الأعضاء الإشتراك و التسجيل

الملتقيات
ADs

معاناة مبتعث في مقر بعثته 4

معاناة مبتعث في مقر بعثته 4


NOTICE

تنبيه: هذا الموضوع قديم. تم طرحه قبل 5510 يوم مضى, قد يكون هناك ردود جديدة هي من سببت رفع الموضوع!

قائمة الأعضاء الموسومين في هذا الموضوع

  1. الصورة الرمزية نواف الرياض
    نواف الرياض

    مبتعث جديد New Member

    نواف الرياض المملكة المتحدة

    نواف الرياض , ذكر. مبتعث جديد New Member. من السعودية , مبتعث فى المملكة المتحدة , تخصصى IT , بجامعة Anglia Ruskin
    • Anglia Ruskin
    • IT
    • ذكر
    • Cambridge, Cambridge
    • السعودية
    • May 2007
    المزيدl

    March 28th, 2009, 11:30 PM

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    ها انا اعود كما وعدتكم وكلي شوقٌ للكتابةِ من جديد في هذا الصرح الذي اتاح لي الفرصه للتعبير عن مايجول في خاطري وللبوح عن مارأيت وعايشت من احداث وتفاصيل جعلتني اُصر على الكتابه ليرى وليشاركني الجميع مشاعري تجاهها وللتذكير بأني والذي رفع السماء بلا عمد لم اكتبها من نسج الخيال او لمجرد التسيله فكل ماكُتبَ هو الواقع الذي كنت اعيشه ولم يكن هناك أي مبالغه ..كما لايفوتني بأن اشكر كل من ساندني في الاجزاء السابقه وشجعني سواء بإطراء او بإنتقاد فأنتم لاتعلمون كم هي السعاده التي تغمرني حين اتلقاها منكم ..ولاأنسى ان أُبدي اعتذاري لتأخري عن سرد هذه الجزء لإنشغالي في بعض الامور الحياتيه لكن رغم هذا انا لازلت على الوعد فكونوا معي انتم ولنبدأ سوياً من جديد.

    عندما خرجت من عند العجوز المخموره وذهبت إلى غرفتي ..حاولت فهم ماذا يجري لي وماذا فعلت حتى اصبح حالي بهذا السوء فلم استطع.. بيد اني كنت اقول لنفسي اللهم لا إعتراض.. اللهم صبرني على ماأبتليتني فيه فأنا اعرف ان انك اذا أحببت عبداً ابتليته لترى مدى صبره..ثم استلقيت على سريري وجلست اكتم العبرات والقهر الذي كدت انفجر منه لولا الاستغفار الذي اطفئ الغيظ الذي كان في صدري.

    في ذلك الوقت كنت أُفكر في محاولة تقديم شكوى على تلك العجوز لكن ..لمن ؟ فليس بييني وبينها معهد يكون لهم فصلٌ في خلافاتنا ولو فكرت في حل ٍآخر كمشرفتي مثلاً فأني سوف "اُبطئُ عظماً".. فهي لم ترد على جميع وسائل الاتصال التي استنفذتها عليها لتغير المعهد حتى تحُل مشكلتي مع هذه العجوز !! و لكن بعد التفكير والتمحيص والتدقيق وبأنها هي من قبلت بي بعد ان كنت على حافة التشرد..أصبح لِزاماً علي الصبر حتى يُأتي الفرج من عند الله ثم حاولت جاهداً بأن انام حتى آتاني في ساعةٍ متاخره جدا.

    في صباح اليوم التالي استيقظت متأخراً ولم تكن لدي تلك الرغبة في الذهاب إلى المعهد فأكملتها بتلك الغفوة الجميلة التي لا تقدر بثمن إلى ان طرقت العجوز باب غرفتي وقالت " نواف انت متاخر هيا عليك باللحاق كي لا تفوتك باقي الدروس فأخبرتها بأني سوف لن أذهب ذلك اليوم لاني اريد الذهاب إلى مركز الشرطه لإخطارهم بعنواني الجديد فأنا لم اغير عنوان العائلة الاولى منذ رحيلي من عندهم فقالت حسناً" ولكنني في حقيقه الامر لم اكن اريد الذهاب الى هناك بيد اني كنت ابحث عن عذرٍ جيد لإسكات تلك العجوز ثم اكملت نومي حتى وقتٍ متأخر من النهار عندما احسست بالجوع الذي ايقضني من النوم وجعل من معدتي تعزف سميفونيه تنافس السميفونيات التي كان يعزفها بيتهوفن .


