الأعضاء الإشتراك و التسجيل

الملتقيات
ADs

الكتّاب السعوديين وكارثة جدة

الكتّاب السعوديين وكارثة جدة


NOTICE

تنبيه: هذا الموضوع قديم. تم طرحه قبل 4839 يوم مضى, قد يكون هناك ردود جديدة هي من سببت رفع الموضوع!

قائمة الأعضاء الموسومين في هذا الموضوع

  1. الصورة الرمزية الغــــد المشرق
    الغــــد المشرق

    عضو شرف

    الغــــد المشرق السعودية

    الغــــد المشرق , أنثى. عضو شرف. من السعودية , مبتعث فى السعودية , تخصصى طالبــة دراسات عليا , بجامعة جامعة الغربة
    • جامعة الغربة
    • طالبــة دراسات عليا
    • أنثى
    • حيث أحقق ذاتي, ولاية أمل وألم
    • السعودية
    • Oct 2006
    المزيدl

    January 30th, 2011, 06:43 AM

    ((الأميرة بسمة بنت سعود تطالب بإقالة قيادات سعودية )) ....قالت:أنها احتجزت في (مطعم) وشاهدت الجثث ترتطم بالسيارات



    كتب في تصنيف محليات يومية



    صحيفة المرصد: أبدت سمو الأميرة بسمة بنت سعود الكاتبة الصحفية بجريدة المدينة امتعاضها من الوضع الذي آلت إليه مدينة جدة عبر مقال كتبته في صفحتها على فيس بوك ورصدته مناشدة خادم الحرمين الشريفين بتغيير كامل وجذري لكل القيادات المحلية التي أشبعتنا شعارات وتهديدات لم تعد تجدي - بحسب تعبيرها-،

    وقالت الأميرة بسمة: لن يقمعنا إنسان عن قول الحقيقة ، لأن الله بصير بالعباد، نريد من الله ثم من مليكنا التغيير الشامل ووضع فئات تخاف الله لتنفيذ خططه ، وحتى إن لم يكونوا من الأسرة الملكية ، فالمفروض أن تكون الأولوية للأكفأ ، وليس للألقاب الملكية، كما يوجد الكثيرين من الأجيال الجديدة من الأسرة الكريمة المثقفة والتي هي قادرة على الحلول وتقليب الأتربة المسممة، ويوجد فئات كثيرة ذات ضمائر حية تقدر أن تمسك مناصبها وتنفذ الأوامر الملكية من غير سرقات ولا نفاق، كما أود أن أكر العيب ثم العيب على كل الأجهزة الإعلامية التي لم تجرؤ على نشر ما يدور على أرض الواقع والأرقام غير المعلنة من الوفيات والأرقام المخزية عن الخسائر، إلى أين سيقودنا النفاق يا ترى؟

    وشددت الأميرة بسمة لى أنه لم تعد تكفينا إبر المخدرات، ولن تخيفنا من بعد الآن الأسماء الرنانة والمنشتات الإعلامية التهديدية، ولن توقفنا الوعود الوهمية - بحسب قولها- ، مضيفة: لابد من تغييرات جذرية في شتى القطاعات القيادية،وليس فقط في منطقة مكة المكرمة، بل في جميع المناطق الجغرافية في مملكتنا الحبيبة"

    واستدركت سمو الأميرة قائلة: لا أحد يفهمني "خطأ" ، فأنا لا أطالب بثورة على الحكومة وعلى سلطتنا التشريعية لنكون بلد ووطن خراب ، مثلما يحدث في تونس ومصر ولبنان والله أعلم ما إلى ذلك من مناطق أخرى كتب عليها التغيير ورسم لها خرائط جديدة منذ عهود ، وهذا ما ذكرته في مقالي السنة المنصرمة في جريدة الحياة".

    وأضافت: وقد كتبت مقالين آخرين عن منطقتنا العربية وحالتنا المأسوية، والخرائط السياسية الجديدة المرسومة لمنطقتنا ، وحذرت في المقال الحكومات العربية من المناخات السياسية الجديدة المرسومة لنا، وقد رفض رئيس تحرير جريدة الحياة نشر المقالين، وقد حذرت عدة مرات من عدم تنفيذ الأوامر الملكية والكذب على الجهات العليا والسرقة العلنية والأقوال المعهودة من المسئولين والأمراء في شتى المناطق.

    وحكت ابنة الملك الراحل سعود بن عبد العزيز رحمه الله محاصرتها وسط مياه الأمطار بجدة حيث قالت: فقد رأيت بأم عيني ما حصل في جدة في يوم الغضب الإلهي ، والكذب الذي انتهجته وسائل الإعلام لتغطية مدى وحجم الخسائر البشرية في شتى مناطق جدة ، فقد احتجزت شخصيا في أحد المطاعم بعدما سحبت وسط الأمواج في محطة وقود ، وقد استنجدت عدة مرات بالدفاع المدني والشرطة .

    وتابعت: بينما كان بعض المسئولين الرئيسيين مشغولين باجتماع تثقيفي ، بينما كانت جدة تغرق، وآخرون ممن يملكون مفاتيح هذه المدينة مرتاحا في قصره ، وبينما المواطنون يغرقون، والجثث تتناثر أمامي وتجرفها السيول ، والمواطنون يتسلقون الأشجار ، ومنهم من لقي حتفه تحت الماء ، ومنهم من نزل يسبح في المياه للنجاة ، وغمرته موجة من مياه السدود التي انفجرت ، والتي هي أكبر مثال للسرقة العلنية من قبل كل الجهات المعنية، والوزارات مسئولة مسئولية مباشرة عن هذه الكوارث الإنسانية، فإنني ومن بعد ما شاهدت في هذا اليوم المأسوي بأم عيني ، وأنا مسئولة أمام الله حيث لا ينفع لا مال ولا بنون ولن أكون شيطان أخرس.

    وأضافت في شهادتها : رأيت بنفسي عشرات الجثث ترتطم بالسيارات عندما كنت محتجزة ما بين الأرض والسماء والدفاع المدني يريد من يدافع عنه لأنه جهاز مشلول ولا يرقى إلى أقل مستويات البلدان الفقيرة في المستوى ، وكما أذكر خلو الشوارع من الجهات الحكومية ، فقد كان المواطنون هم الذين ينظمون الحركة التي أصبحت مشلولة تماما بسبب المد والجذر الذي لم نعرف له مصدرا، كما أصغيت بألم شديد لخطبة الجمعة وحسبت أنها ستكون مطالبة دينية من قبل هذه الجهة التي من المفروض أن تخاف الله أولا بإقالة كل المسئولين ومحاسبتهم علنيا ، ولكن فوجئت بخطاب ديني كما عهدناه ضعيفا مستكينا لا يطالب أو يواجه أو يكون معينا ، بل أبواق لمن نعرفهم غطاء لما يدور في المنطقة من إهدار للمال العام وإهدار للإنسانية.




