المسلمون في اليابان... الواقع والطموح
نجم عبود البازي
باحث عراقي – جامعة ميجو - اليابان
المصدر: مجلة الحج والعمرة ، عدد رجب 1428هـ
لمحة تاريخية:يتساءل الكثيرون عن سبب تأخر وصول الدين الإسلامي إلى اليابان بعدما شع نوره على العديد من دول المنطقة. والذي لا يعرفه الكثيرون أن الإسلام وصل إلى اليابان متأخراً مقارنة بدول اخرى مثل أندونيسيا وماليزيا والتي اصبحت غالبية سكانها من المسلمين. ويرى الدكتور صالح السامرائي - رئيس المركزالإسلامي في اليابان - أن الإسلام لم يصل إلى اليابان لعدة اسباب من أهمها أن اليابان جزيرة ، وكان من الصعب الوصول إليها في الأزمنة المتقدمة وأن الاسبان حينما احتلوا الفلبين منعوا المسلمي من الوصول إلى اليابان أو غيرها مما أخر وصول المسلمين اليها كل هذه المدة.
وقد بدأ الاتصال بين المسلمين واليابان في أواخر القرن التاسع عشر ، حيث حرصت الأمبراطوريتان اليابانية والعثمانية على اقامة علاقات ودية بينهما لمواجهة الدول الأوربية.
ومنذ تلك المدة بدأ الإسلام ينتشر بين اليابانيين وخصوصا مع تزايد الاتصال والتعاون مع العالم الإسلامي ، وكان للدعاة والجماعات والجمعيات الإسلامية أثر كبير في اعتناق الكثير من اليابانيين الإسلام ، كما أن هجرة المسلمين التتار من روسيا إلى اليابان في بداية القرن العشرين وأقامتهم لمسجد طوكيو أسهم في زيادة الوجود الإسلامي هناك. واعتنق العديد من اليابانيين الإسلام بعد الزيارات المتكررة لجماعة التبليغ منذ منتصف القرن الماضي حتى الآن. وشاركت الجمعيات الإسلامية التي أنشئت في تلك الفترة في تعريف الشعب الياباني بالإسلام واعتناق الكثير منهم للإسلام ، ومن تلك الجمعيات جمعية مسلمي اليابان ، وبعض الجمعيات الثقافية الإسلامية. وكان للطلبة المسلمين في بداية الستينيات من القرن العشرين دور فاعل في تعزيز الوجود الإسلامي عبر تأسيس جمعية الطلبة المسلمين ومن ثم تأسيس المركز الإسلامي في اليابان والذي اصبح منارة شامخة للإسلام يهتدي بها من يريد معرفة شيئ عن الإسلام واهتدى عن طريقه الآلاف من اليابانيين إلى الدين الحنيف.
ويرى البروفسور الياباني كاتاكورا الخبير في العلاقات الإسلامية اليابانية "أن المراقب العادي يخطيء حينما يعتقد أن اليابانيين والمسلمين التقوا بشكل جاد ومباشر قبل أزمة البترول الأولى عام 1973.
وبمرور السنين وتطور العلاقات السياسية والاقتصادية بين اليابان والدول الإسلامية ودور الدعاة والجمعيات والطلبة والتجار الفاعل أصبح الوجود الإسلامي بفضل الله ظاهراً في جميع أنحاء اليابان من أقصى جزيرة في الشمال حتى آخر بقعة في الجنوب.
طبيعة الوجود الإسلامي في اليابان
قد يتساءل البعض هل المسلمون الموجودون في اليابان هم يابانيون اصليون أم من الجاليات الإسلامية المقيمة في اليابان؟ نقول أن غالبية المسلمين هنا في اليابان هم من الوافدين من دول إسلامية خصوصاً من الهند وباكستان وبنغلادش اندونيسيا وغيرها من البلدان الإسلامية وقد برزت ظاهرة طيبة في السنوات السابقة وهي حصول الكثير من المسلمين الوافدين على الجنسية اليابانية بغض النظر عن كونهم متزوجين من يابانيات أم لا.