    خرجت من غرفتي لأغسل وجهي ومن ثم البس ملابسي استعداداً للخروج من البيت لتناول وجبة الغداء المتأخر أو العشاء أو كما يحلو لك تسميتها ..وعند نزولي من الدرج واذ بالعجوز تناديني فذهبت إليها لأعرف ماذا تريد وإذ بها تعتذر عن مابدر منها من إساءه في حقي ليلة البارحه وإلى ماشابه ذلك من الحديث فقلت لها انني لم افكر بالموضوع من الاساس ثم سألتني هل ذهبت الى مركز الشرطه لتغيير العنوان فقلت لها لم اذهب لان النوم قد غلبني لكن سأذهب في يوم من الايام بعدها قالت بالمناسبه سوف يأتون طلاب اسبان جدد الاسبوع المقبل فتبسمت وقلت حسناً ولكن في نفسي " طيب وش تبين اسوي لك؟"
    بعد ذلك الحديث القصير استأذنتها للذهاب إلى المطعم لتناول وجبتي فلقد وصل الجوع إلى أقصى درجاته.

    عند خروجي من البيت حاولت الاتصال على أي احد من اصدقائي الذين انقطعت عنهم لفترةٍ من الزمن بسبب تلك الازمات المتتاليه وبأني كنت ابحث عن من يجاريني في الاكل في ذلك المطعم لسبب اني لم أُرد الأكل وحيداً ذلك اليوم فكنت محظوظاً لقبول شخص منهم وهو الطالب الذي احضرته الى بيت العائلة الاولى لكنه قال بانه سوف ياتي لمجرد مشاركتي بالحديث ومن ثم الذهاب الى أي مكان للترويح عن النفس والخروج من الروتين الممل ولكن ما إن جاء حتى أصريت عليه بأن يشاركني الاكل وبأني قد طلبت له مسبقاً تقديراً وعرفانً مني على قبوله الدعوة.

    بدانا الحديث عن احوال بعضنا البعض واذا ماكان كُنت مرتاحاً مع العائله الجديده فقلت باني مرتاح ولله الحمد ولكنه احس باني غير ذلك من ملامحي فبدأ بالاعتذار مع بالغ اسفه على ماقد تسبب به في حقي فقلت له لاتكبر الموضوع فهي امور عاديه ونحن في خدمة اخواننا المتبعثين وبأنك سوف تحذو حذوي عندما تكون في مكاني..ثم سألته وقلت ماذا عنك انت هل انت مرتاح؟ فقال كنت مرتاحاً إلى تجرعت مرارة الظلم في عائله كنت اقطن عندها قبل المجئ إلى اسكتلند فانا لست طالبا جديداً فلقد كنت اعيش في الجنوب قبل انتقالي هنا.

    بدا بسرد قصته عندما كان يقول كنت اعيش عند عائله آسيويه كانت طيبه ولكن لم يدم الحال على وضعه عندما اخبروني بأنهم سوف يذهبون الى بلدهم لقضاء عطلة الصيف عند اهلهم الامر الذي جعلني انتقل من تلك العائله عن طريق المعهد الى عائلة اخرى كانت يهوديه ولم يكن لي وللعائله اليهوديه العلم المسبق عن تفاصيل بعضنا البعض الا انهم يحسبونني تركياً من اسمي تركي الغلطه التي يجب على المعهد تحملها .

    يقول... والكلام لتركي ..كانت المعامله في اليوم الاول جميله مع العائله اليهوديه وكانت عائله غنيه جداً الى درجة البذخ الامر الذي كان يجعلني اتسائل هل هم فعلاً بحاجةٍ الى جلب طلاب من اجل المال مقارنةً بالوضع المادي الممتاز الذي يعيشونه؟ لكن عندما قالت العجوز بأنها لاتعمل استنتجت بانها تمل الجلوس لوحدها في المنزل الامر الذي اتوقعه بأن جعلها تحضر طلاب الى البيت كي يشغلون وقت فراغها اما بالطبخ لهم او الغسيل او بالحديث معهم ثم اخبرتني بأني سوف اشاهد زوجها على وجبة العشاء لانه يعمل حتى ساعةٍ متأخره من النهار.

