الأعضاء الإشتراك و التسجيل

الملتقيات
ADs

عملاق الفكر الإسلامي سيد قطب رحمه الله

عملاق الفكر الإسلامي سيد قطب رحمه الله


NOTICE

تنبيه: هذا الموضوع قديم. تم طرحه قبل 5553 يوم مضى, قد يكون هناك ردود جديدة هي من سببت رفع الموضوع!

قائمة الأعضاء الموسومين في هذا الموضوع

  1. جيل قرآني فريد

    هنالك ظاهرة تاريخية ينبغي أن يقف أمامها أصحاب الدعوة الإسلامية في كل أرض وفي كل زمان . وأن يقفوا أمامها طويلاً . ذلك أنها ذات أثر حاسم في منهج الدعوة واتجاهها .
    لقد خرَّجت هذه الدعوة جيلاً من الناس - جيل الصحابة رضوان الله عليهم - جيلاً مميزًا في تاريخ الإسلام كله وفى تاريخ البشرية جميعه . ثم لم تعد تخرج هذا الطراز مرة أخرى .. نعم وُجد أفراد من ذلك الطراز على مدار التاريخ . ولكن لم يحدث قط أن تجمَّع مثل ذلك العدد الضخم ، في مكان واحد ، كما وقع في الفترة الأولى من حياة هذه الدعوة .
    هذه ظاهرة واضحة واقعة ، ذات مدلول ينبغي الوقوف أمامـه طويلاً ، لعلنا نهتدي إلى سرِّه .
    إن قرآن هذه الدعوة بين أيدينا ، وحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهديه العملي ، وسيرته الكريمة ، كلها بين أيدينا كذلك ، كما كانت بين أبدي ذلك الجبل الأول ، الذي لم يتكرر في التاريخ .. ولم يغب إلا شخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهل هذا هـو السر ؟
    لو كان وجود شخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتميًّا لقيام هذه الدعوة ، وإيتائها ثمراتها ، ما جعلها الله دعوة للناس كافة ، وما جعلها آخر رسالة ، وما وكَّل إليها أمر الناس في هذه الأرض ، إلى آخر الزمان ..
    ولكن الله - سبحانه - تكفل بحفظ الذِّكْر ، و علم أن هذه الدعوة يمكن أن تقوم بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبمكن أن تؤتي ثمارها . فاختاره إلى جواره بعد ثلاثة وعشرين عامًا من الرسالة ، وأبقى هذا الدِّين من بعده إلى آخر الزمان .. وإذن فإن غيبة شخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا تفسر تلك الظاهرة ولا تعللها .
    * * *
    فلنبحث إذن وراء سبب آخر. لننظر في النبع الذي كان يستقي منه هذا الجيل الأول ، فلعل شيئاً قد تغير فيه . ولننظر في المنهج الذي تخرجوا عليه ، فلعل شيئاً قد تغير فيه كذلك .
    كان النبع الأول الذي استقى منه ذلك الجيل هو نبع القرآن . القرآن وحده . فما كان حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهديه إلا أثرًا من آثار ذلك النبع . فعندما سُئلت عائشة رضي الله عنها - عن خُلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت : " كان خُلقه القرآن "([1]) .
    كان القرآن وحده إذن هو النبع الذي يستقون منه ، ويتكيفون به ، ويتخرجون عليه ، ولم يكن ذلك كذلك لأنه لم يكن للبشرية يومها حضارة ، ولا ثقافة ، ولا علم ، ولا مؤلفات ، ولا دراسات .. كلا ! فقد كانت هناك حضارة الرومان وثقافتها وكتبها وقانونها الذي ما تزال أوروبا تعيش عليه ، أو على امتداده . وكانت هناك مخلفات الحضارة الإغريقية ومنطقها وفلسفتها وفنها ، وهو ما يزال ينبوع التفكير الغربي حتى اليوم . وكانت هناك حضارة الفرس وفنها وشعرها وأساطيرها وعقائدها ونظم حكمها كذلك . وحضارات أخـرى قاصية ودانية : حضارة الهند وحضارة الصين إلخ . وكانت الحضارتان الرومانية والفارسية تحفان بالجزيرة العربية من شمالها ومن جنوبها ، كما كانت اليهودية والنصرانية تعيشان في قلب الجزيرة.. فلم يكن إذن عن فقر في الحضارات العالمية والثقافات العالمية يقصر ذلك الجيـل على كتاب الله وحده .. في فترة تكونه .. وإنما كان ذلك عن " تصميم " مرسوم ، ونهج مقصود . يدل على هذا القصد غضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد رأى في يد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه – صحيفـة مـن التوراة . وقوله : " إنه والله لو كان موسى حيًّا بين أظهركم ما حلَّ له إلا أن يتبعني "([2]) .
    وإذن فقد كان هناك قصد من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقصر النبع الذي يستقي منه ذلك الجيل .. في فترة التكون الأولى .. على كتاب الله وحده ، لتخلص نفوسهم له وحده . ويستقيم عودهم على منهجه وحده . ومن ثم غضب أن رأى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -يستقي من نبع آخر.
    كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد صنع جيل خالص القلب . خالص العقل . خالص التصور . خالص الشعور . خالص التكوين من أى مؤثر آخر غير المنهج الإلهي ، الذي يتضمنه القرآن الكريم .
    ذلك الجيل استقى إذن من ذلك النبع وحده . فكان له في التاريخ ذلك الشأن الفريد .. ثم ما الذي حدث ، اختلطت الينابيع . ! صبت في النبع الذي استقت منه الأجيال التالية فلسفة الإغريق ومنطقهم ، وأساطير الفرس وتصوراتهم ، وإسرائيليات اليهود ولاهوت النصارى ، وغير ذلك من رواسب الحضارات والثقافات . واختلط هذا كله بتفسير القرآن الكريم ، وعلم الكلام ، كما اختلط بالفقه والأصول أيضًا . وتخرج على ذلك النبع المشوب سائر الأجيال بعد ذلك الجيل ، فلم يتكرر ذلك الجيل أبدًا .
    وما من شك أن اختلاط النبع الأول كان عاملاً أساسيًّا من عوامل ذلك الاختلاف البيِّن بين الأجيال كلها وذلك الجيل المميز الفريد.
    * * *
    هناك عامل أساسي آخر غير اختلاف طبيعة النبع . ذلك هو اختلاف منهج التلقي عما كان عليه في ذلك الجيل الفريد ..
    إنهم - في الجيل الأول - لم يكونوا يقرءون القرآن بقصد الثقافة والاطلاع ، ولا بقصد التذوق والمتاع . لم يكن أحدهم يتلقى القرآن ليستكثر به من زاد الثقافة لمجرد الثقافة ، ولا ليضيف إلى حصيلته من القضايا العلمية والفقهية محصولاً يملأ به جعبته . إنما كان يتلقى القرآن ليتلقى أمر الله في خاصة شأنه وشأن الجماعة التي يعيش فيها ، وشأن الحياة التي يحياها هو وجماعته ، يتلقى ذلك الأمر ليعمل به فور سماعه ، كما يتلقى الجندي في الميدان " الأمر اليومي " ليعمل به فور تلقيه ! ومن ثم لم يكن أحدهم ليستكثر منه في الجلسة الواحدة ، لأنه كان يحس أنه إنما يستكثر من واجبات وتكاليف يجعلها على عاتقه ، فكان يكتفي بعشر آيات حتى يحفظها ويعمل بها كما جاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه ([3]) .
    هذا الشعور .. شعور التلقي للتنفيذ .. كان يفتح لهم من القرآن آفاقًا من المتاع وآفاقًا من المعرفة ، لم تكن لتفتح عليهم لو أنهم قصدوا إليه بشعور البحث والدراسة والاطلاع ، وكان ييسر لهم العمل ، ويخفف عنهم ثقل التكاليف ، ويخلط القرآن بذواتهم ، ويحوله في نفوسهم وفي حياتهم إلى منهج واقعي ، وإلى ثقافة متحركة لا تبقى داخل الأذهان ولا في بطون الصحائف ، إنما تتحول آثارًا وأحداثًا تحوِّل خط سير الحياة .
    إن هذا القرآن لا يمنح كنوزه إلا لمن يُقبل عليه بهذه الروح : روح المعرفة المنشئة للعمل . إنه لم يجيء ليكون كتاب متاع عقلي ،ولا كتاب أدب وفن ، ولا كتاب قصة وتاريخ - وإن كان هذا كله من محتوياته - إنما جاء ليكون منهاح حياة . منهاجًا إلهيًّا خالصًا . وكان الله سبحـانه يأخذهم بهذا المنهج مفرقًا ، يتلو بعضه بعضًا :

