مبتعث مستجد Freshman Member
غير معرف
electronics
, تخصصى معلم
, بجامعة طيبة
- غير معرف , الغربية
- غير معرف
- May 2006
المزيدl July 15th, 2006, 09:26 PM
July 15th, 2006, 09:26 PM
منقول
سر الحقيبة والمغامرة العجيبة
سر الحقيبة والمغامرة العجيبة
د. طارق البكري المشهد الأول:
مطعم صغير في شارع لا يهدأ نهاراً ولا ليلاً..
زبائن المطعم كثيرون كثيرون، كونه الوحيد في الشارع ويقدم أطباقاً متنوعة.
الزبائن يدخلون ويخرجون وهم في عجلة من أمرهم.. الوقت يمضي سريعاً، يأتون ليملأوا جوفهم بأي شيء.. لا يهم.. ثم يخرجون ليتابعوا أعمالهم.. هم مشغولون بأعمالهم وحياتهم.. لا يملكون وقتاً لتضييعه دون فائدة.
المطعم رخيص نسبياً.. والأطعمة التي يقدمها بسيطة لكنها تكفي لسد الجوع ولملء المعدة الخاوية.. وغالباً ما يجلس الزبائن مع بعضهم على طاولات مشتركة دون أن يعرف الواحد الآخر.. تبقى العيون على الأطباق.. ولا يرفع الزبون رأسه إلا عندما يشرب الماء أو الصودا، أو عندما ينتهي ويطلب الحساب.. ثم يخرج على الفور دون أن يترك للنادل عادة قليلاً من الإكرامية، فالناس هنا بسطاء.. مدخولهم بالكاد يكفيهم..
المطعم يشبه خلية نحل.. الناس يدخلون ويخرجون.. وطقطقة الصحون والملاعق تملأ المكان ضجة ونشاطاً.
تدق الساعة الواحدة ظهراً..
في هذه اللحظة.. ومنذ بضعة أسابيع.. اعتاد رجل طويل نحيف.. مستدير الوجه، تحت أنف شاربان عريضان، وفوق أنفه نظارة سوداء، جميلة وأنيقة، لكنها من الطراز القديم القديم، يبدو أن صاحبها ورثها عن جده ويعتبرها من تراثه الذي لا يستغني عنه.. ملابسه تختلف عن ملابس رواد المقهى اليوميين.. تبدو عليه آثار النعمة والثراء، لا تبدر منه أي إشارة تلفت الأنظار إليه، وفي كل الأحوال، لا يعبأ أحد بأحد في هذا المكان..
وكان من عادة هذا الرجل أن يدخل المطعم عندما تدق الساعة الواحدة ولا يخرج منه إلا عندما ي**** عصفور الساعة المعلقة على الحائط فوق الباب، والمائلة إلى اليمين قليلاً.. معلناً أن الساعة هي الثانية بعد الظهر.
يدخل هذا الرجل -الذي لم يكشف عن نفسه شيئاً- يدخل بقامته العالية النحيلة، وثيابه الأنيقة التي يبدو أنها غالية الثمن، يسير بهدوء ووقار.. يجلس في مكانه المعتاد.. ويطلب شيئاً واحداً كل يوم:
«فنجان قهوة مُرّة وتوست ساخن من فضلك».
النادل حفظ طلبه.. لكنه لا يتوقف عن سماعه في كل يوم، اعتاد على هذه النبرة الجادة الوقورة.. كلمات بسيطة ولا شيء بعد ذلك.
يسحب الرجل كرسياً خشبياً مرتفعاً.. يجره بهدوء إلى حافة المنضدة العالية، حيث يقدم النادل طلبات الزبائن الذين هم في عجلة من أمرهم ولا يرغبون الجلوس في قاعة المطعم.. يريدون أن ينتهوا من طعامهم بأسرع وقت.. وغالباً ما يلتهمونه ساخناً ولا يمنحونه بعض الوقت.. قد يحرقون أفواههم.. لكنهم لم يعبأوا في يوم من الأيام.. يبدو أن الآلام التي يقاسونها هي أشد بكثير من ألم الحساء الذي يلهب الفم والجوف..