كما بدأت تظهر طلائع الجيل الجديد من أولاد المسلمين المتزوجين من يابانيات وهؤلاء يابانيون كون أمهم يابانية ، ويعول المسلمون على هذا الجيل كثيرا في نشر الإسلام بين اليابانيين..
ومع تزايد اعداد الطلبة المسلمين الدارسين في اليابان وانتشارهم في جميع أرجاء البلاد فقد قاموا بإنشاء العديد من الجمعيات والمساجد في المحافظات التي يدرسون فيها وقد أخبرني نائب رئيس جمعية الطلبة المسلمين في اليابان أن جمعيتهم تبنت إقامة مسجدين في اليابان في كل عام وذلك بالتعاون مع الجمعيات والتجار داخل اليابان والجمعية الآن تقوم بالإشراف على بناء مسجدين أحدهما في محافظة إيباراكي والثاني في محافظة سينداي . كما تقوم الجمعية حالياً بترجمة العديد من الكتب إلى اللغة اليابانية ومن ثم طباعتها وتوزيعها داخل اليابان وهو عمل يشكرون عليه..
ولفت انتباهي في الفترة الحالية إنتشار المساجد والمصليات في جميع أنحاء االيابان ، فمثلا لا تجد منطقة مهمة في طوكيو وضواحيها لا تقام فيها صلاة جمعة حيث يحرص المسلمون على أدائها مع كثرة إنشغالهم ..
وعلى الرغم من الغلاء الفاحش في اليابان وخصوصا الأراضي والبيوت إلا أن المسلمين بفضل الله بدأوا بشراء الأراضي وبناء المساجد عليها ، ومن المساجد التي أنشئت مؤخرا اخص بالذكر مسجد التوحيد في مدينة هاجيوجي والذي تبرع بإنشاءه أهل الخير في المملكة العربية السعودية وكذلك مسجد يوكاهاما حيث قام التجار المسلمون في اليابان بشراء الأرض وبناء المسجد عليها من تبرعات المسلمين في داخل اليابان وكان للتجار الباكستانيين دور كبير في هذا العمل الجليل.
ملامح الوجود الإسلامي في اليابان
ومن ومن أبرز ملامح الوجود الإسلامي في اليابان:
1-إنتشار المساجد والمصليات في كل أرجاء البلاد.
2- إنتشار الجمعيات الإسلامية وقيامها بالكثير من أعباء الدعوة في اليابان من خلال المحاضرات والكتيبات والدعوة المباشرة.
3- دور الطلبة المسلمين الدارسين في أغلب جامعات اليابان من خلال جهودهم في نشر الاسلام بين الطلبة والاساتذة اليابانيين.
4- دور التجار المسلمين من خلال قيامهم بالتبرع ببناء واقامة العديد من المصليات والمساجد المنتشرة في اليابان.
5-إنتشار المهاجرين المسلمين داخل اليابان ودورهم المهم في دفع عجلة الدعوة الإسلامية في اليابان.
6- دور الجيل الثاني من المسلمين وهم الأبناء من أحد الأبويين اليابانيين.