    ([1]) أخرجه النسائي .

    ([2]) رواه الحافظ أبو يعلى عن حماد عن الشعبي عن جابر .

    ([3])ذكره ابن كثير في مقدمة التفسير .
    7 "
  2. { وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً }[ الإسراء :106]
    لم ينزل هذا القرآن جملة ، إنما نزل وفق الحاجات المتجددة ، ووفق النمو المطَّرِد في الأفكار والتصورات ، والنمو المُطَّرِد في المجتمع والحياة ، ووفق المشكلات العملية التي تواجهها الجماعة المسلمة في حياتها الواقعية . وكانت الآية أو الآيات تنزل في الحالة الخاصة والحادثة المعينة تحدث الناس عما في نفوسهم ، وتصوِّر لهم ما هم فيه من الأمر ، وترسم لهم منهج العمل في الموقف ، وتصحح لهم أخطاء الشعور والسلوك ، وتربطهم في هذا كله بالله ربهم ، وتعرِّفُه لهم بصفاته المؤثرة في الكون ، فيحسون حينئذ أنهم يعيشون مع الملأ الأعلى ، تحت عين الله ، في رحاب القدرة . ومن ثم يتكيفون في واقع حياتهم ، وفق ذلك المنهـج الإلهي القويم .
    إن منهج التلقي للتنفيذ والعمل هو الذي صنع الجيل الأول . ومنهج التلقي للدراسة والمتاع هو الذي خرَّج الأجيال التي تليه . وما من شك أن هذا العامل الثاني كان عاملاً أساسيًا كذلك في اختلاف الأجيال كلها عن ذلك الجيل المميز الفريد .
    * * *
    هناك عامل ثالث جدير بالانتباه والتسجيل .
    لقـد كان الرجل حين يدخل في الإسلام يخلع على عتبته كل ماضيه في الجاهلية . كان يشعر في اللحظة التي يجيء فيها إلى الإسلام أنه يبدأ عهداً جديدًا ، منفصلاً كل الانفصال عن حياته التي عاشها في الجاهلية . وكان يقف من كل ما عهده في جاهليته موقف المستريب الشاك الحذر المتخوف ، الذي يحس أن كل هذا رجس لا يصلح للإسلام ! وبهذا الإحساس كان يتلقى هَدْي الإسلام الجديد ، فإذا غلبته نفسه مرة ، وإذا اجتذبته عاداته مرة ، وإذا ضعف عن تكاليف الإسلام مرة .. شعر في الحال بالإثم والخطيئة ، وأدرك في قرارة نفسه أنه في حاجة إلى التطهر مما وقع فيه ، وعاد يحاول من جديد أن يكون على وفق الهَدْي القرآني .
    كانت هناك عزلة شعورية كاملة بين ماضي المسلم في جاهليته وحاضره في إسلامه ، تنشأ عنها عزلة كاملة في صلاته بالمجتمع الجاهلي من حوله وروابطه الاجتماعية ، فهو قد انفصل نهائيًا من بيئته الجاهلية واتصل نهائيًا ببيئته الإسلامية . حتى ولو كان يأخذ من بعض المشركين ويعطي في عالم التجارة والتعامل اليومي ، فالعزلة الشعورية شيء والتعامل اليومي شيء آخر .
    وكان هناك انخلاع من البيئة الجاهلية ، وعُرْفُها وتصورها ، وعاداتها وروابطها ، ينشأ عن الانخلاع من عقيدة الشرك إلى عقيدة التوحيد ، ومن تصور الجاهلية إلى تصور الإسلام عن الحياة والوجود . وينشأ من الانضمام إلى التجمع الإسلامي الجديد ، بقيادته الجديدة ، ومنح هذا المجتمع وهذه القيادة كل ولائه وكل طاعته وكل تبعيته .
    وكان هذا مفرق الطريق ، وكان بدء السير في الطريق الجديد ، السير الطليق مع التخفف من كل ضغط للتقاليد التي يتواضع عليها المجتمع الجاهلي ، ومن كل التصورات والقيم السائدة فيه . ولم يكن هناك إلا ما يلقاه المسلم من أذى وفتنة ، ولكنه هو في ذات نفسه قد عزم وانتهى ، ولم يعد لضغط التصور الجاهلي ، ولا لتقاليد المجتمع الجاهلي عليه من سبيل .
    نحن اليوم في جاهلية كالجاهلية التي عاصرها الإسلام أو أظلم . كل ما حولنا جاهلية .. تصورات الناس وعقائدهم ، عاداتهم وتقاليدهم ، موارد ثقافتهم ، فنونهم وآدابهم ، شرائعهم وقوانينهم . حتى الكثير مما نحسبه ثقافة إسلامية ، ومراجع إسلامية ، وفلسفة إسلامية ، وتفكيرًا إسلاميًا .. هو كذلك من صنع هذه الجاهلية !!
    لذلك لا تستقيم قيم الإسلام في نفوسنا ، ولا يتضح تصور الإسلام في عقولنا ، ولا ينشأ فينا جيل ضخم من الناس من ذلك الطراز الذي أنشأه الإسلام أول مرة .