    في تلك اللحظه قلت لنفسي يبدو انها ثرثاره وزوجها يعمل طويلاً فهي بلا شك سوف "تمسك خطاً طويلاً بالحديث معي" فهنئياً لي بعائله رائعه كهذه فأنا الطالب الوحيد الذي يسكن معهم وبلا شك سوف احظى بالكثير من المميزات التي لن يشاركني فيها احد ..إلى ان جائت الصاعقه بالنسبة لهم عندما كنا على اول جلسة تعارف فيما بيننا على طاولة طعام العشاء.

    بادروني بالحديث عندما سألوني من أي منطقه في تركيا فاستغربت!! فقلت لهم بأن اسمي تركي ولست من تركيا .!! فقالوا إذاً من اين انت فقلت من المملكه العربيه السعوديه ..!! فتغيرت ملامحهم الامر الذي دفعني لسؤالهم لماذا ؟ أولم يُخبروكم المعهد عن كامل تفاصيلي ؟ فقالوا لا لم يخبرنا !! فقلت لا لست من تركيا فانا من السعوديه..!! وكنت متعجباً من ردة فعلهم ..ولكني لم اهتم لذلك..بيد انهم دبروا لي مصيبة بعدها بأيام وبدون أي مقدمات حضرت الشرطه إلى مقر البيت واتهموني باني سرقت ذهباً بالاضافه الي مبلغاً كبيراً من المال وكأنهم يريدوني الخروج من البيت وكأنهم لم يجدوا الا هذه الطريقه لإخراجي منه .
    ولكن ولله الحمد الملحقيه وكلت لي من وكلت حتى ثبتت براءتي وتم معرفة الاسباب واتضاح الصوره بأن الدوافع كانت عنصريه دينيه بحته وحقد دفين من العائله اليهوديه وهذا هو السبب لوجودي في هنا اسكتلند عندما غيرت المشرفه مقر دراستي واعطتني رقمك لتساعدني في حال وصولي الى العاصمه ادنبره ولكن ما ان وصلت حتى تسببت لك يانواف في مشكله في ظني انك لا تزال تعاني منها.. فتبسمت وقلت.. انت لم تفعل شئ وارجوك انسى ماحصل فهو امر عادي يحصل لكثيرٍ من الطلاب لكن دعنا نخرج من المطعم ونذهب الى أي صالة بلياردو.

    اتجهنا إلى صالةِ البلياردو ومن ثم لعبنا جميع الالعاب وكاني لم العب منذ زمنٍ طويل حتى اني كنت أُصر احيانا على اعادة اللعبه حتى الاشباع ثم بعدها تابعنا التلفاز وكانت القناه المعروضه تتحدث عن الاستعدادات واللمسات الأخيرةِ للأُولمبياد الذي سوف يقام في بكين عاصمة الصين وكنت متشوقاً لمتابعتها لا من اجل عشقي لهذا الأولمبياد بل من اجل البحث عن شي جديد يشغلني عن التفكير في همومي ومشاكلي ثم مر الوقت سريعا حتى قال صديقي بأن عليه الذهاب الى البيت لان الوقت قد تأخر فقلت تعال معي الى بيتي فضحك وقال لا لا .. لا أريد ان اسبب لك مشكلة اخرى ايضاً فتبسمت وقلت على راحتك ثم خرجنا وشكرته على قبوله دعوتي ومن ثم ذهب كلٌ منا الى طريقه ولكني لم أعُد إلى البيت ففضلت المشي حتى احس بالتعب لكي اصل البيت وانا منهك حتى لايشغلني التفكير ..فمشيت مسافة طويله حتى احسست بالبرد والتعب ومن ثم انطلقت الى البيت وكان النوم في انتظاري لحظة ان وضعت راسي على مخدتي .



    في صباح اليوم التالي استيقضت مبكراً وكنت نشيطاً وذهبت الى المعهد وكنت في طريقي احاول الاتصال على مشرفتي ولكنها لم ترد ايضاً فقلت لابأس لا يأس مع الحياة سوف احاول مراراً وتكراراً الى ان ترد او تتصل بي لاحقاً وبدأت يومي الدراسي وحاولت في ذلك اليوم بأن اصبح الطالب المجتهد وان ابتسم للحياة واعود لحياتي الطبيعيه كي استطيع اكمال مشواري في الجد والمثابره ولكن لا فائده مع ذلك المعهد الذي لازلت اجزم بأنه الافشل على مستوى المعاهد في العالم حينما تغيرت مدرستنا واحضروا لنا تلك المدرسه الصغيرةِ في عمرها عندما اخبرتنا بأنها في التاسعةِ عشر ربيعاً من العمر وبأنها طالبه مثلنا وتدرس في الجامعه وبحكم انه فصل الصيف فليس لديها دراسه الامر الذي اتي بها هنا لتغطي عوضاً عن الاولى التي اخذت اجازة .