أقامة أول مدرسة إسلامية في اليابان
مع التزايد المستمر لأعداد المسلمين في اليابان – يابانيين ومقيمين - وإنتشار المساجد في كل مكان ، ظهرت الحاجة الماسة لإقامة مدرسة إسلامية لأبناء المسلمين في اليابان. ولحد هذه اللحظة لم يتمكن المسلمون في هذه البلاد من بناء مدرسة إسلامية وذلك بسبب غلاء الأراضي وتكلفة البناء الباهضة. وقد أصبح المدرسة أحدى معوقات توسع الوجود الإسلامي في اليابان. وجرت عدة محاولات لإقامة مثل هذا المشروع الحيوي كان آخرها المحاولة الجريئة التي قام بها المركز الإسلامي في اليابان بشراء أرض في قلب مدينة طوكيو وبجانب مسجد طوكيو المركزي على أمل أقامة أول مدرسة أسلامية نظامية في اليابان. وبعد شراء الأرض سنة 2000 م ، حاول القائمون على المركز جمع التبرعات لبناء المدرسة من داخل اليابان ومن خارجها وبذلوا قصارى جهدهم من أجل تأمين تعليم إسلامي لأبناء المسلمين الموجودين في اليابان بدلاً من أن يرسلوا أبناءهم إلى المدراس اليابانية أو الأجنبية. ومع كل تلك الجهود إلا أن المركز لم يتمكن من جمع المبالغ الكافية لبناء المدرسة وبقيت الأرض على حالها بدون بناء فيما يدفع المركز ضرائب سنوية عليها تبلغ آلاف الدولارات. ومن هذا المنبر اوجه نداءي لجميع أهل الخير من المسلمين للتبرع لهذا المشروع الحيوي والذي سوف يخرج الكثير من الدعاة اليابانيين ليحملوا على عاتقهم مهمة نشر الإسلامي في اليابان.
مقترحات لتوسيع الوجود الإسلامي في اليابان
مع الإنتشار الواسع للوجودالإسلامي داخل اليابان الا أن ذلك يبقى دون الطموح. فاليابان من أقرب أهل الأرض تقبلاً للإسلام من خلال أخلاقهم وعاداتهم وتقاليدهم ، وهم بأمس الحاجه إلى الدين الإسلامي ليملأ الفراغ الروحي الذي يشعرون به ، ولو تمكن المسلمون من ايصال الإسلام بصورة صحيحة إلى اليابانيين فإن هذا الدين الحنيف سيلقى تجاوباً كبيرا لدى الشعب الياباني.. وهذه بعض المقترحات التي أدونها من خلال تجربة أكثر أربع سنوات في اليابان وعلى تماس بالدعوة الإسلامية في هذا البلد:
1- ضروة دعم الحكومات الإسلامية للمسلمين في اليابان من خلال الدعم المادي للجمعيات والمساجد وإرسال الدعاة من البلدان الإسلامية وعلى نفقة حكوماتها وتحت إشراف أحدى الجمعيات داخل اليابان والمركز الإسلامي أكفأ من يقوم بهذه المهمة نظراً لخبرته الطويلة في هذا المجال.
2- أختيارنخبة من الدعاة من خريجي المدارس الدينية في البلدان الإٍسلامية مثل خريجي الأزهر والمدارس الدينية في سوريا والعراق. وتصرف لهؤلاء الدعاة منح لدراسة اللغة اليابانية في جامعة القاهر ومن ثم إرسالهم لأكمال دراسة اللغة في اليابان ومن ثم يتم توزيعهم على المساجد والمصليات داخل اليابان للقيام بمهام الدعوة وتفريغهم لهذا العمل الجليل ، وهذا يحتاج إلى دعم الحكومات الإسلامي لأن الجمعيات الإسلامية داخل اليابان وخارجه غير قادرة على تحمل تكاليف هذا العمل الكبير.
3- الحاجة الماسة لوجود أحد العلماء الكبار من أهل الفتوى وذلك للتصدي لكثير من الفتاوى التي يحتاجها المسلمون في اليابان مع الإشارة الى عدم وجود عالم إسلامي معروف في اليابان مما يضطر الجمعيات إلى إرسال الكثير من الفتاوى إلى علماء المسلمين في البلدان الإسلامية الأخرى
4- تشجيع ترجمة ونشر العديد من الكتب الإسلامية إلى اللغة اليابانية مع الأخذ بالأعتبار ملائمتها لعقلية وتفكير المواطن الياباني.