    فلا بد إذن - في منهج الحركة الإسلامية - أن نتجرد في فترة الحضانة والتكوين من كل مؤثرات الجاهلية التي نعيش فيها ونستمد منها . لا بد أن نرجع ابتداء إلى النبع الخالص الذي استمد منه أولئك الرجال ، النبع المضمون أنه لم يختلط ولم تشبه شائبة . نرجع إليه نستمد منه تصورنا لحقيقة الوجود كله ولحقيقة الوجود الإنساني ولكافة الارتباطات بين هذين الوجودين وبين الوجود الكامل الحق ، وجود الله سبحانه .. ومن ثم نستمد تصوراتنا للحياة ، وقيمنا وأخلاقنا ، ومناهجنا للحكم والسياسة والاقتصاد وكل مقومات الحياة .
    ولا بد أن نرجع إليه - حين نرجع - بشعور التلقي للتنفيذ والعمل ، لا بشعور الدراسة والمتاع . نرجع إليه لنعرف ماذا يطلب منا أن نكون ، لنكون . وفي الطريق سنلتقي بالجمال الفني في القرآن وبالقصص الرائع في القرآن ، وبمشاهد القيامة في القرآن .. وبالمنطق الوجداني في القرآن .. وبسائر ما يطلبه أصحاب الدراسة والمتاع . ولكننا سنلتقي بهذا كله دون أن يكون هو هدفنا الأول . إن هدفنا الأول أن نعرف : ماذا يريد منا القرآن أن نعمل ؟ ما هو التصور الكلي الذي يريد منا أن نتصور ؟ كيف يريد القرآن أن يكون شعورنا بالله ؟ كيف يريد أن تكون أخلاقنا وأوضاعنا ونظامنا الواقعي في الحياة ؟
    ثم لا بد لنا من التخلص من ضغط المجتمع الجاهلي والتصورات الجاهلية والتقاليد الجاهلية والقيادة الجاهلية .. في خاصة نفوسنا .. ليست مهمتنا أن نصطلح مع واقع هذا المجتمع الجاهلي ولا أن ندين بالولاء له ، فهو بهذه الصفة .. صفة الجاهلية .. غير قابل لأن نصطلح معه . إن مهمتنا أن نغيِّر من أنفسنا أولاً لنغير هذا المجتمع أخيرًا .
    إن مهمتنا الأولى هي تغيير واقع هذا المجتمع . مهمتنا هي تغيير هذا الواقع الجاهلي من أساسه . هذا الواقع الذي يصطدم اصطدامًا أساسيًا بالمنهج الإسلامي ، وبالتصور الإسلامي ، والذي يحرمنا بالقهر والضغط أن نعيش كما يريد لنا المنهج الإلهي أن نعيش .
    إن أولى الخطوات في طريقنا هي أن نستعلي على هذا المجتمع الجاهلي وقيمه وتصوراته ، وألا نعدِّل نحن في قيمنا وتصوراتنا قليلاً أو كثيرًا لنلتقي معه في منتصف الطريق .كلا ! إننا وإياه على مفرق الطريق ، وحين نسايره خطوة واحدة فإننا نفقد المنهج كله ونفقد الطريق !
    وسنلقى في هذا عنتًا ومشقة ، وستفرض علينا تضحيات باهظة ، ولكننا لسنا مخيرين إذا نحن شئنا أن نسلك طريق الجيل الأول الذي أقر الله به منهجه الإلهي ، ونصره على منهج الجاهلية .
    وإنه لمن الخير أن ندرك دائمًا طبيعة منهجنا ، وطبيعة موقفنا ، وطبيعة الطريق الذي لا بد أن نسلكه للخروج من الجاهلية كما خرج ذلك الجيل المميز الفريد ..
    7 "
  3. أخوة الإسلام
    عندي نصيحة ثانية لمن أراد القراءة في كتاب التفسير النافع " في ظلال القرءان " للشيخ سيد رحمه الله , فإن الطبعة المشروعة تصدر عن دار الشروق , فاحرص عليها ما استطعت إلى ذلك سبيلا . ولا تنسى يوما من الأيام أن كل شخص على وجه الأرض يؤخذ من قوله ويرد إلا محمد صلى الله عليه وسلم فهو المعصوم بأبي هو وأمي . والقضية التي ركز عليها الشيخ هي قضية الحاكمية العليا , أي أن الحكم لله وحده لا شريك له أي لا يجوز لأيا كان أن يشرع الشرائع والقوانين ( أو القيم أوالأخلاق أو السلوك أو الأوضاع الإجتماعية أوالإقتصادية ... إلخ ) من عند نفسه فيكون بذلك ربا وإلها لمجتمعه , ولا يجوز للمجتمع أيا كان أن يقبل أي شرع أو قانون ( أو ... إلخ ) مالم يكن من لدن الحكيم الخبير ... لأن الأصل أن لا تحكم هذه الأرض إلا بحكم ومنهج الله للحياة المتمثل في تطبيق حكم الإسلام في الأرض كافة في جميع المجتمعات ... وبهذا الشكل المختصر الواضح تخرج البشرية من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد وحده لا شريك له . ولا ننسى كم حارب الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله شرك القبور ( شرك العبادة ) طوال حياته , ومن عبد الناس لنفسه ممن يدعي أنه من الأولياء , ومن عبد الأموات والأولياء من الناس ... فكذلك حارب الشيخ سيد رحمه الله شرك الدستور أو القانون ( شرك الطاعة ) , ومن شرعه للناس ومن أطاعه على ذلك من الناس .
    فالشيخ سيد رحمه الله واجه وإخوانه الأبطال الواقع المر الأليم الذي حل بالشعوب الإسلامية منذ سقوط الخلافة العثمانية فعلا ... والذي للأسف مازال مستمرا إلى الآن !

