( 1 )
منذ سنوات ونحن نحلم – كبشر نسكن هذه المنطقة – ان نحصل على حقوقنا
الانسانية . ولكن .. منذ سنوات طويلة جدا – ولا نزال – ونحن نشارك بانتهاك
حقوق الانسان ! ..
كنا ، ولا نزال ، نمارس التفرقة فيما بيننا :
فهذا شمالي وهذا جنوبي ، وهذا حجازي وهذا نجدي
وهذا اسود وهذا ابيض ، وهذا شيخ وهذا راعي غنم
وهذا سني وهذا شيعي ، وهذا قبيلي وهذا خضيري
وهذا بدوي وهذا حضري ، وهذا سعودي بالتجنس ، وهذا سعودي أصل ومنشأ
وهذا خط 110 وهذا خط 220 ( اشك اننا شعب.. نحن عدادات كهرب !)
وهذا ينتمي الى قبيلة درجة اولى ، وهذا ثانية ، وهذا التعيس قدّر الله له ان يولد
في قبيلة درجة عاشرة .. وبناءا عليه سيعامل على انه \" انسان \" درجة عاشرة!!
وطبعا هناك \" طرش \" بحر ! ( ولا ادري هل يوجد مقابل لها بمسمى : \"طرش\"
يابسة ؟! ) وفي زمن البث الفضائي والاتصالات الفضائية ، سندّعي انه توجد
بيننا كائنات فضائية وسنختار من بينها \" طروش \" فضاء !
علما بأنني – واقسم بالله على هذا – لا اعرف ما الذي تعنية كلمة \" طرش \" !
ونكاد ان نكون الشعب الوحيد في العالم الذي لا يزال يصر على ان يصف
الاسود ( فقط لانه أسود ) بـ ( العبد ) !
(2)
هذه التقسيمات اللا إنسانية لم تأتنا من الخارج .. نحن الذين ابتكرناها ، وجعلناها شيئا يشبه القانون يجب على الجميع تطبيقه ، ومن خلالها قمنا بتوزيع( الحقوق ) على بعضنا البعض .
ننتظر من ( الآخر ) ان يحترمنا .. ونحن لا ( نحترمنا ) !
(3)
( السلطة ) السياسية تطالبك باحترام حقوق المواطنة .. ولا تفعل !
(السلطة ) الدينية تطالبك باحترام حقوق اخيك المسلم .. ولا تفعل !
( السلطة ) الثقافية تطالبك باحترام الانسان ايا كان .. ولا تفعل !
ثم تأتي بعد كل هذا لكي تطالب ( السلطات ) باحترام حقوق الانسان
عزيزي المواطن ..
أي ( انسان ) هذا الذي تطالب باحترامه ؟!
وأي ( حقوق ) تلك التي تريد ان تحصل عليها ؟
(4)
عندما يأتي الوقت الذي تحترم فيه جارك :
رغم حداثة تاريخ تجنسه ، ورغم اختلاف لونه عن لون بشرتك ، ورغم
اختلاف لهجته وقبيلته عن لهجتك وقبيلتك ، ورغم اختلاف مذهبه وثقافته ..
عندها .. ستحصل على كل الحقوق التي تطالب بها رغم انف كل السلطات !
إضافه من موضوع أخر لنفس الكاتب
ولد تافه وغبي، أراد أن يحصل على بعض الشهرة (مثل شخص تعرّى في الشارع العام)، فقام بوصف منتخبنا الوطني لكرة القدم بـ “بقايا الحجاج” وهذا الولد التافه لا يعلم أن “بقايا الحجاج” هم أحفاد رجال صالحين، عبروا القفار والبحار -في زمن الصعوبات- ليحجوا إلى بيت الله الحرام.. لا يعلم أنهم جزء مهم من نسيج المجتمع السعودي المتنوع والثري.. لا يعلم أن “الحجاج” -عند المسلمين- هي مديح وليست هجاءً. لكل هذا هو ولد تافه وغبي.. وتصريحه هذا أزعج الكثير من العقلاء في بلدنا الحبيب الكويت، أكثر ممّا أزعجنا نحن.. وطبعًا كانت هنالك ثورة من الغضب في بعض الصحف والمواقع الإلكترونية السعودية.. ولكن تعالوا لنتناقش الأمر بهدوء:
“بقايا حجاج” هل ابتكرها هذا الولد التافه، أم أنها نتاج محلي؟!
ألسنا نحن الذين قسمنا مجتمعنا إلى “طرش بحر، وطرش بر” ؟!
ألسنا نحن أصحاب العائلات التي كأنها فولتات كهربائية: خط 110، خط 220؟!
ألسنا نحن الذين ننتقص من حرية الإنسان “الأسود” فقط لأن لونه أسود ؟.. وكأننا نحن الذين نختار ألواننا!
ألسنا نحن الذين نؤلف النكات الوقحة على بعضنا البعض؟
ألسنا نحن الذين “نتكهرب” إذا تحدث أحدهم عن “منطقتنا”؟
ألسنا نحن الذين نصف هذه القبيلة بالهياط، وتلك بالغباء، والثالثة بالنفاق، والرابعة بالنذالة؟
قسمنا بعضنا مناطقيًّا وقبليًّا وطائفيًّا وكهربائيًّا (110/220)، وحتى هاتفيًّا
( 07)، وتألقنا وابتكرنا ألف شكل وصفة عنصرية لنلصقها ببعضنا البعض.. والآن: نغضب لأن ولدًا تافهًا وغبيًّا خارج الحدود قال بعض ما نقوله نحن!
لا تغضبوا أيُّها الأهل..
هذه بعض بضاعتنا العنصرية رُدّت إلينا!