أليس من حق كل أب سعودي تعليم ابنته قيادة السيارات...؟

January 11th, 2010, 09:47 AM

كتاب اليوم

عبدالله ناصر الفوزان


أليس من حق كل أب سعودي تعليم ابنته قيادة السيارات...؟



كتبت مقالاً نشرته "الوطن" قبل يوم أمس السبت قارنت فيه تصرف طالبات أتوبيس تعليم البنات الذي تعطل في نفق السويدي بمدينة الرياض بسبب السيول التي تجمعت في النفق، وكان بإمكان الطالبات النزول والنجاة بأنفسهن حيث كان مستوى المياه في النفق لا يتجاوز الركبة والسيول مستمرة في الانحدار في النفق والمستوى يعلو بالتدريج، لكن بنات الأتوبيس تشبثن بمقاعدهن ينتظرن المنقذ الذي هو الرجل كما تعودن وكما تربين، وجاء الرجل فيما بعد ولكن ليس في الوقت المناسب فتم الإنقاذ بوسيلة السباحة، وكان بالإمكان أن يحدث ما لا تحمد عقباه... لقد قارنت تلك الحادثة بالحادثة التي حصلت في جدة في السيل الكبير الأخير وكانت على نهج معاكس قامت فيه فتاة في الخامسة عشرة بإنقاذ رجال وأسر بواسطة سيارتها (الجمس) التي قادتها من مكان بعيد بعد أن اتصل بها أبوها وطلب منها الحضور لإنقاذه وجاءت بها للمكان الذي كانت فيه السيول تجرف السيارات، فأنقذت أباها وأخاها بسحب سيارتهم الصغيرة بحبل، وأنقذت ثماني أسر بطريقة سحب السيارات ودفعها من الخلف واستحقت أن تشكر على فعلها وحق لأبيها أن يحمد الله على أنه علمها قيادة السيارة، كما وجب على الجميع أن يعتبر تعلمها القيادة نعمة عادت بالخير على تلك الأسر التي استفادت منها.



وكان عنوان مقالي (علموا بناتكم السباحة والنجابة وقيادة السيارات) على اعتبار أن الدروس المستفادة من المقارنة بين الحدثين.. حدث نفق السويدي وحدث فتاة سيول جدة.. تقول إنه من الضروري أن يعلم الأب ابنته السباحة وقيادة السيارات لتستطيع أن تتصرف في الوقت المناسب لو حصل ما يستدعي ذلك لها أو لأحد أفراد أسرتها أو أقاربها أو أي إنسان يحتاج لفزعتها، لكن الإخوة المسؤولين عن تحرير صحيفة الوطن وفي خطوة نادرة ودون إبلاغي حذفوا (قيادة السيارات) من العنوان فجعلوه (علموا بناتكم السباحة والنجابة) وحذفوا كل العبارات التي تحض الآباء على تعليم بناتهم قيادة السيارات من المقال، وهذا يعني أنهم مقتنعون أنه ليس من حق أي أب سعودي تعليم ابنته قيادة السيارات وبالتالي فلا يحق لي حثهم على ذلك... فهل ما اقتنعوا به هو الصحيح...؟؟




من الواضح أنهم توصلوا لاقتناعهم استنتاجاً من أنه لا يحق لأي إنسان في المملكة رجلاً أو امرأة أن يقود سيارة إلا برخصة قيادة، وطالما أن الجهات المختصة لدينا لا تعطي المرأة رخصة قيادة فإنه لا يجوز للوالد أو الزوج أو الأخ أن يعلم ابنته أو زوجته أو اخته القيادة ولا يجوز لها هي أن تفعل ذلك، وهذا الاستنتاج من الإخوة في "الوطن" في رأيي خاطئ لأن هناك فرقاً بين مزاولة العمل وتعلمه.