    أتمنى أن يكون الله قد وفقني إلى إيصال المعلومة واضحة نقية كما يحب ربي ويرضى .
    والسلام على أخوتي ورحمة اله وبركاته .
    7 "
  4. السلام على أخوة الإسلام ورحمة الله وبركاته
    أين أنتم يا أخوتي ؟ ... الله يعين المسلمين ويقويهم على الحق .
    أبشركم بدأت بقراءة كتاب ثاني للشيخ سيد رحمه الله اسمه هذا الطريق والكتاب جميل جدا وفيه أبواب رائعة تضيف لي خيرا عظيما لما وجدته بالمعالم ( معالم الطريق ) .
    والحمد لله من قبل ومن بعد ... في بداية الموضوع كان فيه أخوة ذكروا أشياء طيبة عن سيد قطب رحمه الله , يعلم الله أني افتقدهم ... وأسأل الله أن ييسر أمورهم ويشرح صدورهم للخير والإيمان والثبات على الحق . وأسأل الله كذلك أن يكرمنا بأخوة آخرين تجمعنا بهم الغيرة على دين الإسلام وحرماته وأعراضه ... لأن حال الإسلام حال غربة والله !
    فكلما قرأت وتدبرت كلام سيد رحمه الله تدرك حجم الهوة بين محاولة البعث الإسلامي وبين تسلم الإسلام قيادة البشرية , إنها والله الطريق الطويلة والشاقة التي لا يصبر عليها إلا من اختارهم الله واصطفاهم لذلك من بين جموع المسلمين الغفيرة ... فليس طريق إقامة منهج الله في الحياة طريق معبد بالورود والرياحين بل هو طريق الأشواك والألام التي لابد من كنسها واقتلاعها والتأذي بها وبجراحاتها حتى نصل إلى المبتغى الذي هو رضى الله سبحانه وتعالى ولا شيء سواه . لذلك النصر في الدنيا على أيدينا قد يتحقق وقد لا يتحقق لحكمة يراها الله ويبغيها ... أما نحن فلنا أن نفعل كل ما نملك لإرضاء الله المتضمن خدمة هذا الدين العظيم , وكل ما نملك هو العمل للإسلام ... كل ما نملك هو تعبيد هذه النفس لرب العباد أكثر وأكثر حتى تصبح الصعوبات تيسيرات بعطف رب الأرض والسماوات . وليكن في خلدنا ما حيينا أخوة الدين يقينا راسخا لا ريب فيه البتة , أننا لن نذوق طعم وحلاوة هذه الدين ولن نطبقه التطبيق الكامل الذي يحبه ربنا ويرضى , و رؤوس الكفر العالمية تتحكم في شعوب الأرض قاطبة بالترغيب تارة وبالترهيب تارات , بعدما ألهت نفسها من دون الله والعياذ بالله حيث اغتصبت حق من حقوق الله لا ينبغي لأحد سواه ألا وهو حق وضع المناهج للمجتمعات ( حق الحاكمية العليا ) , وأنتم ونحن نرى ونسمع ونعلم كيف أن كل من يتجرأ على مخالفة وعصيان هذا الآلهة العصرية فإن مصيره القتل أو التشريد , وهذا الهول بلا شك يخففه الله عنا عندما نتأسى بحال صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة قبل الهجرة إلى المدينة , ونعلم أن طريقهم هي ذاتها طريقنا وليس هناك طريق سواها البتة . وفكرة قوى الأمم المتحدة الكافرة هي نفس الفكرة القديمة التي تقول لا أريكم إلا ما أرى ... فحق لنا أخوة الإسلام أن ننفض عنا غبار الرقود والشلل وأن نسعى بكل ما آتانا الله من قوة لإقامة منهج الله في الأرض ... ذلك المنهج الذي يحمل الخير للبشرية كل البشرية ... ذلك المنهج الذي تستحثنا على تحقيقه الفطرة الأصيلة التي بين جنبينا ... ذلك المنهج الذي يتناسق مع باقي الوجود للسير إلى الغاية التي يريدها منا الله عز وجل ... ذلك المنهج وتلك الراية الذي يتسلمه الأبطال بعد الأبطال ولا حياة له بين الجبناء ... ذلك المنهج الرباني المنبثق من العقيدة الربانية المستقيمة ... تلك العقيدة التي تعيش في شغاف القلوب الحية ... تلك العقيدة التي تستقي كل تصوراتها وقيمها وأخلاقياتها وموازينها وأوضاعها من لدن الحكيم الخبير ... من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ... فحياة المسلم يا أخوة ليست عقيدة وحدها , ولا عقيدة وعبادة فقط ... بل هي عقيدة وعبادة وشريعة ... ولا يكون الرجل مسلما ما لم يدين بالعبودية لله وحده في تلك الثلاثة كلها ... ومن صميم العقيدة الإسلامية والعبادة على الطريقة المحمدية أن يسعى الرجل ليل نهار لا يفتر ولا يتراجع عن إقامة الشريعة السماوية على هذه الأرض الفانية . فالبدار البدار نسأل الله أن يستعملنا ولا يستبدلنا ... ونسأله الثبات حتى الممات على الطاعة والهدى والسداد ... آمين
