أخطاء شائعة في تصميم و إعداد أدوات البحث
البيانات هي الوسيلة التي يتوصل بها الباحث لنتائج بحثه، والإجابة عن تساؤلاته؛ لذلك فإن قيمة البحث تعتمد على مدى جودة البيانات التي يجمعها الباحث.
مصطلحات أساسية
Methodology: المجال المعرفي الذي يهتم بوصف وتحليل الطرق المختلفة لتجميع البيانات، و يبين مميزات و تصور كل طريقة و مناسبة كل منها لأغراض معينة في البحث التربوي.
Method: تشير إلى وسائل و أدوات جمع البيانات و منها الاستبيان و الملاحظة – إجراء التجارب........
Technique: الإجراءات المحددة التي تستخدم في طريقة ما من طرق جمع البيانات.
Sites: المكان الذي يتم فيه جمع البيانات قد يكون المكتبة، المعمل، المدرسة،......
مثال: إذا كان الباحث يعتمد على المكتبة كمكان و مصدر لجمع البيانات (Site) ، فقد تكون الطريقة (Method) هي تحليل الوثائق التاريخية المتوافرة في المكتبة، أما الإجراء (Technique) فهو تسجيل تعليقات على الوثائق، أو تحليل محتوى بعض الوثائق.
يعد الخلط بين هذه المصطلحات من الأخطاء الشائعة.
صدق و ثبات البيانات:
لابد للباحث التأكد من سلامة أدواته، حتي يتأكد أن ما يجمعه من بيانات تتمتع بالصدق و الثبات.
جرت العادة أن نقول اننا نتحقق من صدق و ثبات الأدوات (الأختبار، الاستبيان،....الخ) و هذا خطأ، و الصواب أننا نجري بعض العمليات على الأدوات جتى نتأكد أن البيانات التي نجمعها باستخدام هذه الأدوات هي بيانات ثابته و صادقة.
الموضوعية في جمع البيانات
من أخطر الأخطاء التي يقع فيها الباحث في عملية جمع البيانات هي التحيز و التعصب، أي البعد عن الموضوعية؛ حيث يلجأ بعض الباحثين الى عملية انتقاء مقصودة عند جمع البيانات، يحاول خلالها اختيار و تدوين البيانات التي تؤيد وجهة نظر و رؤية معينة و يتجاهل بيانات اخرى تعرض هذه الرؤية.
بعض أدوات تجميع البيانات
1- الاستبيان Questionnaire
من أكثر الادوات استخدماً في جمع البيانات و من مميزاته:
وسيلة مناسبة لتجميع البيانات من أعداد كبيرة من الأفراد و من اماكن متباعدة في وقت واحد.
وسيلة غير مكلفة لتجميع كم كبير من البيانات .
البيانات المجمعة عن طريقة الاستبيان سهلة التصنيف و التحليل احصائيا .
يقدم الاستبيان للمستهدفين إما باليد أو عن طريق البريد.
بعض الأخطاء الشائعة في إعداد و تطبيق الاستبيان:
أن يستخدم الباحث الاستبيان للحصول على معلومات يمكن الحصول عليها بالاطلاع على بعض الوثائق أو بطريقة بديلة.
ألا يتبع الباحث الأجراءات العلمية اللازمة لتصميم الاستبيان و التحقق من صدقه و ثباته.
ألا يهتم بتوضيح هدف الاستبيان للمستجيبين، و أن يشكرهم على المشاركة .
المبالغة في عدد الأسئلة مما قد يترتب عليه رفض البعض ملء الاستبيان.
أن يتضمن الاستبيان اسئلة خارج إطار معلومات المستجيب.
عدم الاهتمام بتنظيم وترتيب شكل صفحات الاستبيان مما يقلل من حماسة المستجيبين.
الصياغة الركيكة للأسئلة، أو استخدام اسئلة لا تتناسب مع المستوى الثقافي للمستجيب؛ مما يؤثر على صدق الاستجابات.