    كانت تحاول الشرح ولكنها لا تعرف من الشرح شيئاً وكان يبدو على محياها البراءه فهي" ليس عندها ماعند جدتي" وانتهى ذلك اليوم الدراسه بدون اي فائده تذكر كالايام التي سبقتها وذهبت الى المطعم كالعاده حتى اخذ وجبة غدائي واذهب الى البيت.

    عند وصولي الى اليه وجدت العجوز في الصاله فجلست معها وبدأنا في الحديث ومتابعة القنوات الاخباريه حتى شاهدنا ذلك الخبر الذي كان يُبث عن الاولمبياد وعن الخطر الذي يهدد الاولمبياد من مسلمين اقليم التبت الصيني الذي يطالب بالانفصال عن الصين جراء الظلم والقهر الذي يعانون بسبب القمع وما ان ظهرت مجموعه ملثمه في شريط مصور فديو حتى قامت العجوز بتغيير القناه.. وقتها انا بدأت بالانزعاج لتشويه سمعة المسلمين من قبل الاعلام الغربي فعم الصمت لفتره حتى تحدثت العجوز عن مشكلات العالم وبأن الآمان اصبح صعباً في هذا الكون بوجود الارهابيين على حد قولها عن وكنت "اعطيها على جوها" بالحديث إلى ان سألتني عن رأيي في الارهاب والارهابيين؟ فقلت لها انهم اناس لايمثلون لادين ولا وطن هل توافقيني على ذلك؟؟ فقالت نعم اني اوفقك الرأي لكن ادركت انها سوف تسترسل في اسئله اخرى غرضها الاستفزاز فبادرتها بالاستئذان للذهاب إلى غرفتي للمذاكره ثم انصرفت.

    بدأ يومٌ جديد ولم يشهد أي جديد يذكر حتى الايام التي بعدها كانت عاديه بالنسبة لي فلم يكن فيها احداث او شئ من هذا القبيل وكانت تمر علي عطلة نهاية الاسبوع ببطئٍ شديد فانا لااخرج الا لوقت الاكل ومن ثم ارجع لان ليس لي مكان محدد اقضي فيه معظم فراغي او اصدقاء حقيقيون اخرج معهم..حتى جاء الطلاب الاسبان وهم اخت وكانت مدخنه تبلغ السابعة عشر من عمرها واخ وهو الذي كان الاصغر.. فستبشرت خيراً و
    قلت لعلي اقضي معهم اوقاتاً جميله ويشغلون تلك العجوز الشمطاء عني كي لاتستفزني.. ولكن لم يكن لي النصيب فكانوا لايجلسون كثيراً في البيت بسبب ان والدهم قد رتب لهم انشطه ورحلات مع معهدهم في اغلب الايام ولانهم سوف يجلسون قرابة الاسبوعين.

    في منتصف ذلك الاسبوع كنت جالساً في غرفتي بعد رجوعي من المطعم وكنت اتصفح الانترنت الى ان طُرق بابي فقلت تفضل.. ثم دخلت تلك الفتاه الحنساء علي ورحبت فيها وعرفتني بنفسها وبأن العجوز تصبح خالتها ثم سألتني عن اسمي ومن ثم عمري ودولتي والمده التي سوف اقضيها في بريطانيا فأخبرتها عني وكنت الاحظ بأنها مرتبكه في الحديث معي ومن ثم استأذنتني للخروج.

    بدأت افكر لماذا جاءت لتعرفني بنفسها فاستنتجت لذكائي الخارق وتفكيري السعودي انها أتت من اجل التعرف وبأن العجوز أحست بغلطتها عندما كانت مخمورة وبأنها تريد اصلاح تلك الغلطه بأن يكون هناك مشروع تعارف بيني وبين ابنة اختها وسنصبح زملاء عمل..فعلت على وجهي ابتسامه عريضه جداً كإبتسامة كرست معجون الاسنان الحساسه حتى طُرق الباب مرةً اخرى فقلت لحظه فذهبت لأتعطر وافتح الباب بتلك الابتسامة واذ بها العجوز فأكملت الابتسامة مجاملةً وقالت لي تعال الى الصاله فقلت لها "بس ثواني "

    فذهبت لإستخدم الجل وتغيير ملابسي ..فهذا مشروع تعارف ليس بلعبه والهدف المنشود منه شريف وهو مجرد "براكتس" Practice وهي ممارسة اللغة الانجليزية على اكمل وجه وبهذا نصبح زملاء عمل حقيقيون.. ثم نزلت بكل هدوء وثقه ودخلت الصاله بكل اناقه وحييت الجميع وجلست هادئاً ولم انظر الى البنت وكأنني المخطوبه وبأنها جاءت لي من اجل الرؤية الشرعية لكن ماكان ينقصني إلا أن آتي "بالشربات".

