الأعضاء الإشتراك و التسجيل

الملتقيات
ADs

رحمة النبي صلى الله عليه وسلم

رحمة النبي صلى الله عليه وسلم


NOTICE

تنبيه: هذا الموضوع قديم. تم طرحه قبل 4746 يوم مضى, قد يكون هناك ردود جديدة هي من سببت رفع الموضوع!

قائمة الأعضاء الموسومين في هذا الموضوع

  1. الصورة الرمزية mercyprophet
    mercyprophet

    مبتعث جديد New Member

    mercyprophet اليونان

    mercyprophet , ذكر. مبتعث جديد New Member. من مصر , مبتعث فى اليونان , تخصصى شريعة , بجامعة جامعة الأزهر الشريف
    • جامعة الأزهر الشريف
    • شريعة
    • ذكر
    • القاهرة, القاهرة
    • مصر
    • Apr 2011
    المزيدl

    April 21st, 2011, 09:06 PM

    رحمته صلى الله عليه وسلم بأمته أجمعين من لقي منهم ومن لم يلق
    رحمته

    مها الجريس

    لــم يكن خلق الرحمة في شخصية محمد صلى الله عليه وسلم شيئاً يتولَّد من الرؤية أو المخالطة او تفرضه الوقائع وما يصاحبها من مشاعر، بل هو أعمق من ذلك بكثير. لقد كان هاجساً يتملكه وخلقاً يجري في دمه حين ينزل أمر من الله تعالى يخشى أن يشقَّ على أمته فلا يطيقونه، وهذا من أخصِّ أوصافه صلى الله عليه وسلم حين امتدحه ربه تبارك وتعالى بقوله: لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُوْلٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيْزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيْصٌ عَلَيْكُمْ بِالـمُؤْمِنِيْنَ رَؤُوفٌ رَحِيْمٌ[1]. وهذا ما عبَّر عنه صلى الله عليه وسلم صراحة في أكثر من حديث حين قال: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة)[2]. وقال عن الجهاد في حديث أبي هريرة أيضا: (لولا أن أشق على أمتي ما تخلفت عن سرية، ولكن لا أجد حملة ولا أجد ما أحملهم عليه ويشق علي أن يتخلفوا عني)[3]. وحين سئل عن الحج أكل عام؟ قال: (لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم)[4]. وليلة أسري به فرض الله على أمته خمسين صلاة في اليوم والليلة فرآه موسى عليه السلام وأمره أن يراجع ربه ليخفف منها حتى صارت خمساً وذلك خشية أن تشق على أمته ولا يؤدونها. وقصة الإسراء والمعراج وفرض الصلاة بطولها عند الإمام مسلم[5].

    وفي صلاة التراويح في رمضان صلى بهم ثلاث ليال ثم تركهم خشية أن تفرض عليهم وكان يخفف بهم الصلاة ويطيلها لنفسه، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إليهم في رمضان فخفف بهم ثم دخل فأطال ثم خرج فخفف بهم ثم دخل فأطال فلما أصبحنا قلنا: يا نبي الله جلسنا الليلة فخرجت علينا فخففت ثم دخلت فأطلت قال: (من أجلكم)[6]. وحين ذكر فتنة الدجال كان يقول لأصحابه أنه سيكون هو من يجادله لو خرج فيهم وهو حي وإن لم يكن حياً فإن كل امرئ مسؤول عن نفسه. لكن قلبه الرحيم لم يكن لينسى أن يستخلف الله تعالى على كل مسلم من هذه الفتنة العظيمة فقال صلى الله عليه وسلم: (إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم وإن يخرج ولست فيكم فامرؤٌ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم)[7].

    وكان صلى الله عليه وسلم يحب اليُسْرَ على الناس ويأمر به. قالت عائشة: خرج النبي صلى الله عليه وسلم من عندي وهو مسرور طيب النفس ثم رجع إلي وهو كئيب، فقال: (إني دخلت الكعبة ولو استقبلت من أمري ما استدبرت ما دخلتها إني أخاف أن أكون قد شققت على أمتي)[8]. وكان مبعث خوف النبي صلى الله عليه وسلم أن تقع المشقة والتعب على الأمة لقصدهم الاتباع لرسول الله في دخول الكعبة وذاك لا يتيسر لغالبهم إلا بتعب ومشقة.

