الأعضاء الإشتراك و التسجيل

الملتقيات
ADs

صديقي الكذاب

صديقي الكذاب


NOTICE

تنبيه: هذا الموضوع قديم. تم طرحه قبل 2190 يوم مضى, قد يكون هناك ردود جديدة هي من سببت رفع الموضوع!

قائمة الأعضاء الموسومين في هذا الموضوع

  1. الصورة الرمزية Hussain Aloufi
    Hussain Aloufi

    مبتعث جديد New Member

    Hussain Aloufi الولايات المتحدة الأمريكية

    Hussain Aloufi , ذكر. مبتعث جديد New Member. من السعودية , مبتعث فى الولايات المتحدة الأمريكية , تخصصى Electrical Engineering , بجامعة Temple University
    • Temple University
    • Electrical Engineering
    • ذكر
    • Philadelphia, Pennsylvania
    • السعودية
    • Apr 2013
    المزيدl

    April 19th, 2018, 07:01 PM

    أرجوك دعني! دعني أوقظه! ربما ما زال بإمكاني فعل شيء! ابتعد عني! عيسى!! ماذا حصل؟! لا يمكن أن تكون .....
    كان لي منذ عشر سنوات والى الماضي القريب صديق ظننته أصدق انسان مر علي في حياتي .. لكن شاءت الأقدار أن اكتشف أنه كان كاذباً بعد أن ارتحل إلى جوار ربه منذ شهرين.
    صديقي هذا كان شابّاً من جيل التسعينات مثلي ومثل أغلب من سيقرأ هذه الخربشة التى أتمنى أن يصل معناها للقلوب من أجل الدعاء له بالمغفرة والرحمة.
    في السنين الأولى من معرفتي لهذا الشخص، وجدته مفعماً بالحيوية والأمل واجتماعي بشكلٍ كبير وكان يسعى للنجاح في الدراسة وأن يرفع رأس والديه وإلى آخره من تلك الاحلام التي ليست بجديد على أحد.
    حصل وحقق أحد أكبر أحلامه آنذاك .. أصبح الجامعي الوحيد في عائلته الكبيرة كطالب في أفضل جامعة في المنطقة، ثم أراد القدر أن تبعدنا المسافات بسبب سفري للدراسة في بلدٍ آخر .. تلك كانت ضربة قاسية على صديقي العزيز حيث أن حياته الاجتماعية انخفضت كثيراً مع مرور الأيام بسبب انه بدأ يميل للانطواء والتواصل مع دائرته الصغيرة فقط.
    مع ذلك، لم تكن سفرتي النهاية لصداقتنا حيث أننا استمرينا بالتواصل حتى في سفري، وكنا نعود للخروج معاً عند عودتي من السفر كأن سفراً لم يكن.
    ما كان يميز صديقي هو صدقه وصراحته التامة مع ذكائه الحاد والعميق .. وهذا ما جعل دائرة أصدقائه صغيرة وذلك لكرهه للمجاملات الباردة وحبه للتصرف بعفوية وطبيعية مصداقاً لقولنا "اللي في قلبه على لسانه" ..
    تمر السنين ويمر صديقي بالعديد من المشاكل كأي شخصٍ منّا .. كان صديقي يكره الظلم لدرجة أنه بدأ ينفر من المجتمع لنفاق الناس في العلن وطعنهم ببعض في الخفاء .. وصل بصديقي إلى مرحلة من الغضب والاحباط أن بدأ ينوي الهجرة الى اي مكان غير هذا ..
    دارت بيني وبين صديقي الكثير من الجدالات بعد ذلك على غير عادتنا في السنين الفائتة، لكن كل هذا كان يدور حول لماذا تريد الرحيل وتترك أصدقائك وأهلك الذي يحبوك ويحتاجون وجودك في حياتهم .. لكن دون فائدة .. كانت رغبة صاحبي بالهجرة والرحيل تزداد مع مرور الأيام وكذلك الشهور وكان يزداد معها شعوري بالاحباط لعدم تمكني من اقناعه بالبقاء واصبح رحيله مسألة وقت.
