الأعضاء الإشتراك و التسجيل

الملتقيات
ADs

صرخة في مطعم الجامعة !!!

صرخة في مطعم الجامعة !!!


NOTICE

تنبيه: هذا الموضوع قديم. تم طرحه قبل 6248 يوم مضى, قد يكون هناك ردود جديدة هي من سببت رفع الموضوع!

قائمة الأعضاء الموسومين في هذا الموضوع

  1. الصورة الرمزية almead7
    almead7

    مبتعث مجتهد Senior Member

    almead7 غير معرف

    almead7 , تخصصى student , بجامعة colorado
    • colorado
    • student
    • غير معرف
    • littleton, colorado
    • غير معرف
    • Mar 2006
    المزيدl

    March 18th, 2007, 02:21 PM

    بسم الله الرحمن الرحيم



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    هذه قصة جميلة ومؤثرة وهي عبارة عن كتاب من 51 صفحة كتبها فضيلة الشيخ د. محمد العريفي - حفظة الله - عن المرأة والحجاب قرأتها واحببت أن أنقلها لكم لتتعض وتستفيد منها كل فتاه وسوف أنقلها لكم على شكل أجزاء متتابعة

    إليكم القصة




    مدخل


    في جزيرة الكنز لم تكن سارة تختلف كثيرا عن بنات جنسها ... وجه جميل ... وقوام رائع ... وطلعة بهية ... منذ صغرها كانت متميزة ... وكانت أمها حريصة على أن تتميز في كل شيء ... كانت غالية على قلبها ... تخاف عليها من نسمات الهواء ... ولم تكن الأوضاع في الجزيرة تختلف كثيرا عن الأوضاع في كثير من بلاد الإسلام ... فإذا سرت في الشارع ... رأيت المساجد شاهقة المآذن ... ووجوه المسلمين المشرقة تملأ الشوارع بهجة وجمالاً ... كانت قلوب الرجال مليئة غيرة ومرءة ... فلم يكن أحد يجرؤ أن يلطخ سمعته بالتعرض لامأة في الطريق أو حافلة ... وكانت النساء كذلك يلفهن غطاء الحياء ... وينشأن عليه ...
    كانت أكثر النساء يلتزمن الحجاب الشرعي ... يحين أنفسهن من النظرات الزائغة ... والكلمات الجارحة ... كان في الجزيرة عالم مشهور يحبه الناس ... يحبه الملوك والأمراء ... والكبراء والوزراء ...
    كان قد أوتي من القبول ما يجعل الجميع يصدرون عن رأيه ... كان عالما ورعا جليلاً ...في جزيرة الكنز ... لو قدر أن تفتح التلفاز ... لما رأيت مغنية تشدو : ياليل يا عين !! ولا رأيت فيديو كليب يتمايل فيه المغني راقص قد أسدل شعرات على عينيه ونمص حاجبيه وحقن " السيليكون " في شفتيه !!! لا ... لا ترى ذلك في تلفاز جزيرة الكنز .. بل حتى الدعايات التلفازية لا تكاد ترى فيها امرأة !!
    كانت الحياة في جزيرة الكنز جميلة وادعة ... لم يكن الناس يختلفون في مسائل الدين ... كان العالم إذا أفتى قبل الناس فتواه وانساقوا إليها راضين ... زخطيب الجمعة إذا وجه ... تلقى الناس توجيهة بالقبول ... ولم يكن يصل هذه الصفوة من الناس تأثير خارجي ... إلا دعوات خافته تنبعث من أفواه من تشربوا بأسلوب حياة أخرى ... وفكر عدو !!!
    نعم كانت بعض الوسائل الإعلامية تعمل على استحياء لزرع الفساد ... من خلا مجلات فاسده ... أو قنوات ماجنه ... لكن تأثيرها كان قليلاً .. أو أقل : كان سطحيا ...
    مرت السنوات ... وتطورت وسائل الأتصال ... وصار إلى الناس في جزيرة الكنز بث فضائي مباشر ... ينقل إلى أهلها العفيفين ... ثقافات أقوام لا يحكمهم دين ولا مروءة ... بدأ أصحاب الجزيرة يشاهدون قوماً يعيشون كالبهائم ... بل هم أضل !! أكل وشرب ونوم ... لا صلاة ولا صيام ولا غض للبصر ولا حفض للفرج ...
    بدأت النساء العفيفات في الجزيرة يرين نساء لم يكتفين بالسفور عن وجوههن بل سفرن عن سوقهن وأفخاذهن .. بل ربما سفرن عن غير ذلك ... كان ذلك العالم الجليل يصرخ بقومه : اتقوا الله ... احذروا تقليدهم ... تمسكوا بدينكم ... كان يركز على النساء أكثر ... لا تهتكي حجابك ... أنت جوهرة لا ينبغي لكل أحد أن ينظر إليك ... أنت ملكة ... أنت أمنا وأختنا وابنتنا ... انت ... كان - رحمه الله - يمسك بحجزهم عن السقوط في الهاوية ...
    وكان غيره من العلماء يفعلون ذلك ... من خلال أحاديث إذاعية ... ولقاءات تلفازية ... وخطب جمعة .. وكتب وأشرطة ... يخافون أن تنخرق السفينة ... فتغرق ... كان الناس يتقبلون منهم ... ويحبونهم ... مرت السنوات ... ولحق ذلك العالم بربه ... ومات الأخر ... وثالث ... ورابع ... وبقي العلماء الأحياء يكملون المسيرة المباركة ... ويحرسون السفينة من الغرق ...
    ظل الأعداء يصرخون ... أيها الناس التفتوا الينا ... نحن في متعة وسرور ... الشاب بجانب الفتاة ... وهي تتمتع بتكشفها !! في كل مكان ... انظروا إليها بـ " البكيني " على شاطئ البحر !! تتمتع بالجو الجميل ... أنظروا إليها في الطائرة تتمتع بحريتها فتخدم المسافرين ... انظروا إليها في مطاعمنا ... تبرز مفاتنها ... وتخدم الزبائن ...
    كانت هذه الدعوات تصل إلى النساء في جزيرة الكنز ... لكنها لا تلقى قبولا ... لأن الذين أطلقوها أغبياء ... لا يعلمون من أين تؤكل الكتف ... فنساء عفيفات تربت الواحدة منهن منذ أن كانت في مهدها على أن لا تبدي زينتها للرجال ... ولو خرج طرف أصبعها لرجل أجنبي عنها ... لضاق صدرها ... واضطرب مزاجها ...فكيف تريدونها أن تخرج وجهها او ترمي عنها عباءتها .... أوووه يا للهول!!!




