الأعضاء الإشتراك و التسجيل

الملتقيات
ADs

أيها المبتعث..أنت ابن المجد والحضارة

أيها المبتعث..أنت ابن المجد والحضارة


NOTICE

تنبيه: هذا الموضوع قديم. تم طرحه قبل 5450 يوم مضى, قد يكون هناك ردود جديدة هي من سببت رفع الموضوع!

قائمة الأعضاء الموسومين في هذا الموضوع

  1. الصورة الرمزية nomr
    nomr

    مبتعث جديد New Member

    nomr غير معرف

    nomr , ذكر. مبتعث جديد New Member. , تخصصى طالب , بجامعة .
    • .
    • طالب
    • ذكر
    • ., .
    • غير معرف
    • Dec 2008
    المزيدl

    May 29th, 2009, 04:49 AM

    أيها المبتعث..أنت ابن المجد والحضارة

    د.يوسف بن أحمد القاسم
    لما نجح ناجي الطنطاوي في اختبار الابتعاث، وكان الأول بين زملائه في الرياضيات والعلوم، أذن له أخوه الأكبر الشيخ علي في السفر إلى فرنسا ليكمل دراسته، فرجع منها، وكان أول من حمل شهادة الدكتوراة في الرياضيات في سوريا، وقد أرسل الشيخ لأخيه- حين كان في فرنسا- رسالة أبوية، تنضح غيرة على أخيه، وتنبض حباً له وشفقة عليه، وهي رسالة منه إلى كل مبتعث، ومما جاء فيها:"يا أخي.. انتبه لنفسك، واستعن بالله، فإنك ستقدم على قوم لا يبالي أكثرهم العفاف، ولا يحفل العرض، بل ليس في لغاتهم كلها كلمة بمعنى العرض كما نفهم نحن معناه! فترى النساء في الطرقات يعرضن أنفسهن عرض السلعة، قد أذلتهن مدنية الغرب وأفسدتهن، وهبطت بهن إلى الحضيض، فلا يأكلن خبزهن إلا مغموساً بدم الشرف، وأنت لا تعرف من النساء إلا أهلك: مخدرات، معصومات كالدر المكنون، شأن نساء الشرق المسلم، حيث المرأة عزيزة مكرمة، محجوبة مخدرة، ملكة في بيتها، ليست من تلك الحطة والمذلة في شيء، فإياك أن تفتنك امرأة منهن عن عفتك ودينك، أو يذهب بلبك جمال لها مزور، أو ظاهر خداع، هي والله الحية:ملمس ناعم، وجلد لامع، ونقش بارع، ولكن في أنيابها السم... إياك والسم.
    إن الله قد وضع في الإنسان هذه الشهوة، وهذا الميل، وجعل له من نفسه عدواً؛ لحكمة أرادها، ولكنه أعطاه حصناً حصيناً يعتصم به، وسلاحاً متيناً يدرأ به عن نفسه، فتحصن بحصن الدين، وجرد سلاح العقل، تنج من الأذى كله. واعلم أن الله جعل مع الفضيلة مكافأتها: صحة الجسم، وطيب الذكر، وراحة البال. ووضع في الرذيلة عقابها: ضعف الجسد، وسوء القالة، وتعب الفكر، ومن وراء ذلك الجنة أو جهنم. فإن عرضت لك امرأة بزينتها وزخرفها فراقب الله، وحكم العقل، واذكر الأسرة والجدود. لا تنظر إلى ظاهرها البراق، بل انظر إلى نفسها المظلمة القذرة، أتشرب من إناء ولغت فيه الكلاب؟!
    يا أخي إن في باريس كل شيء، فيها الفسوق كله، ولكن فيها العلم، فراجع، وابحث، واكتب، وانشر، وعش في هذه السماء العالية، ودع من شاء يرتع في الأرض، ويعيش على الجيف المعطرة! غير أنك واجد في ثنايا هذه الكتب التي كتبها القوم المستشرقون عن العربية والإسلام، وفي غضون هذه المحاضرات التي يلقونها، عدواناً كثيراً على الحق، وتبديلاً للواقع، فانتبه له، واقرأ ما تقرأ، واصغ لما تسمع، وعقلك في رأسك، وإيمانك في صدرك، لا تأخذ كل ما يقولون قضية مسلمة، وحقيقة مقررة، فإن الحق هو الذي لا يكون باطلاً، ليس الحق ما كان قائله أوروبا، فانظر أبداً إلى ما قيل، ودع من قال. ثم إنك سترى مدينة كبيرة، وشوارع وميادين ومصانع وعمارات، فلا يهولنك ما ترى، ولا تحقر حياله نفسك وبلدك، كما يفعل أكثر من عرفنا من رواد باريس، واعلم أنها إن تكن عظيمة، وإن يكن أهلها متمدنين، فما أنت من مجاهل الأرض، ولا أمتك بسفلة الناس، وإنما أنت ابن المجد والحضارة، ابن الأساتذة الذين علموا هؤلاء، وجعلوهم ناساً، ابن الأمة التي لو حذف اسمها من التاريخ لرجع تاريخ القرون الطويلة صحفاً بيضاً لا شيء فيها، إذ لم يكن في هذه القرون بشر يدون التاريخ تاريخه سواهم، فمن هؤلاء الذين ترى؟ إنما هم أطفال، أبناء أربعة قرون، ولكن أمتك أخت الدهر، لما ولد الدهر كانت شابة، وستكون شابة حين يموت الدهر.