    ضربتين بالرأس ..وتتعود
    خلف الحربي
    يقولون في الأمثال: (ضربتين في الرأس توجع)، ولكن بعد غرق جدة للمرة الثانية الأربعاء الماضي يبدو أن الوجع سيتحول إلى شعور مترف في هذه المدينة المسكينة، حيث سيتعود الناس عليه، وسيكون همهم في المستقبل كيفية توزيع الضربات الموسمية على خريطة الرأس، بحيث لا تأتي الضربتان في نفس المكان، بل تبتعد كل ضربة عن الأخرى بمسافة كافية، فيصبح الرأس مثل شوارع جدة (حفره كبيرة.. حفرة وسط.. حفرة صغيرة.. حفرة نسوا يحفروها)!.
    **
    يقولون في الأمثال: (طفح الكيل)، وأخشى ما أخشاه أن أمانة جدة إذا سمعت بهذا المثل سوف ترسل وايتا أصفر لشفط الكيل الذي طفح وصبه في أحد الأحياء السكنية المجاورة!.
    **
    يقولون في الأمثال: (بلغ السيل الزبى) لذلك سوف تنشئ الأمانة سدا منيعا على غرار سد أم الخير الذي انهار بعد نصف ساعة من هطول الأمطار، وسيقوم شخص ما بتحويل (الزبى) إلى مخطط سكني يبلغ سعر المaتر فيه ألفي ريال!.
    **
    يقولون في الأمثال: (اللي ضرب ضرب واللي هرب هرب)، وفي جده تحول المثل إلى (اللي ضرب هرب واللي هرب رجع ثاني وضرب).
    **
    يقولون في الأمثال: (اللي تلسعه الشوربة ينفخ في الزبادي)، ولكن في جدة لا أحد يستفيد من أخطاء الماضي، حيث اثبتت جامعة الملك عبد العزيز أنها لا تقرأ التاريخ حين أجبرت الطالبات على حضور الاختبارات رغم تحذيرات الدفاع المدني فعاشت أسرهن قلقا لا مثيل له، وكذلك الحال بالنسبة للمعلمات في المدارس اللاتي لم يعدن إلى بيوتهن إلا في اليوم التالي، ومن جانب آخر كان يوم الأربعاء الماضي هو (اليوم العالمي لغباء المديرين والمديرات في القطاعين العام والخاص)، حيث لم يسمحوا للموظفين والموظفات بالخروج في الوقت المناسب، فبقي بعضهم عالقا في الشوارع حتى منتصف الليل!.
    **
    يقولون في الأمثال: (طباخ السم يذوقه) لذلك بقي موظفو أمانة جدة محاصرين في مبنى الأمانة حتى ساعة متأخرة من الليل، بينما الشوارع المغمورة بالمياه تقول لهم مثلا مشابها: (طبخ طبختيه يا الرفله أكليه)!.
    **
    يقولون في الأمثال: (اللي يعيش يا ما يشوف) وفي جدة يوم الأربعاء تكررت مشاهد الناس الذين يؤشرون بأيديهم للطائرات المروحية (.. ممكن توصيله!)، والعجائز المسكينات يعبرن بعباءاتهن البحيرات والرجال يتجولون في الشوارع بالقوارب المطاطية!.
    **
    يقولون في الأمثال: (كل على همه سرى).. ويوم الأربعاء الماضي تعطل كل شيء في جدة باستثناء نظام ساهر المروري!.
    **
    يقولون في الأمثال: (لو خليت خربت).. وقد أثبت رجال ونساء هذه المدينة العظيمة معدنهم الأصيل، حين هب الكثيرون منهم لمساعدة المحتجزين في الشوارع وإيصال النساء العالقات في الطريق إلى ذويهن، والتعاون مع رجال الدفاع المدني خلال عمليات الإنقاذ، وهكذا هو الذهب معدن يزداد لمعانه كلما كانت الطرقات أشد وأقسى.. تحية لأهل جدة وجموع المتطوعين والمتطوعات فهذه (الفزعة) ليست غريبة عليهم.
    **
    يقولون في الأمثال: (من قدم السبت لقى الأحد)، ولكن في جدة: (لو قدمت كل الأيام.. بتغرق الأربعاء)!.
    **
    يقولون في الأمثال: (إذا حلقت لحية جارك بلل لحيتك)، وما حدث في جدة يمكن أن يحدث في الرياض والشرقية ومكة والطائف والباحة والمدينة وحائل وعرعر.. وسيكون أغبى شيء نفعله في حياتنا هو أن نعتبر غرق جدة مسألة تعني أهل جدة وحدهم.
    **
    يقولون في الأمثال: (لا تشكي لي أبكي لك) .. هكذا يروي الناس في جدة قصص إحضارهم لبناتهم وزوجاتهم من الشوارع المغلقة، وقد وصلتني عشرات القصص المحزنة، ويؤسفني عدم نشرها لضيق المساحة، وأتمنى من «عكـاظ» وبقية الصحف السعودية أن تفتح صفحاتها لنشر هذه القصص، كما أتمنى من أصحابها أن ينشروها أيضا على مواقع الإنترنت المتخصصة بكارثة جدة الثانية.
    **
    يقولون في الأمثال: (جودي على أمي وأوخياتي الصغار) لذلك أتوقع أن تتم محاسبة السائق البنغالي الذي يقود وايت الشفط الأصفر لتسببه بكارثة جدة الثانية!.
    **
    يقولون في الأمثال: (أعمى قال لأطرش: خلينا نشوفك).. هذه هي خطة الطوارئ في جدة، وهذه هي درجة التنسيق بين الأمانة والدفاع المدني والمرور والصحة!.
    **
    لا يوجد شيء يقهرني اليوم أكثر من الفيلم الوثائقي الذي يتحدث عن مشاريع جدة المستقبلية، حيث تظهر فيه جدة كمدينة تعتمد على المساحات الخضراء والمنتزهات العائلية المفتوحة والأبراج التجارية الشاهقة.. يقولون في الأمثال: (مكسحة وتقول للصايغ عطني خلخال)!.
    **
    في كارثة جدة الثانية أبدع المسؤولون في التصريحات والتوجيهات.. لم نشاهد واحدا منهم في الميدان.. كل مسؤول يوصي مسؤولا أصغر منه، وهكذا إلى ما لا نهاية.. يقولون في الأمثال: (حاجة ما تهمك وصي عليها جوز أمك)!.
    **
    يقولون في الأمثال: (دجاجتنا تكاكي عندنا وتبيض برا).. سوف نرى ما الذي سوف تفعله الجمعيات الخيرية ورجال الأعمال لفقراء جدة بعد كارثة الأربعاء .
    **
    يقولون في الأمثال: (الصرمه والقبقاب صاروا أصحاب).. لذلك لا تفكروا في حلول قريبة.
    **
    يقولون في الأمثال: (باب الحارة مخلع)، وهذا ما ورد في موقع الأرصاد أمس:
    نأسف لعدم تحديث المعلومات والبيانات بسبب تعطل الأنظمة وشبكة الاتصال الخاصة بتحديث هذا الموقع لتراكم مياه الأمطار الغزيرة التي هطلت على محافظة جدة يوم الاربعاء الموافق 22 صفر، وتود الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بأن تطمئن الجميع بأن الأحوال الجوية مستقرة للثلاثة الأيام المقبلة.
    **
    نأمل ونتمنى أن لا يتم الاستهتار بجراح أهل جدة وتصدر الأقاويل السخيفة التي تقول إن كارثة الأمطار بسبب معاصيهم.. يقولون في الأمثال: (انت بس سيبني وخلي العفاريت تركبني)!.





