التاسع والعشرين من أبريل ...تراتيلُ الغربةْ ..( تقرير رحلة الثلاثي مكي وابوسلمان وأنا
السلامُ في أوله و آخره ..,
أما غد فلو صار بدونكِ صار شبه حد لحياةٍ أيقظتها رعشة موت و لِوجعٍ مر بشفتي وغاص بِعُمقي لأبعد حد .
سلامٌ عليكَ صاحبي وصاحبي الآخر وعليك ِ أنتِ سلامٌ يالتي كانت قبل غد , سلامٌ يذكرني بكِ , بتلك التي تغالب الهم وتفوق تصور الوجد .
ها أنا أحمل انجيل خطاياكِ لآرمي بها أمام كنيسةِ حبنا ! أصنعُ رجلا جليدياً بلا ملامح وأصلبهُ بثلاثة مسامير هي أيامي الباقيه قبل سفري هناك حيثُ الغربة التي لن تضمني لكِ ....
الثلاثاء التاسع والعشرين من أبريل الكئيب ..الساعة الواحد والنصف ليلاً سأكون هناكْ أحمل حقائبي ودموعي وبقايا ذكرياتي معكِ ... 29\ 4\ 2008 م
أحمل جحيم الغربة في جيبي وألف على عنقي ربطة الوداع التي تقيني برد العاصمة لندن ...
سيكون رفيقيّ الصديق أبو سلمان والصديق ملكي ... أخبرتهم أنني سأقيم كربلائي هناك في صالة انتظار مطار جده الذي لا أطيق الإنتظار به وأعمال الصيانة تذكرني بجدار الفصل العنصري في فلسطين ...
كل أشيائي تتأهب للإحتضار بغيابكِ .. قلمي.. بطاقتكِ الأخيرة .. قبلة الوداع ..قصاصاتي ورسائلك عبر موبايلي الحزينْ .. كلهم يشكي البعد والغربة ...حتى قلمي الذي أكتب لك به أصبح ككرباج يقبع فوق صدري فيذيقني ويلات الفراق !
أيام الغربة ,
مليئة بسكاكر الياسمين , وببحيرات العشاق المجذوبين ..
والعصافير المطاطية , وأمواج موسيقى الاسترخاء ,,
لكنها لا تصلح لمجنون مثلي ,,
مختلاً بأحلام الشهرة ,
ورافضاً لدهور الذل والانحلال ,, !
سأعود يقيناً لأجعل من هذا المتصفح صفحة بيضاء تقرأيها كل يوم ... لتعي أي حالةٍ تلك التي أعيش بها بدونكِ ....
أمي .. أبي .. اخوتي سلامٌ علي أروحكم الطاهرة ... لن أنسى لحظات العناق التي لازلنا نعيش فصولها الأخيرة ... سأكون كما تحبون وكما تعرفون عني ...سأتجرع الغربة لتكون برداً وسلاما عليكم ....
حين أكتبُ الآن أشعر أنني أمارس عملية انتحار مهلكة ! لذاسأتلو عليكم سورة الفقدْ , وسأتركُ فسحة من الوقت لأعود من جديد ...
أحبتي كونوا بخير ...
مبتعث مودرن
27\4\2008م