    يا أخي إذا وجدت واسعاً من الوقت فادرس أحوال القوم، وأوضاعهم في معايشهم وتجارتهم وصناعتهم ومدارسهم، وابحث عن أخلاقهم ومعتقداتهم، على أن تنظر بعين الناقد العاقل الذي يدون الحسنة لنتعلمها، والسيئة لنتجنبها، ولا تكن كهؤلاء الذين كتبوا عن باريس من أبناء العرب، فلم يروا إلا المحاسن والمزايا، ولا كأولئك الذين كتبوا عن الشرق من أبناء الغرب، فلم يبصروا إلا المخازي والعيوب، ولكن كن عادلاً صادقاً أميناً. واعلم أن أثمن نعمة أنعم الله بها عليك هي نعمة الإيمان، فاعرف قدرها، واحمد الله عليها، وكن مع الله تر الله معك، وراقب الله دائماً، واذكر أنه مطلع عليك، يعصمك من الناس، ويعذك من الشيطان، ويوفقك إلى الخير. وفي اللحظة التي تشعر فيها أن دينك وأخلاقك في خطر، احزم أمتعتك، وعد إلى بلدك، وخل (السوربون) - جامعة في فرنسا - تنعي من بناها، وانفض يدك من العلم إذا كان العلم لا يجيء إلا بذهاب الدين والأخلاق" أهـ.
    نعم أيها القراء الأعزاء، إن الابتعاث ظاهرة صحية حين يكون بقدر الحاجة، وبضوابط صارمة تقي المجتمع من ويلاته وشروره، وكم من مبتعث رجع إلى بلده كيوم سافر منها، حافظاً لدينه، وفياً لوطنه، أما حين يفتح الباب على مصراعيه، ليلج فيه كل شاب وشابة، وبكل الفئات العمرية، فهنا تقع المشكلة؛ ولا ريب أن الابتعاث حين يطل برأسه على أي بلد محافظ دون ضابط أو زمام، فيجد الشاب نفسه في لمحة بصر في أحضان مجتمع يرفع شعار التفسخ والانحلال من قيم العرض والدين، فلا غرو إذن إن رجع إلى بلده وكان معولاً من معاول الهدم، أو أداة من أدوات التغريب، بل ربما كان آلة للأجنبي المتربص، وهذا ما يكشف عنه الشيخ الطنطاوي في قوله:"وكم من شاب نشأ في أسرة مؤمنة حريصة على دينها، متمسكة بفضائلها، أرسلناه إلى تلك البلاد ليعود منها بالعلم، فعاد بشهادة بلا علم، أو عاد بعلم بلا دين، أو ترك الدين والعلم هناك، ورجع متأبطاً ذراع حليلة من هناك، بيضاء شقراء، ولكن وراء بياض جلدها، وشقرة شعرها، قلباً أسود، مملوءاً كفراً، فيسري في قلوب أولاده منها، ولقد عشت زماناً كنا نقارع فيه الفرنسيين المستعمرين - يعني في سورية - في الشوارع نهاراً، ثم يأوي نفر منا إلى بيوتهم، فيجدون المستعمرات الفرنسيات متحكمات في دورهم، ومربيات لأولادهم، لا يملكون لهن قراعاً، ولا يثيرون عليهن حرباً، وهل يعلن أحد الحرب على زوجته وأم أولاده؟ وما ضعضع دولة العباسيين، وزعزع أساس ملكها إلا الجواري الجميلات الفاتنات من بنات أعدائهم، صرن اللباس لهم في مضاجعهم، والحبيبات المالكات لأفئدتهم، وصرن أمهات أبنائهم، ثم صار الأمر لهؤلاء الأبناء، فغدون الحاكمات من وراء ستار!!" إنها همسة منه رحمه الله، لا بل صيحة من لسان صادق، وقلب مشفق، فأرجو ألا تكون صيحة في واد، أو نفخة في رماد.
    http://www.aleqt.com/2007/09/09/article_107657.html
ADs

قم بتسجيل دخولك للمنتدي او

الانضمام لمبتعث

Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.