    على شارعين
    كيف يضرب مخك في جدة!
    خلف الحربي
    قبل سنوات ليست بالبعيدة تم تعيين واحد من أشهر جراحي القلب محافظا للقاهرة بعد أن وصلت جلطات الشوارع مداها الأقصى، لذا أقترح أن يتم تعيين استشاري مخ وأعصاب كي يتولى إصلاح أحوال مدينة جدة لأنها تعاني من جلطة دماغية قاتلة، فمن يشاهد مقطع الفيديو الذي تقوم فيه وايتات الصرف بشفط مياه المجاري ثم تصبها في نفق معبأ عن آخره بمياه الأمطار سوف (يضرب مخه) دون شك لأن المجاري لم يتم تصريفها بل ألقيت في مكان آخر، ولأن النفق لم يعد نفقا تعبره السيارات بل بحيرة لمياه الأمطار، ولأن مياه الأمطار في هذه البحيرة لم تعد مياه أمطار بل مياه ملوثة بالقاذورات!.
    هذا الفيديو العجيب لا يشكل شيئا أمام عشرات القصص العجيبة التي يرويها سكان جدة، وكان أكثر ما أدهشني رسائل بعض المهندسين الذين (ضرب مخهم) أكثر من غيرهم لأنهم لم يجدوا تفسيرا هندسيا واحدا لكل هذا العبث المكشوف، ومنهم الأخ المهندس يحيى بن عبد الله المعلمي الذي روى لي قصصا طريفة عن تعامل الأمانة مع حفر الشوارع التي يقوم بالإبلاغ عنها وطريقة الردم السيئة جدا بعد أن يزعجهم ببلاغاته المتكررة، وأكد أنه ومجموعة من زملائه المهندسين مستعدون لمساعدة أمانة جدة دون مقابل من أجل تحديد الحفر التي لا تنتهي وتوضيح الأخطاء في طريقة ردمها، المعلمي كان يعمل لسنوات في آسيا الوسطى وقال إنه رغم ظروف البرد القارس الذي يعاني منها العمال هناك ورغم فقر بعض المناطق لم يشاهد حفرا في الشوارع مثلما هو الحال في جدة، وهو يؤكد أننا نحتاج إصلاح الضمائر قبل إصلاح الحفر!.
    مهندس آخر يكاد أن (يضرب مخه) أيضا هو الأخ وهيب طه خجا الذي يسكن في حي المحمدية وخالفته شركة المياه بسبب قطرات مياه أمام بيته لا يعادل حجمها دلو ماء صغير بعد غسيله لسيارته، دفع المهندس وهيب الغرامة وعاد إلى بيته ليجد وايتات الصرف الصحي تفرغ حمولتها في منتصف الحي حتى امتلأ الهواء بالمياه العفنة! .. يتساءل: (هالحين شوية مويه نظيفة قدام بيتي يصوروها ويدفعوني غرامة ولو ما دفعت يقطعوا عني المويه .. وحمولة وايتات من مياه المجاري يصبونها قدام البيت وما أحد يغرمهم ولا حتى يصورهم للذكرى ..كيف تجي هذي؟!!).
    أما الأخ خالد ولي فقد (ضرب مخه) لسبب وجيه جدا حيث إنه مر بكوبري بريمان وسلك الطريق من الشرق أو الغرب ليجده مليئا بالحفر وهو يقول: (أول مرة بحياتي أشوف حفر في كوبري!)، بينما وصف لي قارئ آخر موقع أرض كبيرة في منتصف جدة كان تم تسويرها رغم أن داخلها أعمدة إنارة!.. وكتب عليها من الخارج (الأرض مملوكة بصك، جوال..)!.
    تخيلوا حتى الأخت رحاب المبتعثة إلى أقاصي الأرض يكاد أن (يضرب مخها) من عجائب جدة رغم أنها تعيش الآن في فلوريدا حيث تقول: (أحزن وأتأسف كثيرا كلما تهطل علينا الأمطار بسبب الكوارث التي تخلفها، وكأننا في العصر الحجري، أمس هطلت علينا أمطار في فلوريدا تحديدا ديتونا بيتش، أقسم لك بالله من 10 صباحا وحتي الليل، تخرج الشارع ما في أي أثر إلا لون الشوارع داكن شوي وتحس رطوبة، حالنا مؤسف للغاية، وطارت الطيور بارزاقها).
    وأخيرا .. كان شاعر العامية المصرية أحمد فؤاد نجم يقول لمن يتصل به بعد شفائه من جلطة في المخ: (الحمد الله الجلطة دخلت دماغي ما لقتش مخ وطلعت لوحدها)!.


