بالبداية نحاول تسليط الضوء على واحدة من أكبر الجاليات المنتشرة في العالم, الجالية الهندية, التي تقدر عدد أفرادها حوالي 25 مليون هندي يعيش حول العالم , و المعروفة ب NRIs أي الهنود المقيمون في الخارج, أو ب Global Indians أي الهنود العالميون, والأخيرة تسمية حديثة بدأت تطفوا على السطح مع وصول ثلة منهم إلى أعلى مناصب قيادية في الشركات العالمية العملاقة, و أخذوا يجولون عبر القارات بحثا عن أماكن لإستثمار أموالهم و توظيف خبراتهم, فسبحوا ضد التيارات المتلاطمة في محيطات محفوفة بالمخاطر والتحديات وتنتظرهم فيها أفواه فاغرة من التفرقة والعنصرية لتلقمهم و تبتلعهم, ناهيك عن أزمة الهوية التي تنتظر أي غريب, و استطاعو,رغم ذلك, أن يسجلوا بمهاراتهم ومثابرتهم قصص نجاح مذهلة أعطى لهم وزنا وثقلا عالميين, وجعل من هذا اللقب, أي الهنود العالميون, رمزا للجد والإجتهاد جديران بالتقدير والتقليد. فهم ممثلو الهند الجدد, الذين من خلالهم يحاول الوطن الأم أي الهند الجديدة والصاعدة إقتصاديا وتكنولوجيا بعث رسالة غير المألوفة إلى العالم, مفادها: ’ إننا قادمون‘ , رغم الفقر و العوز اللذان يثقلان كاهلها مع تنامي الطبقة الوسطى, المحرك الأساسي لإقتصاد الهند اليوم وتزايد نفوذ النخبة الفعالة الفاحشة الثراء.
الهنود العالميون يشكلون 2% فقط من سكان الهند ولكن ثروتهم تقل قليلا عن ثلث إجمالي الناتج القومي للهند. و متوسط دخل الفرد الهندي في أمريكا ضعف متوسط دخل الفرد الأمريكي نفسه, وأن وادي سيليكون الأمريكي يديرها حوالي 300 ألف خبير هندي ويمتلكون نحو 760 مشروع فيه, وأصبحت لغة تاميل اللغة الثانية لوادي السليكون.
الهنود في أمريكا:
الهنود في أمريكا من بين أكبر المجموعات الهندية المنتشرة حول العالم حيث يبلغ تعدادهم نحو 2,2 مليون, وربما هم أكثر المهاجرون رفاهية في أمريكا إذ يزيد دخلهم عن متوسط دخل الفرد في البلد المستضيف ب 1.5 مرة. وللهنود في أمريكا تمثيل جيد في في كافة نواحي الحياة لا سيما في المجال الأكاديمي, والتكنولوجيا والمعلومات, والطب.
وفي عام 1997-98 كان هناك 4000 أستاذ جامعيى 33000طالب من الهند في الجامعات الأمريكية. وتقول المنظمة الأمركية للأطباء الهنود بأن عدد أعضاء منظمتهم يبلغ 35,000 طبيب عضو. وفي عام 2000 قدرت مجلة فورتشون الثروة التي يولدها أصحاب المشاريع الهنود في وادي سلكون بنحو 250مليار دولار.
ويبدو أن ثمة فروق طبقية فيما بين الهنود الأمريكين أنفسهم, حيث إعتاد أن ينظر المهاجرون المهنيون المهرة الأوائل نظرة تعال تجاه أفراد الطبقة العاملة الذين أصبحوا مهاجرين من الجيل الأول. وقد كان أصحاب المتاجر الغجراتيون و سائقو سيارات الأجرة البنجابيون يعكسون الصور النمطية الشائعة للهنود من الطبقة العاملة في تلك الفترة. أما التميليون والآندرويون من الجيل الأول فكانوا إما أطباء أو ممن جاؤو بهدف مواصلة دراساتهم الماجستير ومن ثم إستقروا في أمريكا. و الأغلبية الشاسعة من التامليين والآندرويين مرتبطون بشكل أو آخر بصناعة التكنولوجيا والمعلومات في حين أن جزء مهما من الجيل الحالي من أبناء هاتين الجاليتين أطباء. ويصف البعض اللغة التاملية باللغة الثانية لوادي السليكون.
إحصاءات الهنود في أمريكا
في عام 2002, كان عدد المهاجرين الهنود 66,894 من بين 1,063,732 مهاجر شد الرحال إلى أمريكا من جميع الدول. وحسب إحصاءات دائرة الهجرة الأمريكية كان معدل نمو مهاجرين الهنود ما بين 1990 و2000 105.87% في حين أن متوسط معدل نمو المهاجرين في أمريكا بلغ 7.6%.
يشكل الهنود 16.4% من الجالية الآسيوية في أمريكا أي أنهم ثالث أكبر جالية آسيوية من سكان الآسيويين الأمريكين. ومنذ سنة 2000 فصاعدا فإن معدل نمو الهنود ونسبتهم قد إزدادت بنسبة تفوق 100 مرة.
واليوم فإن الهنود الأمريكيون ثاني أكبر مجموعة آسيوية في أمريكا ويبلغ عددهم 2,226,585, وحدهم الصينيون من يفوقهم عددا حيث يبلغ عددهم 2,762,524. المصدر: إحصاء الجاليات في أمريكا 2003.
وواحد من كل هندي يعيش في أمريكا مليونير ويشكلون 10% من المليونيرات في أمريكا.
وأشارت دراسة قامت بها جامعة كاليفورنيا بأن ثلث المهندسين في وادي السلكون من الهنود, بينما تدار 7% من الشركات التكنولوجيا العالية في وادي السلكون بواسطة رؤساء تنفيذيين هنود.
ويتمتع الهنود في أمريكا بأعلى مؤهلات دراسية من بين كافة الجماعات الإثنية التي تعيش في أمريكا. فيحمل حوالي 67% من الهنود شهادة بكالوريوس أو إحدى الشهادات العليا مقارنة ب28% على مستوى الدولة. كما يحمل نحو 40% من الهنود في أمريكا شهادة ماجستير أو شهادة دكتوراه أو درجات مهنية أخرى, وهي أعلى من المتوسط القومي بخمس مرات..
LinkBack URL
About LinkBacks
September 3rd, 2008, 12:20 AM