كنتُ قد هجرتني لعام بل أكثر سيدي القلم ..
عُدت بعد عام لتفض الغبار عن سكتةٌ لم تميتني
سيدي , أرحل فقط أرحل ..!
أنا بخير
أين كنت لتشعل سيجارتك
عندمــا
كان كبريائي يقاتل كل خلايا جسدي
وقد تناسيت ظلها وغِمامُ عينها ونسيت الوان الألم
وها أنت اليوم تأتي لتعيدني
لعالمٍ بات كالسراب كالسراب يمضي
هجرتني ..!
وقـد
كنّـا طلفين معـاً
نغفو ونلهو بين اوراق الخريف
شرابنـا طعمه الحياة
ولونه شعراً , عشقاً , وترفاً
وهـا أنت ستكسر الماضي وتنفضه حبراً
ولا تبالي
كنُ حذراً سيدي
لا تغتر بجسدي ولا بشعيراتٍ قد كست وجهي
فقط كن حذراً
فأنا ما زلت طفلاً
أريد عمراً وزهوراً في حدائقي
لأغني معهم واعزف على اوتار العابثين
وأريد أمـاً بين صفاحات سنيني
تنفض عني الغبار والحزن والحنين
فقط سيدي أرحل ..!
وأتركني أبعثر جسدي بين حدائقي
حدائق الياسمين