لكن الرجل النحيل الطويل لم يستعجل مرة واحدة.. وغالباً ما شرب القهوة بعد أن تبرد.. ويظل يأكل قطعة التوست ساعة كاملة.. ببطء وتلذذ..
ياااه.. فنجان قهوة واحد وقطعة توست واحدة يستغرق تناولهما كل هذا الوقت.. الأمر غريب حقاً.. لكن النادل يقابل يومياً مئات من الأفراد.. رجالاً ونساءً.. شباباً وكهولاً وشيوخاً.. لكل منهم طبعه ومزاجه.. ومع أن هذا الرجل تحوم حوله علامات استفهام كثيرة لم يترك النادل خياله يمتد ويطير ويحلق عالياً، إلا أن فضوله كان يسبقه أحياناً، وتعود طلبات الزبائن المتتالية لتنسيه الرجل بعد خروجه من المطعم..
الحدث يتكرر يومياً مثل مشهد سينمائي ممتع..
«فنجان قهوة مُرّة وتوست ساخن من فضلك»..
الكرسي الخشبي يلاصق الزجاج المطل على الطريق مباشرة.. لا يجلس أحد عادة في هذا المكان، والرجل الطويل النحيف لا يجلس في مكان سواه.. أصبح المكان يملكه، أو هو يملك المكان، فيه أشياء لا يحسها واحد من رواد المطعم.. مشاعر له وحده، أحاسيس خافية تتجاوز صمته.
ساعة واحدة فقط وتخلو هذه الزاوية.. تعود مهجورة كما هي دائماً في الليل والنهار، كأنها مكان محظور على جميع الناس باستثناء إنسان واحد..
الرصيف في هذا الوقت من النهار يكتظ بالمارة.. الرجل النحيف الطويل هوايته كما يبدو مراقبة الناس وهم يمشون مسرعين يتصببون عرقاً.. فيما هو يجلس بهدوء، في أجواء باردة منعشة داخل المطعم المكيف.. يلصق عينيه بزجاج المطعم، يصب نظراته متأملاً الوجوه والأجساد المتلاحمة.. كأنه يريد تشريح كل جسد ليعرف ما تخفي لحومهم من أسرار وأفكار..
لم يكن الرجل يتفوه كلمة واحدة.. باستثناء طلبه:
«فنجان قهوة مُرة وتوست ساخن من فضلك»..
نظارته تحجب عينيه وجانباً من وجهه، وشارباه العريضان يخفيان جانباً آخر، فلا يبدو من وجهه المستدير غير جوانب بسيطة تزيده إبهاماً وغرابة، وحتى شعره لم يظهر منه غير خصلات بسيطة، فقد كان يخفيه تحت قبعة ملونة زاهية يبدو أنه أحضرها معه من بلاد غريبة بعيدة.. سترته غامقة الألوان، لم يرتد يوماً ألواناً مفرحة تتناسب مع القبعة، يوجد في لباسه تناقض صارخ.. ورغم كل هذا لم يكن أحد يشعر بوجوده باستثناء النادل..
وفي يوم.. اشتد فضول النادل، لم يستطع كبح جماح نفسه، قال له وهو يقدم إليه فنجان القهوة وقطعة التوست:
«لم نتعرف على اسمك أيها السيد المحترم؟!».
نظر إليه الرجل من وراء زجاج النظارة السميكة...
مرت لحظات دون أن يتكلم، شعر النادل أنه ارتكب خطأ جسيماً بهذا السؤال.. أحنى الرجل رأسه ثم قال: اسمي وحيد.. ثم التفت الرجل مجدداً ناحية الزجاج المطل على الطريق، غارزاً نظارته في حياة الناس قبل جسومهم.. يبحث عن أشياء مبهمة لا يرغب أن يُسأل عنها..