استخدام صياغات موحية باستجابات معينة. مثال قارن بين الصيغتين ( أ ) هل أنت راض عن ظروف العمل في مدرستك؟ (ب) هل ظروف العمل في مدرستك تلائم أدمية الأنسان.
استخدام الأسئلة المعتمدة على النفي. مثال: إلى أي مدى لا تتفق مع الرأي الذي ينادي بعمل المرأة في المناصب الإدارية.
الإخطاء اللغوية سواء كانت إملائية أم نحوية، أم في أسلوب الكتابة.
إذا سلم الباحث الاستبيانات يدويا أو أرسلها بالبريد وأهمل في متابعتها فقد يترتب على ذلك نقص في أعداد عينة البحث مما يؤثر على النتائج.
2- استطلاع الرأي opinionaire أو مقاييس الاتجاهات attitude scale
هناك فرق بين الاستبيان و استطلاع الرأي من حيث الهدف و نوع الأسئلة.
الاستبيان: يهدف إلى تجميع معلومات و حقائق لا خلاف عليها.
استطلاع الرأي: يهدف إلى تجميع أراء فردية و وجهات نظر المستجيبين و مشاعرهم نحو موضوع معين.
مثال: فبينما قد يسأل الباحث المستجيب للاستبيان : ما عدد أولادك، فإنه في في استطلاع الرأي يسأله ما عدد الأطفال المناسب للأسرة متوسطة الدخل. وقد يقدم له بدائل (طفلان- ثلاثة- اربعة) أو رأي أخر يجب كتابته.
و هكذا نرى أن الأسئلة في استطلاع الرأي أما سؤال مباشر أو اختيار من بدائل.
عادة يدور مقياس الاتجاه حول محور واحد أو عدد من المحاور التي تدور حول الموضوع المطلوب استطلاع الرأي فيه.
من الأخطاء الشائعة في إعداد و تطبيق استمارات استطلاع الرأي.
أن يستخدم الباحث استمارة استطلاع الرأي في محاولة تجميع بيانات واقعية متفق عليها.
عدم توضيح أهداف الاستمارة و شرح طريقة الاستجابة المطلوبة.
إغفال الباحث التأكيد على سرية البيانات الشخصية و إنها لأغراض البحث العلمي.
أخطاء الصياغة - مستوى اللغة - ترتيب الأسئلة و تدرجها - تنسيق و تنظيم صفحات الأداة و الاهنمام بشكلها.
3- المقابلات الشخصية أو المقابلات البحثية
- تعتبر المقابلة استبياناً شفويا، فالمستجيب يعطي الاستجابة شفاهة في لقاء وجها لوجه مع الباحث.
- يجب على الباحث ترتيب المكان و تحديد المواعيد اللازمة لهذه المقابلة .
- كما يجب عليه إعداد قائمة بالأسئلة التي سيواجهها حتى يضمن توحيد الأسئلة التي توجه لجميع الأفراد.
- كما يجب إعداد طريقة تسجيل الاستجابات، و قد تكون صوتياً أو تدويناً أو ورقياً.
- يتوقف نجاح المقابلة على نشر الاحساس بالطمأنينة لدى المستجيب و التأكيد على سرية ما يدور في المقابلة و أنها لأغراض البحث العلمي.
من الأخطاء التي قد تقع في المقابلة البحثية.
التقصير في الإعداد الجيد للمقابلة.
فشل الباحث في خلق جو من الثقة و الحميمية بينه و بين المستجيب.
أن يستخدم لغة لا تناسب المستجيب مما ينتج عنه سوء الفهم للأسئلة.
أن يتعالى الباحث في أسلوب طرح الأسئلة أو يبدي تعبيرات بالوجه تدل على التعالي.
أن يضغط الباحث على المستجيب؛ ليدفعه نحو إجابة معينة.