على سبيل المثال لا يجوز لأي إنسان في المملكة رجلاً أو امرأة أن يفتح متجراً أو يزاول مهنة بصفة رسمية إلا برخصة يأخذها من الجهة المختصة، لكن من حقه أن يتعلم التجارة أو السباكة أو النجارة أو أي مهنة دون أن يحصل على إذن بذلك من أي جهة، ومن حق غيره أن يعلمه ذلك، وهذا ينطبق على قيادة المرأة للسيارة، فليس من حقها أن تقود السيارة في المدن والطرق المخصصة لذلك إلا برخصة، لكن طالما أن قيادة السيارات ليست محرمة شرعاً فمن حقها أن تتعلم في مكان مأمون غير مطروق لأحد، بحيث تضمن ألا يؤدي تعلمها القيادة لأي ضرر لأحد، ومن حق والدها أن يعلمها وفق هذا الشرط، ومن حقها وحق أبيها ذلك خارج المملكة في الأماكن المخصصة لتعليم القيادة.
من حق الإخوة في صحيفة الوطن أن يكون لهم رأي مختلف، ومن حقهم أن يدافعوا عن رأيهم بالتعليق على مقالي، كما أنه من حق أي قارئ أو مسؤول أن يكون له رأي مختلف، فما أعبر عنه الآن هو رأي وجدت أن من حقي طرحه تماماً مثل حق الآخرين في إيضاح آرائهم... ولكن أرجو من الإخوة في "الوطن" وغيرهـم ممن لهم آراء أخرى مختلفة بعد أن يوضحوا آراءهم ويدافعوا عنها أن يناقشوا على ضوئها ما قامت به ملاك المطيري في جدة عندما قادت سيارة الجمس مدة ربع ساعة في شوارع جدة وأنقذت أصحاب السيارات الصغيرة العالقة في السيل ومنهم أبوها وأخوها، فيقولوا لنا هل اقترفت خطيئة عندما تعلمت قيادة السيارة، وهل أخطأ أبوها عندما علمها أو على الأقل سمح لها بذلك، وهل لو كانت لا تجيد قيادة السيارة كان ممكناً أن تفعل ما فعلت، وما حجم الخسارة التي ستحصل حينئذ، ثم ما هو الضرر الذي حصل بتعلمها القيادة...؟؟ كما أريد القول لكل أخ سيسألني قائلاً: أما بقي لدينا من القضايا إلا تعليم الأب ابنته قيادة السيارة كما جرت العادة... أقول لهؤلاء الإخوة إن قضايانا كثيرة وهذه من ضمنها وكل مقال أكتبه يحمل قضية مختلفة وعليه العودة للمقالات ليعرف حجم القضايا المطروحة ونوعياتها قبل أن يطرح السؤال.



استغفر ربك
يا أخي صالح الشيحي

جناحنا وهداَّفنا النهاز للفرص الأخ/ صالح الشيحي عاتبني ضمنياً في مقاله يوم أمس (علموا بناتكم قيادة السيارة) لأني حثثت الآباء على تعويد بناتهم استخدام الملابس التي تساعد على الحركة لاستخدامها وقت الحاجة قائلاً إنه ((ليس هناك مبرر لأن نجبر المرأة على ارتداء ملابس تكشف جزءاً من جسمها عند سقوطها على سلم كهربائي أو صعودها السيارة، أو تعرضها لحادث مروري)) وأقول للأخ صالح أولاً لم أطلب الإجبار، وثانياً هو فهم الأمر على نحو معاكس تماماً، فالملابس التي تساعد على الحركة هي التي لا تؤدي للتكشف في الحالات التي ذكرها بعكس الملابس التي لا تساعد على الحركة وإذا أراد التأكد فيمكنه أن يجرب هو شخصياً بملابسه التي لا تساعد على الحركة أن يركب سيارة (جمس)، أو يسوق "سيكل" رياضياً من النوع الذي ترتفع فيه الأرجل أثناء الحركة إلى ما فوق مستوى البطن.. ولا أدري كيف فهم ما فهم.. وربما أنه ظن أني أقصد أن يعلم الأب ابنته لبس (الميني جوب) أي أنه ظلمني بفهمه، ولذلك يلزمه الاستغفار في اعتقادي.

• نشر عبر تويتر
• نشر عبر فيسبوك
• نشر عبر جوجل