رسالة لكل مبتعث..بر والديك وكأنهمابين يديك

أسعدهما بأجملِ أخبارك، وأفرحهما بجميلِ أفعالك
أدخل على قلوبهما الفرحَ والسُرور
وعلى نفسيهما البهجة َوالحبور
وقل لهما دوما"
أنا -ولله المنّةُ –مسرور
قل لي كيف الطاعة وأنا في دار الغُربة،
وكيف البرُّ وأنا بعيد الدار،
أقول لك أعلمتَ ماشُعورُهما وماحالُهما
إذاما علما بنجاحك، وأُخبرا بفوزك،
عندها سنتطلق منهمُا الأسارير، وستبتهج منهما الخواطر، وتطمئنّ لهما النفوس
واللهُ لحبهما لك شاهد، وبحال أُبوّتهما لك عالمٌ ،وبمكنون خواطرهما عليك بصير
أُخيي أرسل لهم الأخبار السعيدة، والأحوال الجميلة، والنجاحات المستمرة،
وحذارِِِأنّ يطّلعا على مايمر بك من ضوائق، ومايعتري طريقك من عِقبات، وماينكد عليك من شدائد،
وارفع الشكوى للقادر، واحتسب كتمان ذلك عنهما –قدر الاستطاعة-
لتضمن دوام الأُنس لهما، وصفاءِ الحياة عندهما،
واعلم أن ذلك هو البرُّ الباطن ، والإحسان الخفيّ،
لعلمِك التامّ أن مايصيبُهما من الحَزن أضعاف مايصيبك، وليقينك الكامل أن ماينتابهما من النّكدِ أكثر مماينتابك، ويزيدون عليك بهمٍّ يبقى، وبغمٍّ يستمرّ
وأنت في غنىً عن إلحاق صنوف الأذى بهما،
أخيي إذا ماأمسكت بالكتاب، وبدأت في الدرس، وأردت المذاكرة،
فتذكّر أنهما ضحّا برؤية وجهك المضيْ لمصلحةِ نفسك،
وتنازلا عن حقِّ وجودك بجانبهما لأجل خاطرك،
وودّعا فلذة كبدهما، وصبرا على جمرة فرقته، وطولِ سفرته، وعناء غربته،
لأمرعظيمٍ ومطلبٍ جسيم،
لعلّه يُصيبُ سبقا"، وينالُ فلاحا"، ويُحسنُ درسا"،ويظفر شهادة"
وعسى عاقبةَ أمره رشدا"، ونجاحا" يتلوه –بعد عون الله-تسديدا" للمطلوب، وفوزا"يعقبهُ-بعد تيسير الله-ظفرا" بالمرغوب
أُخيي تعاهد نشاطك في تخصصك، ونافس أقرانك، ودع عنك دواعِي الكسل، واطّرح عنك أسباب الفشل، وابذل قُصارى الجهد،وقلّص من معارف السّلوة، بدوام الانفراد مع ماأرسلت من أجله، وابتُعثت لتحصيلِه، وكُن مبادرا" للتفوق،ساعيا" قدرجُهدك للهدف،
وقل يانفسُ صبرُ ساعةٍ أسعيفيني، والراحةُ أمامكِ،وجُهد العبد المتواصل ،إذاما صاحبُه دأب ٌمستمر،وقبل ذلك كله سؤال المدد من الكريم،وطلب دعاء من الوالدين،وعزيمةٌ للتفوق صادقة،ولازمها صحبةٌ صالحةٌ، لن تخيب قطعا"،ولله الأمر من قبل ومن بعد
(وأن ليس للإنسان إلا ماسعى)