أن يهمل الباحث في التدوين أو التسجيل الفوري للحوار.
أن تختلف الأسئلة و أسلوب التعامل من فرد لأخر، مما يشكك في نوايا الباحث و تحيزه و يقلل من صدق النتائج.
4- الملاحظة
لاشك أن الملاحظة المباشرة هي أصدق و أنسب الوسائل لجمع البيانات الخاصة بسلوك الأفراد و الحكم على مدى أدائهم و مهاراتهم العلمية.
- تعتمد الملاحظة على المتابعة البصرية المباشرة و تدوين ما يحدث أولاً بأول .
- و لنجاح الملاحظة كوسيلة لجمع البيانات لابد أن تكون مخططة و هادفة و مركزة و يجب أن يقوم بها شخص مدرب و فاهم لهذا البحث.
- لابد أن يبتعد الملاحظ عن الذاتية و التحيز في تسجيلا ما يلاحظه.
أخطاء محتملة في الملاحظة
عدم تدريب الملاحظين على مهارة الملاحظة و استخدام الأدوات المعدة لذلك.
الاكتفاء بملاحظ واحد يقلل من صدق البيانات المسجلة.
محاولة الملاحظ تسجيل أكثر من جانب من جوانب الموقف في جلسة ملاحظة واحدة.
أن يخلط الملاحظ بين أنواع المتغيرات التي يريد ملاحظتها وهي ( أ ) ملاحظات وصفية: مطلوب أن يدون الملاجظ ما يراه دون أي تغيير. (ب) ملاحطات استنتاجية: فيها يستدل الملاحظ على سمة معينة بناء على سلوكيات تم ملاحظتها.مثال: من تصرفات المعلم مع تلاميذه يستدل الملاحظ أن هذا المعلم يتمتع بقدركبير من الحماس لمهنته. ملاحظات تقييمية؛ فيها يحكم الملاحظ على السلوك الذي يلاحظه في ضوء مقياس معد مسبقاً.
لضمان جودة و دقة الملاحظة يحسن أن تكون لفترة زمنية قصيرة؛ حيث أن طول فترة الملاحظة يؤثر على القائم بالملاحظة، و أيضا على من يلاحظهم.
أحيانا يبدأ الملاحظ فترة الملاحظة و لديه تو قعات مسبقة عما سوف يلاحظه و كثيراً ما يدون ملاحظات تماثل توقعاته المسبقة.
ينبهر الملاحظ أحياناً بشخصية من يريد ملاحظته؛ فيؤثر ذلك على الملاحظ ويرى كل ما يصدر عن هذه الشخصية رائعاً و جميلاً.
يميل كثير من الباحثين إلى توخي السلامة، و تسجيل كل ما يلاحظه على أنه " متوسط " فتخرج النتائج قليلة المعنى و الفائدة.
كثيراً ما يتسبب و جود الملاحظ في التأثير على سلوك من يلاحظهم ، و يمكن التغلب على ذلك بأن يقوم بالملاحظة من وراء مراّة تسمح بالنظر لوجهه واحدة.
عدم الاهتمام بالتأكد من صدق و ثبات أدوات الملاحظة المستخدمة.
التثليث
مدخل تعددي لجمع البيانات لأغراض البحث العلمي باستخدام طريقتين أو ثلاث طرق.
لا يقتصر مدخل التثليث على أدوات جمع البيانات، و انما يمتد إلى:
تثليث المكان: بمعنى إجراء البحث في أكثر من موقع. فقد يكون للبيئة الطبيعية و الاجتماعية تأثيراً على المتغيرات البحثية، فتخلتف اراء تلاميذ المدن عن تلاميذ القرى.
تثليث الزمان: و يعني إجراء البحث و تكراره على فترات زمنية متعددة. فإذا كان الباحث يحاول قياس اتجاهات التلاميذ نحو الأنشطة المدرسية، فلا مانع أن يتعرف الباحث على أراء التلاميذ مرة أثناء الدراسة و هم مشغلون بالدراسة و الامتحانات، و مرة أخرى اثناء الاجازة الصيفية.
