عذرا غصب علي .. !!

تأملت يوما في قول الرسول صلى الله عليه وسلم :( ليس الواصل بالمكافئ ) في القصة المشهورة لذلك الصحابي الذي اشتكى من قرابته الذين يصلهم ويقطعونه , فجاءه جواب رسولنا الكريم كالبلسم الشافي الذي قعّد لنا هذه القاعدة العظيمة .. [ ليس الواصل بالمكافئ ] ..
وقد تستغرب أخي الكريم من مُنحنى مقالي ومنطقه و الجمع بينهما ... لأني لن أتحدث عن أمر تقرر في نفوسنا وجوبه , بل سأتحدث عن علاقة تتسم بالصدقية والاختيارية .. فعلاقتنا بأقاربنا مفروضة علينا من ربنا سواء أحببناهم أم لم نحببهم ..
أما علاقتنا مع بعضنا لا يحكمها إلا الاختيارية والقناعات الداخلية .
إنني لأعجب أشد العجب من أخ يتعامل مع أخيه بقسوة و جفاء .. وأسلي نفسي أحيانا بالبحث عن أعذار لذلك ثم أحاول إقناعها أن هذا الجفاء هو طبع تٌطبع به صاحبي .. لكنني ما ألبث أن أراه يتعامل مع غيري بطريقة تختلف كليا عن طريقتي ...!!!
وأعجب من ذلك ..
ذلك الأخ الذي أعلن لك و أسرر حبه في الله .. ثم تجده يتعامل معك " تعامل المكافئة" ..
لا تستغرب طرحي ولا تتعجب .. واسأل نفسك و أجبها بكل موضوعية وحيادية ..
أيهما أحب إليك المكافئة في العلاقة أم المبادرة ؟
خذ مثالا بسيطا حتى تتضح الصورة وقس عليه باقي تعاملاتك ..
ثم أجب على السؤال الذي طرحته عليك ..
أيهما أحب لنفسك وأبقى أثر على قلبك ..
أن تأتيك رسالة جوال (مثلا) من شخص أرسلت له قبل دقائق أو بضع ساعات ..
أو أن تأتيك رسالة من شخص لم ترسل له من زمن ...؟!
و ما تأثير كلا الرسالتين عليك ؟
عرفت الآن لماذا أتعجب وأتأمل " ليس الواصل كالمكافئ " .. .
وإذا أردت أن يزيد عجبك فتأمل معي ذلك الأخ الذي لم يفكر حتى بالمكافئة !!
أي أخوة يتحدث عنها أولئك ؟!!!

نقطة

رائع جدا ما سطرته اناملك


بارك الله فيك ووفقك الله لكل خير ويسر امرك

:)

يا هلا والله ياأهلنا أهل إستراليا :)
مرورك الأروع ..
مرورك تشريف لنا ..