    الأهم.. ما بعد كارثة سيول جدة!

    عبدالرحمن الخريف *
    ما هو شعورنا لو شاهدنا "بعد أسابيع" أن من عبّر عن مشاعره الحزينة في كارثة سيول جدة نقل وسائل الاعلام التي أبرزت تلك الكارثة لمدينة أخرى لتغطية حفل لوضع حجر الأساس لكارثة جديدة؟ اعتقد سنبارك ذلك المشروع إما لكوننا مساهمين فيه او لعدم إدراكنا لعواقبه! فمعظم المشاريع التي يطلق عليها ب"التطوير العقاري" هي في حقيقتها دفن أودية وبحار! وماحدث بجدة ماهو إلا صورة "مصغرة" قد تتكرر بمدن أخرى يعلم ذلك كل من تعاقب على أمناء المدن ومديري البلديات الذين فضلوا الصمت أملا في "ربك يستر"!
    إنني لن أتحدث عن كارثة حدثت وانتهت ومن المسؤول عنها، لان نهجنا هو استباق الحدث أما وصف الكارثة فهو تعبير عن مشاعر وتغطية لوقائع أصبحت مشاهدة من الجميع! فالمهم هو كيف نتجنب تلك الكارثة في جدة وباقي مدننا! فعلى الرغم من إيضاح أسباب تعدد أزماتنا وبدائية إدارتها التي اعتمدت على جهود فردية لإخفاء سبب الخلل وإبعاد الإعلام، تم تجاهل التعرف على حقيقة أزمات أصبح هناك من يشك في صنعها! وبدلا من تفعيل محاسبة المسؤولية تم استغلالها لاعتماد مشاريع جديدة لاتنفذ في الغرض الذي اعتمدت من اجله! والغريب إبراز بعض المسؤولين والكتاب لكارثة جدة بأنها مفاجئة في حين أن الجميع كان يعلم بان "فقاعة جدة" ستنفجر يوما ما وأنها لا تنحصر في سيول وصرف صحي! فجدة مرت بأزمات كبيرة وتم "لملمة الوضع" لتعدي بسلام! وكان من الممكن أن تمر هذه الكارثة أيضا بسلام خاصة وانه مضت (5) أيام بدون لقطات او مقالات عنها! ولكن مع صدور الأمر السامي الكريم بمحاسبة المقصرين سارعت وسائل الإعلام بالمقابلات ونشر المقالات والفضائح كانت معلومة منذ سنوات! فهل سيتم نشر فضائح المدن الأخرى أم يجب أن ننتظر لحين وقوع الحدث؟
    إن احد أسباب كارثة جدة - التي توجد بمدن أخرى- هي البناء على أراض يعلم المسؤولون بأنها في أودية أو بحار مدفونة تم تخطيطها وبيعها للمواطنين سواء بصكوك او بأوراق خارجية وهو أمر يتم في وضح النهار بجدة وغيرها.. وتعلم به جميع الجهات وتم إيصال الخدمات وبناء فلل وعمائر سكنية وتجارية بادوار متعددة لتصبح أحياء جديدة وكبيرة وليست عشوائية كما يُردد للتخفيف من وقع الكارثة والمسؤولية! بل ان المشكلة هي عندما يتشجع مسؤول بعد انكشاف الوضع بجدة بالاعتراف أنه قبل عام تم إخلاء مدرسة حكومية كانت مقامة على ارض مردومة بهياكل السيارات! الم يكن ذلك مؤشراً على وجود الخلل في مخطط تبني الدولة به مبانيها؟ وللتذكير أيضا فان هناك مباني حكومية بالرياض ومنها للدفاع المدني مقامة على أراض مدفونة بالمخلفات! كما انه إذا كان البعض يتعجب من وجود بحيرة الصرف الصحي المعروفة ب (المسك) بجدة فان هناك بحيرات للصرف الصحي بمدن أخرى ومنها بحيرة شرق حي النظيم بالرياض! والغريب انها مستثمرة بتفريغ الوايت ب (5) ريالات! وهناك من يؤكد بأنها تسربت العام الماضي مرتين لموقع التشليح! أليس من المهم أن نستفيد من كارثة جدة؟
    وحاليا وقبل وقوع الكوارث نرى على مشارف مدننا أراضي سكنية جديدة مازالت تخطط مع أننا نتذكر بان السيول كانت تجري بها! فقد تم إغلاق العبارات على الطريق الرئيس ليتم بعدد هائل من المعدات تنزيل مرتفعات ودفن شعاب وأودية لتصبح كامل الأرض مستوية كالبلاطة! وبالتأكيد سيعلن قريباً عن البيع وسيسارع الجميع للثناء على المشروع اعتقادا بأنه سيحل مشكلة الإسكان! وهذا الوضع ينطبق ايضا على من دفن البحر وباعه على مساهمين!
    انه من المهم أن لا ننتظر نتائج التحقيق بكارثة جدة بل يجب أن نستثمر التوجيه الكريم وبشكل عاجل ومن منطلق "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا" وليشمل كافة المناطق ومختلف الخدمات، فقد أوضح صراحةً بأن ماحدث يحدث عادةً بدول اقل من المملكة في الإمكانات ولا ينتج عنه خسائر مفجعة، ولذلك فقد يكون من المناسب على أمراء المناطق تشكيل لجان مستقلة أسوة بالأمر الكريم للبحث (وليس للتحقيق) في جميع أعمال ومشاريع الجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة بتقديم الخدمات للمواطنين وتحديد مواضع الخلل لتصحيحها قبل حدوث ما لا تحمد عقباه، حتى وان ترتب على ذلك تحمل الدولة لتكاليف الإزالة والتعويض، فليس من الضروري أن لا يتم التعويض إلا بعد وقوع الكارثة! فجميع المسؤولين إذا شعروا بعظم المسؤولية سينجزون أعمالهم على أكمل وجه، ولعل نجاحات الحج السنوية ومشاريعها لدليل على إمكانية تحقق ذلك إذا توفرت الإدارة الحازمة!