5- العمل على استغلال التعاون الإقتصادي والثقافي بين اليابان والعالم الإسلامي من خلال تشجيع زيارة اليابانيين للبلدان الإسلامية وتوفير مقاعد دراسيه لهم في الجامعات العربية والإسلامية وتشجيع تبادل الخبرات من الجانبيين.
6- أستخدام الإعلام في نشر الإسلام بين اليابانيين من خلال إقامة بعض البرامج في الإذاعات ومحطات التلفزة اليابانية لإيصال الصورة الحقيقة والغير مشوهة عن الإسلام وهذا المقترح يحتاج إلى دعم كبير من حكومات الدول الإسلامية.
7-إنشاء مدرسة إسلامية في اليابان لتعليم إبناء المسلمين مباديء الإسلام واللغة العربية وتهيئتهم ليكونوا دعاة في المستقبل.
8-إقامة الندوات والمخيمات للمسلمين داخل اليابان وذلك لزيادة التعاون بين أبناء الجالية الإسلامية ولتعريف الشعب الياباني بأسهامات المسلمين في الحضارة الانسانية.
وبعد ،، فإن للإسلام فرصا كبيرة في اليابان لو أحسن المسلمون استغلالها ،، وهناك دلائل عديدة تجعلنا متفائلين بإن الشعب الياباني سيتقبل الدين الإسلامي إذا ما وصله بالطرق المناسبة ... وما ذلك على الله بعزيز.
المراجع:- الإسلام في اليابان ، التاريخ والإنتشار والمؤسسات القائمة هناك ، تأليف : د. صالح مهدي السامرائي ، منشورات المركز الإسلامي في اليابان ، طوكيو 2000.
- مقابلة مع د. صالح مهدي السامرائي ، مجلة الوعي الإسلامي ، 16 يناير 2006.
- الإتصال الياباني المبكر مع العالم الإسلامي ، بروفسور ك. كاتاكورا ، ندوة العالم الإسلامي واليابان ، طوكيو 2000.
م ن ق و ل
September 19th, 2007, 10:44 AM
نجم عبود البازي
باحث عراقي – جامعة ميجو - اليابان
المصدر: مجلة الحج والعمرة ، عدد رجب 1428هـ
لمحة تاريخية:يتساءل الكثيرون عن سبب تأخر وصول الدين الإسلامي إلى اليابان بعدما شع نوره على العديد من دول المنطقة. والذي لا يعرفه الكثيرون أن الإسلام وصل إلى اليابان متأخراً مقارنة بدول اخرى مثل أندونيسيا وماليزيا والتي اصبحت غالبية سكانها من المسلمين. ويرى الدكتور صالح السامرائي - رئيس المركزالإسلامي في اليابان - أن الإسلام لم يصل إلى اليابان لعدة اسباب من أهمها أن اليابان جزيرة ، وكان من الصعب الوصول إليها في الأزمنة المتقدمة وأن الاسبان حينما احتلوا الفلبين منعوا المسلمي من الوصول إلى اليابان أو غيرها مما أخر وصول المسلمين اليها كل هذه المدة.
وقد بدأ الاتصال بين المسلمين واليابان في أواخر القرن التاسع عشر ، حيث حرصت الأمبراطوريتان اليابانية والعثمانية على اقامة علاقات ودية بينهما لمواجهة الدول الأوربية.
