أنا مُتعب ..

بارك الله فيك و وفقك لما يحب و يرضى

و الله يا أخي ما نقدر نفتي في موضوعك لأننا ما نعرف الكثير من التفاصيل بالنسبة لظروفك و الخيارات اللي أمامك
النجاح له طرق و صور كثيرة و ليس حكرا على الدراسة في الخارج . أنا أقول هذا الكلام و أنا شخصيا متعلق بالدراسة في الخارج على الرغم من المعيقات التي لدي ، لكن فعلا اللي يبي النجاح ، يفكر في كل الطرق الموصلة إليه و يبقي ذهنه مفتوحا على الخيارات المتنوعة
أنا لا أعلم إن كنت تستطيع أن تترك أهلك و تذهب للدراسة ، لكن إن كان الأمر صعبا ، هناك طريق أخرى ، و هي الدراسة بالانتساب . أعرف أنها أقل من الطموح ، لكنها خيار ممكن .

سأحكي لك قصة أخي الأصغر مني . في عام 1998 تقريبا ، لم يستطع أخي الالتحاق بالكلية العسكرية التي يتمناها من صميم قلبه ، انفطر قلبه لعدم قبولهم ، فاضطر للدخول للكلية التقنية بالرياض مفضلا إياها على بكالوريوس الجامعات في التخصصات الأدبية لأنه في تلك الفترة كانت هناك طنطنة في الإعلام الخايب بأن المستقبل للوظايف الفنية ، كانت هناك بروبجندا غير طبيعية للدعاية للكليات التقنية ، فذهب إليها أخي .

تخرج تقريبا عام 2002 ، فانتفل والدي لمدينة جدة ، و برا بأبي انتقل معه . و لكن للأسف ، مدينة جدة مدينة ناشفة لا يكاد أبناؤها يحصلون على وظيفة لا حكومية و لا خاصة . فاضطر للعمل في البداية في مصنع للشعير ، نعم للشعير . و بعد سنة تقريبا تركها فعمل في مصنع الزجاج ، و بعد تقريبا سنة تركهم و فتح محل سباكة خاص به و بتمويل من الوالد . تزوج وقتها . و طبعا الحمد لله الوالد حفظه الله هو اللي زوجه و أسكنه في شقة ، لكن الرجل ليست لديه وظيفة و الآن ليس له دخل سوى من هذا المحل و لا يأخذ هللة من والدي . طبعا كان يجد منافسة شديدة من الأجانب ، و يجد الجفاء من المواطنين الذين في النهاية و بغض النظر عن الأسباب يذهبون للأجانب و يتركون أخي . جلس سنة تقريبا ، تعب كثيرا لأنه يعمل حوالي 18 ساعة أو ربما أكثر ، فأمره أبي بترك المحل و البحث عن وظيفة .

وقتها كان هناك تقديم على حرس الحدود .. تدريب لمدة تسعة أشهر ثم بعدها هناك خمسة وظايف شاغرة جاهزة لأصحاب دبلوم الكلية ، أربعة منها في جدة و الأخيرة في المنطقة الشرقية . تخرج من دورة التسعة أشهر ، فشاء الله تعالى أن يختاروه للوظيفة التي في الشرقية . و فترة بسيطة ، أسابيع ، فينقل للخفجي . فأصبح الرجل كل أسبوعين يطقها مشوار 2000 كلم جاي و 2000 راجع فقط ليشاهد ابنته الصغيرة في يومي نهاية الأسبوع .

وقتها و مع بداية انتقاله للشرقية قرر أن يعود لاختيار الطريق الثاني الذي لم يختره في البداية تأثرا ببروبجندا الإعلام الخايب ، فاختار دراسة تخصص آداب اللغة الإنجليزية انتسابا في جامعة الملك عبدالعزيز . لماذا الإنجليزية ؟ لأنه كان يتابع أخبار خريجي التعليم فوجد أن هناك احتياجا للإنجليزية و فتحها للمرحلة الابتدائية ، فهكذا بقرار سريع و حاسم اختار طريق المستقبل .

