاهر. لكن شيبة عرعر الفهلواني حبك المسرحية بحرفية عالية ووصولية تامة، وكان للتصوير من زوايا معينة وملابس المتسابقات ولمسات الكوافير الفضل في أخراج المسرحية وتغطيتها إعلامياً على أنها مسابقة رصينة لاختيار ملكة جمال العرب في لندن والتي أقامها في الفندق المجاور لوكره، لانقستر قيت هوتيل. وفي اليوم المشهود ارتدى شيبة عرعر ملابس فخمة وذهب للكوافير وظهر بشكل رائع يستحق به منافسة المتسابقات على اللقب. وفاز بلقب ملكة جمال العرب أحد الفتيات التي تعمل في غسل الصحون في مطعم ايرلز كورت وكانت هديتها فديو وثلاثمائة باوند فقط ورحلة إلى ألتون تاورز قيمتها 60 جنيه، وحصل شيبة عرعر على دعم مالي كبير من تلك الصحف العربية أضافها لما سرقه من أموال المرضى.

    وصدق الأمير خالد الفيصل عندما قال في قصيدته الجميلة "اتعجب!!! ماعلى الدنيا عجب .. حكمة الرحمن خلاها تدور"، فقد دارت الأيام والسنون وبعد أكثر من 22 سنة، تحجبت بائعة الهوى "رمال" التي كانت تعمل في ملهى "الكيت كات" ولله الحمد، وتابت وحسنت توبتها، وهي تعمل الآن في مدرسة عربية "أحتفظ باسم المدرسة والمدينة"، وقد ازداد وزنها كثيراً وودعها الجمال إلى الأبد وأصبحت أم لثلاثة أبناء، وآخر مرة شاهدتها فيها كان في العام 2006 وكانت تتريض في أحد الحدائق بعد أن أوصلت أبنائها للمدرسة الإنجليزية، وكم كنت سعيداً وأنا أراها وهي تتبدل من حال إلى حال وتحرق المراحل المخجلة من حياتها خلفها، والجميل أنها تتعامل معي وهي تجهل أني أعلم أسرار ماضيها، فلم أكن بحياتها سوى "عابر سبيل" ولم أكن يوماً "عابر سرير".


    يتبع
    7 "
8 من 17 صفحة 8 من 17 ... 378913 ...
ADs

قم بتسجيل دخولك للمنتدي او

الانضمام لمبتعث

Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.