عذرا على الإطالة و السباحة في مدارات بعيدة..
و لكن لا زلنا في ضمن الكون..
بخصوص المنافقين..
و لناخذ العلمانيين مثلا و من اتضح اساءتهم للدين ..
يجب التحذير منهم و كشف حقيقتهم ..
احببت توضيح بعض النقاط و هي منقولة للفائدة:
أهل العلم يرون أن الفاسق المجاهر بفسقه تجوز غيبته ضمن الحالات التي تجوز فيها الغيبة .
قال الإمام النووي :[ اعلم أن الغيبة تباح لغرض صحيح شرعي لا يمكن الوصول إليه إلا بها وهو ستة أسباب :
الأول : التظلم فيجوز للمظلوم أن يتظلم إلى السلطان والقاضي وغيرهما ممن له ولاية أو قدرة على إنصافه من ظالمه فيقول ظلمني فلان بكذا .
الثاني : الاستعانة على تغيير المنكر ورد العاصي إلى الصواب فيقول لمن يرجو قدرته على إزالة المنكر فلان يعمل كذا فازجره عنه ونحو ذلك ويكون مقصوده التوصل إلى إزالة المنكر فإن لم يقصد ذلك كان حراماً .
الثالث : الاستفتاء فيقول للمفتي ظلمني أبي أو أخي أو زوجي أو فلان بكذا فهل له ذلك ؟ وما طريقي في الخلاص منه وتحصيل حقي ودفع الظلم ؟ ونحو ذلك فهذا جائز للحاجة ولكن الأحوط والأفضل أن يقول : ما تقول في رجل أو شخص أو زوج كان من أمره كذا ؟ فإنه يحصل به الغرض من غير تعيين ومع ذلك فالتعيين جائز …
الرابع : تحذير المسلمين من الشر ونصيحتهم وذلك من وجوه :
منها جرح المجروحين من الرواة والشهود وذلك جائز بإجماع المسلمين بل واجب للحاجة .
ومنها المشاورة في مصاهرة إنسان أو مشاركته أو إيداعه أو معاملته أو غير ذلك أو مجاورته .
ويجب على المشاوَر أن لا يخفي حاله بل يذكر المساوئ التي فيه بنية النصيحة .
ومنها إذا رأى متفقهاً يتردد إلى مبتدع أو فاسق يأخذ عنه العلم وخاف أن يتضرر المتفقه بذلك فعليه نصيحته ببيان حاله بشرط أن يقصد النصيحة وهذا مما يغلط فيه وقد يحمل المتكلم بذلك الحسد ويلبس الشيطان عليه ذلك ويخيل إليه أنه نصيحة فليتفطن لذلك .
ومنها أن يكون له ولاية لا يقوم بها على وجهها إما بأن لا يكون صالحاً لها وإما بأن يكون فاسقاً أو مغفلاً ونحو ذلك . فيجب ذكر ذلك لمن له عليه ولاية عامة ليزيله ويولي من يصلح أو يعلم ذلك منه ليعامله بمقتضى حاله ولا يغتر به وأن يسعى في أن يحثه على الاستقامة أو يستبدل به .
الخامس : أن يكون مجاهراً بفسقه أو بدعته كالمجاهر بشرب الخمر ومصادرة الناس وأخذ المكس وجباية الأموال ظلماً وتولي الأمور الباطلة فيجوز ذكره بما يجاهر به ويحرم ذكره بغيره من العيوب إلا أن يكون لجوازه سبب آخر مما ذكرناه .
السادس : التعريف فإذا كان الإنسان معروفاً بلقب كالأعمش والأعرج والأصم والأعمى والأحول وغيرهم جاز تعريفهم بذلك ويحرم إطلاقه على جهة التنقص ولو أمكن تعريفه بغير ذلك كان أولى .
فهذه ستة أسباب ذكرها العلماء وأكثرها مجمع عليه ودلائلها من الأحاديث الصحيحة مشهورة فمن ذلك :
عن عائشة رضي الله عنها أن رجلاً استأذن على النبي فقال ( ائذنوا له بئس أخو العشيرة - أي القبيلة - ) متفق عليه . احتج به البخاري في جواز غيبة أهل الفساد وأهل الريب .