شعر النادل بأنه ارتكب خطأً ما.. تجاوز حدوده، اخترق حاجب الصمت الذي نسجه الرجل بعناية فائقة ليكون ساتراً له..
لم يجرؤ النادل بعدها على التحدث إليه مرة ثانية..
صار يخشى حتى النظر في وجهه.. يبدو مرعباً.. في قسمات وجهه شيء غريب للغاية.. في حركة رأسه إبهام مخيف، يجعلك تراجع نفسك مئة مرة قبل أن تجرب مجرد التحدث إليه بكلمة واحدة..
ترى ما سر هذا الرجل المدعو وحيد؟!
ماذا يخفي من أسرار، حكاياته ترسم ألواناً من التجارب النادرة، الألغاز تحيط به كما يحيط السوار بالمعصم، ومع ذلك كانت تجربة جريئة مرعبة ومن الحماقة أن تتكرر مرة ثانية.
لن يجرؤ النادل على سؤاله مرة أخرى..
«لقد أخافني حقاً.. لو كان بلا نظارات لسقط رعباً».
وأقسم النادل أن يتجنبه قدر ما يستطيع.. فالمسألة ليست مجرد سؤال..
وعاد الرجل يمارس طقوسه المعتادة..
من الساعة الواحدة تماماً حتى الثانية.. 60 دقيقة فقط، فنجان قهوة وقطعة توست واحدة.. ويعلق نظره على الزجاج المطل على الطريق ليراقب الناس في ركضهم وعرقهم.. برنامج يومي متكرر، لا يمل ولا يغير عادته، والصمت جليسه الدائم، والوحدة رفيقه القائم.
تابعونا في الحلقة القادمة
السلام عليكم
الأخ العزيز electronics مالقيت أحد يشكرك :115: (مسكين قطعت قلبي)
فأشكرك بنفسى على هذه القصة الجميلة ونريد التكملة جزاك الله خير
(شخص يائس يمدح نفسه):103:
electronics July 16th, 2006, 01:42 PM
7 " وأنا ايضاً اريد أن اعرف سره ........اخي electronics تشكر على نقل القصة والى الحلقة القادمة,,,دمت بخير
أنا مسافر July 16th, 2006, 02:38 PM
7 " اكمل على عجل شوقتنا يارجل
أنا مسافر July 17th, 2006, 07:34 AM
7 " قسم بالله نشف ريقي
المهم وش سوا الرجل
على العموم نستنا الباقي
الف شكر اخوي
سعود
سعود July 18th, 2006, 02:58 AM
7 " والله قصة جميلة نتشوق للباقي من القصة باسرع وقت
A7LA.ALMAS July 18th, 2006, 11:16 PM
7 " شكرا على مشاركتكم "a7la.almas" "سعود"
electronics July 20th, 2006, 12:56 AM
7 "
July 15th, 2006, 09:26 PM
سر الحقيبة والمغامرة العجيبة
سر الحقيبة والمغامرة العجيبة
مطعم صغير في شارع لا يهدأ نهاراً ولا ليلاً..
زبائن المطعم كثيرون كثيرون، كونه الوحيد في الشارع ويقدم أطباقاً متنوعة.
الزبائن يدخلون ويخرجون وهم في عجلة من أمرهم.. الوقت يمضي سريعاً، يأتون ليملأوا جوفهم بأي شيء.. لا يهم.. ثم يخرجون ليتابعوا أعمالهم.. هم مشغولون بأعمالهم وحياتهم.. لا يملكون وقتاً لتضييعه دون فائدة.
المطعم رخيص نسبياً.. والأطعمة التي يقدمها بسيطة لكنها تكفي لسد الجوع ولملء المعدة الخاوية.. وغالباً ما يجلس الزبائن مع بعضهم على طاولات مشتركة دون أن يعرف الواحد الآخر.. تبقى العيون على الأطباق.. ولا يرفع الزبون رأسه إلا عندما يشرب الماء أو الصودا، أو عندما ينتهي ويطلب الحساب.. ثم يخرج على الفور دون أن يترك للنادل عادة قليلاً من الإكرامية، فالناس هنا بسطاء.. مدخولهم بالكاد يكفيهم..
