"مبتعثـو الغفلـة"

لا أعلم هل هذه نصيحة لأبنائك أو حتى إخوانك الطلبة المبتعثين أم سخرية وشماتة بحال البعض كما ذكرت
كان من الأولى قبل كتابة مقالك أن تتحرى الألفاظ الراقية وأسلوب النصحح من الوالد الحاني على ابنه المبتعث
ماذا لو تكلمت عن نعمة الابتعاث وعن فرصة اغتنامه جيدا ، وأن العمر يمر مر السحاب ، وأن هذه فرصة لن تعوض ولن يدرك صاحبها قيمتها إلا بعد تخرج زملائة بأعلى الدرجات والشهادات إضافة إلى كونهم حافظين شرفهم صائنين كرامتهم ناقلين أفضل الصور عن المواطن السعودي
فالأهل والدولة والأمة تنتظر شبابا صلبا نابغا يافعا في مضمار العلم والحضارة والمجتمع والدين قبل كل ذلك
للأسف يا أخ سلمان !! فغالبا ما تتحدث المقالة بشكل عام بلسان الترغيب أو الترهيب
وإن كان من الضروري واتباعا للنهج الرباني لأشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم أن تسلك طريق الترغيب قبل الترهيب
أو تتخذ من الترهيب أسلوبا هادفاً لإيصال الفكرة وهي ( اغتنام فرصة الابتعاث)
ولكن ما غلب في مقالتك وهو المؤسف والمحزن والمزري حقاً هو طابع السخرية والشماتة وادعاء المثالية حتى ولو قلت ( البعض) ، فالبعض هؤلاء هم اخوان لنا


عندما أمر الله بدعوة محمد صلى الله عليه وسلم أوصاه باللين والرفق قائلا﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ (آل عمران: 159)


وقد كانوا قوما جاهلية لا دين يردعهم ولا ثوابت تمنعهم فكل ما هو حرام يمارسونه بكل طقوسه
والنتيجة اتبعه أعظم وأقوى قادة الفتح الاسلامي كعمر بنت الخطاب وأبو بكر وعلي وسعد وخالد وغيرهم الكثير والكثير ممن كانوا ولازالوا قدوة لنا..
وكل هذا الانقياد للدعوة المحمدية لم يكن إلا باللين والرفق في النصح والدعووةة

فما بالك يا عزيزي بأناس موحدين نشأوا في دار العروبة والاسلام تحكمهم عادات وتقاليد اسلامية بحته اللهم انهم ابتعثوا وانبهروا ثم ضلوا طريق الهداية

أليست الكلمة الطيبة والنصيحة الصادقة كافية لإحراجهم واشعارهم بالذنب !! بل وستأخذ أجر هدايتهم ولعل كلامك يكون جرسا رنانا ً كلما أقدموا على فعل مشين لكن لم تختر الفكرة الهادفة في حديثك..صدقني أنت لم تعطي حلول ايجابية ومقالتك ليست هادفة اطلاقا وهي مردودة إليك بخيرها وشرها

المبتعث الآن بصدد زيادة المكافئة والتي ضلت هاجس العديد منهم وينتظر تأكيد خبر الزيادة ، وأنت وبكل بساطة تواري مقصدك من ضمن كلامك بأن عليكم العمل في مطعم الجامعة!
وأن المكافئة تكفيكم فأنتم تركبون سيارات فارهة وتتجولون في المطاعم والمقاهي!
عمن تتحدث يا أستاذ بالضبط!! كلامك متناقض جداً هذا إن دل على شئ فهو يدل على جهلك و عدم وعيك ونزولك لما يشعر به المبتعث
تنظر من الأعلى ولذلك لم ترى سوى القشور ولم تتحدث إلا عن الشئ السطحي

للأسف من هم أمثالك هم السبب الذي قد يعزى في التخريب على المبتعثين فبدلا من حديثك عما يعانيه الطالب ذهبت لتسخر وتشمت ممن هم كأخوانك أو حتى ابنائك
فلعلك تريد أن تصل إلى فكرة ولعلك تريد أن توصلها إلى مسؤولي الابتعاث وهي أن المبتعث مرفه ولا يحتاج لزيادة مكافئة!
فمن اخواننا المبتعثين الكثير من يتريث قبل أن ينفق الدولار والنصف دولار ويشعر بالسؤولية تجاه أمانته
ويحمد الله تعالى كثيرا على ماوهبه من نعمة طمعا في الزيادة وتحسين الحال وصرفها فيما يلزم

نحن لا ننكر فضل دولتنا إطلاقا في دعمنا والتكفل برفع ثقافة شبابنا فنحن في ألف نعمة ونعمة وأفضل من غيرنا والحمد لله أولا وآخرا
ولكن الحقيقة والتي يعرفها مسؤولوا الابتعاث وصرح بها العيسى عن حاجة المبتعث للزيادة نظرا لغلاء المعيشة في كل بقاع الارض ولا زلنا نتظرها

أسأل الله العلي القدير الواحد المنان أن يحفظ أمتنا وحكومتنا على رأسنا والدنا الحنون الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود _ حفظه الله _
وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والصحة والعافية وأن يرزقنا من كل علم نافع
ويهدي من ضل عن الطريق ويرفع بنا حكومتنا وشعبنا وأمتنا الاسلامية
يارب يامجيب الدعاء