    لكن فاجأتني العجوز بإخراج كيس بلاستك شفاف وملفوف من الاسفل على شكل ساق ورده ومن الاعلى منبسط كراحة كف اليد..ثم قالت.. نواف هل هذه لك ؟؟

    فقلت ماهذه ..!!؟ فقالت.. نواف اسمع لانريد انك يكبر الموضوع .. فقط نريد فهمه وحله بطريقه وديه وبدون علم احد فلا نريد ان نتصل على الشرطه..فقلت عما تتحدثين ؟! فقالت..هذه القطعه من البلاستك وجدتها بنت أختي في دورة المياه وطريقة لفها توحي بأنها تستعمل للمخدرات بأن تُوضع بورده في الاعلى للشم .. فصُعقت ..!! وقلت انا لا أدخن وانتم تعلمون ذلك فلقد تركت التدخين منذُ ثمانية اشهر فكيف اجرؤ على استعمال المخدرات ؟؟!! فقالت.. انا لم اقل بأنك تستخدمها ربما بأنك تبيعها وانا آسفه على ذلك. فتعجبت منها..!! وقلت وهل انا بحاجه إلى ذلك؟ فقالت لا أدري انا آسفه فحاولت تمالك اعصابي والمحافظةَ على هدوئي وكنت أردد في نفسي تلك الجمله " قولي بأني احضرت طالباً في البيت بدون إذن مسبق كمشكلتي السابقه من العائله الاولى لكن أرجوكي لاتقولي مخدرات !!! .

    بعد ذلك قالت لي انا لا أشك فيك وحدك فلدينا الاخ والاخت الاسبان وسوف أسئلهم عندما يأتون ...ولكن هل انت مُصر بأنها ليست لك قبل ان اتصل بالشرطه؟ هل اتصل ؟ فقلت اتصلي ..فأتصلت عليهم واخبرتهم بكامل القصه..وبينما هي تتحدث إليهم تذكرت بأني لم أُغير عنواني إلى آلآن فلربما سأدخل في مشكلة أكبر من ذلك فزاد من رعبي وارتباكي.

    اقفلت المكالمه ثم قالت بأن الشرطه سوف تأتي صباح الغد وتقوم بتحليل هذا الكيس ولربما سوف يتم تفتيش غرفتك وجهازك المحمول ثم قالت ..إسمع اذا كان لديك شئ في جهازك اذهب وامسحه ..!!.. فتذكرت بأن لدي برامج منسوخه فزاد من خوفي ذلك بأن أُتهم في اكثر من قضية في يوم واحد وهي المخدرات وعدم الإخبار بالعنوان الجديد وانتهاك حقوق الملكيه الفكريه من خلال البرامج المنسوخه ..فتظاهرت بأن ليس عندي أي شئ لأُخفيه..ولكن قلت لها حسنا سوف اذهب الى غرفتي وفي الصباح الباكر سوف يكون لنا لقاء ..عندها قالت لاااا لاتذهب انا غير مطمئنه ولن يهدأ لي بال حتى اعرف ماهيه هذا الكيس دعني اتصل بأخي لنذهب الى بيته ان كان موجوداً فهو يعمل في المباحث ولديه الخبره الكافيه عن مثل هذه الاشياء ثم اتصلت ولحسن حظها بانه كان موجود فذهبنا بالسياره الى اخيها برفقة ابنة اختها او كما يحلو لي تسميتها زميلة العمل التي لسوء الحظ لم تصبح بعد .



    كان الاخ في انتظارنا ولكن لم يعلم ماذا كانت اخته تريد منه حتى ارته تلك القطعه واخبرته بما تظن هي وبنت اختها عنها فأخذ يتفقدها يمنةً ويسره حتى ضحك ورماها ثم وقال: انها مجرد قطعة بلاستك وربما انها علقت في أحدى أحذيتكم من الاسفل عندما كنتم تمشون في الخارج ولم تسقط الا في البيت.