قعد في العسكرية حوالي ستة أشهر .. وجد زملاء له في عمله في المنطقة الشرقية و أصلهم من الغربية ، اللي له عشر سنوات و اللي له 14 سنة . قال ما بدهاش . قرر السحب على العسكرية . طبعا إذا ب يقدم استقالة ، فلازم يقضي عقوبة حبس 45 يوم . تسحب عليهم ما يسوون لك شي . فسحب عليهم الرجال . و راح لجدة . دور على وظيفة ، فأكرمه الله تعالى بوظيفة متعاقد مع مصلحة المياه ، و تحولت إلى شركة المياه الوطنية ، لكن الوظيفة متعاقد يعني على كف عفريت غير الراتب الضعيف و الثابت على مر السنين .

البكالوريوس أربع سنوات ، أخذ هو خمس سنوات علشان يخلص البكالوريوس . الرجال موظف إلى الساعة أربعة عصرا ، و تاكسي من أربعة إالعصر إلى ما يشاء الله ، بعد ما يتغدى . خلص البكالوريوس من هنا ، قدم على التعليم من هنا . قدم من هنا ، لقى القبول في التعليم . لقى القبول في التعليم ، قُدم له عرض من شركة المياه الوطنية كموظف رسمي و براتب اعتقد 8000 أو 9000 ما ني فاكر بالضبط . يعني تخيل أنت تذوق طعم النجاح من البكالوريوس بعد معاناة طويلة ، فيكرمك الله بعرضين ، واحد معلم راتب 8000 و شغل مريح نوعا ما ، و الثاني موظف رسمي في المياه الوطنية و راتب أعلى شوي و في مدينة جدة . شي مذهل و مفرح . فكر الرجال ، فوجد أن وظيفة التعليم أفضل له .

قبل عرض التعليم . فأعطوه وظيفة في الرياض السنة الماضية . السنة هذي نقل لليث على بعد 150 كلم جنوب جدة . و متوقع السنة الجاية أو اللي بعدها ينقل لمكان أقرب أو لمدينة جدة نفسها . و أزيدك من الشعر بيت . الرجل الآن يدرس دبلوم ما بعد الجامعي في التربية و قرب ينتهي ، و يفكر في المرحلة التالية إكمال الماجستير في الإدارة التربوية . و أشوفه يجيب سيرة الدكتوراة و كأنك تشعر أنه لا يستبعدها ! الله ! هذا الرجل اللي دخل التقنية ، و كعّها سنين في العمل في وظايف كيف الحال ، الآن يتحدث عن الدكتوراة غير وجل منها !

خلال حوالي تسع سنوات من المعاناة و من المستقبل الضايع و من انعدام الرؤية ، الآن الرجل يتحدث بثقة عن ماجستير الإدارة التربوية و يلمح للدكتوراة . أرأيت كيف هو الكفاح . و الحقيقة أخي فيه ميزة قوية ليتني أتحلى بها . و هي "الإنجاز" . الرجل شخص منجز . يفكر بسرعة ، يختار طريق ، يقرر ، يمضي فيه ، و في غالب الأحيان يصل . كان الوالد يعتمد عليه في متابعة أعمال البناء ( فلة في الرياض قديما و هو صغير ثم عمارته في جدة و غيرها ) و كان منجز و على قولتهم " ولدٍ يقرا " .

فربما أنت ظروفك أصعب من ظروف أخي ، و لكن لا تقلق . دام أنك إنسان تحلم بمستقبل مبهر ، فكن عند حلمك و ارسم أهدافك بعناية بعد استعراض كافة الخيارات .

وفقك الله لما يحب و يرضى

اسلوبك رائع جدا في الكتابه ناضلت من اجل اهلك وذا شي جدا رائع
بس عندك حقد على وضعك وعلى المسؤليه التي القت على عاتقك
انت صرفت على اهلك وحسنت وضعهم وعيشتهم عيشه حلوه واهلك مكونين من امك واخوانك

طيب لو انت صرفت على زوجتك وعيالك بيكون عندك نفس الشعور ذا بالكره لحالتك اضن لا

من وجهه نظري ضروفك جدا رائعه مشاء الله
لانك تتكلم عن ارامكو الله يعطيك خيرها ويكفيك شرها
بس انت مكتئب لانك كنت مسؤل عن اهلك واهنيك على الاجر اللي كسبته في حق والدتك واخوانك
بس بنفس الوقت انت مقهور لان المسؤليه كانت عليك انت وما اتحملها احد ثاني

ما اقدر افيدك في سوالك لان مافيه سؤال واضح
بس باقلك يارب تكتبلك اللي فيه الخير لانك ضحيت باشياء عشان اهلك ربي يعوضك عنها

رُبَّ ردٍ يحكي عمّا يجول في خاطرٍ لم يجد لكلماته الصمّاء فمّ ..