    لقد كان يدعو الله تعالى لأمته كثيرا وفي الحديث عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً صلاة فأطال فيها فلما انصرف قلنا أو (قالوا) يا رسول الله أطلت اليوم الصلاة قال: (إني صليت صلاة رغبة ورهبة سألت الله عز وجل لأمتي ثلاثاً فأعطاني اثنتين وردّ عليّ واحدة. سألته أن لا يسلط عليهم عدواً من غيرهم فأعطانيها. وسألته أن لا يهلكهم غرقاً فأعطانيها. وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فردّها عليّ)[9]. وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني وعيسى إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم فرفع يديه وقال: (اللهم أمتي أمتي) وبكى، فقال الله عز وجل: (يا جبريل اذهب إلى محمد -وربك أعلم- فَسَلْه ما يبكيك؟). فأتاه جبريل فسأله فأخبره صلى الله عليه وسلم بما قال وهو أعلم فقال الله: (يا جبريل اذهب إلى محمد فقل إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك)[10].

    لقد كان عليه الصلاة وأزكى التسليم رحيماً شفيقاً بأمته أجمعين. قرأ عليه ابن مسعود رضي الله عنه ذات يوم شيئا من سورة النساء فلما بلغ قوله تعالى فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيْدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيْدَاً، يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِيْنَ كَفَرُوا وَعَصَوا الرَّسُوْلِ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُُ وَلا يَكْتُمُوْنَ الله حَدِيْثَاً فقال صلى الله عليه وسلم: (حسبك). قال بن مسعود: فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان. وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إقرأ علي القرآن) قال: فقلت: يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: (إني أشتهي أن أسمعه من غيري) فقرأت النساء حتى إذا بلغت فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيْدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيْدَاً رفعت رأسي أو غمزني رجل إلى جنبي فرفعت رأسي فرأيت دموعه تسيل[11]. لقد كانتا تذرفان رحمة بأمته التي قامت عليها الحجة ولم يبق لهم من عذر في مواجهة عذاب الله تعالى وأنه سيكون شهيداً عليهم يوم القيامة.

    وكان يمنع أصحابه من الإكثار في المسألة لئلا يشدد الله عليهم، وفي هذا قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لََكُمْ تَسُؤْكُمْ، وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِيْنَ يُنَزَّلُ القُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا الله عَنْهَا وَالله غَفُوْرٌ حَلِيْمٌ، قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِيْنَ[12].

    ومن مظاهر رحمته بأمته صلى الله عليه وسلم أنه ضحّى يوم عيد الأضحى عن نفسه وعن من لم يُضَحِّ من أمته رحمة منه بالجاهل والفقير. ومن مظاهر رحمته صلى الله عليه وسلم بأمته أنه كان يخشى أن تصيب دعوته أحداً من الناس في ساعة غضب أو ثورة نفس لأنه صلى الله عليه وسلم بشر كسائر البشر، فقد سأل الله تعالى أن لا يقبل دعوته على مسلم وأن يجعلها له زكاة وطهارة وقربة. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم إني أتخذ عندك عهداً لن تخلفنيه فإنما أنا بشر، فأي المؤمنين آذيته، شتمته، لعنته، جلدته،فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة)[13].

    ومن مظاهر رحمته بهم حرصه على رجوع الغائب المسافر إلى أهله واجتماع شملهم. فعن مالك بن الحويرث رضي الله عنه قال: أتينا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن شببة متقاربون فأقمنا عنده عشرين ليلة، فظن أنا اشتقنا أهلنا وسألنا عمن تركنا في أهلنا فأخبرناه، وكان رقيقاً رحيماً فقال: (إرجعوا إلى أهليكم فعلموهم ومروهم وصلوا كما رأيتموني أصلي وإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم ثم ليؤمكم أكبركم)[14].

