إيقاف الإستقدام من بنقلادش

الوطن / علي سعد الموسى
سفير بنجلاديش يتحدث إليكم
"لا تتسرعوا في إصدار الأحكام على عمالة شعبنا لديكم عبر قصاصات الصحف".
الجملة السابقة هي العنوان الرئيسي من مقابلة طويلة أجراها بالأمس الوزير المفوض في سفارة بنجلاديش بالرياض دفاعا عن رعايا بلده في وجه الاستياء الشعبي والإعلامي الجارف. المقابلة برمتها تؤكد أن القناعات المحلية تجاه العمالة البنغالية تحديدا لم تعد موجة شعبية محلية فحسب، بل إن الوزير البنجلاديشي وفي أكثر من جملة في مقابلته يعترف بالقضية. المسألة، معالي الوزير المفوض، لم تعد مجرد قصاصات صحفية، فهذه القصاصات والمقالات إفراز لنبض اجتماعي جارف والمجتمع يقرأ أخبار الجاليات الوافدة لا من الصحف بل من كل ما حوله: من أشرطة الخلاعة التي تغزو البيوت بكل هذه الكثافة. من أماكن القمار والمراهنات في دهاليز الشوارع المظلمة. من مصانع الخمور القذرة التي تصنع في المدينة الواحدة عشرة أطنان في اليوم. من البقالات التي لا تتورع عن بيع الدخان والتبغ حتى لأطفال المدارس الابتدائية. صحيح أن في كل هذا الجنح أطيافاً وقبائل وشعوباً شتى لكن الصحيح أيضاً أننا نقرأ النسب والتناسب وسأصدقكم القول معالي الوزير المفوض لو قلت إن كافة أطياف الشعب السعودي تعرف الحقيقة الثابتة في أن بني جلدتكم، تحديدا، لا يتورعون عن شيء ولا عن بيع شيء طالما كانت تلك هي الطريقة الأقرب إلى المال.
للأمانة أيضاً معكم نقول، إذا أردت معرفة ماهية الانطباعات فلا تتوجه للشعب السعودي بحملة علاقات عامة أو خاصة، بل خص بالجهد أبناء جاليتك توعية لهم من أن السيل قد بلغ الزبى وأذكر لهم مثلنا الشعبي: ما دون الحلق إلا اليدين، ولك أن تذكر لي كاتبا واحداً أو صحيفة واحدة ذكرت جملة إيجابية واحدة في حق بني سحنتكم لأؤكد لكم الحقيقة الأخرى: كل هذه الكثافة لن تجتمع على باطل. أما عن التنمية المحلية التي تقول، معالي السفير، إن جاليتكم دفعت فيها أكثر مما أخذت فسأصدقك أخيرا، أننا كنا سنكون في خير ووضع أفضل خصوصا وأنتم تعترفون أن عمالة بلدكم بظروفها الخاصة هي أقل العمالات الأجنبية تدريبا وتعليما، فماذا يمكن أن تنتج هذه المعادلة من تنمية نوعية؟ المصدر