  2. نسيان مجرمي الأولى أغرقها ثانية

    جدة، وخاصة مع الموجة الكارثية الثانية خلال عام واحد، ليست في حاجة إلى إثارة مشاعر الحزن لدى عامة الناس، ولا إلى حرق أعصاب من ليس لهم علاقة بالقصور ولا دور لهم في التقصير. جدة ليست في حاجة إلى تسابق القنوات لتصوير مستوى المياه في الشوارع وأدوار المباني العالية، ولا لتسابق مواقع النت في نشر صور الجثث وأحوال الطالبات المحتجزات والأطفال العالقين. جدة ليست في أدنى حاجة لأن يردد مذيع برنامج رياضي تلفزيوني عبارات ساخرة، ثم يستشهد بقصيدة لا يملك القدرة على قراءة سليمة لأبياتها. جدة ليست في أدنى حاجة لتصوير حجم المشكلة وحجم القصور وحجم الدمار ومقدار الخسائر، وعرضها على من لا حول لهم ولا قوة!!. جدة ليست في حاجة لأن يستعرض كل منا قدراته في وصف ما حدث. ما حدث في جدة نعرفه ونعرف أسبابه، وأكثر من اكتوى بناره هو من خسر فيه أبا أو أما أو طفلا أو منزلا أو سيارة.
    ما تحتاجه جدة لتصلح حالها ولا تتكرر فيها ولا في غيرها هو معرفة مصير مئات المتهمين في الكارثة الأولى! كما أمر خادم الحرمين الشريفين يوم الأربعاء الماضي عندما شدد على محاسبة المتقاعسين عن تنفيذ قرارات العام الماضي!، ما هي عقوباتهم؟!، من هم؟!، أين هم؟!، ماذا حل بهم؟!، وكيف تعاملنا معهم؟!، هل أدينوا جميعا أم أدين بعضهم وما هي عقوبة من أدين؟!، ولماذا لم يدن من لم يدن؟! وكيف تمت تبرئته؟!!، عندما تضرب عنق قاتل في ساحة عامة يرتدع كل القتلة والمجرمين أعواما، وعندما تقطع يد سارق وتعلقها يعلق كل قطاع الطرق واللصوص والنشالين أنشطتهم سنين عديدة، ولو حدث (لا سمح الله) أن خرج أي من هؤلاء بفعلته فإن كل أنشطة الإجرام تستأنف.
    الكارثة الثانية ليست نتاج قصر الفترة بين الكارثتين، فخلال سنة يمكن وبسهولة تلافي ما حدث لو استمر الحماس، الكارثة الثانية سببها طول الفترة بين الكارثتين، فخلال سنة أمكن وبسهولة تلافي الغضب مما حدث وتهوينه وتبريد الحماس ضد من اقترفوه وإيجاد الأعذار والحجج وترديد عبارات إبعاد التهم والتبرئة، بدلا من الاستمرار في توجيه الاتهامات وأدلة الإدانة. كان خروج بعض المسؤولين من دائرة المسؤولية عن الكارثة الأولى أسرع من خروج الماء من حي قويزة وأنفاق أحياء جدة، ولم تنفع صور الجثث ولا لقطات (فيديو) الموت ولا مقالات الحزن في استمرار الغضب ضد المدانين والمتهمين، ولم يمنع اللطم والعويل على الحزن من تكرار الحزن.
    كل من تسبب في الأولى مجرم جدير بالعقوبة المعلنة، وكل من قلل من أهمية الأولى شريك، وكل من قال بأنها حادثة نادرة لا تحدث إلا كل مائة سنة مسؤول عما حدث هذه السنة، وكل من كتب مقللا من دور الفساد فيما حدث في الأولى، ومتهما من طالب بالعقوبة بالإقليمية والعنصرية شريك في جرم الثانية، ولا أقول الأخيرة، لأنها سوف تتكرر إن اكتفينا بلطم وعويل يتبعه خروج (متلطم) مع كفيل.
    باختصار.. لو تمت محاسبة ومعاقبة مجرم الأولى لما تهاون المتسبب عن تلافي الثانية.
    7 "



  3. صراحة / متابعات : اضطر أمين جدة الدكتور هاني أبو راس، مساء أمس، إلى قطع جولته الميدانية إلى حي التوفيق بعد أن انهال عليه سكان الحي بالانتقادات وألفاظ» لاتليق»، وتعالت أصواتهم متسائلين عن مصير المليارات والمشاريع والحلول التي كان يتغنى بها مسؤولو الامانة، وقالوا: إن مشروع توسعة قناة السد الذي باشرت الامانة تنفيذه قبل أسبوعين كان سببا في انهيار السد الذي جرف منازلهم وسياراتهم، مما اضطر أبو راس إلى الانسحاب بهدوء؛ تحاشيا للاحتكاك مع المواطنين الذين استشاطوا غضبا لحضوره متأخرا بعد خمسة أيام من الكارثة، دون أن تقدم لهم الامانة أية خدمات لحيهم المنكوب حتى الآن.

    وحسب ما ذكرت صحيفة المدينة في عددها اليوم الأثنين فقد أمطر سكان حي السامر والتوفيق مساء أمس أمين محافظة جدة الدكتور هاني أبو راس بسيل من الانتقادات "اللاذعة" خلال زيارته المسائية في الحي لتفقد سير اعمال شفط مياه الامطار التي اغرقت المنازل والطرقات ، مشيرين الى ان باعث نقمتهم على "الامانة" ممثلة في شخص الامين هو اغفال جميع الامناء السابقين مشاريع تصريف مياه الامطار في جميع احياء جدا وخصوصا حي التوفيق والسامر المهددين بمياه السد والتي اخذت في التدفق عبر منافذ جديدة اثارت الرعب في نفوسهم وجعلت كثيرا من السكان يغادرون منازلهم الى اخرى في احياء بديلة لدى اقاربهم او السكن في الشقق المفروشة.

    وحاول (أبو راس) توضيح موقفه من الكارثة بقوله :”ماذا افعل هذا قدر الله” مشيرا الى ان لا خوف من انهيار سد التوفيق ، فرد عليه مواطن من سكان الحي لو كنت صادقا اسكن في احد هذه البيوت الخطرة بيننا ، وعندما احتدم الحوار بين السكان والامين تجمعت اعداد كبيرة من المواطنين وبدأ التراشق بكلمات "غير لائقة" ووصوف غير لائقة ، مما دعا بأحد رجال الامن للتدخل وحث الامين على سرعة المغادرة من الموقع بقوله (معالي الامين أنت الآن في الموقع الخطأ ، غادر بسرعة) .