ومنذ تلك المدة بدأ الإسلام ينتشر بين اليابانيين وخصوصا مع تزايد الاتصال والتعاون مع العالم الإسلامي ، وكان للدعاة والجماعات والجمعيات الإسلامية أثر كبير في اعتناق الكثير من اليابانيين الإسلام ، كما أن هجرة المسلمين التتار من روسيا إلى اليابان في بداية القرن العشرين وأقامتهم لمسجد طوكيو أسهم في زيادة الوجود الإسلامي هناك. واعتنق العديد من اليابانيين الإسلام بعد الزيارات المتكررة لجماعة التبليغ منذ منتصف القرن الماضي حتى الآن. وشاركت الجمعيات الإسلامية التي أنشئت في تلك الفترة في تعريف الشعب الياباني بالإسلام واعتناق الكثير منهم للإسلام ، ومن تلك الجمعيات جمعية مسلمي اليابان ، وبعض الجمعيات الثقافية الإسلامية. وكان للطلبة المسلمين في بداية الستينيات من القرن العشرين دور فاعل في تعزيز الوجود الإسلامي عبر تأسيس جمعية الطلبة المسلمين ومن ثم تأسيس المركز الإسلامي في اليابان والذي اصبح منارة شامخة للإسلام يهتدي بها من يريد معرفة شيئ عن الإسلام واهتدى عن طريقه الآلاف من اليابانيين إلى الدين الحنيف.
ويرى البروفسور الياباني كاتاكورا الخبير في العلاقات الإسلامية اليابانية "أن المراقب العادي يخطيء حينما يعتقد أن اليابانيين والمسلمين التقوا بشكل جاد ومباشر قبل أزمة البترول الأولى عام 1973.
وبمرور السنين وتطور العلاقات السياسية والاقتصادية بين اليابان والدول الإسلامية ودور الدعاة والجمعيات والطلبة والتجار الفاعل أصبح الوجود الإسلامي بفضل الله ظاهراً في جميع أنحاء اليابان من أقصى جزيرة في الشمال حتى آخر بقعة في الجنوب.
طبيعة الوجود الإسلامي في اليابان
قد يتساءل البعض هل المسلمون الموجودون في اليابان هم يابانيون اصليون أم من الجاليات الإسلامية المقيمة في اليابان؟ نقول أن غالبية المسلمين هنا في اليابان هم من الوافدين من دول إسلامية خصوصاً من الهند وباكستان وبنغلادش اندونيسيا وغيرها من البلدان الإسلامية وقد برزت ظاهرة طيبة في السنوات السابقة وهي حصول الكثير من المسلمين الوافدين على الجنسية اليابانية بغض النظر عن كونهم متزوجين من يابانيات أم لا.
كما بدأت تظهر طلائع الجيل الجديد من أولاد المسلمين المتزوجين من يابانيات وهؤلاء يابانيون كون أمهم يابانية ، ويعول المسلمون على هذا الجيل كثيرا في نشر الإسلام بين اليابانيين..
ومع تزايد اعداد الطلبة المسلمين الدارسين في اليابان وانتشارهم في جميع أرجاء البلاد فقد قاموا بإنشاء العديد من الجمعيات والمساجد في المحافظات التي يدرسون فيها وقد أخبرني نائب رئيس جمعية الطلبة المسلمين في اليابان أن جمعيتهم تبنت إقامة مسجدين في اليابان في كل عام وذلك بالتعاون مع الجمعيات والتجار داخل اليابان والجمعية الآن تقوم بالإشراف على بناء مسجدين أحدهما في محافظة إيباراكي والثاني في محافظة سينداي . كما تقوم الجمعية حالياً بترجمة العديد من الكتب إلى اللغة اليابانية ومن ثم طباعتها وتوزيعها داخل اليابان وهو عمل يشكرون عليه..
ولفت انتباهي في الفترة الحالية إنتشار المساجد والمصليات في جميع أنحاء االيابان ، فمثلا لا تجد منطقة مهمة في طوكيو وضواحيها لا تقام فيها صلاة جمعة حيث يحرص المسلمون على أدائها مع كثرة إنشغالهم ..
وعلى الرغم من الغلاء الفاحش في اليابان وخصوصا الأراضي والبيوت إلا أن المسلمين بفضل الله بدأوا بشراء الأراضي وبناء المساجد عليها ، ومن المساجد التي أنشئت مؤخرا اخص بالذكر مسجد التوحيد في مدينة هاجيوجي والذي تبرع بإنشاءه أهل الخير في المملكة العربية السعودية وكذلك مسجد يوكاهاما حيث قام التجار المسلمون في اليابان بشراء الأرض وبناء المسجد عليها من تبرعات المسلمين في داخل اليابان وكان للتجار الباكستانيين دور كبير في هذا العمل الجليل.