    نلتقي معكم في الجزء الثاني
    (
    تكسير الموجه )
  2. يسلمو اخت لحن الروح على التفاعل معي وان شاء الله رايح انزل الجزء التاني الساعه 12 بالليل يعني الساعه 9 صباحا بتوقيت السعودية

    ولكي مني جزيل الشكر

    ايوا صح الله يعينكم على جو مكة يقولوا رجع بررررد مررررة تانيه على كلام اهلي

    شوكرن
    اخوكي المياد سبعه
    7 "
  3. بسم الله الرحمن الرحيم

    الجزء الثاني


    تكسير الموجه


    رأى الأعداء أن أساليبهم
    للإفساد ونزع الحجاب لم تنجح ... فأدركوا ان مواجهة التيار لا تفيد ... فعمدوا إلى سياسة تكسير الموجة !! أي تفكيك حزمة العيدان وكسر كل عود على حدة ... نظروا فإذا عباءات النساء واسعة ساترة ...

    إذا مشت فيها المرأة
    لم يكتشف أحد زينتها ... فقالوا لها : نحن لا نقول لك : أنزعي عباءتك !! ...لا...لا... حرام ... ولكن جددي في موديل عباءتك ...

    فبدأ مصممو الأزياء
    يخترعون أشكالاً للعباءة أضيق من العباءة الساترة ... فهي على كل حال عباءة !! لبستها بعض النساء ... فصارت العباءة كأنها فستان تزداد به جاذبية ... فبدل أن تكون العباءة تلبس لستر الزينة صارت هي نفسها زينة ... استبشر الأعداء وشعروا ان الموجة بدأت تتكسر ...

