السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
أبارك لكل مبتعثي المرحلة السادسة على القبول, وحظ موفق للبقية..
اخواني وأخواتي المبتعثين أعلموا أن فرصة الإبتعاث فرصة عظيمة جداً ,وقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على طلب العلم حتى ولو في الصين! ففي السفر فوائد عظيمة ورزق كبير.بغض النظر عن الصعوبات والتحديات التي سوف تواجهكم.
يستعد أغلب المبتعثين للإبتعاث بشراء الملابس وحجوزات الفنادق بكل حماس وسعادة ,ولكن يغفل البعض عن التحضير نفسياً لهذا السفر,والتعرف على حضارة البلد الجديد حتى ولو بالقراءة أو السؤال عن هذا البلد ؟ وهذا قد يسبب مايسمى بالإصدام الحضاري,خصوصاً حينما يأتي المبتعث من بلد يختلف نظامها كلياً عن بلد الإبتعاث؟
يقصد بالإصطدام الحضاري تلك المرحلة المؤقتة التي تصيب الفرد حين إنتقاله من بلده (بكل مافيها من حضارة وقيم ومبادئ)إلى بلد آخر يختلف عن حضارته ,وقد يصطدم الفرد بهذة الحضاره الجديدة وقد تصيبه حالات من التوتر والفزع والقلق وحالات من البكاء,ولكن المفرح في الصدمة الحضاريه إنها فتره مؤقتة سوف تزول بعد فترة من معايشة الفرد للحضارة الجديدة.
حينما يصل المبتعث لبلد الإبتعاث,يصل إلى أعلى نقطة من السعاده والإنبهار بالمباني والتكنولوجيا,بل ايضاً قد يسعد لتساقط الثلوج وكل شئ أمامه مفرح وجميل, وتسمى هذة الفترة"شهر العسل "
بعد مرور شهر أو مايقارب ذالك,سيصاب المبتعث بنكسه سريعه بالمزاج وكل شئ أمامه سئ حتى الثلوج التي كانت تسعده بالشهر الأول أصبحت مزعجه والجو بارد لايطاق ,والناس ظالمه,كل شئ ضدي,لا أحد يفهمني ,هناك عنصريه ضدي, أريد العودة للوطن؟ الخ...
كل شئ يختلف .على سبيل المثال الشعب الكندي شعب منظم في حياتة,سواء في الوقوف على شكل طابور في ركوب الباصات أو طريقة ركوب الناس السلالم المتحركة(من يريد الوقوف بالسلالم المتحركة يكون على الجهة اليمنى ,والجهة اليسرى للمشاة(الناس المستعجله)..
النظام "هيلب يور سيلف"! لا أحد سوف يساعدك أو يحمل لك أثاثك كما تعودنا في بلادنا ,بل أن أكياس السوبرماركت سوف تدفع قيمتها ؟وهذا شئ غريب لم نتعوده من قبل؟
بعد فترة الإنتكاس,ستصعد معنوياتنا وتصعد معها الحوافز ونشعر أننا بدأنا نتغلب على هذة الصدمة,وأننا نجحنا بالتغلب على القلق والخوف وأننا على إستعداد لتحدي أي صعوبة!..ولكن بعد مرور فترة من الوقت نصاب بإنتكاسة آخرى...
وهكذا أعزائي المبتعثين ,سوف ترتفع المعنويات وتهبط وترتفع وتهبط, إلى أن يبدأ الطالب التعود على هذة الحضاره الجديدة
مشاعر النكسة بعد فترة الإنبهار هي:
1)الشعور بالوحده.
2)الشعور بالشوق والحنين
3)الشعور بالغضب
4)إنخفاض بالحافز التعليمي! مثلاُ أنا لن أستطيع التفوق أنا بطئ في تعلم اللغه ,اريد العودة, أريد إلغاء البعثة؟الخ
5)الحزن
6)الخوف ,القلق,إنعدام الأمان
الحلول:
1)كن على أتم إستعداد لهذة التغيرات وأعلم أنها فترة مؤقتة,قد تصيب جميع المبتعثين
2التعرف على أصدقاء من نفس بلدك؟ كثير مايقال لنا كمبتعثين عليكم بمصادقة الأجانب والتعرف عليهم.نعم أؤيد ذالك ولكن ليس في الشهور الأولى لكي لاتحصل لك صدمة حضارية.
3)أجعل لك مسؤليات ومشاركات في بلد الإبتعاث"بمعنى أشغل وقتك ".على سبيل المثال:التطوع في أعمال ونشاطات قد يرتبها لك المعهد,أو المشاركة بالنادي السعودي أو الملتقيات الخ
4)عمل رياضة أو مزاولة المشي
5) وأهم نقطة :لا تتخلى عن هويتك محاولة منك أن تنسجم مع بلد الإبتعاث؟ كن كما أنت؟
ملاحظة:نادراً ماتحدث الصدمة الحضارية للأفراد الذين يدرسون في فترة قصيرة؟مثلاً هناك الكثير من الطلبة الذين يدرسون 3 أشهر فقط على حسابهم الخاص ومن ثم يعودون إلى وطنهم. في هذة الحالة سيعيش الفرد في حالة"إنبهار" .
أتمنى أن أكون وفقت في شرح الصدمة الحضارية ,وكم أتمنى أن يطرح هذا الموضوع بالتفصيل في ملتقيات المبتعثين لكي يستعد الطلبة لهذة التغيرات,فقد يغفل الكثير عن أهمية الأثر النفسي في الإبداع والتعليم .
أتمنى لكم وصولاً سالم