    وأثناء ترجل الامين مسرعا الى سيارته قدم اليه احد منسوبي بلدية الحدود الشمالية وقال له ان آلات شفط المياه لا يوجد بها وقود ولا يوجد من يوفر الاكل والشرب للعمال وسير العمل شبه معطل بسبب هذه الاشكاليات ، فرد عليه بسرعة التصرف وتأمين النواقص.
    7 "
  4. تكرر كارثة جدة: درس في الإدارة والقيادة

    ناصر الحجيلان
    يجب أن نخرج من تكرّر كارثة جدة بدروس كثيرة تضع أيدينا على مكمن الخلل في العمل الإداري، وتكشف عن أسباب الفشل في إنجاز المشروعات الوطنية. على أن ما حصل في جدة حاصل في مواقع أخرى من بلادنا، ويمكن أن يتكرر في أماكن وأزمنة وأعمال مشابهة أو مغايرة؛ ولهذا، فإن تجربة جدة هي تجربة لابد أن يستفيد منها الوطن لكي لا تعاد بصيغ وأشكال أخرى.
    ومن المؤكد أن هناك تقصيرًا إداريًا يتحمّل مجمل الأخطاء بكاملها، لأن أخطاء التنفيذ والإشراف والمتابعة والتقويم تنبع -في الحقيقة- من خطأ الإداري الذي سمح بها أو غفل عن اكتشافها أو جهل بأمرها.
    فحينما يتولّى شخص مهمّة قيادية في قطاع معين، فهو المسؤول الأول عن كل ما يحصل في قطاعه، وهو وحده الذي يتحمّل أخطاء الآخرين لأنه هو الذي عيّنهم ووثق بهم وأسند إليهم المهام. وإذا كان اختياره لمعاونيه خاطئًا، فإن هذه هي مشكلته في تقييم قدرات الناس وتقديرها. وعندما يوجد من يتملّص من المسؤولية أو يبرر الخطأ أو ينسبه لغيره أو يعجز عن إصلاحه وهو في موقع إداري يخوّله للإصلاح، فمن الخطأ الفادح أن يبقى في موقعه لحظة واحدة.
    ومن تجربة بسيطة، وجدت أن قدرات الناس في العمل الإداري متنوعة؛ فهناك من يصلح لأن يكون قياديًا يستطيع رسم الخطط ووضع التصورات العامة ومتابعة العمل ولديه القدرة على حل المشكلات دون الوقوف عندها. وهناك من يصلح لأن يكون إداريًا فقط، لأنه يتبع التعليمات وينفذ الأنظمة بصرامة وبشكل حرفي ولايهمه أن تحصل مشكلة أو لاتحصل، وإن حصلت المشكلة توقّف عندها دون أن يعنيه البحث لها عن حلّ ولا يفكر في تبعات المشكلة المستقبلية. وهناك أنواع أخرى من الإداريين الذين لايثقون بغيرهم ويتمسكون بمركزية ذاتية فينفذون العمل بأنفسهم، ورغم إخلاصهم وجدّيتهم إلا أنهم يتعبون ويفقدون ثقة غيرهم بهم، فينتهي بهم الأمر إلى الفشل. والواقع أن شخصية القيادي نادرة جدًا لأنها تحتاج إلى مواصفات عقلية ونفسية وثقافية لاتتوافر إلا في أنماط قليلة من الشخصيات.
    ومن أبرز مواصفات القيادي الناجح أربع سمات مهمة، أولها: أنه حرّ في تفكيره وسلوكه لاتُقيّده عراقيل بيروقراطية، ولا يقف تفكيره عند الحدود التقليدية؛ يفكر خارج الصندوق في إدارة الأزمة، فيجد الحل الصحيح لا محالة. ويتبع ذلك الانفتاح على الجميع؛ فليس لديه باب مغلق أو خطوط حمراء، يسمع من الجميع ويناقش كل المقترحات ويفكر في مختلف الحلول. والسمة الثانية أنه شجاع مقدام. وتتمثل شجاعته في كل تصرفاته، ومنها: الاعتراف بالخطأ مباشرة والسعي نحو إصلاحه، والشجاعة في اتخاذ القرار المناسب دون مجاملة أو وجل، والشجاعة في نسبة الفضل إلى أهله وتقدير الناجحين والتصريح بالأسماء، والشجاعة في اقتحام البحث عن الجديد والمغامرة في التجريب دون خوف من الوقوع في الزلل. والسمة الثالثة الكرم المتمثل في العطاء النفسي الذي يدعم فيه غيره؛ والعطاء المادي فلايبخل ولايستكثر الخير على سواه بقدر ما يتمنى للجميع المزيد من الخير؛ ومن ذلك السخاء مع البعيد والقريب في التقدير والاهتمام والحظوة، فلايقتر في الثناء ولايكنّ الشكر عمّن يستحقه. والسمة الرابعة المهمة هي الحلم، باعتبار الحلم بصيرة عقلية تنصهر فيها خبرات المرء وتجاربه التي أوصلته إلى درجة الحكمة. ولهذا، فإن الحليم يمتاز بأن تصرفاته متوازنة؛ ومن يتصف بهذه السمات لاتصدر منه الأعمال التالية: لايتعجل في الحكم دون جمع المعلومات وتقصّي الأسباب والبحث عن كل ماله صلة بالموضوع؛ ولايصل إلى النتيجة من خلال المقدمة لأنه ليس أسيرًا للتنميط العقلي ضد الناس أو ضد الأشياء؛ ولايقدّم الفرضية ويبحث لها عن براهين وشواهد تؤيدها غافلا عن أي شيء يعارضها لأنه ليس متحيزًا لرأي ولا لمنهج ولا لوسيلة ولا لشخص. ولهذا قالت العرب: «الحلم سيد الأخلاق» فهو يجمع معه العدل والإنصاف والرزانة، لأن الرجل الحليم هو رجل حكيم يُسترشد به.
    ومن تجتمع فيه السمات الأربع فهو القيادي الناجح. ولو تذكّرنا غازي القصيبي رحمه الله، لوجدناه ممن جمع هذه السمات في عمله وسلوكه وتفكيره، فنجح في الأعمال التي قام بها وترك بصمة يفتخر بها الوطن. وبالمثل، نجد اليوم من ملك هذه السمات وهو عبدالله العثمان الذي يشق طريق المجد للوطن ويرسم النجاح لجامعة الملك سعود يومًا إثر يوم.
    ومما يجدر ذكره، أن هذا القيادي يجب أن يملك القرار لكي ينجح، فلو بقي تحت سلطة غيره، فإن نجاحه مرهون بمدى تعاون رؤسائه. على أن بعض الإداريين يعرقلون نجاح غيرهم باتباع بيروقراطية تؤدي إلى الفشل. فمثلا، تجد المسؤول القيادي يضع الخطط بعد دراسات ممحّصة ويستعين بالخبرات لكي يقدّم مشروعات أساسية من المتوقع نجاحها، ولكنه يصطدم بإداريين من رؤسائه يئدون أفكاره ولايجعلون مشروعه يرى النور. وبهذا، تختفي الكفاءات ويغمرها الظلام، ويمرّ الزمن ولا نعرفها.
    ولاشك أن بلدنا معطاء بالكفاءات الوطنية المخلصة، لكن أغلبهم غير بارزين لأنهم لم يجدوا الفرصة. ومن المتوقع أنهم لايفضلون العمل مع «الإداريين» لأنهم لايرتاحون للعمل الروتيني التقليدي، ففكرهم حر ومنطلِق، والعمل الإداري الروتيني -بطبيعته- يقتل الإبداع ويجعل المرء مجرد أداة تنفيذ، ولهذا تجدهم يفضلون العمل مع «القياديين» ممن ذكرت سماتهم أعلاه؛ لأنهم يجدون أنفسهم فيبدعون، ويخلصون في العمل فينجحون.
    وبالعودة إلى كارثة جدة، فنحن بحاجة إلى قيادي يتولى أمانة جدة وسينجح لامحالة في إدارة الأزمة وإيجاد الحل الصحيح والنهائي لمشكلة مزمنة ومعقدة.