    فاخترعوا عباءات
    تلبس على الكتفين ... ثم عباءات تربط من الجنب ... ثم عباءات ضيقة جدا ًتبرز مفاتن المرأة ... حتى صارت المرأة بهذه العباءة تلفت النظر أكثر من مما لو نزعت العباءة !! بدأ المجتمع يضطرب ... والسفينة تتهاوى للغرق ... فلم يسكت المصلحون ... أصدر العلماء الفتاوى ... واهتزت المنابر بالخطب الرنانة ... وانطلق الدعة يعظون وينصحون ... وخوفوا لابسة هذه العباءات من عاقبة فعلها ... وأنها بذلك تبرز زينتها التي أمر الله بسترها ...

    وكان التحريم في هذه العباءات
    الضيقة والشفافة المبرزة لمفاتن المرأة واضحا لكل عاقل ... فبدأ يقل وينحسر ... وبدأت النساء تعود إلى العباءات الساترة ... وان كان لا يزال يوجد أعداد من النساء يتساهلن بلبس هذه الأشكال من العباءات ...

    أدرك الأعداء
    ذلك ... ورأوا أنهم يتعبون لإفساد الحجاب ... وزرع الإختلاط ... فإذا تأثرت بذلك ألف امرأة ... وفرحوا بهذا الإنجاز ... أقبل داعية مفوه فتلا عليهن الأيات وسرد الأحاديث ... فتبن كلهن في لحظة واحدة ...
    فإذا رأى المفسدون النساء التائبات ... عضوا أصابعهم وتهامسوا : يااااخساااارة .. !! نعم عرفوا أن الدين متمكن من القلوب ... وان المسلمة وإن تساهلت يوما فتكشفت إلا أنها سرعان ما تعود ... فمعدنها ذهب خالص ... بأدنى مسحة بيد رقيقة ... يذهب عنه الغبار ... ويعود إلى بريقه ولمعانه ... وبعد تفكير طوييييل ... جاءت الطامة .!!!!!

    المسألة فيها خلاف !!!


    بدأ المفسدون
    يقلبون صفحات التاريخ ... وينظرون كيف مات الحجاب في بلاد المسلمين الأخرى ... فرأوا أنه بدأ بالدعوة إلى كشف الوجه ... ثم لما انتشر ذلك وأصبح أمرا عاديا ... بدأ الوجه يصبغ بانواع الزينة ... ثم أصبح الحجاب يتلون بألوان زاهية ... فصار الوجه أجمل ... ثم صار قماش الحجاب مزركشا مزينا بصور الورود ... فازداد الوجه بهاء ... ثم بدأ الحجاب يتسع فظهرت الجبهة كاملة ... ثم أطراف الشعر ... ثم ... فبدؤوا في تطبيق هذه الخطة في جزيرة الكنز ...
    كانت النساء في جزيرة الكنز يسترن وجوههن ... فظهر لهن من خلال القنوات الفضائية ووسائل الإعلام الأخرى من صحف ومجلات من يقول لهن : أصلا تغطية الوجه غير واجبة !! وأن المرأة يجوز لها أن تكشف وجهها !! وهناك علماء يفتون بجواز كشف الوجه !! والمسألة فيها خلاف !! ثم ظهر من أفتى النساء بجواز الخروج إلى الشوارع سافرات عن محاسن وجوههن ... فمن نظر إليها تمتع بجمال خديها ... وسحر عينيها ... ونعومة شفتيها ... كل ذلك جائز على اعتبار أن كشف الوجه جائز !! ولا يدخل في قوله تعالى " ولا يبدين زينتهن " !!
    ما علينا
    كانت سارة
    بعيدة عن التساهل بحجابها ... تمشي بين الناس ملكة في عرشها ... الكل معجب بقوة شخصيتها وثباتها ... في كل صباح تزدحم الشوارع بالناس ... ومن بينهم ترى أخوات مسلمات ... وقد حسرن عن محاسن وجوههن ...
    كانت سارة تمر بهذه المناظر وهي ذاهبة إلى مكان دراستها ... لكنها كانت مع عدد كبير من الطالبات ترتدي حجابا يغطي وجهها وجسدها ... كانت بعض الطالبات يكشفن عن وجوههن ... وبعضهن يرتدين عباءات كالفساتين ... وكان عدد من الشباب يتجمهرون عند رؤية الطالبات ... ليصطادوا من تقع في شباكهم ...
    وكانت سارة تلاحظ أنها تمر أمامهم ... وهي بكامل حجابها ... فلا يجرؤ أحد أن يلقي عليها رقم هاتفه ... أو يسمعها كلمة جارحة ... كانت عليها جلالة ومهابة ... وكأن الملائكة تحرسها من كل جانب ..