المطعم يشبه خلية نحل.. الناس يدخلون ويخرجون.. وطقطقة الصحون والملاعق تملأ المكان ضجة ونشاطاً.
تدق الساعة الواحدة ظهراً..
في هذه اللحظة.. ومنذ بضعة أسابيع.. اعتاد رجل طويل نحيف.. مستدير الوجه، تحت أنف شاربان عريضان، وفوق أنفه نظارة سوداء، جميلة وأنيقة، لكنها من الطراز القديم القديم، يبدو أن صاحبها ورثها عن جده ويعتبرها من تراثه الذي لا يستغني عنه.. ملابسه تختلف عن ملابس رواد المقهى اليوميين.. تبدو عليه آثار النعمة والثراء، لا تبدر منه أي إشارة تلفت الأنظار إليه، وفي كل الأحوال، لا يعبأ أحد بأحد في هذا المكان..
وكان من عادة هذا الرجل أن يدخل المطعم عندما تدق الساعة الواحدة ولا يخرج منه إلا عندما ي**** عصفور الساعة المعلقة على الحائط فوق الباب، والمائلة إلى اليمين قليلاً.. معلناً أن الساعة هي الثانية بعد الظهر.
يدخل هذا الرجل -الذي لم يكشف عن نفسه شيئاً- يدخل بقامته العالية النحيلة، وثيابه الأنيقة التي يبدو أنها غالية الثمن، يسير بهدوء ووقار.. يجلس في مكانه المعتاد.. ويطلب شيئاً واحداً كل يوم:
«فنجان قهوة مُرّة وتوست ساخن من فضلك».
النادل حفظ طلبه.. لكنه لا يتوقف عن سماعه في كل يوم، اعتاد على هذه النبرة الجادة الوقورة.. كلمات بسيطة ولا شيء بعد ذلك.
يسحب الرجل كرسياً خشبياً مرتفعاً.. يجره بهدوء إلى حافة المنضدة العالية، حيث يقدم النادل طلبات الزبائن الذين هم في عجلة من أمرهم ولا يرغبون الجلوس في قاعة المطعم.. يريدون أن ينتهوا من طعامهم بأسرع وقت.. وغالباً ما يلتهمونه ساخناً ولا يمنحونه بعض الوقت.. قد يحرقون أفواههم.. لكنهم لم يعبأوا في يوم من الأيام.. يبدو أن الآلام التي يقاسونها هي أشد بكثير من ألم الحساء الذي يلهب الفم والجوف..
لكن الرجل النحيل الطويل لم يستعجل مرة واحدة.. وغالباً ما شرب القهوة بعد أن تبرد.. ويظل يأكل قطعة التوست ساعة كاملة.. ببطء وتلذذ..
ياااه.. فنجان قهوة واحد وقطعة توست واحدة يستغرق تناولهما كل هذا الوقت.. الأمر غريب حقاً.. لكن النادل يقابل يومياً مئات من الأفراد.. رجالاً ونساءً.. شباباً وكهولاً وشيوخاً.. لكل منهم طبعه ومزاجه.. ومع أن هذا الرجل تحوم حوله علامات استفهام كثيرة لم يترك النادل خياله يمتد ويطير ويحلق عالياً، إلا أن فضوله كان يسبقه أحياناً، وتعود طلبات الزبائن المتتالية لتنسيه الرجل بعد خروجه من المطعم..
الحدث يتكرر يومياً مثل مشهد سينمائي ممتع..
«فنجان قهوة مُرّة وتوست ساخن من فضلك»..
الكرسي الخشبي يلاصق الزجاج المطل على الطريق مباشرة.. لا يجلس أحد عادة في هذا المكان، والرجل الطويل النحيف لا يجلس في مكان سواه.. أصبح المكان يملكه، أو هو يملك المكان، فيه أشياء لا يحسها واحد من رواد المطعم.. مشاعر له وحده، أحاسيس خافية تتجاوز صمته.