    أما كتب الشيخ سيد فهي نافعة نافعة نافعة , وجانب من روعتها ومنفعتها أنها جاءت في الوقت المناسب , فهي تتكلم عن زمان هو زماننا وعن حال هو حالنا , وهذا يدل على فقه ذلك الرجل المقدام وشجاعته الفذة ... وهذه في الحقيقة طبيعة هذا الدين العظيم فهو دين واقعي وليس دين المثاليات الذهنية المحضة !
    وكما أقول لكم دائما إن في الصدر الكثير والكثير ... لكن نسأل الله الإخلاص في القول والعمل ... فنحن واجينا أن نعمل الكثير والكثير لله وحده لا شريك له حتى يرضى عنا ... وقبل الختام أعود وأكرر احذروا من الرضى عن رؤس الكفر العالمية المتحدة التي تحكم العالم اليوم بالكفر والضلال ... فكما هو معلوم بديهة أن الرضى بالكفر كفر ... فلتكن قلوبكم دائما رافضة كارهة لهذا الكفر العالمي جملة وتفصيلا , رفضا ومقتا صامدا صمود الجبال . ذلك حال القلوب أما حال الجوارح واللسان , فمن البديهة أن المسلم يكفر بالعمل كما يكفر بالقول ولا يعذره في فعل أو قول الكفر أمام الله إلا الإكراه الحقيقي وليس الخوف الشديد أو الحرص على الدنيا , ومن الإكراه الحقيقي أن يفتن الإنسان في دينه كما فتن الصحابي رضي الله عنه بقطع أحد أعضاءه الذي قطعوه فعلا , عندما أرادته قريش أن يطعن في الدين الحنيف , فبعد القطع والتعذيب الشديد جاز له أن يطعن بالقدر الذي يفلته من أيديهم الباطشة مع اطمئنان القلب بالإيمان اطمئنانا كاملا عند الطعن في الدين ... وهذه قاعدة مهمة فاعطها حقها من الحفظ والفهم يرعاك الله ... ولتعلموا أن الإسلام هو الدين الأصيل الذي يغرس فينا محركا دافعا لا يعرف الحركة للوراء ... فلا رجوع للوراء أبدا أبدا ... وليس لنا إلا الإنطلاق للأمام , للأمام فقط ... ومن هذا تفهم ماذا يعنيه من قال خير وسيلة للدفاع الهجوم ... فنحن واجبنا نشر الإسلام في الأرض كافة ... ولا يخلي بيننا وبين البشرية إلا إزالة واقتلاع رؤوس الشر والضلال التي تعلم علم اليقين كما يعرفون أبناءهم أنه لا يضيع عليهم مصالحهم ومخططاتهم الخبيثة لإفساد وتخدير البشرية وجرها لجهنم بقضاء الله وقدره إلا الإسلام الحق بجنوده الأفياء . فالإسلام ليس دين جاء بالسيف كما يحلو لأعداء الدين تشبيهه لتنفير البشر عنه بل هو جاء بالخير للبشر أجمع وليس السيف إلا لمن حارب الإسلام ووقف حجر عثرة في طريق الدعوة المحمدية ... وهذا كلام واضح وضوح الشمس لمن أراد الله هدايته وتوفيقه , لا يجادل ولا يماري فيه إلا من طمس الله بصيرته عن الحق والرشاد ... أسأل الله أن يعفو عنا ويلهمنا الصواب في القول والعمل ... وصلي اللهم وسلم على سيدنا وقائدنا وإمامنا محمد أعظم صلاة وأتم تسليم .
    والسلام على أخوة الإسلام ورحمة الله وبركاته .
    7 "
  5. السلام على أخوة الإيمان ورحمة الله وبركاته
    أبشركم أتممت قراءة كتاب هذا الدين للشيخ سيد رحمه الله , وقد استفدت منه كثيرا ولله الحمد .
    الحاصل يا أخوة أرى أن كتب سيد رحمه الله نافعة للبشرية كلها على اختلاف مذاهبها ونحلها ... وذلك لأن الشيخ يخاطب البشرية بالجملة معتمدا على محورين متوازيين والله أعلم ... الأول رصيد الفطرة الأصلي الذي يملكه جميع البشر ... والثاني تأثير المد الإسلامي الإيجابي قطعا على البشرية منذ البعثة وإلى وقتنا الحاضر . فهي كتب يحتاج إليها المسلم الناصح لنفسه قبل كل أحد , وأيضا أرى أن لها تأثيرا قويا على الشعوب العالمية المستضعفة - من قبل حكوماتها الطاغوتية - . فكل الشعوب ترى الظلم والإستبداد وتحسه وتعيشه واقعا يوميا - سواء كان هذا الظلم ظاهرا أو خفيا متسترا بقناع مصلحة الدولة العامة وغير ذلك من الأكاذيب - , بالرغم من مساحة الحريات الشهوانية الحيوانية التي تتيحها لهم الحكومات لكي تظل هذا الشعوب غافلة مخدرة خاملة لا تهتم ولا تحرص على شيء أكثر من شهوات البطن والفرج ! . لأن فطرة الناس الأصيلة إذا أزيل عنها ركام الجاهلية وجمعت ووجهت التوجه الصحيح , تجدها استسلمت مباشرة لله وحده لا شريك له ولا تقبل عندها استعبادا إلا لله ولا تقبل مهانة ولا ذلا من أقرانهم البشر المتغطرسين الطواغيت !