    7 "
  5. حتى لا تكون كارثة جدة موسمية!




    كارثة جدة هل ستكون مجرد حدث يمر مرور الكرام، ويتكرر كل سنة من دون عبرة أو تأمل أو إصلاح؟! الفساد لم يعد سراً، الملك عبدالله نفسه تحدث عن وجود الفساد، وكان يسأل عن "مشاريع ما بينت"، وحينما أتحدث عن الفساد أعني كل الفاسدين الذين تكونت جدة بسببهم على هذه الهشاشة والركاكة. والمشكلة أن بيوت الفقراء والمعدمين والبسطاء هي التي تندثر وتغرق وتتكسر على عكس البيوت الكبيرة التي تخضع لهندسة دقيقة ولحماية عالية. بيوت الطبقة الوسطى من المجتمع هي التي تكون عرضة للتلف والانهيار.
    الزميل عبد العزيز قاسم كتب خواطر حول الكارثة التي مسته هو، والتي تلف فيها نصف بيته وغرقت سيارته بعد أن جرفها الماء يقول: "أحمد الله تعالى على ما قدر وكتب، فقد بوغتنا بالسيل يوم الأربعاء في حي النخيل - الذي معظم سكانه من متوسطي الدخول، فمعظمهم دكاترة وطيارون ومشرفون تربويون وإعلاميون- ونحن الآمنون طيلة الكوارث الماضية بسبب سدّ أم الخير، الذي لعبت فيه الأمانة، فانهار السد... وانصب علينا السيل صبا، ويا لله ، وأنا أهرول بابنتي الصغيرتين للدور العلوي، وقد غمرت المياه الدور الأرضي".
    من حق المواطنين أن يتساءلوا وقد فعلوا، كيف لبلدٍ لا ينقصه الخير والمال أن يكون عرضةً لمثل هذه الكوارث سنوياً؟ وإذا كنا فهمنا أن كارثة العام الماضي كانت مباغتةً فلماذا لم تأخذوا احتيطات هذه السنة؟
    بعد الحرب العالمية الثانية هناك مدن وأحياء بكاملها بنيت خلال سنوات بسيطة، بل إن ألمانيا بعد أن دُكت دكاً احتاجت فقط إلى خمسين سنة لتكون ضمن أقوى خمس دول في العالم! الشيخ صالح كامل يحاول أن يفسر الخلل في جدة حين يقول: "ما حدث كارثة طبيعية، وكل العالم يتعرض لكوارث طبيعية، ولكننا لم ننتهِ من الدراسات والتنفيذ في وقت سريع، من بعد كارثة العام الماضي وأولى خطوات تنفيذ أمر خادم الحرمين ستكون عبر الاجتماع الوزاري الذي سيحدد جهة لتتحمل المسؤولية وستكون جهة واحدة فقط، لأنه إذا ضاع دم القتيل بين القبائل، ما تلاقي غريمك".
    المشكلة أيها الإخوة ليست في غريم أو غير غريم، بل في مدينة هي شريان الحج والعمرة وهي ميناء ومركز اقتصادي وتجاري حيوي في السعودية، كيف ستكون وإلى ماذا ستؤول؟!

    تركي الدخيل 2011-01-31 5:14 AM
    7 "
  6. من قلب مأساة الأربعاء أحدثكم

    تحويشة العمر التي أفنينا الأعمار بجمعها تتبدد أمام أعيننا، وسياراتنا التي كددنا لتسديد أقساطها تذهب في لمحة بصر؛ بسبب تقصير مسؤول

    خامل لا يستأهل مكانه، أو موظف مرتش لم يخف الله في مصائرنا، أو فاسد لم يهمه إلا جمع المال الحرام



    حي النخيل الوادع الذي أقطن؛ يقع إلى غرب سدّ أم الخير شرق مدينة جدة، ومعظم سكانه من ذوي الدخول المتوسطة، فثمة أكاديميون من

    جامعة الملك عبدالعزيز، وبعض منسوبي الخطوط السعودية، فضلا عن مشرفين ومعلمين في وزارة التربية. معظم هؤلاء مكث سنوات

    طويلة يجمع في تحويشة العمر؛ كي يشتري قطعة أرض بسيطة، ليستدين بعد ذلك من البنك ليبني فيلا أحلامه، فيستقر في بيت متوسط

    يمضي بقية أعوامه بهدوء، ويحمد الله على نعمة الأمن والأمان..