    عندها بدأت اتنفس الصعداء وقلت شكراً لله ولكن في داخلي كنت منهاراً..فقلد وصل الضغط النفسي إلى قِمته..ومع ذلك لم تقتنع العجوز فأخذت تلك القطعه وشكرت اخاها وقالت بأن الشرطه سوف يأتون غداً لفحصها والتأكد منها ثم بعد ذلك عُدنا إلى البيت .

    كانت العجوز وابنة الاخت يعبرون لي عن بالغ اسفهم لما بدر منهم فهم لايتهموني وبانهم يعرفون بأني برئ وأن هناك ايضاً الاسبان لم يأتوا الى البيت كي نسألهم وبأن علي ان اتفهم على مااقدموا عليه لإن لديهم ابناء واحفاد ويريدون ان يحمونهم من مثل هذه الاشياء بأن لايقعوا فيها.. فكنت اقول وفي قلبي الحرقه هذا من حقكم لكن ليست بهذه الطريقه يجب عليك مراعاة شعور الآخرين وسكت لاني لم استطع التكلم عندما خنقتني العبره وحاولت كتمها في داخلي لكنني لم اصمد طويلا فأنهرت واجهشت بالبكاء الذي لم اعرفه من زمنٍ طويل حتى احسست اني استنزفت دموع عشر سنوات مقبله.

    حاولت العجوز والبنت تهدئتي حتى هدئت وتخيلت نفسي وكأني ذلك الطفل الضائع في الحرم او في السوق الذي يجهش بالبكاء لمجرد انه ضاع من اهله في وسط الزحام ,وبالرغم من ضياعه فهو اكثر حظاً مني .. فهو يُعطي تلك الحلاوة من قِبل اهل الخير كي يسكت حتى يجد اهله وإن اخذ علقةً او علقتين من والديه فإنها لاتضر ولا تخرج عن نطاق المحبه .

    في ذلك الوقت لازلت جالساً معهم ومتصبراً وكنت احس بأن عيناي قد تفطرت من البكاء حتى آتى الاخوان الاسبان وتم استجوابهم من قِبل العجوز فقالوا لا علم لنا بها ثم اخبرتهم بان الشرطه سوف تأتي صباح الغد وسوف يفحصونها ويتأكدون منها .. ثم قالت الان يمكنكم الذهاب الى غرفكم للنوم .


    ذهبت الى غرفتي وبدأت في تفتيشها تفتيشاً دقيقاً بما في ذلك حقائبي لخوفي بأن يكون احداً قد وضع شئ فيها في وقت مُسبق في اثناء غيابي ليبتليني فيها .. فلم اجد شيئاً .

    بعد ذلك ارتميت على سريري من التعب وبدأت التفكير هل اتصل بمشرفتي واخبرها بالحقيقه ام لا ؟ لا ..! لا أُريد ان اخبر المشرفه بذلك لاني لا أُريد ان اصبح تحت الانظار فوضعي مزري من كثررة المشاكل التي تتلقفني من كل حدبٍ وصوب ..ولكن ماذا عن الشرطه غداً ماذا سوف يفعلون لي عندما يجدوني مخالفاً لعدم تغيري العنوان واستخدامي برامجَ منسوخه؟..هنا توقفت التفكير عن ذلك ووكلت آمري إلى البارئ سبحانه وقلت لن يصيبني الا ماكتبه لي.




    المضحك في الامر بين بكائي وحزني الشديد ومصائبي التي لاتنتهي تذكرت ِقصةً طريفه حصلت لي في السعوديه عندما كنت ذلك المراهق الصغير الذي اصبح مُدخناً ناشئ ...اتذكر ذلك الجار الذي كان لايُحسن الكتابةَ والقراءه الذي اخبر والدي بأنه قد رصدني أُدخن عند باب بيتنا وقال له بالحرف الواحد " يابو نادر انتبه لولدك نواف ترى شفته يشرب المتخدارت !! " فأتاني والدي وسألني فقال: "جارنا ابو فلان يقول انك تشرب المتخدارت وانا اعرف انه يقصد المخدارت " فركزت على كلمة المتخدرات وقلت له " متخدارات..!! اعوذ بالله سوف اعترف اني ادخن " ..وكنت اقول في نفسي من باب الضحك لو ان والدي آتاني وقال أتشرب المخدرات دون كلمة المتخدارات فسوف اقول نعم لإحساسي بأنها أهون من كلمة المتخدارات التي اجد فيها قوة بلاغة تشعرك بالخوف والرهبه.