    في المستشفى !!

    كانت أم سارة
    حاملا في الشهر التاسع ... والبيت كله يترقب مقدم هذا الضيف الصغير إلى الدنيا ... اشتاق هذا الجنين على الدنيا ... وتحرك دافعا الرحم من حوله ... أحست أم سارة بآلام المخاض ... وصلت للمستشفى ... وولدت غلاما جميلا ... وفي المساء ذهبت سارة مع أبيها لزيارة أمها ... كان الزائر المعافى الذي يدخل المستشفى يتحسس تاج الصحة فوق رأسة الذي لا يراه إلا المرضى ... المرضى يملؤون الغرف ... هذا مصاب بحادث ... وذاك بمرض في القلب ... وهذه امرأة نفساء ... وتلك عندها أمراض في الرحم ... دخلت سارة على أمها ... كانت في الغرفة مع أمها أربع نساء كلهن والدات ...
    لمحت سارة من بين الزائرات فتاة وقورا ... يبدوا عليها الذكاء والأدب ... قد لبست عباءة فضفاضة غير مزينة ... لكنها تكشف وجهها ... فبدا كالقمر ليلة البدر ... يراه الأطباء والممرضون والزوار ... جعلت سارة تتعجب ... كيف تبدي زينتها !!! والله يقول " ولا يبدين زينتهن " !! كانت سارة جريئة بأدب ... أقبلت إليها وسلمت عليها بلطف ... وعرفت أن اسمها أريج ... ثم اكتشفت أنها جاءت زائرة لأختها الوالدة ... فدعت لهم جميعا بالبركة والتوفيق ... ثم استأذنتها قائلة : لي معك حديث خاص ... هل يمكن أن نجلس في غرفة الاستراحة المجاورة ... جلست الفتاتان جلسة هادئة ... دارت فيها أحاديث مختصرة ... اكتشفت خلالها سارة أن أريج كثيرة القراءة في الكتب الداعية إلى التبرج والسفور بإسم : تحرير المرأة ... وكان المرأة رقيقة مملوكة تحتاج لمن يحررها ... كانت معلومات سارة لا بأس بها ... مما شجعها إلى فتح باب نقاش طويل مع أريج ...
    يتبع...................................
    7 "
  4. الجزء الثالث