ساعة واحدة فقط وتخلو هذه الزاوية.. تعود مهجورة كما هي دائماً في الليل والنهار، كأنها مكان محظور على جميع الناس باستثناء إنسان واحد..
الرصيف في هذا الوقت من النهار يكتظ بالمارة.. الرجل النحيف الطويل هوايته كما يبدو مراقبة الناس وهم يمشون مسرعين يتصببون عرقاً.. فيما هو يجلس بهدوء، في أجواء باردة منعشة داخل المطعم المكيف.. يلصق عينيه بزجاج المطعم، يصب نظراته متأملاً الوجوه والأجساد المتلاحمة.. كأنه يريد تشريح كل جسد ليعرف ما تخفي لحومهم من أسرار وأفكار..
لم يكن الرجل يتفوه كلمة واحدة.. باستثناء طلبه:
«فنجان قهوة مُرة وتوست ساخن من فضلك»..
نظارته تحجب عينيه وجانباً من وجهه، وشارباه العريضان يخفيان جانباً آخر، فلا يبدو من وجهه المستدير غير جوانب بسيطة تزيده إبهاماً وغرابة، وحتى شعره لم يظهر منه غير خصلات بسيطة، فقد كان يخفيه تحت قبعة ملونة زاهية يبدو أنه أحضرها معه من بلاد غريبة بعيدة.. سترته غامقة الألوان، لم يرتد يوماً ألواناً مفرحة تتناسب مع القبعة، يوجد في لباسه تناقض صارخ.. ورغم كل هذا لم يكن أحد يشعر بوجوده باستثناء النادل..
وفي يوم.. اشتد فضول النادل، لم يستطع كبح جماح نفسه، قال له وهو يقدم إليه فنجان القهوة وقطعة التوست:
«لم نتعرف على اسمك أيها السيد المحترم؟!».
نظر إليه الرجل من وراء زجاج النظارة السميكة...
مرت لحظات دون أن يتكلم، شعر النادل أنه ارتكب خطأ جسيماً بهذا السؤال.. أحنى الرجل رأسه ثم قال: اسمي وحيد.. ثم التفت الرجل مجدداً ناحية الزجاج المطل على الطريق، غارزاً نظارته في حياة الناس قبل جسومهم.. يبحث عن أشياء مبهمة لا يرغب أن يُسأل عنها..
شعر النادل بأنه ارتكب خطأً ما.. تجاوز حدوده، اخترق حاجب الصمت الذي نسجه الرجل بعناية فائقة ليكون ساتراً له..
لم يجرؤ النادل بعدها على التحدث إليه مرة ثانية..
صار يخشى حتى النظر في وجهه.. يبدو مرعباً.. في قسمات وجهه شيء غريب للغاية.. في حركة رأسه إبهام مخيف، يجعلك تراجع نفسك مئة مرة قبل أن تجرب مجرد التحدث إليه بكلمة واحدة..
ترى ما سر هذا الرجل المدعو وحيد؟!
ماذا يخفي من أسرار، حكاياته ترسم ألواناً من التجارب النادرة، الألغاز تحيط به كما يحيط السوار بالمعصم، ومع ذلك كانت تجربة جريئة مرعبة ومن الحماقة أن تتكرر مرة ثانية.
لن يجرؤ النادل على سؤاله مرة أخرى..
«لقد أخافني حقاً.. لو كان بلا نظارات لسقط رعباً».
وأقسم النادل أن يتجنبه قدر ما يستطيع.. فالمسألة ليست مجرد سؤال..
وعاد الرجل يمارس طقوسه المعتادة..
من الساعة الواحدة تماماً حتى الثانية.. 60 دقيقة فقط، فنجان قهوة وقطعة توست واحدة.. ويعلق نظره على الزجاج المطل على الطريق ليراقب الناس في ركضهم وعرقهم.. برنامج يومي متكرر، لا يمل ولا يغير عادته، والصمت جليسه الدائم، والوحدة رفيقه القائم.