    لذلك نحن المسلمين نحتاج لإبراز كتب سيد قطب على الساحة الغربية قدر المستطاع لأنها ستكون ذراعا قويا للمد الإسلامي القادم القريب بإذن الله . فكما أن حكوماتهم حاربت منهج الله المتمثل في الدين الإسلامي بالسلاح وبالفكر الذي اصطلح عليه المسلمون بالغزو الفكري , كذلك ينبغي علينا أن نعمل على هذا الخط الفكري ونبث لهم مادتنا الفكرية لكي تسهل علينا إسفاط حكوماتهم المجرمة , بعد أن ينفض عنها شعوبها فكريا وعاطفيا ... فالإنسان بفطرته يهوى العدل والنظافة والصدق والجدية واللأخلاق الكريمة والشعور الحقيقي بانسانيته وكرامته الانسانية... وهذه كلها متوفرة في الإسلام ومنهجه وليس في مناهج حكوماتهم السافلة .
    مع العلم أن مخططنا الفكري هذا ليس أنا أول من يطرحه , لكني أعيد بثه هنا لكي يتحرك على بصيرة من مازال نائما في مجال الدعوة إلى الله أو متخبطا متحيرا في الأسلوب الناجع للدعوة إلى الله , أو يدعو إلى الله على خطأ و ضلال والعياذ بالله . وليكن في العلم أيضا أن من يحارب الإسلام عسكريا وفكريا هم من سيتصدى في الدرجة الأولى لما نقوم به من تفتيح لعيون البشرية على الهدى والرشاد .
    وأيضا هناك نقطة مهمة للغاية ألا وهي مسألة الصراحة في الخطاب الإسلامي , فعلى المسلم أن يواجه البشرية تماما كما نتكلم هنا ... حيث يوضح لهم مزايا المنهج الرباني حينما يحكم الحياة ويسقط المناهج الأرضية البشرية الناقصة المشوهة , التي ما قامت أصلا إلا لينتفع منها واضعوها وصانعوها ضاربين مصالح البشرية عرض الحائط . وإن أعطوهم فتات الفتات من القروش ! وإن سمحوا لهم ببعض الحريات المزيفة التي هي في حقيفتها ظلاميات وانتكاسات وليس حريات , الهدف منها التخدير كما أسلفنا , ومزيدا من تعبيد الناس لهم ومزيد من التسلط والتجبر والتكبر , وتأليه أنفسهم على الناس !
    فلذلك نحن نوضح لهم خير المنهج الإلهي الذي حكم غالب الأرض فترة من الزمان , والذي تنعمت تحت حكمه شعوب الأرض واستفادت منه في جميع المجالات والنواحي . ونوضح لهم حقيقة المشكلة وأنها ليست بيننا وبين الشعوب التي تريد الخير والراحة والسلام , بل مشكلتنا مع حكوماتهم الشريرة التي تمنعنا بشتى الوسائل من توصبل الإسلام الأصيل للناس , خصوصا فيما يتعلق بجانب السياسة والحكم لجميع الأرض . فحكام الأرض وأسيادهم اليهود وغيرهم يعرفون معنى هذا الكلام جيدا , ويعرفون أنه يحرر الشعوب وبوازن الأمور ويعيد الحياة للأرض كما يحب ربنى ويرضى , لكنهم قتلة الأنبياء لا يريدون إلا النفع لأنفسهم فقط ويعملون الليل مع النهار في إنجاز مخططاتهم لإفشال المشروع الإسلامي الرفيع !
    وأيضا فلنعرف نحن أنفسنا أننا في مواجهة البشرية على محورين :
    الأول إسقاط الحكومات وإضعافها بكل الطرق المشروعة , وعلى رأسها القتال والحرب الضروس كلما وجدنا إلى ذلك سبيلا .
    الثاني : تقديم الإسلام فكريا إلى الشعوب الغربية في صورته الحقيقية الناصعة بالإستعانة بترجمات كتاب الله الموثوقة أولا وبالسنة ثانيا , وبالفكر الإسلامي ثالثا ... بتقديم كتب المعلم سيد رحمه الله مثالا وغيره من العلماء الذين كشفوا عن الداء العصري الحقيقي ووصفوا له العلاج الناجع بإذن الله ... الذين ركزوا على قضية إقامة منهج الله في الأرض وحكمه الإسلامي ووضحوا مدى التناسق والإنسجام بين الفطرة البشرية وبين الكون والوجود كله وبين منهج الله للحياة , فلا يصلح للبشر الذين يعود أصلهم إلى آدم عليه السلام إلا هذا المنهج ... والبشر كلهم يعرفون ذلك ويحسونه في أعماق ضمائرهم , وإن كابر بعضهم وتغطرسوا ! .
    ولنعلم جميعا , أن الفكر والسلاح , القرآن والسنان , كلها تعمل سوية وتعضد بعضها البعض , أي أنه لن يقوم هذا المتهج ويحكم الحياة إلا بالفكر والسلاح , أما من يظن أن أحدهما يغني عن الآخر فهو واهم بل أبله أعاذنا الله وإياكم من البله والحماقة !
    وأن انتصار الأخوة في الجانب الفكري يعين الفئة المقاتلة المنصورة التي تعمل لهذا الدين وتقاتل أعداء الله والرسول إلى أن تقوم الساعة . فالفكر يعمل لجذب قلوب الشعوب المستضعفة المقهورة , والسلاح يدك عروش الطواغيت الكفورة المغتصبة لحق الله في التشريع للبشرية ... ولن نخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده لا شريك له إلا بالفكر والسنان معا ... وهذا أصل الأصول والخط الذي عليه نسير بلا تراجع , إلى أن تلقى وجه الكريم سبحانه راضي عنا غير غضبان , والحمد لله رب العالمين .