    بين سارة و أريج

    قالت سارة : تعلمين يا أريج أن الله تعالى خلق الرجل والمرأة شطرين للنوع الإنساني : ذكرا وأنثى قال تعالى "وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى " والزوجان هما المقترنان اللذان لا يستغني أحدهما عن الأخر ... فالرجل والمرأة مقترنان لتسيير عجلة الحياة ...
    نعم ... الذكر والأنثى مخلوقان يشتركان في عمارة الكون كل فيما يخصه ... بلا فرق بين الرجال والنساء في عموم الدين ... فهما متساويان في المسئولية ... فرسول الله صلى الله عليه وسلم دعا النساء كما دعا الرجال ... وبايع النساء على الدخول في الإسلام كما بايع الرجال ... وصلى إماما بالرجال والنساء ... وكان الرجال والنساء يشيرون عليه ويقبل منهم وكان الـ ... عندها صرخت أريج : كان يقبل مشورة النساء !! عجبا !! وأبو بكر وعمر موجودان ؟!!
    سارة : نعم ... واستمعي إلى أم سلمه وهي تقضي برأيها على مشكلة كادت أن تعصف بجيش كامل !! وهذا كله قبل قرون من اعتراف العالم الحديث للمرأة بحقها في التعبير عن رأيها الخاص بها ..
    أريج : كيف ؟!
    سارة : لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلة مكة معتمرا ... خرج معه ألف واربعمائة من أصحابه ليعتمروا ... وذلك قبل فتح مكة ... فكان أهل مكة يمنعون ويأذنون لمن شاءوا ... وصل صلى الله عليه وسلم مع أصحابه لا يريدون قتالا بل سيعتمرون كبقية الناس ... منعتهم قريش من دخول مكة ... وكاد صلى الله عليه وسلم أن يدخلها بالقوة ... لكنه عدل عن ذلك وأراد ان يكتب بينه وبينهم صلحا ...
    أرسلت قريش إليه عدة أشخاص للتفاوض معه حول بنود الصلح ... حتى جاء سهيل بن عمرو ليكتب الصلح معه ... فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الكاتب فجعل يملي عليه قال : اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم ...
    فاعترض سهيلا قائلا : أما الرحمن ... فوالله ما أدري ما هو ؟ ولكن أكتب باسمك اللهم ..
    فغضب المسلمون وقالوا : والله لا نكتبها إلا بسم الله الرحمن الرحيم ... فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اكتب باسمك اللهم...
    ثم قال صلى الله عليه وسلم اكتب : هذا ما قاضى به محمد رسول الله ...
    فقال سهيل : لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ، ولكن أكتب محمد بن عبدالله
    فقال صلى الله عليه وسلم : والله إني لرسول الله وان كذبتموني ، أكتب محمد بن عبدالله
    فقال صلى الله عليه وسلم اكتب : على أن تخلوا بيننا وبين البيت فنطوف به ..
    فقال سهيل : والله لا تتحدث العرب أنا أخذنا ضغطة ، ولكن ذلك من العام المقبل .. فوافق النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ... وكتبه ... فأراد سهيل أن يضيق على المسلمين ... فاشترط : أنه لا يخرج من مكة مسلم يريد المدينة ... إلا رد إلى مكة ... أما من خرج من المدينة وجاء إلى مكة مرتدا إلى الكفر ... فيقبل في مكة ...
    فقال المسلمون : من جاءنا مسلما نرده إلى الكافرون !!! سبحان الله كيف نرده إلى المشركين وقد جاء مسلما ... لكن النبي صلى الله عليه وسلم وافق على هذا الشرط أيضا
    فقال صلى الله عليه وسلم : أما من ذهب منا إليهم فأبعده الله ... ثم سكت والنبي صلى الله عليه وسلم مفكرا ... وصالح النبي صلى الله عليه وسلم قريش على أن يعود المسلمون إلى المدينة ... ويعتمروا في العام القادم ... كان المسلمون قد جاؤوا بإحرامهم متحمسين للعمرة ثم تفاجؤا أن قريشا تمنعهم هكذا بكل بساطة !! ... كان الحزن يسيطر على نفوسهم ... فلما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من كتابة المعاهدة التفت إلى أصحابه وأمرهم أن ينحروا الهدي ... وهو ما جاؤوا به معهم ليذبحوه في عمرتهم من غنم وإبل ... وأمرهم أن يحلقوا رؤوسهم ... فتفاجأ الناس ... الاصل أن يفعلوا ذلك بعد العمرة ... ولا تزال نفوسهم معلقة بها ... فتباطؤا عن الاستجابة لأمره رجاء أن يتراجع عنه ... لكنه لم يتراجع ... وأخذ ينظر إليهم ينتظر تنفيذ الأمر ... فلم يقم أحد !! فأعاد عليهم ... فلم يقم أحد !!
    فغضب صلى الله عليه وسلم ... ودخل على زوجته أم سلمة ... فذكر لها أنه يأمرهم ولا يطيعون !!
    فقالت أم سلمه رضي الله عنها : يا نبي الله أتحب أن يطيعوك ؟ اخرج إليهم ... ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة ... حتى تنحر هديك ... وتدعو حالقك فيحلقك ... فخرج صلى الله عليه وسلم ومضى يمشي ساكتا حتى فعل ما اقترحته عليه أم سلمه ... نحر هديه ... ودعا حالقه فحلقه ... فلما رأى الناس ذلك قاموا فنحروا هديهم ... فانظري كيف أن امرأة واحدة ... واثقة بقدرتها ... معتزة بفكرها ... لم تحتقر نفسها بل أبدت رأيها ... وهم لم يحتقروها ... بل أخذوا بالراي ... وعملوا به ... أريج : والله كلامك رائع ...