وعنها قالت : قال رسول الله ( ما أظن فلاناً وفلاناً يعرفان من ديننا شيئاً ) رواه البخاري .
قال الليث بن سعد أحد رواة هذا الحديث :[ هذان الرجلان كانا من المنافقين ] .
وعن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها قالت ( أتيت النبي فقلت : إن أبا الجهم ومعاوية خطباني ؟
فقال رسول الله : أما معاوية فصعلوك – أي فقير – لا مال له . وأما أبو الجهم فلا يضع العصا عن عاتقه ) متفق عليه .
وفي رواية لمسلم ( فأما أبو الجهم فضرَّاب للنساء ) .
وهو تفسير لرواية ( لا يضع العصا عن عاتقه ) وقيل معناه كثير الأسفار ] رياض الصالحين ص 580-583 .
والفاسق الذي تجوز غيبته هو المجاهر بفسقه والفسق هو الخروج عن الطاعة وتجاوز الحد بالمعصية والفسق يقع بالقليل من الذنوب إذا كانت كبائر وبالكثير
وأكثر ما يقال الفاسق لمن التزم حكم الشرع وأقرَّ به ثم أخلَّ بجميع أحكامه أو ببعضها . الموسوعة الفقهية 33/140 .
فتارك الصلاة فاسق عند كثير من العلماء وبعضهم يكفره وشارب الخمر فاسق ومرتكب المحرمات فاسق كالزاني والديوث فاسق وهو الذي يرى المنكر في أهله ويسكت فهؤلاء الفسقة وأمثالهم تجوز غيبتهم ليحذرهم الناس ويعرفوا حالهم .
قال القرطبي :[ ليس من هذا الباب غيبة الفاسق المعلن به المجاهر …
وروي عن الحسن أنه قال : [ثلاثة ليست لهم حرمة صاحب الهوى والفاسق المعلن والإمام الجائر ] تفسير القرطبي 16/339 .
وقال الحسن البصري :[أترغبون عن ذكر الفاجر اذكروه بما فيه يحذره الناس ] مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 28/219 .
وقال إبراهيم النخعي :[ ثلاث كانوا لا يعدونهن من الغيبة : الإمام الجائر والمبتدع والفاسق المجاهر بفسقه ] .
وعن الحسن البصري قال :[ ليس بينك وبين الفاسق حرمة ] .
وورد عن عمر بن الخطاب أنه قال :[ ليس للفاجر حرمة ] . روى هذه الآثار ابن أبي الدنيا في كتابه الصمت ص 128-130 .
وخلاصة الأمر أن غيبة الفاسق المجاهر بفسقه جائزة بل قد تكون واجبة في بعض الحالات .
والمجاهرة بالمعاصي من المصائب التي ابتلي بها الناس ومن كثرة المجاهرة بالمعاصي صار كثير من الناس لا يعدونها شيئا ً
كترك الصلاة فهو عند كثير من الناس شيء هين وسهل والعياذ بالله .
فعن أبي هريرة أن النبي قال ( كل أمتي معافى إلا المجاهرين ) رواه مسلم . وهم الذين يجاهرون بمعاصيهم .
وأخيراً ينبغي التنبيه على أمر مهم ألا وهو نصيحة الفسقة بأن يتوبوا ويرجعوا إلى الله سبحانه وتعالى وأنه لا بد من الإنكار عليهم لما ثبت في الحديث من قول النبي ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم .
وتتدرج الغيبة بين الكفر والحرام والإباحة .
فتكون كفراً ، إذا استحلها صاحبها ، فإذا اغتاب المسلم أحداً ، فيقال له : لا تغتب ، لأن الغيبة حرام ، حرمها الله ورسوله ، فيقول : ليست غيبة وأنا صادق فيما قلت ، فهذا قد استحل ما حرم الله تعالى ، ومن استحل ما حرم الله فقد كفر ما لم يكن له شبهة في ذلك .