    أنصحكم بقراءة كتاب هذا الدين للشيخ سيد رحمه الله ... وأحب أن أنبه في الختام أن كتب الشيخ سيد ليست كلها على درجة واحدة فالمعتمد منها كتبه الأخيرة وقد ذكرناها في مشاركة سابقة ... لأن الرجل كان ضالا فهداه الله ولله الحمد ... فالحذر كل الحذر أن ننشر كتبه القديمة ... والتي كان يحارب فيها دين الإسلام صراحة كما عرفت عنه ... لذلك الحذر الحذر أن يؤتى الإسلام من قبلنا ... فنضر الدين من حيث أردنا الإصلاح .. فهذه النقطة في غاية الأهمية بل تكاد تكون أهم نقطة في انطلاق الدعوة الإسلامية الأصيلة في جانبها الفكري العظيم ... ولي عودة يا أخوتي ... والسلام على أخوة الإسلام ورحمة الله وبركانه .
    7 "
  6. سلام على أخوة الإسلام ورحمة الله وبركاته
    أزف لكم خبر جديد ... انتهيت من قراءة كتاب آخر للشيخ سيد رحمه الله وجعله في الفردوس الأعلى . ذلك الكتاب هو كتابه الرائع خضائص التصور الإسلامي ومقوماته . الكناب من جزين : الأول اسمه خصائص التصور الإسلامي ومقوماته ( ومحتواه خصائص التصور الإسلامي فقط ) , والثاني اسمه مقومات التصور الإسلامي ( ومحتواه مقومات التصور الإسلامي فقط ) . وأنا قرأت الكتاب الأول فقط , وهو كتاب جدا نافع ... والله يا أخوة لا تريد أن ينتهي الكتاب من روعته . وكنت خلال القراءة أود أن أنقل لكم مقاطع منه ... لكن كلما أردت فعل ذلك توقفت وقلت لنفسي : اصبر لعلك تجد أقوى منه ... فأنا أحببت نقل مقاطع عن مواضيع معينة رأيت فيها فائدة للمسلمين عامة وللمبتعثين والمغتربين خاصة . لكن كما أخبرتكم أجلت النقولات ... وأجلتها أيضا لأن الكثير من المواضيع وحدة مترابطة وبعضها يعتمد فهمه على ما يسبقه من الأفكار ... لذلك نحن قوم لا نحب بتر النصوص ... ولا نقبل إلا بالنقل المحتوي على كامل الفكرة .
    الكتاب ممتاز جدا جدا ... وأتمنى أن أسمع في القريب العاجل من أكمل قراءته بتدبر وتمعن ... وأنا بدوري سوف أبدأ في الجزء الثاني منه بعون الله وتسديده .
    بصراحة أحب أن أحدثكم عما قرأته لكن أجد نفسي لا أريد الدخول في ذلك كله لأن هناك الكثير والكثير الذي أحب الإشارة إليه , والذي هو غير مرتب في ذهني حاليا , لذلك سوف أدع هذا الآن تحفيزا لكم على خوض التجربة بأنفسكم ... ولكن لعلي أتراجع عن قولي وأقول تفضلوا هذه وهي تذكرة بسيطة عل الله يبارك فيها وينفعني بها وينفعكم بها :
    فعلا يا أخوة كتب الشيخ سيد تعتبر كتب القرن العشرين ! ... ومن لم يقرأ لسيد حتى الآن , أو لا يعتنق منهجه الدعوي الأخاذ حتى الآن , فهو محروم من خير كثير ... وهو منهج السلف الصالح رحمهم الله لا يزيد ولا ينقص عليه شيئا ... سيد لا يتكلم في الجزيئات ويترك الأصول ... بل هو من الأصول ينطلق بك ليغرس فيك فكرة واحدة إسلامية أصيلة , هذه الفكرة في عمومها أن الإسلام جاء ليكون منهج حياة للبشرية جمعاء . وأن الإسلام ليس مجرد اعتقاد في القلب , وليس اعتقاد قلبي مضاف إليه شعائر تعبدية ... فلو اعتقدت أن هذا هو الدين وحده فأنت لست بمسلم بعد !!! ... بل الإسلام ثلاثة أركان متماسكة متشابكة لا يمكن فصل أحدها عن الآخر , ألا وهي إعتقاد القلب والشعائر التعبدية والشرائع السماوية ... فنحن نعتقد العقيدة الإسلامية بقلوبنا ونعبد الله على طريقة رسولنا صلى الله عليه وسلم ونسعى ليل نهار لإقامة حكم الله ومنهجه للحياة على هذه الأرض ... والسعي لذلك الأمر هو غاية وجودنا , فالله أوجدنا لنكون خلفاء الأرض , وهذه الخلافة هي معنى قوله تعالى وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ...! فالعبادة الكاملة في الآية ليست هي الشعائر التعبدية فحسب , فضلا عن أن تكون مجرد اعتقاد القلب ... بل هي بالإضافة لهذا وتلك , شرائع - ونظم وأوضاع وقيم وموازين سماوية - ... وطبعا الشيخ يبحر بك أخي الكريم بما وهبه الله من نعم وقدارت ليأصل لنا بالضبط معنى إقامة حكم الله في الأرض وأنه لا ينازع الله في التشريع للناس إلا كافر حابط عمله ولو صلى ولو صام ... لأن التشريع أولى خصائص الله سبحانه