    مساواة ...

    سارة : تعود إلى ما كنا فيه : فأقول لك – أريج – إن الله تعالى ساوى بين الجنسين الرجل والمرأة في كل شيء ... إلا فيما تقتضي طبيعة الرجل والمرأة والافتراق فيه ... فقال تعالى عزوجل عن الرجل " إن الذين يبايعونك " وقال عن النساء ( يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك ...) وكذلك ساوى بينهما في المسئولية عن البيت ... فقال صلى الله عليه وسلم ( ... الرجل راع على أهل بيته ... والمرأة راعية على بيت زوجها وولده ... فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) متفق عليه . وساوى بينهما في العبادة والتكاليف الشرعية : فأوجب الله على الرجل والمرأة تكاليف متماثلة ... ساوى بينهما فيها ...
    فالصلاة واجبة على الرجل وواجبة على المرأة على السواء خمس مرات ... وصوم رمضان واجب عليهما جميعا ... والزكاة واجبة عليهما ... والحج واجب عليهما ... بل إن الله خفف على المرأة أكثر من الرجل ... فأسقط عنها الصلاة والصيام أيام حيضها ونفاسها ... وساوى بين الرجل والمرأة في عمارة الأرض ... فكلاهما مأموران بالجد والعمل ...
    كما قال تعالى ( فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه ) ... وهذا خطاب للرجال والنساء ...
    وكلاهما مأموران بأنواع الطاعات ... قال تعالى : {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }الأحزاب35 ... والرجل والمرأة على السواء مأموران بطاعة الله ورسوله قال تعالى : {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ { ... بل إن نساء صالحات ضربن أروع الأمثال في الحرص على الطاعة وطلب العمل ... والتحبب إلى الله تعالى بأنواع القربات ...