تثليث الباحثين: أو الملاحظين و عدم الاعتماد على ملاحظ واحد؛ و هذا يقلل من احتمال تحيز الملاحظ الأول أو ضعف إمكاناته و يعطي ثقة أكبر و صدق أقوى للنتائج.
تثليث منهج البحث: و يعني دراسة الظاهرة البحثية بأكثر من منهج. مثال: لو أن الباحث يجري دراسة مسحية لظاهرة معينة لمزيد من التأكد من النتائج من الممكن أن يجري لقاءات بحثية مع بعض الشخصيات المرتبطة بالموضوع و يطرح عليهم النتائج و يطلب تعليقاتهم.
تثليث عينة البحث: يعني عدم الاكتفاء بنوعية واحدة من الأفراد ليحكموا على موضوع معين. مثال: إذا اراد الباحث تقييم تجربة التقويم الشامل من الممكن أن يستعين بعينة من التلاميذ، وعينة من المعلمين، و عينة من أولياء الامور.
أسئلة مهمة
على الباحث أن يسأل نفسه :
ما الفائدة التي تعود على الباحث نتيجة التثليث ؟
و هل تلك الفائدة تعادل المجهود والوقت و التكاليف اللازمة ؟
ما نوع البيانات اللازمة في كل مدخل من المداخل المتعددة؟
كيف سيتعامل مع تلك البيانات ليستخلص نتائجه؟
ماذا سيفعل إذا تناقضت البيانات تبعا لمصدرها؟
لاشك أن إجابات تللك الاسئلة تتوقف على أهداف البحث وأسئلته؟
الصدق الداخلي و الصدق الخارجي
الصدق الداخلي: مدى الثقة الذي يمكننا من إرجاع نتائج تجربة البحث إلى المتغيرات التجريبية التي أدخلناها لنتعرف التغيرات التي حدثت بسببها.
الصدق الخارجي: يهتم بمدى إمكانية تعميم نتائج البحث؛ بمعنى في أي المجتمعات، في أي المواقع، و مع أي متغيرات يمكننا تعميم النتائج.
العوامل التي تؤثر على الصدق الداخلي:
1- تأثير الزمن:
أن تأثر أفراد العينة بما قد يحدث بين القياس القبلي و القياس البعدي؛ هو متغير يضاف تأثيره الى تأثير المتغير التجريبي.
2- نضج أفراد العينة
يتغير أفراد العينة بين القياسين القبلي و البعدي؛ فقد يصبحون أكثر إرهاقاً، أكثر جوعاً، أو أكبر سناً، و لا شك أن ذلك يغير من مواصفات العينة الأصلية المستهدفة، و يؤدي ذلك إلى التساؤل هل ترجع نتائج البحث إلى المتغير البحثي أم إلى هذه التغيرات في أفراد العينة.
3- تأثير القياسات القبلية
بعض ما ورد في الاختبارات القبلية قد يتكرر في الاختبارات البعدية، و لأن الأفراد مرو بهذه الأسئلة، فقد تكون إستجابتهم الثانية بمعرفتهم بهذه الاسئلة. و قد يشكك ذلك في النتائج.
بعض العوامل التي قد تؤثر على الصدق الخارجي :
تأثير الاختبارات القبلية: حيث أن أي مجموعة جديدة نود تعريضها للمتغير التجريبي سوف تختلف عن عينة البحث التي تعايشت مع اسئلة و اختبارات ترتبط بالمتغير التجريبي، فكيف يصبح التعميم على المجموعتين.
تاُثير تحيز الباحث عند اختيار عينة بحث تجريبية.
صعوبة تفسير نفس البيئة و الظروف التي تمت فيها تجربة البحث لمجموعات أخرى.