ملامح الوجود الإسلامي في اليابان
ومن ومن أبرز ملامح الوجود الإسلامي في اليابان:
1-إنتشار المساجد والمصليات في كل أرجاء البلاد.
2- إنتشار الجمعيات الإسلامية وقيامها بالكثير من أعباء الدعوة في اليابان من خلال المحاضرات والكتيبات والدعوة المباشرة.
3- دور الطلبة المسلمين الدارسين في أغلب جامعات اليابان من خلال جهودهم في نشر الاسلام بين الطلبة والاساتذة اليابانيين.
4- دور التجار المسلمين من خلال قيامهم بالتبرع ببناء واقامة العديد من المصليات والمساجد المنتشرة في اليابان.
5-إنتشار المهاجرين المسلمين داخل اليابان ودورهم المهم في دفع عجلة الدعوة الإسلامية في اليابان.
6- دور الجيل الثاني من المسلمين وهم الأبناء من أحد الأبويين اليابانيين.
أقامة أول مدرسة إسلامية في اليابان
مع التزايد المستمر لأعداد المسلمين في اليابان – يابانيين ومقيمين - وإنتشار المساجد في كل مكان ، ظهرت الحاجة الماسة لإقامة مدرسة إسلامية لأبناء المسلمين في اليابان. ولحد هذه اللحظة لم يتمكن المسلمون في هذه البلاد من بناء مدرسة إسلامية وذلك بسبب غلاء الأراضي وتكلفة البناء الباهضة. وقد أصبح المدرسة أحدى معوقات توسع الوجود الإسلامي في اليابان. وجرت عدة محاولات لإقامة مثل هذا المشروع الحيوي كان آخرها المحاولة الجريئة التي قام بها المركز الإسلامي في اليابان بشراء أرض في قلب مدينة طوكيو وبجانب مسجد طوكيو المركزي على أمل أقامة أول مدرسة أسلامية نظامية في اليابان. وبعد شراء الأرض سنة 2000 م ، حاول القائمون على المركز جمع التبرعات لبناء المدرسة من داخل اليابان ومن خارجها وبذلوا قصارى جهدهم من أجل تأمين تعليم إسلامي لأبناء المسلمين الموجودين في اليابان بدلاً من أن يرسلوا أبناءهم إلى المدراس اليابانية أو الأجنبية. ومع كل تلك الجهود إلا أن المركز لم يتمكن من جمع المبالغ الكافية لبناء المدرسة وبقيت الأرض على حالها بدون بناء فيما يدفع المركز ضرائب سنوية عليها تبلغ آلاف الدولارات. ومن هذا المنبر اوجه نداءي لجميع أهل الخير من المسلمين للتبرع لهذا المشروع الحيوي والذي سوف يخرج الكثير من الدعاة اليابانيين ليحملوا على عاتقهم مهمة نشر الإسلامي في اليابان.
مقترحات لتوسيع الوجود الإسلامي في اليابان
مع الإنتشار الواسع للوجودالإسلامي داخل اليابان الا أن ذلك يبقى دون الطموح. فاليابان من أقرب أهل الأرض تقبلاً للإسلام من خلال أخلاقهم وعاداتهم وتقاليدهم ، وهم بأمس الحاجه إلى الدين الإسلامي ليملأ الفراغ الروحي الذي يشعرون به ، ولو تمكن المسلمون من ايصال الإسلام بصورة صحيحة إلى اليابانيين فإن هذا الدين الحنيف سيلقى تجاوباً كبيرا لدى الشعب الياباني.. وهذه بعض المقترحات التي أدونها من خلال تجربة أكثر أربع سنوات في اليابان وعلى تماس بالدعوة الإسلامية في هذا البلد:
1- ضروة دعم الحكومات الإسلامية للمسلمين في اليابان من خلال الدعم المادي للجمعيات والمساجد وإرسال الدعاة من البلدان الإسلامية وعلى نفقة حكوماتها وتحت إشراف أحدى الجمعيات داخل اليابان والمركز الإسلامي أكفأ من يقوم بهذه المهمة نظراً لخبرته الطويلة في هذا المجال.