وأما الحرام ، وما دون الكفر ، فهو أن يغتاب إنساناً ويعلم حرمة ذلك ، فهذه معصية عظيمة ، وذنب كبير ، وعليه التوبة إلى الله تعالى .
وأما المباح ، فهو أن يذكر مساوئ إنسان ليحذره الناس ويعرفوا حاله . [ تنبيه الغافلين 80 ] .
منقول للفائدة
ملاحظة :بالنسبة لحديث لا غيبة لفاسق الذي يستدل به البعض فهو غير الصحيح
************************************************** *****************
رأيي بخصوص التنبيه للمنافق أو صاحب الفكر الضال
حتى لا يضلل على الناس ..من جهة
و لعله يراجع فكره من جهة أخرى..
أرى الأحوط أن يستخدم أسلوب الرسول صلى الله عليه و سلم بقول
ما بال أقوام يفعلون كذا..ما بال أقوام يقولون كذا
و استخدام الأساليب الكلامية سواء لتوجيهه أو تأنيبه أو تنبيه الآخرين لضلال فكره
وذلك باستخدام ألفاظ وتراكيب اللغة في تقوية المعنى المطلوب، مثل الاستعارة، والكناية، والتورية، والمجاز، لإيصال المعنى بالطريق غير المباشر.
فاستخدام أسلوب التعريض (و هو قول كلام له وجهان) يسلكه المأدبون لرفع الحرج عن النفوس و عدم احراج الطرف الآخر و استنهاض دواعي الخير داخله
لان التصريح و النقد المباشر يورث الصد لدى النفوس التي تميل للعناد
أما التعريض فيستميل العقول الذكية اللماحة..و النفوس الطاهرة..
كذلك من الجميل استخدام الكناية و هي التلميح للشيء السيء بلفظ حسن
و السيرة النبوية مليئة بالامثلة
و هذا الكلام كان معروف عند العرب
و من أمثالهم "إياك أعني فاسمعي يا جارة"
LOTUS January 8th, 2008, 07:27 AM
January 7th, 2008, 09:26 PM
وإذا نظرت إلى النفاق نظرة فاحصة لوجدته طبخة شيطانية مركبة من جبن شديد، وطمع بالمنافع الدنيوية العاجلة، وجحود للحق، وكذب.. ولك أن تتخيل ما ينتج عن خليط كهذا!!.
وإذا نظرنا إلى النفاق في اللغة لوجدناه من جنس الخداع والمكر، وإظهار الخير وإبطان الشر.
ذكر كثير من أهل العلم أن النفاق قسمان:
الثاني فهو النفاق العملي أو الأصغر، وهو التخلق ببعض أخلاق المنافقين الظاهرة كالكذب،والتكاسل عن الصلاة..مع الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر، كما ورد في قوله صلى الله عليه وسلم: "آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان".
وقوله صلى الله عليه وسلم: "أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء، وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا".
إن للمنافقين صفات كثيرة نشير إليها مجرد إشارات مختصرة، وإلا فإن التفصيل يحتاج إلى مؤلفات تفضح ما هم عليه، ومن هذه الصفات:
ويقول الله عز وجل: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ)[الحشر:11، 12].
.
هكذا حال المنافقين، فهم حين لا يقبلون حكم الله ورسوله، ويفتضح نفاقهم، يأتون بأعذار كاذبة ملفقة، ويحلفون الأيمان لتبرئة أنفسهم، ويقولون: إننا لم نرد مخالفة الرسول في أحكامه، وإنما أردنا التوفيق والمصالحة، وأردنا الإحسان لكل من الفريقين المتخاصمين. ومن عجيب أمرهم في ذلك أنهم إذا وجدوا الحكم لصالحهم قبلوه، وإن يك عليهم يعرضوا عنه، كما أخبر الله بذلك حيث قال: (وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ * وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ * وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ * أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)[النور:47-50].
وفي نهاية حديثنا عن النفاق نود أن نبين أن ما ذكرناه إنما هو قليلٌ من كثير من صفاتهم، وربما كان لنا معهم وقفات أخرى.
أعاذنا الله وإياكم من النفاق، وكفى الأمة شر المنافقين.