    عندما عدت عوداً شبه نهائياً إلى البلد بعد تخرجي والعمل، أصبح صديقي يخبرني أنه بدأ بالانسحاب من اهله شيئاً فشيئاً وأن أمه لاحظت تغيره وإهماله .. حدثت الكثير من المشاكل بينه وبين أهله .. ثم بدأ ينحسب من أصحابه البقية تدريجياً حتى لم يبقى في حياته الا القلة إضافةً الى مجادلاتي اللامنتهية معه بأن يترك النظر للأمور السلبية ويعود لأهله ولحياته الطبيعية كما كان شخصاً متلألئاً ومفعماً بالحياة .. لكن دون جدوى ....
    إلى أن وجد صديقي العزيز ضالته بعد بحثٍ طويل في نفسه وطلب المدد الإهلي .. قال لي بأنه يشعر بالتفاؤل من جديد وأنه ابتعد عن فكرة الهجرة أخيراً .. شعرت بسعادة غامرة بهذا الذي اسمعه وخصوصاً رؤيتي له يتحسن ويعود كما كان ..
    لكن مع الاسف .. لم تدم تلك الفرحة طويلاً .. اذا بي أجد نفسي أقف أمام صديقي نائماً في سيارته .. كان ينام نوماً عميقاً ظنّاً مني أنه بسبب إجهاده من الرياضة حيث انني وجدته بجانب النادي الذي يذهب إليه عادةً .. لكنه لا يستيقظ .....
    أرجوك دعني! دعني أوقظه! ربما ما زال بإمكاني فعل شيء! ابتعد عني! عيسى!! ماذا حصل؟! لا يمكن أن تكون .....
    أجل .. ما رأيته كان صديقي بلا نفس .. لكنه كان نائماً نوماً هادئاً يعمه السكون والطمأنينة .. كأنه يقول رضيت بما كُتِبَ لي والحمدلله رب العالمين.
    لكن ما زاد صدمتي وحزني أكثر من ذلك .. هو علمي بأن صديقي ذاك كان كاذباً كبيراً .. عندما ذهبت إلى امه كي أعزيها .. قالت لي بأنه كان نعم الابن .. لم يؤذها قط .. ولم يعصها قط .. بل على العكس .. كانت تقول لي انا لا اعلم ان كنت أستحق ابناً كهذا! أرجوا أنني لم اظلم ابني في شيء!!
    ماذا؟! ألم يتحول صديقي إلى شخص سيء مع اهله في السنين الأخيرة كما كان يقول لي!! هناك حلقة مفقودة، لا يمكن أن يكون قد كذب علي!! ...
    نعم كان صديقي كاذباً .. لم يكن عاقّاً لوالديه .. لم يكن ابناً سيئاً .. بل لم يكن شخصاً سيئاً .. باختلاطي البسيط بعائلته الكبيرة ومعارفه ايام العزاء .. اكتشفت أن صديقي كان بلسماً على جراح غيره .. اكتشفت أن صديقي كان حضوراً جميلاً ... لم اجد شخصاً أعرف انه تواصل معه الا وقال لي: عيسى أنقذني من كذا .. عيسى ساعدني في كذا .. عيسى وقف بجانبي في كذا .. عيسى كان كثيرا الابتسام معي ...
    علمت حينها ما الخطب .. علمت حينها أن صاحبي كان يتألم ولا يتكلم عكس ما كان يدعي .. كان يري الناس السعادة بينما هو في داخله متألم .. كان يساعد من يقع أمامه للوقوف وهو لم يرد أن يزعج أحد بطلب يد العون .. كان عكس ما يقول ويدعي ....
    نعم كان صاحبي كاذباً .. لم يكن شفافاً كما كنت اظن .. بل كان داخله اجمل من خارجه بكثير ... فرحمة الله عليه رحمة واسعة واسال الله أن يريح روحه ويغفر له ذنبه وأن يريه سعادة الابد ويتغمد روحه الجنان فهو أعلم به وبما في قلبه وارحم به من قسوة الدنيا بمن فيها ..
ADs

قم بتسجيل دخولك للمنتدي او

الانضمام لمبتعث

Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.