    في كل مواسم الأمطار المرعبة؛ كان السدّ يحمينا بعد الله تعالى، ولذلك كنا في مأمن واطمئنان داخلي يوم الأربعاء الفارط، نتحلق مع أفراد

    العائلة ونذكر الله بتأمل هذا المطر المتساقط، وندعو لإخوتنا في حي أم الخير وقد باتت لازمة أنها ستنكب مع كل غشقة ماء من السماء، غير

    أننا بوغتنا بعد ساعات طويلة من المطر المتتالي بسيل جارف، دخل الحي الآمن الصغير من كل الأنحاء والزوايا، وإذا بمنسوب المياه

    يرتفع بمتواليات هندسية، ولم أفق إلا على صوت ابنتي ذات التسع سنوات تبكي وتصيح: "المياه دخلت علينا يا بابا"، انفلت أحمل ابنتي

    الرضيعة ذات العشرة أيام فقط، وأصيح بأفراد عائلتي أن اصعدوا للدور العلوي، وأنا أستمع لشرشرة المياه المرعبة وهي تملأ الدور

    السفلي، ووسط بكاء أهلي وتضرعهم لله في مشهد تراجيدي حزين، طالعت الصورة المهولة أمامي عبر النافذة، حيث السيل يتدفق أمواجاً

    أمواجاً عبر الشوارع الآمنة، تسوق أمامها السيارات التي تتهادى فوقه كأنها قطع من لعب الأطفال التي نراها تطفو في البانيو، وتصطدم

    بكل شيء أمامها وتسحبها معها في تيار قوي لا يصمد حيالها إلا الخرسانات المسلحة، وبات السيل عبر هذه السيارات التي يطفو رأسها

    تارة ومؤخرتها تارة؛ تصطدم بأسوار البيوت، وسط صياح الجيران والأهالي، وكم كان المنظر مخيفاً ونحن نرى سور جارنا يتداعى عبر

    تلك الضربات، وهرعنا جميعنا لأسطح المنازل، وقد أيقنا بالموت، ولم أفق إلا على صوت ابنتي غادة وهي تبكي: "سنموت الآن بابا، بيتنا

    سيتحطم مثل بيت الجيران"، وأنا أهدهد تلك الصغيرة وأحتضنها، وأتأمل بكل الألم والحسرة سيارتيّ التي اقتنيتهما عبر التقسيط، تنجرفان

    أمامي وتذهبان في رحلة طافرة بالغبن والقهر مع السيل، فيما تلبستني عنوة لحظات تأمل ـ وأنا أتفرّس في وجوه جيراني فكلنا هذا الرجل

    ـ كيف كافحنا وناضلنا لنوفر قيمة هذه الأرض، وكيف بنيناها بكدّ وتعب، فيما الألم الدفين والحسرة الممضة تعتصر القلوب منا، غير أننا

    نتجالد في تلك اللحظة أمام زوجاتنا وأبنائنا، فلا أشدّ على الرجل من أن يراه أبناؤه وزوجته في حال انكسار وضعف، إلا أن مرارة الوضع

    ومأساويته يجعلك تشعر بغصة حارقة تذيبك كما الأسيد؛ فتحويشة العمر التي أفنينا الأعمار بجمعها تتبدد أمام أعيننا، وسياراتنا التي كددنا

    لتسديد أقساطها تذهب في لمحة بصر؛ بسبب تقصير مسؤول خامل لا يستأهل مكانه، أو موظف مرتش لم يخف الله في مصائرنا، أو فاسد لم

    يهمه إلا جمع المال الحرام على آلام ودموع المواطنين الكادحين.

    كم حزنت وأنا أرى جيراني يومئون ـ في تلك الساعات العصيبة ـ إلى طوافتي الدفاع المدني أن تنتشلهما من الأسطح وقد بلغت المياه للدور

    الأول، غير أن صرخاتهم واستغاثاتهم ضاعت مع هدير تلك المراوح الكبيرة، وحوقلت وأنا أقول: "أطوافتان فقط لمدينة بحجم جدة بها كل

    هؤلاء الملايين من البشر وقد تعرضت لحوادث سيل عديدة، أيها الدفاع المدني ما دهاك؟".

    تذكرت في تلك اللحظات ما حصل في كارثة قويزة قبل 14 شهراً، وتيقنت أنه طالما لم تك محاسبة وتشهير لأولئك الذين اغتالوا أحلامنا،

    وأكلوا أموالنا بالحرام، فستظل المسألة تلوب في كل عام، لأن أولئك أمنوا العقاب والتشهير.

    ويقيناً أن بداية التصحيح تبدأ من محاسبة الفاسدين والمقصرين والتشهير بهم، وكلي ثقة بسمو الأمير خالد الفيصل وهو الرجل الحازم الذي

    لن يرضيه أبداً ما حصل، وأطالب بمساءلة الدفاع المدني والمرور وأمانة جدة لما حصل يوم الأربعاء علناً، فهل يعقل أن يتكرر خلال 14

    شهرا ذات السيناريو؟ الفوضى المرورية تضرب بأطنابها، ومن يسيّر المرور هم بضعة شباب تطوعوا تحت المطر لتسيير السيارات في

    ظل غياب كامل لرجال المرور في تلك المنطقة المنكوبة ـ كوبري الملك عبدالله مثالاً وأنا ممن احتجز فيه لثلاث ساعات كاملات ـ فيما

    الدفاع المدني لا يزال على طوافتين يتيمتين في منطقة باتت منطقة كوارث مع كل مطر..

    والخلاصة؛ إذا لم تتم محاسبة المسؤولين في الكارثة الأولى، فسيستمر المسلسل.

    انحسر الماء أخيراً عن الحي، وتنفسنا الصعداء، وحمدنا الله، ونزلت أخوض في الوحل والطين وقد غمرا كل البيوت، ونزلت أطمئن على

    جيراني عبر برك المياه والأوحال، وذهبنا نبحث عن سياراتنا التي جرفها السيل بعيداً كما باتت أحلامنا وآمالنا. حمدنا الله تعالى،

    واسترجعنا على ما أصابنا، كان هذا حالنا نحن الأربعينيون وكبار السن، مرددين عباراتنا الشعبية المتوارثة: "المال يعوّض، والأرواح لا

    تعوض، فالحمدلله على سلامتنا"، فيما الشباب يصرخون حولنا: "لا بد من استقالة المسؤولين جميعاً".. نقّلت بصري بين كبار السنّ الذين

    يحمدون الله، وبين الشباب المطالب بالمحاكمة، ثم صعّدت نظري نحو الأفق، استقبل الشمس التي تطفل للمغيب وأنا أبتسم بثقة كاملة.


    عبد العزيز محمد قاسم 2011-01-31 4:51 AM
    7 "
ADs

قم بتسجيل دخولك للمنتدي او

الانضمام لمبتعث

Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.