برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي مشروع عظيم سوف ينقل البلاد ــ بإذن الله ــ في مختلف المجالات، وهو واحد من الإنجازات التاريخية الكثيرة التي تميز بها عهد هذا الملك الصالح المصلح أطال الله في عمره، والمبتعثون اليوم أكثر من 50 ألف طالب وطالبة، أي أنهم شعب كامل يتلقى العلم في مشارق الأرض ومغاربها وسوف تكون لهم بصمتهم الواضحة حين يعودون إلى أرض الوطن، ولكن المنغص الأكبر على هذا البرنامج هي الملحقيات الثقافية التي لم تستوعب حتى الآن أهداف هذا المشروع الوطني الكبير وخصوصا الملحقيات في (الولايات المتحدة، كندا، أستراليا، مصر، الأردن) !.
سأتحدث بكل صراحة وأقول بأنه ليس لدي أي قريب مبتعث في الخارج ولا أعرف أحدا من هؤلاء الملحقين الخمسة ولكنني أستطيع أن أسرد المشاكل التي يعانيها الطلبة المبتعثون مع هذه الملحقيات لكثرة ما يردني من رسائل يشتكي خلالها الطلبة المبتعثون من المعاملة الفوقية التي يواجهونها ناهيك عن الإجراءات البيروقراطية والشروط التعجيزية التي تفرضها هذه الملحقيات على طلبة وطالبات في مقتبل العمر يعيشون في الغربة، وقد وصل التذمر من الملحقية الثقافية في واشنطن إلى درجة أن بعض المبتعثين اعتصموا أمام أبواب الملحقية بعد أن تعطلت أمورهم بسبب النظام الإلكتروني الجديد (الذي تؤكد الكثير من الرسائل أنه لا يعمل) وكذلك بسبب تجاهل موظفي الملحقية لاتصالاتهم ورسائلهم، فاضطر الملحق الثقافي أن ينزل من عليائه أخيرا ويتفاوض معهم ويختار فريقا تطوعيا منهم لحل مشاكل زملائهم !.
والاقتراح الذي أقدمه لمعالي وزير التعليم العالي هو أن يقوم بتغيير هؤلاء الملحقين الثقافيين أو تدويرهم بين فترة وأخرى كي يصل هذا المشروع الوطني إلى أهدافه النبيلة،
على سبيل المثال يتم نقل الملحق الثقافي في الولايات المتحدة ليصبح ملحقا ثقافيا في بوركينا فاسو !.. ماهي المشكلة في ذلك فهو هنا يخدم الوطن وهناك يخدم الوطن ؟،
ما هي المشكلة لو نقل الملحق الثقافي في كندا إلى الفلبين ؟، فتجديد الدماء مهم وحيوي وليس من المعقول أن نترك برنامجا يكلف خزينة الدولة المليارات ويستفيد منه أكثر من 150 ألف طالب إرضاء لخواطر خمسة أو ستة أشخاص، نحن اليوم بأمس الحاجة إلى رجال ــ أو نساء ــ يتفهمون مشاكل أبناء جلدتهم في الغربة ويسعون لتذليل الصعوبات أمامهم وليس العكس، والتغيير والتدوير إحدى الوسائل المجربة لحل المشاكل المستعصية.
وعلى الصعيد الشخصي أعتذر بشدة للإخوة المبتعثين الذين وعدتهم بعرض مشاكلهم في هذا العمود ولم أستطع لأنها كثيرة ومتشابهة وتحتوي على تفاصيل يصعب عرضها، وأتمنى من الزملاء رؤساء التحرير (وفي مقدمتهم رئيس تحريرنا أبو عبد الإله باعتباره كان طالبا مبتعثا في عصور ما قبل النفط !) أن يخصصوا صفحات أسبوعية تتناول قضايا المبتعثين وكذلك الحال بالنسبة للتلفزيون السعودي، فالكثير من المبتعثين كان يمكن أن تحل مشاكلهم لو تنازل أحد موظفي الملحقية ورفع سماعة الهاتف الذي يرن دون مجيب !.
المصدر :
طµط*ظٹظپط© ط¹ظƒط§ط¸ - ط¬ط±ط¨ظˆط§ طھط؛ظٹظٹط± ط§ظ„ظ…ظ„ط*ظ‚ ط§ظ„ط«ظ‚ط§ظپظٹ ! رداً على طلب خلف الحربي «جربوا تغيير الملحق الثقافي».. العيسى: ملف مرفق 14963 نطبق الحكومة الإلكترونية والطلاب واجهوا صعوبة في التأقلم
سعادة رئيس تحرير صحيفة عكاظ
سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نتابع باستمرار ما ينشر على صحيفتكم الغراء من أخبار ومقالات تعنى بشؤون الوطن، ونشاطركم الرأي فيما يحقق اهتمامات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، خاصة فيما يتعلق بدعمهم المباشر وغير المحدود للقطاع العلمي والتعليمي في المملكة.
وقد اطلعنا مؤخراً على مقال الأخ خلف الحربي في زاوية «على شارعين» بتاريخ 8/10/1432هـ الموافق 6/9/2011 حول شؤون الطلاب المبتعثين، وإذ نقدر اهتمامه بشؤون أبنائنا المتبعثين،
إلا أن المقال - للأسف - تضمن معلومات غير دقيقة، من مثل أن بعضاً من الطلاب المبتعثين اعتصموا أمام بوابة الملحقية، وحيث إن ما ذكر لم يكن صحيحا على الإطلاق إذ لم يعتصم أي من أبنائنا المبتعثين لا أمام الملحقية ولا بعيداً عنها، فإننا نكتب لكم لتصحيح ما تم نشره.
ولبيان الواقع، نود أن نبين أنه بعد تطبيق نظام بداية التعاملات الإلكترونية مع بداية شهر رمضان المبارك هذا العام فقد واجه الطلاب المبتعثون بعض الصعوبات في التعامل مع النظام الجديد، والملحقية منذ تطبيقه تعمل
ليل نهار على مساعدة أبنائنا المبتعثين والمبتعثات على التأقلم مع النظام الجديد الذي يتماشى مع سياسة تطبيق الحكومة الإلكترونية ويساعد أبناءنا المبتعثين وبناتنا المبتعثات في تنفيذ متطلباتهم الإدارية والمالية والأكاديمية آليا.
وبما أن هذا النظام يعمل على تحويل الأعمال التي تقوم بها الملحقية من التنفيذ اليدوي إلى التنفيذ الإلكتروني فإن ذلك يحقق تساوي التعامل لجميع الطلاب، ويبين في الوقت نفسه مقدار أداء الموظفين في الملحقيات إلكترونيا سواء لرؤسائهم أو للمسؤولين في الوزارة.
ونحن في الوقت نفسه نؤيد الأخ خلف الحربي في تخصيص مساحة إعلامية لمناقشة قضايا المبتعثين، ولكن نأمل أن تتاح الفرصة لوزارة التعليم العالي وملحقياتها للمشاركة فيها.
د. محمد بن عبدالله العيسى
الملحق الثقافي السعودي في أمريكا
المصدر :
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20110914/Con20110914444621.htm