    ومن مظاهر رحمته صلى الله عليه وسلم بأمته تذكيرهم برحمة الله تعالى بعباده وحثهم على حسن الظن به سبحانه، وهو باب واسع يطول الحديث فيه لكن سأقتصر على بعض تلك الأحاديث. فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قدم على النبي سبي فإذا امرأة من السبي تحلب ثديها تسقي إذا وجدت صبياً في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم: (أترون هذه طارحة ولدها في النار؟). قلنا: لا، وهي تقدر على أن لا تطرحه. فقال: (لله أرحم بعباده من هذه بولدها)[15]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لما خلق الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي تغلب غضبي)[16]. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لو تعلمون قدر رحمة الله لاتَّكَلْتم) أحسبه قال: عليها[17]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (جعل الله الرحمة مائة جزء فأمسك عنده تسعة وتسعين وأنزل في الأرض جزءاً واحداً فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه)[18]. وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله خلق يوم خلق السموات والأرض مائة رحمة كل رحمة طباق مابين السماء والأرض فجعل منها في الأرض رحمة فبها تعطف الوالدة على ولدها والوحش والطير بعضها على بعض فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة)[19].

    ومن مظاهر رحمته صلى الله عليه وسلم بأمته أجمعين انه خَبَّأ دعوته المستجابة لتكون شفاعة لهم يوم القيامة وقد قال: (لكل نبي دعوة مستجابة يدعو بها وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي في الآخرة)[20]. وكان نهاهم أن يبلغوه عن أحد منهم شيئاً يكرهه لئلا ينفر منهم. قال صلى الله عليه وسلم (لا يبلغني أحد منكم عن أحد من أصحابي شيئاً فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر)[21].

    ومن مظاهر رحمته بأمته صلى الله عليه وسلم أنه دعا بالرفق لمن ولي أمرهم فرفق بهم ودعا على من شقّ عليهم فقال صلى الله عليه وسلم: (اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فشَقَّ عليهم فشُقَّ عليه)[22]. فكان ذلك نبراساً وهدياً لكل من يتحمل أمانة ومسؤولية في أمته إلى أن تقوم الساعة.

    ومن هنا فإننا لا نعجب من ازدياد أتباع هذا الدين مهما حاول أعداؤه أن يشوهوه لأنه بكل بساطة "رحمةٌ للعالمين".


    [1] سورة التوبة / الآية 128
    [2] صحيح البخاري 838
    [3] صحيح البخاري 2750
    [4] صحيح مسلم 2380
    [5] صحيح مسلم 234
    [6] مسند الإمام أحمد 12111 وقال في مجمع الزوائد رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح (3/173)
    [7] مسلم 5228 وفي الحديث قصة الدجال بطولها
    [8] رواه أصحاب السنن عدا النسائي وضعفه الألباني في الضعيفة (6/420)
    [9] سنن ابن ماجة 3941 وقال الهيثمي في الزوائد إسناده صحيح. ورواه الترمذي 2175 وقال حديث حسن صحيح.
    [10] صحيح مسلم 301
    [11] صحيح البخاري 4216
    [12] سورة المائدة / الآية 101
    [13] صحيح مسلم 4707
    [14] صحيح البخاري 5549
    [15] صحيح البخاري 5540
    [16] صحيح البخاري 6855
    [17] قال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 213) رواه البزار وإسناده حسن
    [18] صحيح مسلم 4942
    [19] صحيح مسلم 5988
    [20] صحيح البخاري 5829
    [21] سنن أبى داود 4860 وله شاهد عند أحمد حسنه الشيخ أحمد شاكر (1/396)
    [22] صحيح مسلم 3407

    إخوانكم في الهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته
    برجاء نشر الموضوع حتى ننال شرف نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم
    www.mercyprophet.com

ADs

قم بتسجيل دخولك للمنتدي او

الانضمام لمبتعث

Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.