    بطولات

    واصلت سارة قائلة : أذكر أن إحدى الأخوات كانت مديرة لإحدى دور تحفيظ القرآن النسائية ، تقول : لما افتتحنا الدار كان المبنى مرتفعا قليلا عن مستوى الشارع ... فكان هناك درج يحتاج الداخل إلى المبنى لصعوده ... وكانت الطالبات يصعدن وينزلن بكل سهولة ...
    في اليوم الأول للتسجيل في الدار فوجئت بامرأة كبيرة في السن ... جاءت تدفعها ابنتها على كرسي متحرك ... فلما وصلت إلى الدرج ... جعلت تلتفت إلى ابنتها ... وتنظر إلى الدرج ... ثم نزلت من كرسيها وأخذت تحبو على يديها وركبتيها على الدرج ... حتى دخلت الدار ... وسجلت اسمها لتحفظ معنا القرآن ... ثم خرجت بالطريقة نفسها ...
    وسمعت عن فتاة لها همه عظيمة أصيبت في حادث مروع ... صارت بسببه معاقة مشلولة على السرير أكثر من خمس عشرة سنة ... امتلأ جسمها قروحا ... وتأكل اللحم بسبب ملازمتها للفراش ... ولا تستطيع أن تخرج الأذى من جسدها إلا بمعاونة أمها ... لكن عقلها متدفق ... وقلبها حي مؤمن ... فكرت أن تخدم الإسلام ... فوجدت بعض الأساليب التي تنفع بها الدين ... فاستخدمت ما تملك من قدرات ..!! تدرين ماذا فعلت ؟
    أولا : جعلت بيتها مستودعا للمعونات للأسرة المحتاجة ... حتى صارت ساحة البيت مليئة بصدقات الناس التي يحضرونها وهي تتولى الإتصال بالأسر الضعيفة ... وإرسالها إليهم ... وكم من جائع سدت هذه المشلولة جوعته ... وكم من مريض سعت في علاجه ...
    ثانيا : إذا أرسلت المعونات للأسر المحتاجة ... ترسل معها كتبا وأشرطة نافعة ... وتقيم المسابقات على الكتب والأشرطة ... لتتأكد من سماعهم لها ...
    ثالثا : لا تدع منكرا من منكرات النساء إلا وتتصل على صاحبة المنكر وتنصحها ...
    رابعا : تسعى في تزويج الفتيات العوانس عن طريق المتابعة الهاتفية مع الثقاة من أهل العلم والجمعيات الخيرية ...
    خامسا : تساهم في إصلاح ذات البين وفي حلول المشاكل الزوجية ... إنها امرأة عجيبة والله ... كانت أريج في غاية المتعة وهي تستمع وتستعيد في ذهنا ما سمعته مرارا من المطالبة بالمساواة بين الرجل والمرأة ... وما يردده بعضهم من أن المرأة مظلومة ... مبخوسة الحق ... كسيرة الجناح ... و ... من غير شعور أخذت أريج تردد : رائع ... رائع ..
    قالت سارة : بل هنا نقطة هامة ... عندما تطلق كلمة " يا أيها الناس " فالمقصود بها في القرآن والسنة : الرجال والنساء ...
    ففي القرآن أكثر من عشرين موضعا ينادي الله فيه الرجال والنساء بقوله : " يا أيها الناس " ... كما في قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ{ ... {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً{ ... {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ{ ... } أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً{ ... {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُ{ ... نعم الرجال والنساء جميعا يناديهم ربهم نداء واحدا ... وانتقلي معي إلى المدينة ... وانظري إلى أمك أم سلمه رضي الله عنها ... وقد جلست يوما في بيتها وهو ملاصق للمسجد ... وعندها جارية تمشط شعرها ... فبينما هي كذلك ... إذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " يا ايها الناس " فقالت للجارية : استأخري عني ... وقامت لتذهب للمسجد ...
    فقالت الجارية : إنما دعا الرجال ولم يدع النساء !! فقلت : إني من الناس ( رواه مسلم )
    قالت أريج : رضي الله عن أم سلمة ... طيب – سارة – هل تسمحين بسؤال ...
    سارة : لحظة ... بقي كلام قليل في موضوع المساواة ... ليتك تسمعين مني ...
    أريج : تفضلي
    سارة : الرجل والمرأة كما هما متساويان في الواجبات ... كذلك هما متساويان في الجزاء ...
    قال تعالى : مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }النحل97 ... وقال : {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى { ... وقال عز شأنه : {وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً }النساء124 ... وجميع الأحاديث الواردة في فضائل الأعمال هي لكل المسلمين رجالا ونساء ... " من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة " ... هي للرجل والنساء ... " من صلى لله ثنتي عشرة ركعة في يوم تنفلا من غير الفريضة ... بنى الله له بيتا في الجنة ..." هي للرجال والنساء ... وهما متساويان أيضا في العقاب : ففي حالة انتهاك أي من الجنسين حدا من حدود الله فإن العقاب واحد للذكر والأنثى دون تمييز ... ففي عقاب الزناء قال تعالى : {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ { وفي عقاب السرقة قال تعالى : {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا { ... وفي عقاب النفاق والشرك قال : {لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الأحزاب73 ... وفي القيمة الانسانية ... جعل الله تعالى كلاهما مكرم ... لا يجوز التنقص منه أو امتهانه ...
    قال الله تعالى : } ولقد كرمنا بني آدم { ... بنوعيه الذكر والأنثى ... وحرم تنقص المسلم عموما رجلا كان أو امرأة ، فقال : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ { ...


    إلى اللقاء مع الجزء الرابع ( اكرمكم أتقاكم - مها في بنطال أحمر )
    7 "
ADs

قم بتسجيل دخولك للمنتدي او

الانضمام لمبتعث

Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.