وتعالى ... فكيف يشرع أحد من دون الله للناس قليلا أو كثيرا ثم هو يظل في عداد المسلمين !!! ... حاشا وكلا ... فمن يشرع للناس من دون الله , هو من يجعل تفسه للناس إلها وربا ولو لم يقل للناس كما قال فرقون أنا ربكم الأعلى ... فمجرد هذا الفعل الشنيع يورث مقترفه والراضي به الهلاك والخسران وحبوط الأعمال والردة بعد الإسلام - لو كان دخل في الإسلام أصلا - ... والعياذ بالله . لكي تعرف أننا بحاجة لهذا الفكر التوعوي الآن , فقط استشعر أمجاد الخلافة العثمانية ... واستشعر سقوط نواة الخلافة الإسلامية التي أبتدأها أخوتنا الطالبان في بلاد الأفغان !!!
    إن الناس يحتاجون للتوعية كثيرا في جميع أوساطهم شيوخا وشبابا وصغارا ... يحتاج الناس لمعرفة من يحبون ومن يبغضون حتى لا يختلط عليهم العدو بالصديق . فكما أسلفنا , أس مشكلة الدعوة المحمدية هو العقبات التي تقف في طريقها ... وهذه العقبات على وجه الخصوص هي الأمم المتحدة الملحدة ... التي تتحكم في العالم بالباطل وتشرع له القوانين من دون الله , فهي حكومة الحكومات ورأس الأفعى , ولها محكمة الظلم الدولية المسماة ( محكمة العدل الدولية ) , ولها ذراع عسكرية تضرب بها من يخالفها المتمثل في مجلس قطاع الطرق المسمى ( مجلس الأمن ) وأيضا المتمثل في جيوش أمريكا والناتو وجميع أعداء الإسلام ... ولها الكثير من المنظمات , ومنها المنظمة التي تتدخل في المناهج التعليمية الإسلامية ... وتشيل وتحط ما يوافق هواها ويضمن لها مزيدا من البطش والظلم والعربدة الدولية !!!
    هذا قليل من كثير ... أردت أن أذكر أخوتي به لأن الذكرى تنفع المؤمنين وتغيظ ممن تغيظ المنافقين . الإسلام يا إخوة حياته الحركة والعمل ... فكما قيل العمل حياة العلم ... لذلك يشيد الناس بالعالم العامل ... أما مجرد العالم فلا قيمة له في الإسلام ... فأنت تجد الكثير من الكفرة من يعلم عن الإسلام الكثير ... لكم المهم هل يفيده علمه وهو لا يؤمن ولا يعمل بما يعلم ؟! ... طبعا لا !
    فاحرصوا بارك الله فيكم على تطبيق كل ما تتعلمونه ... حتى يبارك الله لنا ولكم ... ويكرمنا علم مالا نعلم بحوله وقوته ... و طريق الإسلام طريق الإبتلاء والتمحيص ... طريق الألم والأشواك التي تحس وأنت تمشي عليها بأنك في قمة السعادة والطمأنينة لأنك ترضي الله وتسعده ... فلن تقوم الخلافة الإسلامية ونحن جالسون على مكاتبنا ولا ونحن جالسون على الوسائد ومتنعمون في الدنيا .. ولا ونحن نملأ البطون بالطعام ... لن تقوم الخلافة إلا عندما نكون هناك في المواجهة نسمع أعداء الله مقولة أخينا الصحابي البطل الهمام ربعي ابن عامر رضي الله عنه , تلميذ من تلاميذ محمد صلى الله عليه وسلم النجباء , عندما سأله رستم قائد جيوش الفرس : ما الذي أتى بكم , فقال له بما معناه : " الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد و ومن جور الأديان إلا عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة " ... فهكذا تقوم الخلافة بالعدل في الأرض وبارجاع الحقوق إلى أهلها وإلى ما يحبه الله ويرضاه ... فالله قدر هذا الحال الذي نعيشه ... لكن ليكن مبدأنا أن نغير قدر الله بقدر الله ... فالله لا يحب علو الكافرين على المؤمنين في الأرض ... لأن هذا خلاف الأصل . نحن نعود بالبشرية إلى باريها ... لا نسمح لأحد أن يستعبد البشر ... ولا نقبل إلا أن تكون العبودية لله وحده لا شريك له !!! ... وأخيرا أقول لأخوتي قول الله سبحانه ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون ... والصلاة والسلام على رسول الله ... ولي عوة قريبة بإذن الله .
    7 "
  7. السلام على أخوة الإسلام ورحمة الله وبركاته
    أود أن أخبركم أني مازلت أقرأ في كتاب مقومات التصور الإسلامي للشيخ سيد وهو كتاب رائع جدا جدا .
    وحاليا أريد جمع كتب الشيخ باللغات الأجنبية قد المستطاع ... فهل نتساعد على الأقل في تحصيل الكتب المترجمة للإنجليزية منها !!!
    ونراكم قريبا بعون الله ... !
    7 "
3 من 3 صفحة 3 من 3 ... 23
ADs

قم بتسجيل دخولك للمنتدي او

الانضمام لمبتعث

Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.