2- أختيارنخبة من الدعاة من خريجي المدارس الدينية في البلدان الإٍسلامية مثل خريجي الأزهر والمدارس الدينية في سوريا والعراق. وتصرف لهؤلاء الدعاة منح لدراسة اللغة اليابانية في جامعة القاهر ومن ثم إرسالهم لأكمال دراسة اللغة في اليابان ومن ثم يتم توزيعهم على المساجد والمصليات داخل اليابان للقيام بمهام الدعوة وتفريغهم لهذا العمل الجليل ، وهذا يحتاج إلى دعم الحكومات الإسلامي لأن الجمعيات الإسلامية داخل اليابان وخارجه غير قادرة على تحمل تكاليف هذا العمل الكبير.
3- الحاجة الماسة لوجود أحد العلماء الكبار من أهل الفتوى وذلك للتصدي لكثير من الفتاوى التي يحتاجها المسلمون في اليابان مع الإشارة الى عدم وجود عالم إسلامي معروف في اليابان مما يضطر الجمعيات إلى إرسال الكثير من الفتاوى إلى علماء المسلمين في البلدان الإسلامية الأخرى
4- تشجيع ترجمة ونشر العديد من الكتب الإسلامية إلى اللغة اليابانية مع الأخذ بالأعتبار ملائمتها لعقلية وتفكير المواطن الياباني.
5- العمل على استغلال التعاون الإقتصادي والثقافي بين اليابان والعالم الإسلامي من خلال تشجيع زيارة اليابانيين للبلدان الإسلامية وتوفير مقاعد دراسيه لهم في الجامعات العربية والإسلامية وتشجيع تبادل الخبرات من الجانبيين.
6- أستخدام الإعلام في نشر الإسلام بين اليابانيين من خلال إقامة بعض البرامج في الإذاعات ومحطات التلفزة اليابانية لإيصال الصورة الحقيقة والغير مشوهة عن الإسلام وهذا المقترح يحتاج إلى دعم كبير من حكومات الدول الإسلامية.
7-إنشاء مدرسة إسلامية في اليابان لتعليم إبناء المسلمين مباديء الإسلام واللغة العربية وتهيئتهم ليكونوا دعاة في المستقبل.
8-إقامة الندوات والمخيمات للمسلمين داخل اليابان وذلك لزيادة التعاون بين أبناء الجالية الإسلامية ولتعريف الشعب الياباني بأسهامات المسلمين في الحضارة الانسانية.
وبعد ،، فإن للإسلام فرصا كبيرة في اليابان لو أحسن المسلمون استغلالها ،، وهناك دلائل عديدة تجعلنا متفائلين بإن الشعب الياباني سيتقبل الدين الإسلامي إذا ما وصله بالطرق المناسبة ... وما ذلك على الله بعزيز.
المراجع:- الإسلام في اليابان ، التاريخ والإنتشار والمؤسسات القائمة هناك ، تأليف : د. صالح مهدي السامرائي ، منشورات المركز الإسلامي في اليابان ، طوكيو 2000.
- مقابلة مع د. صالح مهدي السامرائي ، مجلة الوعي الإسلامي ، 16 يناير 2006.
- الإتصال الياباني المبكر مع العالم الإسلامي ، بروفسور ك. كاتاكورا ، ندوة العالم الإسلامي واليابان ، طوكيو 2000.
م ن ق و ل