تذكرت بينما أكتب هذا السطر العقيم .. قصيده للشاعر بدر بن عبدالمحسن .. عنوانها صرخه بلا فم ..
يقول في مضمونها .. ( لي عبرةٍ يلعب بها الحزن والتيه .. ولي صرخةٍ .. واتعبت ابلقى لها فم ) ..
إن البدر مثل حالتي .. يبحث عن فمٍ أو مخرجٍ لما يجول في خاطره ..
وأنا في ردودكم وجدت أكثر من فمٍ لخاطري .. فشكراً لكم من أعماق خاطري ..

أحزنني الرد الأخير .. رد الأخت أنغام .. وبالذات الجزء الأخير من ردّها ..
ومن عادتي وأعوذ بالله من ( تي ) التي تحل محلّ ( أنا ) .. وتتقنع بقناعٍ إن لم يكن يشابهها بالشكل إلّا أنه يبقى قناعاً .. فيشابهها بالمضمون تماماً ..
من عادتي .. أنّي إذا رأيت شيئاً أحزنني في جزءٍ من سياق حديثٍ وأحزنني ذلك الجزء .. لا أحكم على كامل الحديث بأنه مُحزن ..

قالت الآنسه أنغام .. :
بس انت مكتئب لانك كنت مسؤل عن اهلك واهنيك على الاجر اللي كسبته في حق والدتك واخوانك
بس بنفس الوقت انت مقهور لان المسؤليه كانت عليك انت وما اتحملها احد ثاني

وبكلامها هذا , بنظري , لم تُصب .. لكنه كان اجتهاداً أشكرها عليه ..
وأقول لها : إن من أكثر الأشياء التي يفخر بها الرجل في هذه الدنيا , هو أن يعين عائلته ويساعدها .. وإنّي والله لا أقدم أحداً على نفسي أكثر منهم !
لكن حديثي وشرح الحالة بالتفصيل كان لكي يعيشها معي القارئ , ويهديني مشورته كأمطارٍ على صحراء أدماها الجفاف !

إنني يا سيداتي ويا سادتي .. أستيعذ الله بأن أندم أو أتذمر من تلك المسئولية التي وضعت على عاتقي ..
إنها والله لوسامُ شرفٍ أضعه , فخراً , على صدري ما حييت ..
فيا آنسه أنغام .. أصبتِ في جزءٍ من الرد .. وأخطأت كل الخطأ في جزءٍ آخر .. فشكر الله لك هذا الإجتهاد ..

والله اعجبت بكمية العقول المشاركة كل رد اروع من سابقه وهذا ان دل دل علي ثقافه شعبنا الرائع.. اما بالنسبه لك اخي الفاضل فانت رائع الفكر والثقافه ولكنك مكسور الجناح باحساسك انك تستحق اكثر من ثانويه عامة اوافقك الراي بيد ان بامكانك اكمال دراستك ومشوارك وانت اهلا لها يبدو لي لديك من القوة والشجاعه مايكفي .. بدون ان تخسر وظيفتك ولا عائلتك . لدي قريب بمثل حالتك ووالله انه تعدي من هم بافضل حالا منه والان ماشاءالله انهي دراسته الماجستير وبطور اكمال الدكتورة وهو علي بداية عقدة الرابع ..
عموما. . لديك عدة مجالات لدراسه كما ذكره الاخوان الافاضل ولن اعيدها ساضيف .. لديك معهد الادارة العامة وبعض المعاهد وتستطيع الحصول علي اغلب الدراسه مساء او اجازة مستقطعه او ابتعاث من عملك او عن بعد اون لاين والعلم لايقف عند حد. . وفقك المولي وسدد خطاك والله يهدي سرك ويشرح صدرك بالايمان ويرضيك ويرضي عنك...

اعتذر لم اقرا الصفحه الثانيه ولم انتبه لتاريخ.. فقد اخذني الحماس والعواطف والتفاعل وشدني الاسلوب امل بعد مضي سنتين الان ان تطمؤننا عن حالك وما أل اليه.. واكثر من قول لاحول ولاقوة الا بالله فهي داء لي 99
في حفظ الله ورعايتة