    بعد ذلك حاولت النوم ولكن لم استطع وكانت تلك الليله اطول ليله في حياتي في بريطانيا إن لم يخب ظني حتى غفوت تلك الغفوه في الساعات الاخيره من الليل لأصحو في الصباح الباكر واجلس في غرفتي في انتظار الشرطه لتأتي حتى اتت العجوز لتيقظني ولتقول يمكنك الذهاب الى المعهد فالشرطه سوف تأتي في وقت متأخر من النهار فقلت لها حسناً لكني لم اخرج من البيت الا بعد خروج الاسبان كي لايضعوا شئ في غرفتي عند خروجي قبلهم.

    خرجت من البيت وركبت الباص ولازال التفكير مستمراً في المشكله حتى في الصف وكنت اُغيّب عن الدرس ثم احاول الانتباه لكن لا جدوى حتى احسست بأني ذاك الشخص الذي يفتح أعينه وهو في الغيبوبه وينظر الى من حوله ويغلقها ولا يدري مالذي يجري حوله.

    سئمت هذا الحال ولم اكمل اليوم الدراسي فرجعت الى البيت ووجدت العجوز في صالتها فحييتها ثم سألتها.. اخبريني..!! ماذا قالت الشرطه ؟؟؟ فردت علي بأنهم فحصوها وقالوا بأنها مجرد قطعةً من البلاستك لاشئ فيها ثم قالت الآن ارتحت وبدأت بالتأسف لي من جديد.

    في تلك اللحظه "بغيت اطب في بطنها وافقع وجهها تفقيع واطلع حرتي اللي كاتمها بقلبي من اول مشكله صارت لي في بريطانيا"< خروج قوي عن نطاق الكتابه

    لكني حمدت ربي بأنهم لم يسألوا عن عدم تغييري العنوان وبأنهم لم يفتشوا جهازي الكمبيوتر ومن اليوم الذي يليه ذهبت الى مركز الشرطه وغيرت العنوان وكل شئ يلزمني تغييره.

    ثم امطرت المشرفه بتلك المكالمات الرسائل التي كأني اطلب النجدةَ فيها وعليها اللحاق قبل فوات الاوان فردت علي بعد جُهداٍ جهيد فاخبرتها بما جرى وبأنه لم يعد لي طاقه في الاحتمال وبأن الدنيا ضاقت علي بما رحبت فقالت لا عليك فكل شئ سوف يكون على مايرام فعليك بالصبر وتذكر بانها سوف تكون لك ذكرى جميله عندما تنجح في حياتك ولكن ماعليك فعله الان هو عندما تذهب الى معهدك اخبرهم بأنك سوف تسافر لحضور زواج اخيك قريباً ولاتنسى ان تأخذ إخلاء طرف منهم ومن ناحية العجوز فمهد لها الموضوع ايضاً وعندما تجد السكن والمعهد المناسبين اخبرهم قبل خروجك من البيت بفتره كي يكون وضعك نظامي.

    في اليوم الثالث من البحث المتواصل وبعد توفيق الله وبينما انا في مطعمٍ هندي وجدت ذلك المُلصق الذي يعلن عن شقه مشتركه سوف تكون متاحه بعد اسبوعين وبها رقم الهاتف الجوال للمفاهمه وقيمة الايجار المطلوب..وبدون تردد أتصلت بالرقم فأذا بها تلك المرأه الذي يغلب على انجليزتها اللكنه الهنديه او لكنة الدول المجاوره لها فتم الاتفاق على الشروط ويوم المقابله لرؤية الشقه المشتركه التي كنت قابلاً فيها مهما كانت تحمل من عيوب.



    وعند رجوعي الى البيت مهدتُ للعجوزِ بأني سوف اسافر قريباً لحضور حفل زفاف اخي فقالت لامشكله إذهب فيمكنك الإبقاء على حقائبك عندي في البيت ريثما تعود مره آخرى .. فقلت لها بأني سوف اخذ شٌنطي لأني اريد تغيير جميع ملابسي واحضار ملابس جديده من السعوديه< "عاش مصرف" ..وفي نفسي كنت اقول "افلقني اذا رجعت لك مره ثانيه" ..وفي اليوم الثاني ذهبت الى المعهد ورتبت معهم موعد إخلاء الطرف الذي يصادف يوم انتقالي الى الشقه المشتركه .

    ومرت الايام بطيئه ولكن الحمدلله لم تكن هناك احداث تذكر.. حتى آتى يوم الهروب الكبير بالنسبة لي الذي اخبرت العجوز برحيلي فيه مُسبقاً.. لكنها تفاجئني كما عودتني باشياء جديده عندما عندما طلبت مني ايجار المدة التي سوف اقضيها في السعوديه فقلت لها انا سوف آخذ حقائبي وبإستطاعتك إحضار طالب آخر تستفيدين منه ريثما اعود..ولكنها لم تقتنع فأتصلت على مشرفتي ويــآسبحان الله فلقد ردت عليها المشرفه من اول مكالمه وبدأت العجوز بالشكوى علي بأنها غطت علي و..و..و..و إلخ وبأننا وعدناها بالبقاء مدةً طويله فقالت لها المشرفه انه سوف لن يعود.. دعيه يدفع فقط الايجار لهذا الاسبوع الذي سوف تكون فيه الغرفه فاضيه وسوف أُرسل لك طالباً سعودياً آخر الاسبوع القادم .. فقبلت وكانت ممتنةً لذلك ثم سألتها هل استطع الان الرحيل والاتصال بالتاكسي كي يوصلني إلى محطة القطار ؟ فقالت نعم بإستطاعتك ذلك فودعتها.. وأتصلتُ على التاكسي ثم اخرجت حقائبي الى خارج البيت ولم انتظر منها المساعده في ذلك فوصل سريعاً وحملتُ شُنطي بسرعه إلى الداخل ومن ثم تحركنا.
    وبذلك تم النجاح في العمليةِ المسماه "بالهروب الكبير" .


    إلى هنا أحبتي أُريح قلمي من جديد في هذا الجزء الرابع آملاً من الله بأن اكون قد وفقت في طريقة سرده وسوف اكمل الجزء الخامس مع احداث مشوقه كانت في انتظاري في مكاني الجديد سوف اعود لأكتبها قريباً بإذن الله فكونوا على الموعد.

    نواف
  2. فكرت اكثر من مره اني ارد علي الموضوع من الاجزاء الماضيه
    بس ماعرف ايش ارد

    بس كل مره ادخل الصفحه و اشوف الموضوع في القائمه افكر ارد بشي
    لاني فعلا عاجباني القصص و اتمناك تكملها باسرع وقت

    و اذا مافي ردود و تشجيع اكيد طبيعي حتفكر ماتكملها او تتاخر في اكمالها

    فحبيت اقول حاجه و احده

    الحمدلله علي كل شي

    كل هذه التجارب رغم قسوتها احيانا الا انها في نظري احد اهداف الابتعاث لما لها من تاثير علي شخصيه الفرد و مدي تغيره و تحمل للصعاب و مساعدته في التعامل مع المشاكل مستقبلا

    اعانك الله
    7 "
  3. الـسـلام عـلـيـكـم اخـويـا نـوااافـ
    اتـمـنـى انـكـ مـبـسـوطـ الان وانـكـ فـي حـالـه طـيـبـة
    كـل يـوم اولـ مـا افـتـح الـنـتـ ادخـلـ الـمـنـتـدى اشـوفـ نـزلـتـ الـجـزء الـجـديـد او لا ؟؟
    هـذا كـلـه مـن شـوقـي لـلـقـصـة ولاسـلـوبـكـ الـرائـع فـيـهـا !!! .,’.,
    وانـا اخـوك اي خـدمـة مـن كـامـبـردج انـا مـسـتـعـد ولا يـردكـ الا جـوالـكـ
    الـلـه يـكـون فـي عـوونـك ويـسـدد خـطـاكـ ,,,
    نـنـتـظـر جـديـدكـ يـا الـغـالـيـ ,,, تـحـيـاتـي ,,
    اخـوك مـومـو جـدة (كـامـبـردج ) ,,,
    7 "
  4. السلام عليكم اخوي نواااف
    بصرااااحة انا اول مررة اقرء هالاحداث لكن بجد انت خطير في الطرح
    على العموم واااااااااااااصل وانا اشكرك بعنف
    واقولك تحياتي/
    الحياااااااااااااااااااااااااااااااااااة امل
    7 "
ADs

قم بتسجيل دخولك للمنتدي او

الانضمام لمبتعث

Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.